فرنسا تعترف بالمجلس الوطني الليبي، وتتبادل معه السفراء، والاتحاد الأوروبي يعقد اجتماعا غدا لتدارس الأمر، وليس من المستبعد أن تعترف اسبانيا والبرتغال بهذا المجلس قبل الاجتماع.. وأمريكا تعلن استعدادها لفرض حظر جوي على ليبيا.
هذه الدول تعمل ليل نهار لوضع اليد على ليبيا.
والحكومات العربية لم تتخذ بعد موقفا علنيا بالاعتراف بثورة الشعب الليبي.
وهذا يمكن فهمه؛
فبعضها يتحسس رأسه خوفا من وصول السكين إلى رقبته، ويحاول استباق الانهيار بإعلان إصلاحات سياسية واقتصادية.
وبعضها يعيد تنظيم صفوف أنصاره ليتصدى للمحتجين إن حاولوا رفع رؤوسهم. وربما لن يتورع عن تقديم المساعدة لهذا العميل الإسرائيلي الأمريكي، وكأنهم لم يستوعبوا بعد إن دور هذا الجوكر قد انتهى!
مثل هذه الحكومات لا يمكنها أن تكون سندا للشب الليبي، بل عدوا "مضمرا" له يتمنى فشل الثورة وعودة القذافي لحكم ليبيا. ولهذا فهي لن تعترف بالمجلس الوطني المؤقت إلا حين يأتيها الأمر مباشرة من أمريكا.

وإذا كنا نفهم لماذا تنتظر تلك الأنظمة الأمر المباشر من أمريكا، لأنها تظللها وتحميها منذ احتلت مواقع الاستعمار البريطاني والفرنسي والايطالي في المنطقة العربية، فإن الموقف المتردد لـ"حكومتي الثورة" في مصر وتونس لا يمكن تفسيره إلا بتخلف هتين الحكومتين عن فهم ما يدور بالجوار الليبي وعلاقته بالأمن القومي للبلدين ومصالحهما الحيوية وبمستقبل مواطنيها.

لماذا لا تعترف حكومتا مصر وتونس بالثورة الليبية؟.. وتستقبلان، كما استقبل ساركوزي اليوم، مبعوثي المجلس لدراسة احتياجات الثوار؟

لماذا لا يمد ثوار تونس ومصر ثوار ليبيا بما يحتاجون إليه من مساعدات عسكرية لحسم الموقف قبل أن تشتعل البلاد في حرب أهلية تأتي على الأخضر واليابس ويضطر الليبيون إلى طلب التدخل الخارجي لإيقافها ؟
أليست مصر وتونس أولى بتقديم المساعدة إلى الليبيين من أوروبا وأمريكا!؟
فماذا تنتظران !؟.. أ
هل تنتظران اندحار الثوار على الجبهات فيضطر المجلس الوطني الليبي إلى قبول العروض الأوروبية والأمريكية الباهظة التكاليف مرفقة بـ"الفواتير المفصلة" التي تحسب ثمن الرصاصة بثلاثة دولارات وثمن الصاروخ بثلاثة ملايين؟

من يمنع مصر وتونس بعد رحيل مبارك وبن علي من التدخل لإنقاذ الثورة الليبية ؟..
هل هي أمريكا ؟.. أم المشايخ والملالي المتخلفين !؟.. أم العسكر الذين لا يرون أبعد من أنوفهم!؟..

العسكر الذين لا يرون أبعد من أنوفهم

اقتباس:وإذا كنا نفهم لماذا تنتظر تلك الأنظمة الأمر المباشر من أمريكا، لأنها تظللها وتحميها منذ احتلت مواقع الاستعمار البريطاني والفرنسي والايطالي في المنطقة العربية، فإن الموقف المتردد لـ"حكومتي الثورة" في مصر وتونس لا يمكن تفسيره إلا بتخلف هتين الحكومتين عن فهم ما يدور بالجوار الليبي وعلاقته بالأمن القومي للبلدين ومصالحهما الحيوية وبمستقبل مواطنيها.

و يمكن هم فاهمين كل حاجة لكن احنا اللي بنشطح في الآمال و التوقعات.

(03-11-2011, 02:59 AM)هاله كتب:  و يمكن هم فاهمين كل حاجة لكن احنا اللي بنشطح في الآمال و التوقعات.

لا ينفع إن يكونوا "فاهمين كل حاجة" حين لا يتجسد هذا "الفهم" في "فعل". سحب زمام المبادرة من أوروبا وأمريكا لا يهدف فقط إلى تقديم العون لثوار ليبيا بل، وأيضا، إلى حماية الثورة في تونس وفي مصر..

