هذه ترجمة لمقالة كتبها المدون الأمريكي اليهودي التقدمي ريتشارد سلفرستين لمجلة
Truthout الإلكترونية يصف فيه حيثيات الأمور في كيفية اكتشافه لاختطاف المهندس الفلسطيني ضرار أو سيسي من أوكراينا ويعرض رأيه في الموضوع. قمت بانتهاج الترجمة الدقيقة واستخدمت نفس المصطلحات التي استعملها الكاتب دون أن يعني ذلك بالضرورة موافقتي على آرائه أو استخداماته للمصطلحات ودون أن أتدخل في أسلوبه التعبيري.
المقالة الأصلية منشورة برخصة المشاع الإبداعي العزو- غير التجاري وترجمتي منشورة بنفس الرخصة.
تحية حوتية للجميع.
إسرائيل، التسليم الاستثنائي والوقائع الغريبة في قضية ضرار أبو سيسي
في ليلة شتوية أوكرانية باردة في منتصف شباط ٢٠١١، كان مهندس مدني غزي يحمل اسم ضرار أبو سيسي مستلقيا في سرير في ننن في قطار متوجها إلى كييف لزيارة أخوه، يوسف، الذي لم يره منذ ١٥ عاما.
لقد دخل أبو سيسي أوكرانيا بصفته لاجئ سياسي قدم طلبا للحصول على الجنسية الأوكرانية. مكث هناك لدى عائلة زوجته الأوكرانية. رغم كونه نائب رئيس محطة توليد الطاقة الوحيدة في غزة، فقد شعر هو وزوجته فيرونيكا بأن غزة لم تعد مكانا آمنا لتربية أبنائهم الستة. خلال تواجده هناك قدم طلبا رسميا للجنسية ليتمكن من الانتقال بعائلته إلى أوكراينا.
لكن أمرا غريبا حصل في تلك الليلة في القطار. بقرب قرية بولتوفا، أيقظ أبو سيسي شرطيان أوكرانيان وأخذوه معهم،
حسبما قال شاهد عيان كان في السرير المجاور لأبو سيسي وشهد الحادثة. هذا الشاهد، أندريه مكارنكو،
الذي اكتشفته مؤخرا الصحيفة الأوكرانية برافدا (بالروسية)، لاحظ وجود قاطع تذاكر، هذا الأخير أكد في البداية قصة مكارنكو للإعلام لكنه تراجعا لاحقا، ربما تحت ضغط السلطات الأوكرانية. يزعم مراسل برافدا أن قاطع التذاكر هذا قد منح عطلة مطولة واختفى من منزله.
ادعى أبو سيسي
في مقابلة بالسجن مع منظمة حقوق إنسان غزية أنه نقل إلى شقة خاصة في كييف، حيث استجوبه عملاء موساد إسرائيليون. أحضر بعدها إلى المطار، وضع على طائرة ونقل إلى إسرائيل، مما حول القضية إلى تسليم استثنائي.
حينما أدركت زوجة أبو سيسي، التي كانت في غزة في تلك الفترة، اختفاء زوجها، تسللت من خلال قناة عبر الحدود إلى مصر وسافرت بنفس الرحلة التي قام بها زوجها إلى أوكرانيا. عند وصولها، بدأت ببحث عاجل عن زوجها مع يوسف. لم يسمعوا من ضرار لمدة أسبوع حتى نهاية شباط، حين اتصل بها من محطة شرطة في إسرائيل. خلال فترة الصمت تلك، قامت باستدعاء الإعلام الأوكراني
واتهمت الموساد باختطافه.
في بداية آذار، وصلني من مصدر إسرائيلي سري أن أبو سيسي موجود في سجن إسرائيلي. حتى تلك اللحظة، لم يعرف أحد ما حصل له بعد اختطافه. بعد كتابتي عن الموضوع بعدة أيام وبعد استفساراتي لدي مجتمع المنظمات غير الحكومية المختصة بحقوق الإنسان، كتبت إلي داليا كيرشتين من هموكد قائلة أن أبو سيسي موجود حقا في سجن إسرائيلي. لقد أحضرا بادئ الأمر إلى معتقل للشاباك (المعروف أيضا باسم الشين بيت) في بيتح تكفا، حيث استجوب. لاحقا، نقل إلى سجن شكما خارج أشكلون. وقد كانت القضية برمتها خاضعة لأمر منع نشر.
