رحمه الله
عُثر أمس، على جثة الناشط الإيطالي فيتوريو أريغوني مقتولاً في مدينة غزة، بعد ساعات من إعلان اختطافه، وهو أول أجنبي يُقتل في قطاع غزة منذ سيطرة حركة «حماس» على القطاع في يونيو 2007.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية، إنها «عثرت فجر أمس على جثة فيتوريو أريغوني، (36 عاماً)، الذي كان عضواً في حركة التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني». لافتة إلى أنه قُتل «شنقاً» في شقة شمال غرب مدينة غزة. وتوعدت بملاحقة عناصر الجماعة السلفية التي أعلنت اختطافه.
ودانت كل من إيطاليا والاتحاد الأوروبي والسلطة الوطنية الفلسطينية وحركتي حماس والجهاد الإسلامي «الجريمة البشعة»، وطالبت بمحاسبة مرتكبيها.
جريمة مستنكرة
رأي البيان
التاريخ: 16 أبريل 2011
رأي البيان
لا وصفَ لجريمةِ قتل الناشط الإيطالي في التضامن مع الشعب الفلسطيني، فيتوريو أريغوني، في قطاع غزة، غير أَنها مستنكرةٌ وفظيعة، ولا قولَ غيرَ أَنَّ مقترفيها أَساءوا كثيراً للشعبِ الفلسطينيِّ المجاهد،.
وللإسلام الحنيف، ولكلِّ القيم الإِنسانية النبيلة. ولما كانت مشهورةً جرائمُ إِسرائيل في استهداف أَجانب مُسالمين،.
وفدوا من مختلف دول العالم إِلى فلسطين للتضامن مع شعبِها ونصرتِه، فإِنَّ العملَ الوحشيَّ بحقِّ هذا الشاب الإِيطالي سيزوِّدُ الاحتلال الإِسرائيليِّ بذخيرةٍ سوداء في نعتِ نضال الشعب الفلسطيني وصمودِه بالإِرهاب،.
وفي البال أَنّ عاراً كبيراً ما زالَ يلحقُ بالجيشِ الإِسرائيليِّ منذ قتلِه الشابة الأَميركية ريشيل كوري التي أَرادت حماية منزل فلسطيني من الهدم، في لحظةِ تضامنٍ إِنسانيَّةٍ خلاقةٍ، وردَّ الجيشُ المذكورُ بإِزهاقِ روحِها بجرّافَة.
وإِلى هذه المناضلة الفقيدة، ثمَّة الصحافيُّ البريطاني توم هارندال الذي قضى برصاصِ الجيش نفسِه، وكان يعمل على فضحِ الجرائِم الإِسرائيلية، ويتعاطفُ مع الفلسطينيين.
وقبله الإِيطالي رفائيل تشيرييلو الذي قتله جيش الاحتلال في عدوانٍ غيرِ منسيِّ الجرائِم في الضفة الغربية قبل تسع سنوات.
وفي الأَرشيف نفسه، راح أَجانبُ كثيرون في جرائِم إِسرائيليةٍ، جاءوا من كندا وأَلمانيا وإِيطاليا. وفي الذاكرة الأَقرب، ثمّة الجريمةُ الشديدةُ البشاعة التي راح فيها تسعة أَتراك، في الهجوم العسكريِّ المسلح الذي اقترفه جيش بنيامين نتانياهو وإِيهود باراك على سفينةِ تضامنٍ تركيةٍ.
ستعملُ إِسرائيلُ على إِشهار الجريمة الشاذّة، والتي أَجمع الفلسطينيون على استنكارِها، وستوظفها للزعم بأَنَّ الإِرهابَ مقيمٌ في قطاع غزة، ما يُيَسِّر لها ذريعةَ وجوبِ استهدافِ القطاع والسلطة النافذِة فيه المتمثلة بحكومة حركة حماس.
ولمّا كانت مجموعةٌ، تنسبُ إِلى نفسِها وصفها بأنها سلفية، لم تخجلْ لمّا أَعلنت أَنها اختطفت المتضامن الصحافي الإِيطالي.
ولمّا أَعلنت هذه المجموعة الخرقاءُ مساومَتها حكومة حماس على هذا المناضل الصديق للشعب الفلسطيني، فذلك يعني أَنّنا أَمام حفنةٍ من الفلسطينيين شديدِة الخطورة على قضية شعبِها.
وأَنَّ إساءاتِها كبيرةٌ، مع محدودية المنتسبين إلى هذه الحفنة العمياء، والحمد لله، إلى هذه القضية التي يتضامن معها كل شرفاء وأحرار العالم. نُؤَكد البديهيَّ هنا، وهو أَنَّ الشعب الفلسطيني، على تنوّع خياراتِه السياسيّة، بريءٌ من هذه الجريمةِ المروّعة،.
وفي حاجةٍ دائِمةٍ إِلى بقاءِ شعلةِ حركةِ التضامنِ الدوليةِ معه مضاءَةً ومنيرةً، بإِذن الله.