الرد على: سقط حاجز الخوف يا بشار ...سوريا بعد 15 آذار تختلف عن سوريا قبلها
شام : أحد الأعضاء : عزيزي الناصح الامين,الذي تطلب مني التروي وتنصحني بعدم جر البلاد للمجهول ,ببساطة انا لا امثل الا نفسي, ولا اتكلم باسم احد, وكتاباتي هي موقفي مما يحدث, والحياة كما تعلم موقف,
واتمنى منك ان تنصح من بيده القوة والسلطة,فأنا لست سوى ذرة لا قيمة لها في هذا المد الهائل ,
بينما رجل الامن الذي يفترض به حمايتي وحمايتك , يملك رشاشا يستطيع خلال ثواني ان يقتلني ويقتلك,
هل تعلم تاريخ هذا الرشاش؟
ومن اين حصل عليه؟
ولماذا حصل عليه؟
اترك الاجابة لك, لانني اثق بأن ضميرك الذي دفعك لارسال الف رسالة لي , سيحدثك بجزء من الحقيقة التي ترفض بقسوة ان تراها,مع انها كالشمس في وضوحها,
نحن يا ناصحي نرفض وندين العنف بكل اشكاله, وهذا التحرك الذي تراه في الشارع الان يجد صدى له بين كل الناس لانه سلمي , ولانه متسلح بالحق والحقيقة,الحقيقة التي جلسنا نتحدث عنها طويلا ,وكنا نراها كل صباح في بيوتنا وفي مدارسنا وفي جامعاتنا, وفي قسرنا على الاغتراب , وفي زميلنا الذي ضرب مشرفا في الجامعة وتحداه ونفذ من العقاب وانقلب الامر على رأس مشرفنا المسكين,وراينا الحقيقة في والد صديقنا الذي قتل ظلما وللان ما زال يتعرض صديقنا لمضايقات اجهزة التحقيق العظيمة التي تحقق في الموضوع وتأخذ تمويلها من كد جبينه كل يوم وكأنه هو القاتل وليس ابن الضحية,
كيف تقول لي ما ذنب هذا المجند الذي قتل وهو لم يشارك في التظاهر حتى, ونسيت المئة الذين قتلوا وكأنك تقول ان قتلهم كان نتيجة لمشاركتهم في التظاهر, انا ادين القتل مهما كان, ولكني سأخبرك بما انا متأكد منه, ان هؤلاء الجنود الشرفاء الذين يقتلون في مناسبات محددة,وحسب الطلب ,ويزور موتهم , ويتم العبث بهم امواتا كما تم العبث بهم احياء ,هم من رفضوا تأدية واجبهم في قتل الناس, وسينطق رفاقهم بالحقيقة عاجلا ام اجلا,
سيأتي دروي لنصحك وللحديث معك, فأنا كما تعرفني اعرفك كباطن يدي, وقد قيل الصمت احيانا أبلغ من الكلام, وصمت الكثير يعتبر موقفا , فالجماهير تجلس صامتة تترقب قبل دخول هدف ولكن مع دخول الهدف ترى منظرا مهيبا, وهذا ما حدث ويحدث وسيحدث, لا تراهن يا صديقي على العدد ,فهي ليست بالحساب, وخذ عبرة من التاريخ البعيد والقريب,فالحق وصاحبه اكثرية,ولك في مصر و ثورتها المباركة خير مثال, لا تقل ماذا تفعل بضعة الاف امام 23 مليون, وان اردت حسابا سأختصر لك الموضوع, قبل فترة قصيرة عندما منحت الحكومة السورية تعويضات كبدل وقود ,كان المنتفعين من ذلك مليون مواطن, وهذه حادثة ليست بالبعيدة,وعندما سأل وزيرنا العتيد لماذا فقط مليون,قال كل مواطن فيهم مسؤؤل عن عائلة وليس عن نفسه,نحن منحنا البدل لمليون عائلة, فمن غير المعقول ان نمنح رضيعا بدل وقود مع انه يعتبر مواطنا في التعداد, قالها بسخرية, وبنفس اللهجة اقول لك ان المئة الف الذين خرجوا هم مئة الف عائلة, مع تحفظي على مسالة الارقام, فقد اسلفت ان الحق وصاحبه اكثرية,فلا تسألني ذلك السؤال الممجوج المكرر اين باقي العشرين مليون سوري, لاني سأجيبك اسأل وزير المالية عنهم,
ثم فيما يتعلق بمسألة جر البلاد للمجهول, هذا موضوع اختلف فيه معك,انت تراه مجهولا لانك صدقت منذ طفولتك ان من رايته حاكما هو من يمسك البلاد ان تقع , اما انا فقد رايت شبابا ورجالا هم اجدر بهذه البلاد,رايت شبابا يتسابقون على الشهادة في حب هذه الارض, وما رأيت احدا بذل دمه و روحه فداء لاشخاص كما يدعون و خاب ادعائهم , فقد علمنا الان وشاهد العالم من يرتجف من صدر عار وهو يحمل رشاشا ولا يحمل الا ان يطلق عليه النار لانه يرى في هذا المتظاهر السلمي العاري الصدر حقيقة لا يمكن ان يتحملها , في زخم الاكاذيب والخداع الذي تربى عليه, ولا تسألني عن الاكاذيب فيكفيك دقائق على قنوات السلطة لتعلم حجم الاكاذيب والتزوير, وتابعهم قليلا لتعلم ان هؤلاء هم من يقودون البلاد للمجهول, وللطائفية التي سخر المتظاهرون منها بأجمل صور ,
صديقي لا تبرر تخاذلك وخوفك واختباءك وراء الوهم ,بعلم انت فيه او حقيقة انت تراها وغيرك لا يراها, الحقيقة يا صديقي في الشارع تحت بيتك, الق بنفسك فيها,فهي أجمل من ان تهرب منها , ولا تظنن ان ضميرك سيسامحك, ولا تنبش بالتاريخ لتثبت لي ولنفسك انك على حق ,فالتاريخ الذي درسناه قسرا يختلف عن التاريخ الحقيقي فلا تدخل نفسك واياي في متاهات خاسرة , فالتاريخ له اهله وسيخبرونه على الملأ.
وكما نصحتني سأقول لك:
هؤلاء الذين قيل عنهم مندسين ومخربين وسلفيين و مسلحين و متعصبين,اثبتوا أن هذه الصفات جميعا ,هي لمن يقابلهم و من يتأخر عنهم,
|