لقد حددت كيرشتين محامي أبو سيسي الذي عينته له إسرائيل. عندما اتصلت بها لسانها مربوطا. لقد كان هنالك أمر منع نشر. لم تستطع تأكيد أي شيء. لكن لمجرد عدم إنكارها أنها ترافع عن المعتقل، عرفت أنها كذلك.
استمريت بتغطية التطورات الجديدة أول بأول أثناء كشفي عنها. كما حاولت، بنجاح متفاوت، جعل الإعلام الأجنبي والإسرائيلي يكشفون القضية لأنني اعتبرت هذه الحالة من التسليم الاستثنائي، خرقا إسرائيا للسيادة الأوكرانية من أجل خطف شخص لم يكن حتى مواطنا إسرائيليا.
لاحقا، خلال كتبت - بناءا على معلومات زودني بها يوسف - أنه خلال رحلة ضرار إلى أوكراينا، فإنه مر بمطار عمان، حيث يقيم والديهما. مسؤولو الاستخبارات الأرجنية
رفضوا السماح له بتبديل طائرته، احتجزوه في المطار لليلة واحدة ورفضوا إجازة سفره إلى أوكرانيا لسبعة أيام. عندما أجازوا له إكمال رحلته في نهاية المطاف، اصطحبه في رحلته إلى أوكرانيا أربعة عملاء مخابرات أردنيون. مما دل على تورط الأردن في عملية الخطف وأشار إلى تواطئ ثلاث دول على الأقل في اختفائه. قامت برافدا بنشر هذا الجزء من قصته.
منع أمر منع النشر من الإسرائيليين المعرفة بسجن أبو سيسي، ما التهم الموجهة إليه أو ظروف اعتقاله. لقد كنت قلقا بشكل خاص، لأنه خلال مثل هذه الفترات من الاعتقالات السياسية تتهم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عادة
بتعذيب المشبوهين للحصول على اعترافاتهم، التي تستخدم لاحقا رغما عنهم في المحكمة. منتقدو السياسات الأمنية الإسرائيلية، يمن فيهم منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية، تقول أن هذه العملية تضحي بنزاهة الإجراءا القضائية وسلطة القانون على مذبح الأمن.
شعرت بضرورة خرق أمر المنع وبالضغط على إسرائيل كي تكون هنالك محاسبة على أفعالها، لكن من الصعب جدا خرق أمر منع نشر. لن تفعل ذلك الصحافة الإسرائيليةـ لأن الحكومة قد تسحب ترخيصهم مما سيؤدي إلى إغلاقهم. في الماضي، كان باستطاعة صحفي إسرائيلي تسريب قصة إلى صحفي أجنبي ينشرها، مما يمكن الصحافة الإسرائيلية النقل عن هذا النشر داخل إسرائيل.
لكن مثل هذه الأمور قلت إمكانية تنفيذها في قضايا أمنية مثل هذه. قلة من الصحفيين الإسرائيليين سيخرقون أمر منع نشر كهذا. في الأيام القليلة الماضية، سألت صحفيين إسرائيليين إن كان باستطاعتهم تغطية الصلة الأردنية بالقضية، لكنهم أخبروني بعدم السماح لهم بنشر أي شيء عن كيفية وصول أبو سيسي إلى إٍسرائيل - رغم النشر عنه هنا في الإعلام الأوكراني وعمليا في كل أنحاء العالم.
لكن هنالك وسيلة لعمل ذلك داخل إسرائيل. الأمر أشبه بهد جبل بواسطة آلاف السنين من التآكل البطيئ المتواصل. أولا، يقوم مدون أو نشرة إعلامي بنشره، ثم آخر. في النهاية يتحول الأمر إلى سيل. دور المدون في مثل تلك الحالات أشبه بأول قطرة مطر تسقط على السفح. إنها لا تهد الجبل. قد لا تحمل الكثير من التراب معها. فهي في نهاية المطاف مجر قطرة. لكن أمر يؤدي إلى آخر وسرعان ما تجد شلالا هائجا من التغطية والنشر الإعلاميين.
