ماذا حصل بين آدم ونوح - د. محمد شحرور

ستقوم إدارة موقع بعرض سلسلة من حلقات القصص القرآني والتي توضح مراحل تطور التاريخ البشري في جميع الجوانب

كان يفترض أن أبدأ معكم بقصة آدم وبداية الخلق وأن يتم التعريج على قصص الأنبياء حسب التسلسل التاريخي لهم وأن نبدأ بالترتيب لكن المادة المعروضة الآن هي مبتسرة وسأقوم بعرضها كاملة في وقت لاحق عندما يكتمل تنزيلها تباعا وبالترتيب كما أخبرني مدير مكتب الدكتور.

محمد شحرور مفكر رائد بل و فريد أيضا.

بعيداً عن جدل اﻷديان العقيم وأساطيرها ... أمثال الباحث محمد شحرور موجودين في مجتمعاتنا بكثرة وإن لم يكونوا بنفس الشهرة .
الملفت في هؤلاء البحاثة ، الثقة الغريبة التي يتمتعون بها وهم يتكلمون عن أساطير لا واقعية لها إلا في مخيلاتهم المستندة إلى دياناتهم . ومن ثم بناء ناطحات الفكر الشاهقة تأسيساً على هذه الاستنتاجات والاستقراءات والدلالات والمعطيات الغير موجودة أصلاً ، بطريقة تنشد محتوى يحاكي رغباتهم في النصوص الدينية المحدودة الأفق ... فيؤولون ويؤولون حتى ينهار البناء الديني المؤسس على رؤية دينية سابقة.. لنتسائل بعدها: إذاً لماذا تأخر "الله" في إنجاب هؤلاء النوابغ في القراءة والاستقراء 1400 سنة أو أكثر حتى نفهم مضمون الرسالة اﻹلهية ؟!!.

وبعيداً عن الحكمة المزعومة في هذا اﻷمر ، شخصياً لا أثق في باحث يرتكب هفوة في أول دقيقتين من كلامه عندما يقرر أن اكتشاف النار تم في الفترة الواقعة بين آدم ونوح بحسب قراءته للأساطير الدينية في النصوص القرآنية . لا بل ويحدد طريقة اكتشافها أيضاً وكأنه كان موجوداً بشخصه كشاهد عيان على هذه الفترة !!.
نعم أفهم أن يستنتج الباحث بناء على معطيات وقرائن وأدلة علمية لفترة تاريخية لم يكن موجوداً فيها ، لكن أن يستنتج بناء على استنادات مرتكزة إلى أساطير وخيالات "مريضة" وتأويلات فاشلة فهذه المشكلة .

ويبدو أن أحداً لم يبلغ محمد شحرور عن هذه اﻵيات في القرآن والتي تقول :
( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ) اﻷعراف 12
( قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ) ص 76
المفروض حسب اﻷساطير الدينية أن آدم هو أول من اكتشف معنى النار وبالتالي قد يكون ورث علمه لبنيه وليس كما يفتي الباحث "العبقري" محمد شحرور عن زمن وطريقة اكتشاف النار ...

طبعاً لن أعرج على مفارقات كثيرة -فأنا لست في صدد نقاشات دينية هجرتها منذ زمن- قالها السيد شحرور تؤكد لنا أمراً واحداً ... وهو أن البحاثة من أمثاله ، لا شغل لهم إلا تدوير الزوايا في النصوص الدينية حتى لا يحشرون في داخلها متذرعين بأنها كلام إلهي وبالتالي هي تسستوعب كل العصور وإن لم نستوعبها أو يتقبلها العقل (قل صدق الله العظيم يا أخي) ، ولا ديدن لهم إلا إعادة استقراء النصوص بما يتوافق مع كل عصر كي يهربوا من مفارقة خطيرة وهي التناقض المعرفي بين عصرهم والعصر الذي كتبت فيه هذه اﻷساطير ... ويبقى السؤال ... متى ستُفهم هذه النصوص بشكلها الصحيح إذا تغير فهمنا لها مع كل عصر واستنتجنا أن الفهم السابق ينطوي دائماً على قصور وأخطاء مزمنة ... وما الفائدة أصلاً ؟

في النهاية لا يزعجني حقيقة إعادة اجترار اﻷساطير الدينية من قبل بحاثة الدين ورجالاته ، لكن ما يزعجني فعلاً هي الثقة الكاذبة التي يتمتعون بها عندما يتحدثون عن خيالاتهم وتمنياتهم ﻷساطير عفا عليها الزمن وأسدل عليها الستار وأصبحت موروثات من الفكر البشري السابق . وهذه الثقة لا يتمتع بها إلا بائعي الكلام أو مروجي الأفيون الديني .

