أنباء عن عشرات القتلى والجرحى ... ومحاولة اعتداء على كنيسة في دمشق
سوريا: تظاهرات واسعة وهجمات على الأمن واشنطن وباريس ولندن تدعو لتلبية مطالب الإصلاح
سوريون يشيّعون في الحسكة أمس شرطياً قتل في درعا (أ ب أ)
http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=1830&articleId=2663&ChannelId=43050
متظاهرون في حمص أمس (أ ب)
تحدث نشطاء وشهود عيان عن مقتل وإصابة العشرات في تظاهرات جرت في سوريا، في وقت طالبت وزارة الداخلية السورية أمس السوريين بعدم التظاهر إلا بعد الحصول على إذن مسبق من الجهات المختصة، وفيما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن عناصر الشرطة تدخلت لفض إشكالات وقعت بين مشاركين في التظاهرات وبعض المواطنين، أوقعت قتلى وجرحى من عناصر الشرطة والدفاع المدني في هجمات استهدفتهم.
وفي تطور لافت، تحدث شهود عيان أمس عن محاولة مجموعة من «المخربين يحملون أسلحة الدخول إلى كنيسة الصليب في القصّاع في دمشق، وقامت قوى الأمن بالتصدّي لهم بمساندة شباب المنطقة».
وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما، في بيان، «لا بد من وضع نهاية الآن لهذا الاستخدام المفرط للعنف لإخماد الاحتجاجات. بدلا من الاستماع لشعبه ينحي الرئيس (السوري بشار) الأسد باللائمة على أطراف خارجية في الوقت الذي يسعي فيه للحصول على مساعدة إيرانية لقمع المواطنين السوريين من خلال الأساليب الوحشية نفسها التي يستخدمها حلفاؤه الإيرانيون».
وأعرب البيت الأبيض عن قلقه بشأن العنف في سوريا، ودعا الحكومة السورية وكافة الأطراف إلى وقف الاضطرابات. وقال المتحدث باسمه جاي كارني «نستنكر استخدام العنف»، مضيفا إن الولايات المتحدة تراقب الوضع عن كثب. وأضاف «ندعو الحكومة السورية إلى وقف استخدام العنف والامتناع عنه، وندعو جميع الأطراف إلى وقف استخدام العنف والامتناع عنه». كما دعا الحكومة السورية إلى «الوفاء بوعود الإصلاح».
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس تدعو السلطات السورية إلى «التخلي عن استخدام العنف ضد مواطنيها» والبدء بتنفيذ الإصلاحات.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ «أنا قلق للغاية من الأنباء بشأن القتلى والجرحى في أنحاء سوريا». وأضاف «أدين عمليات القتل غير المقبولة التي ترتكبها قوات الأمن بحق المتظاهرين». وتابع «أدعو قوات الأمن السورية إلى ممارسة ضبط النفس بدلا من ممارسة القمع، كما أدعو السلطات السورية إلى احترام حق الشعب في التظاهر السلمي». وقال إن «على الحكومة السورية تلبية المطالب الشرعية للشعب السوري»، موضحا «يجب تطبيق الإصلاحات السياسية من دون تأخير. ويجب إلغاء حالة الطوارئ بالفعل وليس بالقول فقط».
إلى ذلك، أهابت وزارة الداخلية السورية، في بيان، «بالأخوة المواطنين التقيد بمضامين المرسوم 54 الذي ينظم حق التظاهر السلمي للمواطنين، والذي أصبح معمولا به في البلاد، وعــدم التظـاهر إلا بعـد
الحصول على إذن مسبق من الجهات المختصة، حرصا على ضمان سلامة المتظاهرين وممارسة هذا الحق بشكل حضاري يعبر عن تاريخ وعراقة شعبنا»، مشيرة بذلك الى المرسوم الذي صدر قبل يومين لتنظيم التظاهرات والتجمعات الاحتجاجية.
وقال مصدر مسؤول، في بيان بثته «سانا»، إن «مجموعة من الأشخاص، بينهم مسلحون، اندفعوا من الطرف الشمالي لمدينة ازرع في ريف درعا مستخدمين الدراجات النارية والسيارات وتوجهوا نحو وسط المدينة وهاجموا عناصر الحراسة في مديرية منطقة ازرع بالحجارة، ثم قام بعضهم بإطلاق الأعيرة النارية، فتصدت لهم عناصر الجيش وردت على مصادر النيران، فلاذت المجموعة بالفرار. وسمع لاحقا إطلاق نار من سيارة مدنية كانت في مؤخرة المجموعة، يستقلها بعض الملثمين الذين فتحوا النار بشكل عشوائي ما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص وجرح 28 من المجموعة ومن عناصر الجيش».
