من الفيس بوك
ماذا يقول النظام
طبيعة الحال كل شخص يجلس ليفكر في ماذا سيحدث في الغد, ويضع سيناريوهات بناء على احداث ومعطيات وحقائق ومعلومات, معظمنا كان يتوقع ردة فعل عنيفة لما حدث في درعا من مظاهرات واحداث تبعتها استقالة نواب من مجلس الشعب وهو ما لم يحسب له النظام حسابا, كان الرد سريعا ومتوقعا,فالنظام لا يريد ان يعرف الشعب في سوريا ان هناك مدينة قد انجزت الثورة فيها,نظرا لما سترتب عليه من محاولة تكرار المشهد في مدن اخرى,
ولكن المفاجأة كانت اقل مما توقعنا,ليس بردة الفعل فهي متوقعة, والعنف متوقع , ولكن بمحاولة جر الجيش الى معركة للنظام وحده, والمراهنة على قوات الجيش وارغماها على الدخول كطرف في المعادلة وهذا ما تنبه له الكثير من ضباط الجيش الذين رفضوا المشاركة والذين انشقوا بعد المشاركة , ولكن ما حدث ينم عن تهتك رهيب في صفوف قوات الامن التي تدافع عن العرش, سمعنا عن تحركات عشوائية في مدينة دمشق لباصات الامن وعن قصف لمباني في دوما , وعن هرب عناصر امن ولجوئهم الى بيوت الاهالي في درعا , وعن ترك الجنود من الجيش لاسلحتهم والهرب من قرى حوران, وما زالت قوات الامن والجيش تبحث عن عصابات مسلحة والاهالي يتفرجون عليهم , ولا ننكر ان الكثير من عناصر الامن يحركهم حقدهم الاعمى على القتل والتخريب , لكل من يتحرك ,
نعود لنفكر ماذا يفعل النظام في سوريا وعن ماذا تنم تصرفاته الشبه مجنونة وفضائحه المتتالية, اعداد قوات الامن التي وصلت الى درعا تقول بشكل واضح ان ما يشيعه النظام عن اعداد الفرقة الرابعة كله وهم, وماذا يعني تجنيد مدنيين لا تتجاوز اعمارهم العشرين سنة وتوزيع السلاح عليهم وتحرضيهم على القتل, يريد النظام ان يقتل فكرة التظاهر و ان من يفكر بالتظاهر سيكون مصيره كدرعا, ولكن الكل سيسأل ما مصير درعا؟
ايام وسيعلم الجميع وستصل الرسائل من درعا وسيشاهدها العالم, لقد لعب النظام بأخر ورقة بيده وفشلت فشلا ذريعا في درعا ودوما وجبلة, فالدم يزيد من الغضب الشعبي, وما يشيعه النظام عن طريق اذنابه على صفحات الفيس بوك الذين يقسمون ان الامن يحميهم وان العصابات المسلحة تصول وتجول في طول البلاد وعرضها يزيد الغضب اضعافا,
سيبدأ عصيان مدني عفوي في كل المدن,لان كل مواطن سيخجل من الذهاب لعمله وفتح محاله ومصالحه وهو يرى ما يرى من تخبط واستهتار بدمه و دماء اخوته, وستتظاهر مدن اخرى في سوريا لان الجميع رأى ان هذا النظام لا يملك الا العنف و مزيدا من العنف, وان التظاهر يعجل من سقوطه امام العالم, وستكون اكبر صفعة لهم عندما يعلمون ان كل الشعب على قلب رجل واحد رغم كل محاولاتهم للتفريق والتخويف, وكيف يخاف هؤلاء و قد رأى معظمهم شباب يتصدون للرصاص بصدور عارية وهم مبتسمون,
سنرى مزيدا من الاستقالات ومن تخلي الكثير من التابعين وحتى الدول عن هذا النظام لانه بات كما قال سئ الذكر القذافي (اكسبيرد) منتهي الصلاحية,
قال لي شاب من درعا بالحرف(اقسم بالله ان هذا النظام كرتون) وانا اقول :لقد افلس النظام وكل رهاناته كانت خاسرة وبجدارة, وكل من سيقف في وجه الشعب سيسقطه الشعب الذي يقول التاريخ يا من لا تقرأون التاريخ: ان الشعوب ابقى من حاكميها.
http://www.facebook.com/notes/yousef-abo...9589749977