مقال عن الجمهورية المصرية الرسمية ...مشروع ضم سيناء لغزة بعد اقتطاعها من مصر
http://www.alarabiya.net/views/2011/02/05/136360.html
إلا سيناء !
محمد علي ابراهيم
تردد في الآونة الأخيرة علي ألسنة بعض الدبلوماسيين الغربيين والعرب في القاهرة أن الولايات المتحدة اتفقت مع من اختارته لحكم مصر بعد مبارك علي تسهيل مهمة وصوله للرئاسة من خلال خطة محكمة لحل القضية الفلسطينية بالشروط الإسرائيلية والموافقة الضمنية الأمريكية.
الخطة ليست جديدة وقد كشف عنها لأول مرة الصحفي الأمريكي المعروف مارتن كرامر عندما كتب عن فكرته في مشروع الدراسات الاستراتيجية التابع لجامعة هارفارد وتتلخص في منح سيناء للفلسطينيين المقيمين في غزة واقامة امارة غزة الكبري فيها واعطاء مصر مقابلها جزءا من صحراء النقب.
الأنباء تتردد أن إدارة أوباما التي تحتاج دعما من اللوبي اليهودي تفكر الآن في تقديم جائزة كبري لإسرائيل ليستمر أوباما في الحكم بعد انخفاض شعبيته.
الخطة التي كتبنا عنها من قبل تهدف إلي اسقاط الحدود بين مصر وغزة وتوطين حماس والفلسطينيين فيها بحيث يتولي الفلسطينيون تشغيل مطار العريش وسيناء والاستفادة من البنية التحتية الموجودة في شمال وجنوب سيناء لاستيعاب وتشغيل الفلسطينيين خصوصاً وأنه ليس هناك كثافة سكانية بها.
الأمر الذي يؤكد هذه الخطة أن عدة عناصر من حماس وكتائب القسام تم القبض عليهم وبحوزتهم آلاف الدولارات وأسلحة ومنشورات.. أيضا تم إطلاق سراح المتهمين في خلية حزب الله التي كانت تستهدف عدة منشآت في سيناء وعلي رأسهم سامي شهاب.. الغريب أن كل المتهمين من أعضاء حركة حماس وصلوا إلي عائلاتهم وأسرهم بعد ساعات قليلة من اندلاع الانتفاضة الشعبية بمحافظات مصر الأمر الذي يقطع بأن هناك ترتيباً أكبر من أي هيئة مصرية تم تنفيذه بسرعة قبل إحداث الزلزال الكبير.
الاتفاق الذي يتردد أن إدارة أوباما فاتحت فيه معارضاً بارزاً ورئيسياً كان له دور هام في تحريك الأحداث الفترة الماضية ينص علي حل المشكلة الفلسطينية تماماً من خلال دولتين.. إحداهما في رام الله والأخري في غزة وبهذا يتم ضرب عدة عصافير بحجر واحد أهمها إرضاء إسرائيل وإنهاء القضية الفلسطينية تماماً وتركيع مصر أو "تدجينها" بحيث يصبح أي حديث عن التطبيع بين تل أبيب والدول العربية سهلاً.. ينتهي العداء بين إسرائيل والعرب.. تزدهر التجارة.. نموذج "ذبح" مصر سيكون ماثلاً أمام سوريا ولبنان وآخرين فيرضون بما يعرضونه عليهم.. لن تكون هناك مصر التي استردت سيناء بالحرب والسلام. ولكن ستكون هناك مصر التي فقدت أرضها ولن تقاتل مرة أخري لاستردادها.. ستكون سيناء عامرة بسكان غير مصريين. وهم الذين سيحمون سلام إسرائيل للأسف. لأنهم سيظلون مدينين لها ولواشنطن بالوطن البديل.
هناك وعود لأصدقاء أمريكا في مصر سواء الدكتور محمد البرادعي أو غيره بأن تحصل مصر علي كل ما تريد إذا ما تم حل المشكلة الفلسطينية.. واشنطن لا يهمها استقرار مصر الآن ولكن استقرار إسرائيل وتطبيعها مع العرب.
المقترح الذي درسته أمريكا وربما ناقشته مع مصريين أن يتم إضافة ألف كيلومتر مربع من سيناء لغزة بالاضافة ل 650 كيلومتراً مربعاً هي مساحة القطاع حالياً.. وذلك لتخفيف الكثافة السكانية للقطاع وتحويله إلي سنغافورة الشرق الأوسط. بعد أن تتحول لدولة ترانزيت تنقل من خلالها البضائع وغيرها..
وإذا كان هذا الاتفاق حقيقيا كما يتردد. فأنا أحذر من تنفيذه.. وأخشي أن تكون جماعة الأخوان المسلمين قد اتفقت علي هذا السيناريو مع المرشح المدعوم من أمريكا في سبيل اقتسام السلطة أو إقامة نظام شبيه بتركيا مثل رئيس شرفي وحزب اسلامي يحكم..
خطورة هذا المخطط الذي استحكمت حلقاته وتموله قطر وتسلحه اسرائيل وتدعمه الولايات المتحدة انه سينزع السيادة المصرية ويجعل أكبر دولة عربية مثلها مثل أي جمهورية موز من أمريكا اللاتينية.. واعتقد أن الجيش المصري العظيم الذي روي سيناء بدماء ابنائه لن يقبل بهذا ابداً.. لن يرضي أبطال القوات المسلحة أن يضيع دم شهدائهم الابرار سدي ويسلموا قطعة غالية من الوطن لقوة اقليمية أو عملاء أو متطفلين فهذا ليس من شيم الابطال..
علي أية حال مصر ترفض باصرار أي تدخل في شئونها أو الاعتداء علي سيادتها. ولن يكون ثمن استقرارها صفقة ترضي واشنطن وتل أبيب وقوي وجماعات داخلية.. لن تسمح مصر بأن يكون التنسيق بين حماس والأخوان علي حساب المصلحة القومية العليا.. اتقوا الله في الوطن.
*نقلا عن "الجمهورية" المصرية