يا ابو نواس

سحب زمام المبادرة هذا قد يكون في بعض الأدمغة هنا و لكن ليس في أدمغة الحكومات الجديدة

ألا يمكن أن تكون أمريكا تريد تثبيت القذافي أو صوملة ليبيا أو ..أو .. و أبرقت التعليمات للحكومتين: Mind yr own business.

كل الاحتمالات قائمة و أنا أرى أن البعض يبالغ في تحسين صورتي حكومتين لم تتضح معالم توجهاتهما و طبيعتهما بما يكفي بعد.

الموقف غاية في الحساسية أبا نواس , لماذا لا ننتظر ما يسفر عنه اجتماع وزراء الخارجية العرب ,
ليبيا أرسلت وفدا يالأمس بعد أن علق مجلس الدول العربية عضويتها , أم أنك تحب أن تنفرد مصر وتونس باعتبارهما صاحبتي حكومتين ثوريتين بالقرار , اجتماع المجلس سوف يكون غدا السبت , هذا من ناحية ومن ناحية أخري ففور وصول وفد من ليبيا أرسل المجلس العسكري لاستدعاء رئيس الوزراء المكلف عصام شرف لحضور اللقاء حتي أنه قطع اجتماعا حكوميا كأنما يقول له ( تعال يا خويا شيل ,هو إنت مش شريك في القرار ), وربما يكون لتوازن القوي بين المجلس العسكري والحكومة والثوار ومشاكل الداخل المضطربة في البلدين أثره في عدم اتخاذ قرار سريع تجاه الأزمة كما فعلت فرنسا الهادئة , نحن في مصر نحاول الاستقرار بكل طريقة , فنفاجئ بانفتاح باب من جهنم في كل وقت آخره الفتنة الطائفية التي من الممكن ألا تبقي ولا تذر , والطامة الكبري لو تبني شباب الثورة مطلب الاعتراف بالثورة الليبية وتظاهروا من أجله , ولذلك أفكر في طريقة لإخفاء شريطك هذا قبل أن يراه شباب الثورة الذين التقوا عمرو موسي وطلبوا الاعتراف بالثورة الليبية ووعدهم عمرو موسي بالنظر في الموضوع في اجتماع وزراء الخارجية , أما أننا ننتظر رأي أمريكا أو كوالالامبور فلا أظن في الوقت الحالي أننا نفكر هكذا تفكير , الموقف له بعد إقليمي حساس جدا بالنسبة لمصر بالذات , وبعد دولي , وإن غدا لناظره قريب .

اقتباس:وأبرقت التعليمات للحكومتين: Mind yr own business.

كل الاحتمالات قائمة و أنا أرى أن البعض يبالغ في تحسين صورتي حكومتين لم تتضح معالم توجهاتهما و طبيعتهما بما يكفي بعد

العزيزة / هالة
( حاولي تثقي شوية بالشعب المصري الجديد , كان كفاية خالص الجملة التانية لوحدها , هي صحيح مش متينة , بس بيها يمشي الحال برضه )

