اقتباس: 'سائل الرب'
فيما يخص النفقة والإرث ، اعلمي أن النفقة في عصرنا هذا ، لو كانت المرأة تعمل فإنها تساعد اتلزوج لا محال ، وذالك لتحسين ظروف حياة أطفالها ، اللهم إلا إذا كانت معتوهة أو أنانية !!!
بصراحة أتحفظ على هاتين الكلمتين أن تقال في حقي كامرأة
معتوهة أو أنانية مرة واحدة ؟!
لماذا ؟ ألا ترى أن هذا منطق متناقض وغير مقبول ؟
إذ كيف تريد من المرأة التحرر والاستقلال من رق الذكورية وأنت تربطها بنفسك بقيد الذكر فإما أن تساعده في حقها عليه وإما أنها معتوهه أو أنانية ..
ألا ترى أنك تكيل بمكيالين هنا ؟!
لماذا لا ترى بأن من كمال حرية المرأة أن تعمل من دون يمنعها أي شخص وتكون حرة في مالها الذي تكسبه من جهدها وتعبها إلى جانب أن تحصل على حقها المفروض على زوجها المكلف بالإنفاق عليها سواءً طابت نفسها لزوجها بالعون أم لم تطب ...أليست هذه حرية ومن أدنى حقوق المرأة ؟!
بالنسبة للقصص التي أوردتها أود أن أقول بأنها مبنية على قاعدة ذكورية بحتة وتضرب على وتر العاطفة فقط لاغير.. وليس ذلك فحسب بل وتنطق بمبادئ ذكورية لا تمت لمصالح المرأة :
ففي الأولى تعرض قصة امرأة فرطت في حقها بكل سهولة وتنازلت عنه في حين أن حلول مشاكلها تلك لاتكون متاحة إلا من خلالها هي وذلك بالتخلي عن العيش في مهانة الزوج غير المسؤول ثم أخذ حقها منه انتزاعاً وليس صدقة ولا هبة وموقف الدين في هذا واضح ..
أما في القصة الثانية فقد تحدثت كثيراً في نفس النقطة داعياً إلى تحميل المرأة مسؤولية الصرف على الزوج وبناء البيت له أو مشاركته رغم أنك لم تشر إلى مسألة حفظ الحقوق من نفس المرأة فلماذا لم تكتب حقها في بيت زوجها في حياته بما أنها شاركته البناء والنفقة باعتبارها مساعدة منها وتقع في موقع الدَّين أو الحق المأخوذ بالإثبات وذلك حسب الدين الإسلامي الذي يوصي بحفظ الحقوق :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوْاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }
ومسألة الشهداء مذكورة ومحددة بمن يرتضون من الشهداء رجالا أو نساء واختيار امرأتين مقابل الرجل الواحد بررها القرآن بالحالة العاطفية للمرأة في قوله " أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى " وفي هذا إثبات لحق المرأة في المشاركة في الشهادة بدلا من أن تستثنى مع مراعاة عاطفتها وطبيعتها
أما ماذكرته في موضوع مهند وقناة ( mbc) (الامبيسي) فقد أقحمته في الموضوع من دون حاجة وهو أمر مستغرب أن تقول بأن المرأة في سنة 2011 خاملة لاتعمل ولا تعرف إلا مشاهدة قناة (mbc) ( الامبيسي) وفي الحقيقية لا أدري ما سر اختيارك لمهند :) ولتلك القناة تحديداً هل هو تمشياً مع نوعية التفكيرالذكوري القديم الوارد في القصة أم أن هناك أموراً أخرى ؟
وأما ما تبقى من القصص فهو يصب في نفس القالب وأنا أتعاطف مع نوعية هذه القصص وهي لا شك موجودة في الواقع بسبب اختلاف الطبيعة البشرية والرغبة في هضم حقوق الآخرين مقابل غفلتهم وسذاجتهم في المطالبة بحقوقهم ولا شأن للدين في كل ما ذكرت فقد وضعت لك روابط في أول مشاركة توضح طريقة الإرث حسب الشرع مقابل الحفاظ على حق النفقة للزوجة والأبناء وكم قلنا وعدنا بأن المرأة تعمل لكنها حرة في مالها مع زوجها أو أهلها من حيث المبدأ الإسلامي والأولى لها أن تثبت حقوقها أولاً بأول فلا أمان للرجال كما أكدت أنت ذلك بنفسك من خلال أمثلتك : فهذا طلقها وهذا طردها وهذا أخذ مالها أو يريدها أن تساعده في النفقة وهذا لم يعترف بحقها في مشاركته وفتح لإخوته باب أخذ حقها باسم الدين وذاك لا أدري ماذا يريد منها ... !! لذلك فالأفضل للمرأة أن تحفظ مالها وكرامتها ولا تلتفت للمجاملة في حياة زوجها على حساب حقها فإن مات فلترث فوق كل الوارثين ..