ملاحظة : رؤيته لقصة طوفان نوح مقتبسة من قراءة إحدى الطوائف المسلمة "الباطنية" لهذه الأساطير وهي موضوعة منذ أكثر من ألف سنة ، والتأويل الذي أتى به ليس بجديد .. ومع ذلك يطالعنا السيد شحرور بمفهوم القراءة المعاصرة لقصص القرآن ... يحرء حريشها هالقراءة شو معاصرة .

الزميل / The Holy Man

أنت كشخص منطلقاتك الفكرية مادية وعقيدتك هي اللادينية وتعتبر القرآن أساطير طبعا أنت حر فيما تعتقده

بالمقابل الدكتور محمد شحرور يؤمن بالوحي والنبوات والقرآن وهو يوجه خطابه بالدرجة الأولى لمن يحملون نفس المنطلقات الإيمان بالله والنبوة لا تستطيع أن تحاسب شخصا مؤمنا بالاستناد لمنطلقاتك الفكرية التي ترفض الإيمان بالله فعندما ترفض الايمان بالله ونبوة محمد يصبح من العبث ان تناقش القصص القرآني والوقائع التاريخية المسجلة فيه ، نقاشك مع المؤمنين يجب أن يكون حول وجود الله فقط فإما أن تقتنع وتؤمن بمنطلقاتهم أو أن لا تقتنع تكفر بها ، أن تناقش صحة قصة يوسف مثلا وأنت لا تؤمن بالله ونبوة محمد وكتابه فهذا ليس حوارا ولا يقود لأي شيء

الدكتور شحرور يقول بأن القرآن يخبرنا بان اكتشاف الانسان للنار جاء من الشجر الاخضر أي من حرائق الغابات في وقت كانت معظم الارض مغطاة بالغابات ولم يقل الإطلاق ان آدم لم يكن يعرف النار طبعا هذا الكلام يريد خلاله ان يقنع المؤمنين بالقرآن بصحته وأنا شخصيا مقتنع أن الإنسان عرف النار من حرائق الغابات وليس من أي مصدر آخر وأتحداك أنت وأي عضو في نادي الفكر العربي أن تحضر لي تفسيرا منطقيا آخر يوضح كيف اكتشف الانسان النار ، مستحيل لا يوجد أي تفسير آخر منطقي غير هذا التفسير.

والدكتور شحرور يخبرنا بأن القرآن يقرر حقيقة أن ايقاد النار هي مرحلة تبعت اكتشاف النار ولم يكونا بمرحلة واحدة وأن دفن الموتى أيضا تم بواسطة التعليم المشخص (طبعا أنت كلاديني ليس مطلوبا منك أن تقتنع بهذا الكلام ولا استطيع هنا أن أثبت شيء لأن تاريخ الإنسان القديم غير مصور بالصوت والصورة) ، وفي حلقة سابقة تحدث عن نشأة اللغة الإنسانية والتجريد وكيف تحول الادراك من ادراك انعكاسي كما هو عند الحيوانات لإدراك يتم في قالب لغوي وكيف أن آدم والانسان جاء من سلالة ولم يخلق من الطين مباشرة وأنه كان يعرف الموت ويخاف منه.

---

(04-03-2011, 12:05 PM)أسامة مطر كتب:  محمد شحرور مفكر رائد بل و فريد أيضا.

شكرا لمرورك يا أخ أسامة
انتظر موضوع قادم عن الشريعة الحمورابية والشريعة التوراتية والمحمدية

تسجيل متابعة .. شكرا لك ثندر

(04-05-2011, 04:05 AM)دومينو كتب:  تسجيل متابعة .. شكرا لك ثندر

حسنا سأنشر مادة المقارنة بين الشرائع في موضوع منفصل
شكرا لمرورك

أتمنى من الادارة نقل الموضوع إلى الساحة الدينية