كوكو

أعتقد أن أصدقائنا العرب اعتادوا على النظر إلى مصر بشكل سلبي خاطئ وهم لا يريدون أن يتوقفوا عن ذلك ، و يذكرونني بالقول القديم " الإستعمار على يد سعد خير من الإستقلال على يد عدلي "’، فتصبح " العبودية على يد سوريا خير من الحرية على يد مصر "،وهذا موقف يجب أن نغيره كما غيرنا أشياءا كثيرة بفعل من أفعال الإرادة المصرية الجماعية ، فما يجمع عليه المصريون سيصبح تلقائيا واقعا صلبا .
دعونا نلمس الحقائق الأساسية في مصر الآن ، فالثورة في مصر تشبه في كثير تلك في تونس ،و لكن كلاهما يختلفان كلية عن ثورة ليبيا . الثورة في مصر هي ثورة ديمقراطية داخلية بدون أي بعد سياسي خارجي ( هذا البعد العربي سيظهر لاحقا بالضرورة بعد استقرار النظام الجديد ، فالحرية في المنطقة لابد ان تصبح عربية غير قابلة للتجزئة ) ، فلأول مرة لم يحرق العلمين الأمريكي و الإسرئيلي ،و لم يرفع أحد علما فلسطينيا ولا موريتانيا !. و الغريب أن الأمريكيين – عكس العرب - قرأوا ذلك بشكل صحيح ، فلم يفهم أحد ما يفهمه العرب أنه حب في أمريكا و إنتظارا لتعليماتها ،و لكن الأمريكيون فهموا أنهم لم يعدوا العامل الحاسم ولا الهام في المنطقة بالنسبة للمصريين ، لا هم ولا الإسرائيليين ولا العرب ، فأهم ما يراه المصريون الآن هو مصر وحدها .
مصر مشغولة تماما بمشاكلها و إعداة تأسيس البيت ، فلا يمكن أن نهتم بحرب أهلية في ليبيا بينما بيتنا يحترق من الداخل . الحكومة الحالية إنتقالية و المجلس الأعلى هو سلطة استثنائية لها دور محدد ، و لكنها ليست سلطة ثورية ،ولا يطلب أحد منها أكثر من دورها المحدد و المحدود . يبقى جوهر المسألة وهو الحق في التدخل سواء السياسي أو العسكري في الدول العربية الأخرى حتى ولو كان ذلك تحت شعار الثورة . لنا كمصريين تجارب عربية بل إفريقية طويلة في هذا المجال ، قادتنا تلك التجارب إلى أن نكون طرفا في حرب أهلية في اليمن ،و أن نفقد كل علاقتنا العربية تقريبا ،و أن نفقد جزءا هاما من ثروتنا القومية في إفريقيا . لقد تدخل الأمريكيون ضد صدام حسين عسكريا فدمروا العراق ،و جعلوا من صدام حسين بطلآ و شهيدا . فهل نريد تكرار التجربة في ليبيا بواسطة مصر ؟.إن أفضل ما نفعله جميعا هو رفع أيدينا عن الدول العربية ،و أن نترك الشعوب العربية تمارس نضالها وفقا لقدراتها و إرادتها . علينا كشعوب عربية أن ندعم بعضنا البعض ،و لكن دون تدخل في الشئون الداخلية لبعضنا البعض . يبقى لو كان على المصريين التدخل يوما ، فليس في حروب قبلية و جهوية في ليبيا ،و لكن لإسقاط الإستعمار العلوي لسوريا ، و استعمار مليشيات الحرس الثوري الإيراني للبنان .

(03-11-2011, 08:00 AM)هاله كتب:  ألا يمكن أن تكون أمريكا تريد تثبيت القذافي أو صوملة ليبيا أو ..أو .. و أبرقت التعليمات للحكومتين: Mind yr own business.

لا شك أن لأمريكا وأوربا مصالح في ليبيا، فهل يعني هذا أن تبقى الحكومتان المصرية والتونسية عاجزتين عن اتخاذ موقف لصالح الشعب الليبي، ولصالح شعبيهما!؟

العلاقات الدولية لا يمكن أن تبقى على حالها بعد ثورة الشعبين. لهذا لا أظن الأوامر من نوع "اهتموا بشؤونكم" يمكن أن تتبعها هزة رأس موافقة من قبل الحكومتين.

لي عودة للتعقيب على الزميلين coco وبهجت.

الزميل كوكو

أنا دائما أحط احتمالات و لو كان هناك احتمال خطر 1% و سلامة 99% أركز على الواحد حتى لا تقصم ظهر أحلامي نكسة.
بنينا امبراطوريات أحلام على عبد الناصر و صدام و القذافي و الأسد فشوف بقينا فين يا ألبي و التعن سمانا لفين!! مش نتعظ قليلا.

الزميل بهجت:

اقتباس:أعتقد أن أصدقائنا العرب اعتادوا على النظر إلى مصر بشكل سلبي خاطئ وهم لا يريدون أن يتوقفوا عن ذلك

يا أستاذ الحكاية ليست حكاية نظر الى مصر بشكل خاطئ و لا بشكل صح ولا حكاية مصر و لا عرب
يا ما غنينا في طوابير الصباح: فداااائي .. سأحيااا فداااائي .. و أممضي فدائي .. و أقضضي فداااائي .. الى أن أعود. و عندما قامت ليلى خالد باختطاف الطائرات و استشهدت سهى بشارة و غيرها آمنا بأننا لازم ننام بدري عشان نصحى بدري "فالصبح في فلسطين" ووووووووووووووو كله كيف انتهى. كتبت ضد السلطة الفلسطينية بعدد شعر راسي .. لا أستقصد مصر و لا أستقصد سوريا و لا اي حد .. بالعكس يمكن ادق تعبير يصور حالتي هو "رجف الخلاخل أرجف عليك".

(03-11-2011, 09:43 AM)coco كتب:  ... لماذا لا ننتظر ما يسفر عنه اجتماع وزراء الخارجية العرب ,

من حقك أن تنتظر يا زميل.
برأيي المتواضع "سيتمخض الجبل ليلد فأرا." ولن يخرج هذا الاجتماع بقرار الاعتراف بالمجلس الوطني الليبي.