نأتي الآن لمسألة المرأة أحادية العاطفة والرجل متعدد فهي ليست من اختراعي وإنما هي مقالة قرأتها لـ أ.د/ محمد المهدي في مقال بعنوان سيكولوجية المرأة وبإمكانك البحث عنه وقراءته بالكامل وأتمنى أن تزودني بالإحصائيات التي ذكرتها عن أن نسبة خيانة المرأة أكثر من نسبة خيانة الرجل مع تحفظي على أسباب الخيانة التي أورتها فيما يخص المرأة .... كما أتأمل منك أيضاً أن تزودني بروابط تفيد بأن العلم أثبت عدم وجود عالم الجن بشكل قاطع..
هذه تقريباً كل المحاور التي أوردتها في ردك السابق وقد حاولت الرد عليها من باب الحوار وليس من باب الدفاع أو التبرير كما ذكرت أنت فأنا لست محامية عن دين سماوي كالإسلام وبهذا لا يتبقى من تلك المحاور إلا آخر نقطة وهي
سورة الخلق التي وضعتها على النسق القرآني وبالكلام القرآني فجاءت فاترة باهتة لا ترتقي لمستوى المقارنة مع أي آية من القرآن .. قلت :
اقتباس:" إنا خلقناكم من أمشاج ملتحمة -1- إلى الأرحام مهاجرة منقسمة -2- ثم جعلناها فيها منغرسة عائمة -3- فخلقنا
من بعضها الجنين ومن بعضها برزخ المشيمة -4- حافظة بإذن ربها من كل جرثومة دميمة -5- لا يعلوها إلا ما لكم فيه منفعة وقيمة -6- "............. سورة الخلق
هذا غيض من فيض ، وفيه من الإعجاز ما لا يعلمه إلا أصحاب التخصص ، كل حرف بقيمته العلمية
ويقول الله تعالى :
(هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا. إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا .
إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا)
ويقول أيضاً :
(ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين* ثم جعلناه نطفة في قرار مكين* ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما
فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين)
والآيات في الخلق تملأ القرآن ولكني أردت الإيجاز فاسمح لي أن أتساءل :
- لماذا اخترت اللغة العربية لكلماتك المقدسة التي تحمل الأسرار والإعجاز وما لايعلمه إلا أصحاب التخصص ؟
- من هم أصحاب التخصص الذي تود أن يعرفونا إلى اسرار تلك الكلمات والحروف ذات القيمة العلمية
التي سبق وذكرها القرآن وأنكرت ؟
- لماذا جزأتها إلى أجزاء وفصلتها بفواصل ولم تبتكر طريقة جديدة مختلفة عن طريقة القرآن ؟
- ألا ترى بأن ابتداء الكلام بإنا خلقناكم يفترض وجود سياق سابق يرتبط به لتماسك المعنى اللغوي
وإعطاء العمق البياني حسب اللغة العربية التي اخترتها ؟
- هل تجد فيما كتبت أساليب بلاغية تضاهي ما يكتبه أدباء العربية كمستوى أدني للكتابة ؟
- ماهي المعاني التي تختص بها كلماتك من دون أن تتشابه مع القرآن بشكل يجعلها نداً له ولسوره ؟
- لماذا أسميت كلماتك ب(سورة ) ولم تبتكر لها مسمى مبتكرا يخصك أنت ؟
- هل يمكنك أن تفيض علينا بفيض كتاباتك المتحدية للقرآن - حسب كلامك - في موضوع خاص حتى يؤرخ
لك كتاب منفرد يتحدى القرآن باسمك شخصياً ويعلن ذلك ؟ أتمنى عليك تحقيق ذلك فهو سيكون إنجازاً ولا شك ؟
أخيراً اشكر لك نصيحتك وتزويدي بالرابط
وأعتذر عن تأخري في الرد بسبب مشغولياتي المتعددة
كل الود