اقتباس:يا سلام!
ما دام هناك من هو منهم و فيهم و يعبر عن مخاوفي و يردون عليه فما حاجتي لاثارة حساسيتهم؟ هل أريد أكل العنب أم مصارعة الناطور؟
يعني الأخت تطبق نظرية " فرض الكفاية " في تعاملها مع الوقائع العربية ، فيكفي وجود بعض من يعبر عن مخاوفها هنا وهناك للتوقف عن طرح أفكارها وآرائها ؟
ولقد قلت لك سابقاً حساسية - البعض - لا تعني وجود خلل في شخصي ، انما الخلل هو الذي يورث الحساسية ، ورأيك هذا طبقيه على نفسك ، ولكنه لا يلزم الآخرين .
اقتباس:ألا تكفي هذه المواقف و الوقائع لتعلمك ان ليس هناك بعد قومي و لا اسلامي و لا بطيخي؟ بل هناك مصالح فئوية و أنانية قطرية و اللهم نفسي؟
ربما لا يوجد هناك بعد قومي بمعناها العروبي ، ولكن هناك في النهاية بعد إسلامي يعطي لفلسطين وهجانها ويصر على جعلها القضية رقم واحد في العالم أجمع ، هذا البعد أنقذها قبل ذلك في حطين وفي مواقع كثيرة ، وكان يقول " والله لا أبتسم وبيت المقدس تحت دنس الإحتلال " ، وهنا لا أتحدث عن البعد " النظامي الرسمي " للقضية ، هو الذي ينطبق عليه ما تقولين ، ولكني أتحدث عن البعد الشعبي والروحي والمعنوي ، هذا البعد ان كان معطلاً الآن لن يكون معطلاً غداً ، وجعل القضية أمانة في عنق الأمة جميعها من شرقها لغربها - كما هو أمانة في أعناقنا - سيجبرها يوم أن تزيح أغلال المذلة عن معصميها أن تتحلى بمسؤوليتها التاريخية عن فلسطين ، وكلامي هذا لا يعني بأن نعمي بصائرنا ونقطع أيادينا ونلقي أسلحتنا وننتظر المهدي المخلص ، أنما نحن لدينا دور هام ، وربما الدور الأول على الأقل في هذه الفترة ، للحفاظ على قضيتنا ونبعدها عن أي تسوية ذليلة حقيرة .
اقتباس:و الأخ بصفته مين نازل يحدد للحكومات حدود حريتها في قرارها السياسي؟ انت لك الحق في المطالبة صمن اطارك انت و ما الك شي عند حدا. و ان فعلت فذلك يعني انك لا ترى واقع تركيبة الأنظمة و تتوقع منها أن تخاطبنا على طريقة ميادة الحناوي " يا حبيبي فداك انا و سنيني اللي gايه .. فداك ألبي اللي حبك". مش حيحصل. لأنهم من جماعة "لا انت حبيبي و لا ربينا سوا"
الأخ بصفته فرد يردد :
بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان *** ومن نجد إلى يمن ، إلى مصر فتطوان .
فنظرتك للواقع لا تلزمني ، فعني أسير وفق قاعدة " لو عطس مصري في الدلتا ، لقال له فلسطيني في غزة يرحمك الله " ، وأنا لا أحدد ، أنما أطلب مطالب معينة ، حتى تكون الأمة في وضعها الطبيعي وموقفها الحقيقي من القضية ومن شعبها
لا أن تكون " مثل أطرش الزفة " همها فقط " نور ومهند " و " سوبر ستار بفروعه " و " مباراة مصر والجزائر " ، بينما فلسطين تمزق من كل حدب وصوب ، والعراق في موت سريري ، والسودان تقسم جذرياً ، ولبنان يشتكي الوطئة ، والشيشان تحرق معالمها ويباد أهلها ، واليمن تحتضر سوية وليبيا تشتعل بشعبها .
، أم أنك تمنعيني حتى من مجرد " التخيل " أو " التمني " ، فقبل أن تطلبي مني ذلك ، أطلبي من أفلاطون أن يتوقف عن سخافته في تخيل مدينة فاضلة ، واطلبي من بهجت أن يتوقف عن حلمه بدولة مدنية ديمقراطية ..!
