(02-05-2011, 07:45 AM)وليد غالب كتب: هذا دليل قاطع على أن ديل الكلب لم ينعدل وأن النظام مصمم على البقاء كما هو دون تغيير وبأن الرئاسة سيتم تسليمها بعد مبارك إلى شخص من هذا النظام كعمر سليمان؛ فقلقهم من البرادعي هو ببساطة لأن البرادعي هو منافس حقيقي على منصب الرئاسة خاصة من ناحية أنه مقبول دولياً وأمريكياً.
يعني بالمختصر: منصب الرئاسة يستحيل أن يؤول إلى شخص من غير النظام الحالي.
يعني: عليكم العوض بهذه الثورة؛ فثورة من دون دعم الجيش مصيرها الفشل.
يعني: تونس كانت حالة عربية استثنائية.
يعني: كس أم الحالة.
وما فائدة ثورة شعبية بجيش ؟ ألا يعتبر هذا أنقلابا , او على أحسن التقدير - من يملك السلاح , سيملك تعيين طرطور فى الحكم ويتولوا هم الحكم فى الخفاء. اذا الشعب أراد ان يكون هو مصدر السلطات , فعليه ان يكافح من أجلها. مشكلتنا فى الوطن العربى أن محدش عايش معانا عاصر ثورة شعبية زى مثلا ثورة 1919 بمصر , وبالتالى هناك عملية استعجال وتعجيل وكأننا أمام مظاهرة لتعديل قرار حكومى والجميع ينتظر الحاكم لتعديله , وليس خلع نظام حكم بأكمله ...
مبارك لجئ لجميع الحيل لاقناع الولايات المتحدة والأوربيين ان بقاءه فى السلطة هو صمام الأمن للشرق الأوسط - ففى البداية تجاهل المظاهرات ووصفها بأنها احتجاجات على سياسة الحكومة وليس حكمه الشخصى , أتغيرت الحكومة وزادت الأحتجاجات اكثر , فوعد بتعديل الدستور وبقية الكلام الفارغ , ولم تنحصر الأحتجاجات وان كانت اعطتت للناس اللى قاعدة فى البيت حجة بنصر زائف , لكن لم تتوقف الأحتجاجات. فلعب على الأخوان المسلمين , لكن الأمريكيين نفسهم مش بلعينها , خصوصا وان جميع المراسلين الاجانب بيأكدوا ان هذه المظاهرات هى ثورة شعبية تتضم جميع طوائف الشعب , ولم تتوقف الاحتجاجات ايضا وظهرت بنفس الشكل ونفس التنوع.
أصبح لدى الأمريكان والأوربيين ان مبارك اصبح شخص غير مرغوب فيه , وهى تريده ان يخرج بأسرع وقت ممكن - لكنها لا يمكن ان تنسى انه رجل المنطقة ومن وقف بجوارهم فى العديد من الحروب وان كان اشهرها على الأطلاق حشد التأييد العربى لأخراج العراق من الكويت , لكن لأرضاء شعبها ولمصالحها فى المدى البعيد هى بحاجة ان تحافظ على هذه الطبقة من الشباب وهذا النوعية فى التفكير فى دولة مدنية وديمقراطية بدون ان تتدفع مليم واحد , اذا نقارن سيناريو العراق. وهنا يأتى الجوكر " محمد البرادعى " , رجل معتدل علمانى ليبرالى , قضى حياته فى الخارج ويسعى الى اسلوب حكم وتنمية مختلف عن اسلوب المافيا والأمن , الذى أتى على الولايات المتحدة بالخراب وضياع الفلوس ..
مبارك حرق جميع أوراقه , وحتى الرجل متكسفش يقول لأوباما ان عمرو سليمان بعد حلفان القسم تعرض لعملية أغتيال وقتل فيها الحارسان بتوعه , كنوع من التخويف لأغتيالات سياسية واضطرابات تنازعية اقليمية , ويبدو لى ان الأمريكان نفسهم مصدقوش ومش هتتدخل عليهم المرة دى ...
الأعتماد الكلى على المساندة الغريبة لن يعود علينا الا بالضرر , وطول ما ميدان التحرير فى يد المتظاهرين لن يستطيعوا تصفية المطالب. جزء كبير من شعب مصر الغبى مخدتش باله ان احمد شفيق كان بيهدد ويتوعد الناس اللى اتظاهرت فى تصريح صحفى , وقال " عايزين نعرف الولاد دى طلعت ازاى ؟ وأتجمعت ازاى ؟ ومين اللى ورائهم بينظموهم ؟ " وطبعا الجميع يعرف لما هو هيعرف , هيعمل ايه .
أنا متفاءل
وعمر مبارك فى مكتبه الرئاسى اصبح ينفذ بالساعات وليس الـ 6 شهور , والدليل على هذا تصريح أوباما بأن الأصلاح قد بدأ بالفعل - والذى ترافق مع مقالة جميلة فى الجرديان وأى بى سى عن ثروة عائلة مبارك , والتى بدى لى تهديد لمبارك بأما ان يغادر الحكم وأما تجميد الارصدة وشله تماما كوسيلة للضغط عليه.
بعد مبارك , سيكون هناك حديث اخر - للخلاص من الدكتاتور رقم 2 ( عمرو سليمان ).