أتذكر عندما قلت لي أن انتشار الانترنت واجهزة الكومبيوتر سوف يحدث تغيير نوعي بالمجتمع وانك ترغب في ان يكون هناك جهاز كومبيوتر في كل بيت بالاردن والعالم العربي ، يومها لم أقتنع بهذا الرأي واعتبرت أن فيه مبالغة إلى أن شهدت بعيني الزمن الذي أوقدت فيه هذه التكنولوجيا ثورات شعبية أيقظت أهل الكهف بالعالم العربي فأصبح عمل منشور سياسي والاتصال بالملايين أمر في منتهى السهولة ، بعد أن كان الأمر بالماضي يستلزم شراء مطبعة بالسر وتوزيع هذه المنشورات على عدد قليل من البيوت بالسر وليس على ملايين مما كان يسهل على اجهزة الأمن العربية في كشف هذا الأمر ومنع المعارضين من تنظيم انفسهم والتواصل.
التسريبات الأولية التي تصدر عن اللجنة المكلفة بالاصلاح لا تدعو للتفاؤل، والواضح أنهم يريدون إجهاض مشروع الحكومة المنتخبة بأي ثمن فهم يريدون حكومات تعمل بالريموت كونترول بعيدا عن المخابرات والقصر وفي نفس الوقت تتحمل هي مسؤولية الفشل ، فإذا سقط مشروع الحكومة المنتخبة فهذا يعني أن مشروع الملكية الدستورية قد سقط هو الآخر تلقائيا ، فالشعب الذي لم يصل بعد لسن الرشد لينتخب حكومته هو غير مؤهل للديموقراطية ولا يعرفها الا بالاسم كما قال معروف البخيت قبل أسبوع فقط ويا عجبا كيف مرت هذه العبارة الخطيرة على وسائل الاعلام مرور الكرام وهي تكشف بوضوح لا لبس فيه أن رئيس الحكومة شخص لا يؤمن بالديموقراطية كنظام حكم ولا يعترف إلا بالوصاية كأسلوب ناجع لحكم الأردن.
ما يتم طرحه الآن هو دون طموح الشعب الاردني الذي ارتفعت سقف مطالبه ، فالصحافة الرسمية تتحدث عن قانون انتخابي يريد تقسيم البلاد إلى قوائم على مستوى المحافظات واعطاءها اقل من ربع المقاعد الاجمالية والابقاء على الدوائر الفردية كما هي ونظام التصويت الفردي بحيث لا يكون هناك اي دوائر على مستوى الوطن تجبر القوى السياسية بالاردن على الاندماج وتكوين تنظيمات سياسية عابرة للعشائر والمحافظات وتخاطب عموم الاردنيين ببرنامج سياسي انتخابي ، وبحيث لا يمكن النجاح في تلك الانتخابات إلا بالاعتماد على العصبية العشائرية والمال السياسي ويكون البرلمان القادم نسخة عن البرلمان الحالي والذي سبقه وبحيث يستحيل على اي تنظيم سياسي ان يطرح في دائرة واحدة 5 مرشحين ينافسون بعضهم بعضا وبحيث يستمر إقصاء 70% من الناخبين الاردنيين (لمن لا يعرف فإن 70% من المقترعين الاردنيين لا يحصلون على النائب الذي يريدون فالنائب ينجح على منافسيه بـ 30% و 20% من مجمل اصوات دائرته) ممن يعني ان البرلمان مطعون في شرعيته فهو يمثل 30% من الذين أدلوا بأصواتهم ، خلافا لنظام القائمة النسبية الذي تقترب نسبة تمثيل البرلمان فيه من الـ 100%
ما لا يفهمه هؤلاء هو أنه اذا كانت النتائج المتمخضة عن هذه اللجنة هزيلة واذا خرجت لنا بقانون انتخابي واصلاحات شكلية وبرلمان مؤلف من 120 من نواب الخدمات المستقلين الذين لا يجمع بينهم رابط تنظيمي يمكنهم من العمل ولا يستطيعون تشكيل حكومة أو تمرير قانون ولا يملكون برنامج سياسي ويكونون بمثابة واسطة تبتز الدولة ويبيعون مواقفهم وموالاتهم بالمال واذا استمر تعيين الحكومات بالطريقة ذاتها ومصادرة هذا الحق من الشعب الاردني بحيث يتم اغراق البلد بالمديونية والفساد وسياسات تفقر الناس وتدمر الطبقة الوسطى. ولا تراعي مصالحهم. ويكون حاكم البلد الحقيقي شخص واحد ينفرد بالسلطة ويكون فوق المحاسبة والمساءلة والنقد وتكون ميزانيات الجيش والمخابرات والديوان الملكي سرية فإن العواقب ستكون وخيمة ولن يغفر الأردنيون للدولة هذا الخداع الذي سيكون الخداع للمرة الثانية على التوالي بعد حل البرلمان السابق وتعشيم الاردنيين بإصلاحات سياسية خصوصا بعد أن يصبح المحيط العربي في اكثره دول ديموقراطية .
من الواضح ان اتجاه سير حكومتنا هو عكس التاريخ فالثوار بتونس واليمن ومصر يطالبون علنا الان باعتماد نظام القائمة النسبية والغاء التصويت الفردي ، لكن حكومتنا تسير بعكس التيار للأسف الشديد.
هاي كلام الناس اللي بتفهم
ساويرس : سأكون أول واحد ينزل ميدان التحرير، للمطالبة بتطبيق القائمة النسبية، فلا بد من إتاحة الفرصة للأحزاب، والقضاء على ظاهرة العصبية القبلية، واستخدام المال في السياسة".
http://www.shorouknews.com/contentdata.aspx?id=431908
تونس - اختيار نظام القوائم ومبدأ التناصف بين النساء والرجال لانتخابات تونس ((الانتخابات هنا هي للمجلس التأسيسي الذي سيضع الدستور))
http://www.google.com/hostednews/afp/art...186006.161
مصر - الأحزاب السياسية تجمع على إجراء الانتخابات القادمة بالقائمة النسبية غير المشروطة
http://www.masrawy.com/News/Egypt/Politi...rties.aspx
مصر - مصادر: مجلس الوزراء يدرس إجراء الانتخابات البرلمانية بنظام القائمة النسبية
http://www.almasryalyoum.com/node/376641
المعارضة اليمنية: لا انتخابات بدون القائمة النسبية
http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=219070&pg=29
http://www.alarabonline.org/index.asp?fn...29\952.htm&dismode=x&ts=29-3-2011%208:28:24