اقتباس:كل دش التخوين و اضرار السادات بنا و عدم السماح لأحد بالتطبيع و التشبيه بوعد بلفور كل هذه لا تعني انك تحمل مسؤولية؟
دعني أوضح لك أمرا .. هذه الأنظمة التي تستعبد و تجوع و تكتم أنفاس شعوبها مش وجه مواقف وطنية في الشأن الخارجي. عبد الناصر عملها و خربت مالطة. و ان فعلت هذه الأنظمة ذلك فانما للضحك على شعوبها و تصوير حكمها بأنه وطني. يعني من أجل مصلحة النظام أولا و أخيرا. و ليس من أجلنا لم يطبع حافظ و لا من أجلنا اهترأ حلق صدام و هو يلعلع ضد الامبريالية و لا من أجلنا بيتمرجل نجاد و بيردد "تحرير القدس" و لا من أجلنا ملك السعودية بيتقدم بمبادرات وووووووو. أي واحد فيهم لو كان صادقا فمن ذا الذي يحوشه عن تحرير القدس؟ و انهيار جبهة الصمود و التصدي ما كان بسبب السادات -و ان كان السادات قد كشف عن العلة- بل ان الأنظمة قالت "جابها الله و اجت منك يا جامع ... هم و انزاح". ما حدا يريد أن يناضل و يقاتل و يحرر و يخسر مئات الملايين بل بدهم يحطوها في جيوبهم و تنحرق فلسطين و الشعوب و ليكن بعد العروش الطوفان. و هاي القذافي يقصف شعبه و بشار يعتقل و يعذب الأطفال و النساء و الشيوخ بنفس الدافع.
فرق بين مسؤولية - تحريري - وبين مسؤولية - ضياعي - فالأولى فات أوان مطالبة الأنظمة بها ، فهي الآن وظيفتي في المقام الأول ، ولكن الثانية هي حقيقة تاريخية لا يمكن لأحد أن يتغاضى عنها ولا أن يغفلها بحجج واهية ، ولقد قلت لك سابقاً ماذا فعلت هذه الأنظمة بحق الشعب الفلسطيني وبحق حركات الجهاد والنضال الفلسطيني وبحق المساعي السياسية الفلسطينية ، ولذلك مسؤولية ضياع فلسطين ستبقى تلاحق طرفين " بريطانيا الإستعمارية والأنظمة العربية في ذلك الوقت " ، إلا ان كنت ترين للحقيقة وجهاً آخر .
وبما أنك تتحدثين عن الوجه السلبي لإستغلال القضية ، فلماذا لا تتحدثين عن الجانب الآخر ، لماذا لا تتحدثين عن عزالدين القسام ؟ ولماذا لا تتحدثين عن أحمد عبد العزيز ، ولماذا لا تتحدثين عن نجم الدين أربكان والذي رفع لواء نصرة القضية في تركيا وقطع كافة العلاقات الاقتصادية والعسكرية مع اسرائيل فتحركت الأخيرة بضغطها لتأد تجربته ولينتهي به الأمر معزولاً وطريداً في وطنه ؟
هذه الأنظمة " القومجية العلمانية بجانبها السلبي " تثبت أصلاً حقيقة مواقفنا ، وآرائنا المتعلقة بها ، فمن يسمعك يعتقد بأني أقف مع هذه الأنظمة الشمولية ، فإن كنت كفلسطيني قد عانيت من شرها ، فانا كإسلامي مرتبط روحياً بأخوة ورجال ومعلمين عظماء في تلك البلاد ، قد جرحت في سويداء القلب وأنا أرى هؤلاء يعلقون على أعواد المشانق في تلك البلاد ..!
اقتباس:لما هو عين الحكمة ليش في حالتي صار الصمت خنوعا؟
أم أنك ترى حماس .. بس بعيون غير عيون الناس.. و تبص لها بكل ما في الألب من احساس؟
الآن تنطبق عليك قاعدتك السابقة " والأخ بصفته مين نازل يحدد " ويحق لي أن أقول لك " والزميلة من حتى تقارن نفسها بمشعل ؟ " ، فخالد مشعل كقائد وممثل لجالية فلسطينية في بلد ما ، موقف سينسحب سلباً أو ايجاباً على مجموع تلك الجالية ، كما انسحب موقف ياسر عرفات على الجالية الكويتية ، فخالد مشعل ليس مثل " هالة " ولا مثل " لواء " ولا مثل " كنعاني " ولا مثل " خالد ، ولا مثل " الزير العلماني " ، فنحن هنا في عالم افتراضي متواجدين لنشبع رغبات معرفية ونتبادل ثقافات متعددة ونتعرف على ملفات ساخنة في بعض البلاد وخصوصاً تلك التي تثير في داخلنا الفضول .
ولذلك أؤكد أحترم موقفك مهما يكون ، سواء اتفق معي او اختلف ، ولكن في نفس الوقت لا تلزميني بمواقفك ، وخصوصاً أن لغتك كانت " جلفة " فمن الطبيعي أن أرفضها .
وأقف عند هذا الحد حتى لا يصبح الحديث مجرد لغو باطل وسخرية متبادلة ، وتناطح سفسطائي لا يوصلني لنتيجة .
والسلام عليكم .