وأضاف المصدر أن «مجموعة أخرى من راكبي الدراجات النارية تحركت من بلدة الحراك باتجاه نقطة مراقبة عسكرية تقع بين بلدتي المليحة الغربية والحراك، وفي الوقت ذاته اتجهت مجموعة راجلة من بلدة المليحة الغربية والقرى المجاورة باتجاه النقطة العسكرية، حيث كان معظم أفراد المجموعتين يحملون السكاكين والعصي وبعض العبوات المملوءة بالبنزين، إضافة إلى عبوات بلاستيكية مليئة بسائل احمر، وهاجموا نقطة المراقبة العسكرية فتصدت لهم عناصر الجيش وأطلقت عيارات تحذيرية في الهواء، فتفرقوا باتجاه بلدة الحراك من دون وقوع أي إصابة». وتابع «في بلدة المعضمية في ريف دمشق اعتدت مجموعة إجرامية مسلحة على موقع عسكري فتصدت لها عناصر الموقع ما أدى إلى وقوع إصابات».
وذكرت «سانا» أن «قوات الجيش ضبطت مع مجموعة إجرامية مسلحة هاجمت أحد المواقع العسكرية في منطقة رخم الحراك في ريف درعا جهازاً خلوياً يعمل بشرائح غير سورية (شركات خلوية أجنبية)، ومزودة ببرامج تحدد الموقع الموجود فيه الجهاز وكاميرات ديجيتال ذات تقنية عالية، عليها مقاطع قصيرة مفبركة تظهر أعمال عنف وقمع تمثيلي للتظاهرات، إضافة إلى هراوات وسيوف وقطع حديدية لاستخدامها أثناء التظاهر ضد قوات الأمن. كما ضبطت قوات الجيش زجاجات مملوءة بالدم الحقيقي لاستخدامها أثناء تصوير أعمال العنف المفبركة للتظاهرات، إضافة إلى زجاجات أخرى مملوءة بالبنزين لإحداث الحرائق».
وذكرت «سانا» أن «اثنين من عناصر قوى الأمن الداخلي استشهدا، وأصيب 11، بينهم ضابطان جراء استهدافهم من قبل مجموعات إجرامية مسلحة في محافظتي دمشق وحمص». وذكر مصدر في وزارة الداخلية أن «الشرطي طارق مكاوي والشرطي سيمون عيسى استشهدا جراء إطلاق النار عليهما من قبل مجموعات إجرامية مسلحة في منطقتي المعضمية بدمشق وحي بابا عمرو في حمص».
كما قامت «مجموعة إجرامية مسلحة بالاعتداء على سيارات الإطفاء من خلال إطلاق النار وقذف الحجارة عليها في منطقة جوبر بدمشق أثناء توجهها لإخماد حريق بعد أن تلقت نداء من أبناء المنطقة يفيد بوقوع حريق فيها. وأسفر الاعتداء عن إصابة عدد من رجال الإطفاء بجروح بالغة نقلوا على أثرها إلى المستشفى».
وذكرت الفضائية السورية أن «عددا من المخربين في منطقة تلبيسة بحمص قاموا بقطع الطرق داخل المدينة عبر حرق الإطارات وتحطيم ممتلكات عامة وخاصة، كما طالت عملية التخريب سيارة إطفاء كانت متوجهة لإطفاء حرائق افتعلها المخربون في المنطقة».
وترددت معلومات من سكان محليين أن «مجموعة من المخرّبين يحملون أسلحة حاولت الدخول إلى كنيسة الصليب في القصّاع في دمشق، وقامت قوى الأمن بالتصدّي لهم بمساندة شباب المنطقة، وتبيّن أنّ المتظاهرين هم من خارج القصّاع وتمّ صدّهم وإخراجهم من المنطقة، التي عاد الهدوء إليها».
وذكرت «شبكة دمشق» أن «تعليمات صدرت للجيش والقوى الأمنية بحماية الكنائس والأديرة كأولوية على المنشآت الحكومية في جميع المحافظات والتصدي بالقوة القصوى لمن يحاول الاعتداء عليها». وأشارت إلى «كشف جزء من خطة لتصفية ضباط الجيش في درعا بعد القبض على أحد قياديي التنظيمات الإرهابية في درعا وإفشال عملية اغتيال لأحد الضباط في برزة» في دمشق.
وقال مراسلو «سانا» إنه و»رغم الحملة التحريضية الواسعة التي تتعرض لها سوريا والتجييش الإعلامي غير المسبوق من قبل محطات أعادت جدولة برامجها لاستهداف سوريا ودعوتها المباشرة للتظاهر وإثارة الفوضى وقيامها بتحديد أماكن التجمعات والتحرك في الساحات والشوارع، وعناوين الشعارات التي سيتم إطلاقها، شهد عدد من المحافظات تجمعات محدودة وعلى نطاق ضيق».
وذكرت «سانا» أن «أعداد المتجمعين تفاوتت من مدينة لأخرى، حيث سجلت بعض مناطق ريف دمشق ومحافظات حماة ودير الزور والحسكة وبانياس تجمعات لأعداد محدودة من المواطنين عقب صلاة الجمعة، هتف المشاركون فيها للحرية والشهيد، كما شهدت مدينة درعا تجمعا شارك فيها الآلاف الذين هتفوا للحرية والشهيد».
