صحيفة ألمانية: سورية قد تكون بنت موقعا نوويا سريا قرب دمشق
,أنا أدعوك بدوري أن تبحبش عن أصل وفصل هذه الصحفية ...وستجدها اما يهودية أو ذات غرام يهودي
قالت صحيفة ألمانية إن أجهزة استخبارات غربية رصدت موقعا سرِّيا بالقرب من العاصمة السورية دمشق، ويُعتقد، حسب أحد مراكز الأبحاث الأمريكية، أنه كان مجهزا لتصنيع مواد للاستخدام في موقع "الكبر" الذي دمرته إسرائيل في شهر سبتمبر/أيلول من عام 2007 بسبب اشتباهها بأنه كان مفاعلا نوويا سريا.
فقد ذكرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" في تقرير لها الخميس أن أجهزة استخبارات غربية حصلت على صور يُفترض أنها أُخذت من داخل مبنيين في موقع "مرج السلطان" المجاور لموقع عسكري يقع على مقربة حوالي 15 كيلو مترا شرقي مدينة دمشق.
ونشر معهد العلوم والأمن الدولي صورا قال إنها التُقطت بالقمر الصناعي للموقع المزعوم، ولكن دون أن يُذكر تاريخ التقاط الصور التي قيل إنها تظهر معدات لتحويل اليورانيوم عندما كانت لا تزال في طور التجهيز في الموقع عندما تم تصويره.
وفي حال تأكدت صحة ما جاء في تقرير الصحيفة، فإن ذلك سيشكِّل عاملا إضافيا يساهم بتغذية مخاوف غربية بأن سورية كانت منخرطة بنشاط نووي سرِّي حتى قبل مهاجة إسرائيل لموقع "الكبر" الواقع في محافظة دير الزور شرقي البلاد.
كما من شأن ذلك أيضا أن يزيد الضغط على الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاتخاذ إجراء ضد سورية، وذلك خلال اجتماع المنظمة المقرر عقده في فيينا أوائل الشهر المقبل لبحث مسألة موقع "الكبر".
تساؤل
"إن السلطات الدولية والمنظمات الاستخباراتية تعرف مثل هذه المعلومات. كما أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعمل للوصول إلى المكان لتفتيشه، وهذا هو الشيء الصحيح"
إيهود باراك، وزير الدفاع الإسرائيلي
يُشار إلى أن الوكالة ظلَّت تتساءل عن المكان الذي يمكن أن تكون سورية قد أنتجت فيه وقود اليورانيوم للموقع المزعوم، وذلك بعد أن كانت قد رأت أن "الكبر يحتوي على المقومات الأساسية التي تتوافر عادة في مواقع المفاعلات النووية".
وكانت مذكرة دبلوماسية سرية مسرَّبة لموقع ويكليكس أواخر العام الماضي قد أشارت إلى أن "الغارة الجوية الإسرائيلية دمَّرت مفاعل الكبر قبل أسابيع من أن يصبح قابلا للتشغيل".
وفي معرض رده على ما جاء في تقرير الصحيفة الألمانية، قال إيهود باراك، وزير الدفاع الإسرائيلي: "إن السلطات الدولية والمنظمات الاستخباراتية تعرف مثل هذه المعلومات. كما أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعمل للوصول إلى المكان لتفتيشه، وهذا هو الشيء الصحيح".
عضو الكونجرس
بدورها، قالت إيليانا روس لتينن، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي والنائب عن الحزب الجمهوري، إنها "قلقة للغاية" بشأن ما جاء في التقرير.
"يجب أن نعمل أيضا مع الدول الأخرى المسؤولة لفرض عقوبات صارمة متعددة الأطراف، ودونما إبطاء"
إيليانا روس لتينن، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي
وحثَّت لتينن الرئيس الأمريكي باراك أوباما على اتخاذ موقف صارم حيال سورية، "وذلك من خلال التطبيق الكامل للعقوبات المفروضة عليها في إطار قانون عقوبات كانت واشنطن قد أصدرته بحق دمشق في عام 2003.
وقالت لتينن: "إذا ما واصلت سورية رفض تفتيش مواقعها النووية، فإنه سيتعيَّن على الوكالة الدولية للطاقة الذرية ممارسة حقها بالطلب بإجراء تفتيش خاص، والذي على سورية أن تسمح به وفق للمعاهدة الدولية".
وأضافت: "يجب أن نعمل أيضا مع الدول الأخرى المسؤولة لفرض عقوبات صارمة متعددة الأطراف، ودونما إبطاء".
وبعد تحليلهم لما جاء في التقرير، قال خبراء نوويون من "معهد العلوم والأمن الدولي" في العاصمة الأمريكية واشنطن إن الوضع التشغيلي للموقع لم يكن معلوما، رغم الاشتباه بأنه كان منشأة صغيرة لتحويل اليورانيوم.
وقال الخبراء من المعهد المذكور في دراستهم التحليلية التي نُشرت إلى جانب تقرير الصحيفة الألمانية: "هنالك شك بأن سورية قد تكون فرَّغت المبنيين قُبيل منتصف عام 2008، وقد تكون اتخذت خطوات لتمويه الأنشطة السابقة في الموقع".
لا تعليق
بشار الأسد
الأسد: السماح بالتفتيش غير المشروط للمواقع السورية يُعتبر خرقا للسيادة الوطنية.
وقد رفضت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التعليق على ما جاء في تقرير الصحيفة الألمانية، إذ قالت متحدثة باسم المنظمة الدولية إنها لا تعلِّق عادة على تقارير صحفية.
كما لم يصدر عن سورية بعد أي رد فعل على التقرير، علما أن دمشق تنفي جملة وتفصيلا أن يكون لديها برنامج نووي سري.
وفي حديث أجرته معه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أواخر الشهر الماضي مؤخرا، أكَّد الرئيس السوري، بشار الأسد، أن بلاده "لن تمنح" الوكالة الدولية للطاقة الذرية تصريح دخول غير مشروط للمواقع النووية المحتملة داخل سورية، معتبرا ذلك "خرقا للسيادة السورية".