إن كان من أمر تكرهه المؤسسة الأمنية فهو النشر. مثلما
قال أحد ناشطي لجنة القضايا العامة الإسرائيلية الأمريكية (أيباك)، ستيف روزين، ذات مرة: "الجماعة الضاغطة كالزهرة الليلية. تزدهر في العتمة وتذبل في وضح النهار."
كذلك الأمر بالنسبة للجهاز الأمني الإسرائيلي. بينما لا ينكر أحد ضرورة حماية مواطني إٍسرائيل من الإرهاب، يرى الكثيرون أن الرقاص قد تأرجح أكثر من اللازم باتجاه الأمن وأبعد من اللازم عن احترام حقوق الأفراد.
رغم أمر منع النشر، سمع مراسلو الصحف الإسرائيليون المختصون في الأخبار الأمنية تلميحات من مصادر أمنية غير مسماة عن أسباب توقيف أبو سيسي.
مراسل هآرتس عاموس هرئيل قال أن إيران قامت بتدريب "مهندسين" غزيين من أجل إنشاء صناعة أسلحة محلية. أي أن مصادر غير مسماة ادعت أن الرجل الذي يدعي أنه مهندس في محطة الطاقة هو في الحقيقة صانع أسلحة. دون دليل على هذه التهمة. ليس بإمكان المتهم الدفاع عن نفسه. بالكاد تستطيع محاميته أن تتحدث باسمه لأن أمر منع النشر يشملها.
مراسلون إسرائيليون آخرون لمحوا، بحسب مصادر غير مسماة أخرى، أنه يحتمل
أن يكون أبو سيسي العقل المدبر وراء شحنة أسلحة إيرانية محرّمة يفترض أن وجهتها كانت غزة على متن السفينة فيكتوريا.
دير شبيغل ادعت أنه كان يعترف بكل مكنونات نفسه حول مكان تواجد جلعاد شليط. مؤخرا، زعمت مصادر غير مسماة
في تقرير لصحيفة نيوزيلند هيرالد أنه منح الشاباك معلومات مكنت جيش الدفاع الإسرائيلي من مهاجمة مركبة في السودان تحمل أسلحة وتجار أسلحة من حماس متجهة إلى غزة. باختصار، تحول أبو سيسي إلى امتحان رورشاخ أمني إسرائيلي يمكن لأي كان أن يرى فيه ما يرغب. كدت أتوقع أن أقرأ أنه وفر المعلومات الاستخباراتية التي مكنت الموساد من اختطاف أدولف آيخمان في الأرجنتين عام ١٩٦٠.
في بداية القضية، نشر مراسل هآرتس الأمني، يوسي ميلمان،
تقريرا قال به أن أن عناصر أمنية أوكرانية اختطفت أبو سيسي نيابة عن إٍسرائيل، ثم قامت بتحويله إلى أيدي الموساد، الذي سلمه إلى إسرائيل. في مقابلة معه، أكد أخو ضرار يوسف إيقانه بأن الأوكرانيين قد تعاونوا في عملية الاختطاف. لمدة ثلاثة أسابيع قام يوسف بالسفر إلى جميع محطات الشرطة ومكاتب المخابرات الأوكرانية التي وجدها طالبا لمساعدتهم بالعثور على أخيه. عومل دوما بازدراء، مثل ذبابة تُكَش. قال له كل مسؤول استشاره بعدم التحدث إلى الإعلام، بل بالبقاء هادئا وسيعود أخوه إليه. بل إن أحدهم حدد موعدا للعودة قائلا بأن ضرار سيعود في التاسع من آذار. في التاسع من آذار كان يوسف يعرف منذ مدة أن أخاه موجود بسجن إسرائيلي.
أخبرني أبو سيسي مؤخرا أن سياسيا أوكرانيا أعلمه أن نائب رئيس المخابرات الأوكرانية، فلاديمير روكيتسكي، قام بوضع كامل مخطط الخطف.