وقالوا المراسلون إن «عناصر الشرطة تدخلت لفض إشكالات وقعت بين المشاركين في هذه التجمعات وبعض المواطنين لحماية الممتلكات الخاصة والعامة من التخريب، وانفضت بعض هذه التجمعات بعد فترة قصيرة من بدايتها». وأشار مراسلو الوكالة في حرستا وحماة والقامشلي إلى أن «بعض الإصابات وقعت خلال هذه الإشكالات، كما استغل بعض اللصوص أجواء الفوضى في منطقة الحجر الأسود بريف دمشق وقاموا بنهب المحال التجارية وبعض البيوت».
وقال إمام مسجد الرحمن في بانياس الشيخ أنس العيروط، في اتصال مع «الجزيرة»، إنّ «المدينة بكامل سكانها تظاهرت منادية بالحرية وإسقاط الأجهزة الأمنية، بمواكبة من الجيش السوري وحماية منه، ومن دون حصول أي اعتداء أو تعنيف بحق المتظاهرين». وأعلن أنّ «العناصر الأمنية غادرت المدينة منذ الاتفاق الذي تمّ مع السلطات، وأنّ اللجان الشعبية هي من يقوم بمهام الأمن في المدينة».
وذكرت «سانا» انه و»في إطار تشويه الحقائق والتحريض الإعلامي الذي تقوم به بعض وسائل الإعلام المغرضة لنشر الأضاليل والأكاذيب والروايات المشوهة لأحداث تحصل في سوريا، قامت قناة «الجزيرة» بفبركة شهادة زور وقدمت شخصا قالت إنه شاهد عيان من حمص وإن اسمه محمد عبد الرحمن وإنه طبيب أسنان قدم معلومات كاذبة حول أحداث مفترضة بحمص بين متظاهرين وقوات الأمن، وبعد دقائق معدودة اتصل صاحب الاسم الحقيقي الطبيب محمد عبد الرحمن بالفضائية السورية مستنكرا تقمص اسمه كشاهد عيان على قناة الجزيرة واستعمال صفته كطبيب لتزوير الحقيقة وتقديم روايات مشوهة عن مدينة حمص».
وقال عبد الرحمن «فوجئت عندما اتصل بي أحد أصدقائي وقال لي إن اسمك ورد على قناة الجزيرة بأنك شاهد عيان وأنا لم أتصل أبدا بهذه القناة، وهذا الكلام ملفق وكاذب»، مضيفا أن «ذلك يأتي في إطار الأكاذيب التي تبثها هذه الفضائية مستنكرا الهجمة الإعلامية الكبيرة على سوريا من خلال تلفيق الأخبار وتشويه الحقائق».
ونقلت الوكالة السورية عن «أبناء منطقة الميدان في دمشق نفيهم ما تناقلته بعض وسائل الإعلام المغرضة عن إطلاق الشرطة الرصاص والغاز المسيل للدموع لتفريق متجمعين في الحي». وأشار أحد المواطنين إلى أن «الحي لم يشهد أي تجمعات، ولا يوجد ما يدل عليها».
وذكرت منظمة العفو الدولية، في بيان، أن «75 شخصا على الأقل قتلوا في سوريا خلال تظاهرات الاحتجاج، كما أفاد ناشطون حقوقيون، في حين نفذت الحكومة اعنف حملة قمع على المتظاهرين المطالبين بإصلاحات». وأضافت إن «قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين الذين تجمعوا اثر صلاة الجمعة في أنحاء مختلفة من البلاد».
وقالت المنظمة إن «30 شخصا قتلوا في ازرع في محافظة درعا، و22 في محافظة دمشق، و18 في محافظة حمص، والباقون في مدن وقرى أخرى»، في ما وصفته بأنه «اعنف يوم» منذ بداية التظاهرات في 18 آذار الماضي.
وفيما اشارت رويترز الى سقوط 88 قتيلاً، نقلت «فرانس برس» عن اللجنة السورية لحقوق الإنسان، ومقرها لندن، «ارتكبت قوات الأمن السورية مجازر في العديد من المدن والمناطق السورية، سقط على أثرها 72 مواطنا ومئات الجرحى». وقال ناشطون إن التظاهرات عمت مدينة الحراك في درعا، ودوما وحرستا والزبداني القريبتين من دمشق، والمعضمية والبرزة والقابون وزملكا في العاصمة، ومدن بانياس واللاذقية وحماه وحمص والقامشلي ودرعا وبانياس والرقة واللاذقية.
(«السفير»، سانا، أ ف ب، أ ب، رويترز)
مظاهرات حمص تشق طريقها عبر شارع الحميدية
and here in homs they are in a christ street
ومحاولة اعتداء على كنيسة في دمشق