هل ظلم التاريخ حسني مبارك في آخر سنوات حياته ???...كان قاب قوسين أو أدنى من الموت ليتم انشاء نصب تذكاري له وجنازة حافلة ....ثم جاء أولاد المدارس ليفشلوا خططه ...وهل الملك حسين وحافظ الأسد والملك فهد وياسر عرفات أحسن منه لتقام لهم جنائز اسطورية ..

..لكل ذلك لو وضعنا نفسنا مكانه لتفهمنا عناده وتمسكه بالسلطة ..

.مبارك يعيش الآن أسوأ أيامه وملامح وجهه بخطابه الأخير تؤكد ذلك .


..رغم كرهي للدكتاتوريات ولكن لمبارك جوانب سلبية وإيجابية ...

وماذا استفادوا من جنازتهم هذه... التاريخ سيحاكمهم على أفعالهم رغم الجنازة وجثثهم أكلتها الديدان مثل باقي البشر...

بالتأكيد هناك ايجابيات لمبارك و لكن هذه الايجابيات تتضائل كثيرا امام سلبياته
اخر 10 سنوات من حكم مبارك كانت سنين صعبة جدا حيث تراكمت السلبيات فوق السلبيات
احتفظ مبارك ببعض الوجوه التي شاخت و ترهلت مثل صفوت و الشاذلي و عزمي و سرور و فاروق حسني
كل هؤلاء كانوا مكروهين و فاسدين حتي النخاع لكن كان من الممكن الصبر عليهم
اما الكارثة فكانت ابن الرئيس و طموحة في الحكم
اخر حكومة فعليا هي حكومة جمال مبارك, مجموعة من رجال الاعمال تبنت سياسة اقتصادية ادت إلي ارقام نمو جيدة لكن في نفس الوقت سوء توزيع فج مصحوبا بحالة مستعصية من الفساد.
و لكي تستقر مثل هذه الحكومة كان لابد من اطلاق يد جهاز الامني للقمع و اسكات الناس
اخر انتخابات كانت تمهيدا لمجلس شعب مخصي لتمرير ابن الرئيس
في يوم 25 يناير و عندما كانت الثورة تنطلق و القنوات تتكلم عن احداث دائرة في الشوارع كانت القناة الاولي تذيع لقاء مع وزير الداخلية حبيب العدلي يتحدث فيه عن انجازات الشرطة و انه جاهز ليتعامل بيد من حديد مع اي انفلات
استطيع ان اقول و بأمانة انني عشت و شاركت و راقبت اشياء لم اكن اسمع عنها سوي في كتب التاريخ
من شهر واحد كان احتمال ثورة بهذا الحجم و الكيف و الحسم كلام لا يمكن تصديقة
و الان و بعد ان حدثت, اقول و سيكتب الكثير ان البلاد كانت تسير إلي هذا الثورة, و ان لها اسباب تراكمت و مقدمات ظهرت و وجوه صاغتها و شرارة اطلقتها...
الحديث عن انصاف مبارك و صياغة تاريخة بشكل متجرد موضوعي يتعامل مع سلبياته و ايجابياته هو ترف لا تطلبه ممن ثار عليه و وقف يائسا في التحرير او في اي من ميادين مصر يتمني ان يسمع خبر رحيله