دعني اناقش ادلتك من منظور معارض، لنرى مدى جديتها، ومدى قدرة الفكر الاسلامي على الطرح الابتكاري القادر على الصمود للنقد الحر:
اقتباس:-أن الله له ملك السموات والأرض وكل من فيهما وهى ملكية دائمة ومن ثم فلا حاجة للابن لأن الولد يكون لوراثة الوالد وهنا الله حى لا يموت وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما فى السموات والأرض كل له قانتون "وتكرر بسورة النساء "سبحانه أن يكون له ولد له ما فى السموات وما فى الأرض "
ان السموات والارض مجرد وهم، ملكية لاقيمة لها، من حيث انها لم تكلف الله الا " كن" فكانت، وتذهب بكلمة مثلها، ولايمكن ان يكون لهكذا ملك اية قيمة لدى الله او ابنه او حتى بنته، ولاتكتفي بهذا الخطأ إذ انك ايضا تفترض ان الولد يكون للوراثة وهذا اسقاط صورة الانسان ومفاهيمه على الله وكل ذلك طرح وثني.
ان يكون السبب ان له مافي السموات والارض، لايستطيع نفي إمكانية وجود الولد، فنحن نعلم ان السموات والارض وجود لحظي، ثانية في زمن الله، وبالتالي لايمكن ان تكون اللحظة حجة على الازلية.
اقتباس:-أن المسيح(ص)الولد المزعوم وأمه (ص)كانا يأكلان الطعام ومن المعلوم أن الولد يكون كوالده فإذا كان الأب لا يأكل فلابد أن يكون الابن مثله ولكنه فى حالة المسيح(ص)ليس كذلك ومن ثم يكون الإدعاء باطل وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام"
والله لديه ايدي ووجه ويضحك ويغضب ويسمع ويرى بعيون ويخاطب وله مشيئة وعواطف وعقل ويعاقب ويرشي ويكافأ، ولديه حرس وسجون ومخابرات ومراسلين وعرش واعداء وعبيد وخدم وحشم، بل وينزل الى الارض ويصعد الى السماء، فلماذا لايستطيع ابنه ان يتجسد والاب يستطيع؟
اقتباس:-أن الله ليس له زوجة فمن أين أتى الولد؟من المعلوم أن الولد يأتى من التزاوج فكيف أتى الله بأولاد دون تزاوج وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة "
كما يخبرنا القرآن قدوم الولد ليس من زوجة، وانما من صاحبة .. والفرق كبير. غير ان الله يبدو انه لم يكن يعلم ان الولد يمكن ان يأتي ايضا عن طريق التكاثر العذري ، اي بدون صاحبة على الاطلاق. والمثير للغرابة ان عقلية الله تناقش الامر على ان الضرورة في حالته ان تكون هناك صاحبة، وبالتالي ينطلق من ان دوره هو دور الذكر الارضي، او يقارن نفسه بدور الذكر تحديدا وهو امر جرى تكراره عدة مرات في القرآن، وتتوافق تماما مع اعتقاد القرآن الخاطئ ان كل شئء ازواجا وتتوافق مع حساسية الله من التسميات الانثوية على حشمه.
اقتباس:-أن الله خلق كل شىء ولو كان لله ولد لكان مخلوقا والولد لله لا يكون مخلوقا وإنما يكون كأبيه وهو محال وفى هذا قال بسورة الأنعام "أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شىء "
لايحتاج الولد ان يكون مخلوقا، بل يمكن ان يكون جزء من الله نفسه، اي بالفيض الالهي، او الانقسام او نفخة من روحه. ونلاحظ هنا ان الحجة ان وجود الولد سيعني انه " شئ" في حين ذلك لايجوز لان الله خلق كل الاشياء، وهذا مجرد تلاعب بالكلمات، لان الولد يجب ان يكون ذو طبيعة كطبيعة الله نفسه والله ليس بشئ وبالتالي ابنه ايضا ليس بشئ. لذلك بالامكان تماما ان يكون له ابن او بنت ( ولاادري لماذا يتكلم على الدوام عن ابن وليس بنت).
اقتباس:-أن الله غنى عن كل شىء لأنه مالك كل شىء وما دام غنى عن كل شىء فهو غنى عن الولد لأن المحتاج للولد إنما يحتاج لافتقاره إما للحياة بعد حين وإما للرعاية عند التعب وإما للقيام بتولى أمر الملك للعجز عن القيام بشئونه وفى هذا قال تعالى بسورة يونس "قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغنى له ما فى السموات وما فى الأرض "
الغنى عن كل شئ لايجوز ان يكون بسبب امتلاك كل شئ، لان الامتلاك تحقيق لحاجة، ويفترض ان لايحتاج الله. وعندما يصبح الامتلاك هو الحجة يطعن ذلك في الوهية الاله، لان الامتلاك اصبح حاجة وبذاته نفى الاحتياج لحصوله. ومنطق القرآن بذاته غاية في الغرابة كيف يكون الله غني بسبب الامتلاك، في حين ان الله يجب ان يكون غني بسبب عدم الحاجة المطلقة. وفي الحقيقة ان الله لايملك شيئا في الواقع، ولو كان لديه ولد لكان الشئ الوحيد الذي فيه عزاء حقيقي في وحدة الله الابدية.
كما ان اسباب الاحتياج الى الولد ( التي تفضلت بها) هي اسباب اسقاطية عن حاجات الانسان على حاجات الله وبالتالي منطق وثني، عدا عن انه إهانة للذات الالهية من حيث انه لايجوز مقارنة الله بالانسان، فالاعلى لايقارن بالادنى الا في معرض الذم.
اقتباس:-أن ليس من كمال الألوهية أن يتخذ الله ولد لأن هذا يعنى وجود نقص فيه وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "وما ينبغى للرحمن أن يتخذ ولدا "
وهل من كمال الالوهية ان يتخذ الله ملكا بل ويعتبره الحجة لعدم الحاجة الى الولد، والادهى انه ملك على شكل ممالك البشر في عصر النبوة؟
اقتباس:-أن الله لم يكن مولودا حتى يكون والدا ولذا فهو لم يلد وفى هذا قال تعالى بسورة الإخلاص "لم يلد ولم يولد"
كما اخبرتك الولادة ليست الشكل الوحيد للتكاثر..
اقتباس:وقد بين الله لنا أنه لو – ولو أداة تشير للاستحالة –شاء أن يكون له ابن لاختار من مخلوقاته ما يريد وهذا يعنى أن حتى الابن المختار ليس ابنا حقيقيا وإنما ابنا بالاختيار أو بالتبنى كما هو التعبير الشهير وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر "لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار "وقال بسورة الأنبياء "لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إنا كنا فاعلين "
لا ياعزيزي، لو لاتشير للاستحالة الا في مخيلتك. هل يستحيل على الله الاصطفاء مما يخلق مايشاء؟ هل يستحيل عليه اتخاذ لهوا؟ لاحظ معي قوله:
( أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ) [ الرعد : 31 ]..
فهل تعني لو استحالة ان يهدي الله الناس جميعا؟
ومع ذلك نلاحظ ان الفكرة، بالمنطوق الاسلامي ذو الطبيعة الوثنية الاسقاطية، ايضا يملك حل هو التبني، تماما على نمط منظومة البشر، وبالتالي لايستحيل ان يكون يسوع هو ابن الله بالتبني على الاقل، خصوصا وان الله المعني كان له في فترة ما شعب مختار ايضا.. فلماذا لايتبنى ابن ايضا خصوصا وان يسوع ليس بشرا لانه ليس من حمض نووي مزدوج كبقية البشر وانما من روح الله مباشرة، حسب القرآن، وبالتالي فالقضية اكبر من مجرد تبني.
قد اتابع معك البحث الممتع إذا تمكنت من العثور على وقت فراغ
شكرا لك