من بين الأمور الفاطرة للفؤاد، أخبرني يوسف عن أبناء أخيه الستة، الذي بقوا في غزة دون أب أو أم. ترعاهم أخته سوزان، التي لديها ستة أطفال آخرين. كما أنه حدثني عن معاناة والده الطاعن في السن في الأردن عندما أخبره يوسف بأن ضرار اعتقله الجهاز الأمني الإسرائيلي. لقد بكي الرجل لمدة يوم كامل دون توقف، عالما أنه قد لا يرى ابنه ثانية، نظرا لتقدمه بالعمر.
لإسرائيل تاريخ طويل باختطاف الأجانب والإسرائيليين على تراب أجنبي وتهريبهم إلى إسرائيل لمحاكمتهم أو اعتقالهم سرا. بدأت الظاهرة مع أدولف آيخمان، الذي اختطفه الموساد عام ١٩٦٠. في تلك الفترة بدى الأمر مسألة عدل علوي يستحقه القائد النازي الفاسد كي يمثل أمام القانون.
لكن هذه العمليات التي بدت بطولية في فترة ما فقدت من بريقها لاحقا. في ثمانينات القرن العشرين، سافر مردخاي فعنونو إلى بريطانيا ليخبر بقصصه لصحيفة صفراء عن عمله في قلب مفاعل الأسلحة النووي الإسرائيلي في ديمونا. فعنونو بخرقه طابو النووي الإسرائيلي استفز الموساد على ما يبدو. فقد استغل الموساد جل وقته منذئذ كي تصبح حياة هذا الإنسان بائسة. بدأ الأمر بالقبض على فعنونو في أوروبا، ثم تخديره وإحضاره إلى إسرائيل، حيث حوكم وحكم عليه بالسجن لفترة طويلة. رغم استكماله مدة الحكم، رفضت إسرائيل السماح له بمغادرة الدولة، ويبقى اليوم تحت نوع من الحبس البيتي القطري.
قضية أبو سيسي هي حلقة أخرى من سلسلة طويلة. لكن السؤال المطروح على إسرائيل هو - ما الربح مقابل الثمن المدفوع؟ اختطاف شخص قد يؤكد مقدرة الموساد بالوصول إلى أي شخص في أي مكان وفي أي وقت - إيجابية أخرى إن كانت الغاية ردع العدو.
لكن، الثمن هو إثبات أنها دولة لا تحترم السيادة الوطنية، نزاهة الإجراءات ولا القانون الدولي. فهي تبرهن مزاعم أعدائها أنها دولة مارقة وليست عضوا نزيها في المجتمع الدولي.
في بداية نيسان، بعد فترة غير مسبوقة استمرت ٤٥ يوما من الحجز دون توجيه تهم (المدة القصوى هي عادة ٣٠ يوما) تدعي محامية أبو سيسي، سمادر بن ناتان، أنه عُذّب خلالها
نشر الشاباك لائحة اتهام يتهمه فيها بأنه مهندس الأسلحة الرئيسي لدى حماس، أنه طوّر وحسّن تصميم وصنع كل صواريخها بما فيها القسام والصواريخ المضادة للدبابات، من بين أمور أخرى، وأنه استخدم أبحاثا ومعلومات هندسية صاروخية روسية لتحسين قدرات حماس الصاروخية (يمكنكم قراءة
لائحة الاتهام الكاملة بالعبرية و
ملخصها بالإنجليزية.)
من بيت الادعاءات المطروحة أنه خلال دراسة أبو سيسي الجامعية في أوكرانيا، درس المتهم هندسة الكهرباء تغطية لدراسته التكنولوجيا الصاروخية في معهد عسكري أوكراني في خاركوف. لكن هذه التهم تحوي العديد من الثقوب والتناقضات. فالمعهد العسكري المذكور
لم يعد موجودا بعد ١٩٩٢، بينما تخرج أبو سيسي عام ١٩٩٩. من يزعم أنه الأستاذ المسؤول عن أطروحة دكتوراة أبو سيسي في الدراسات العسكرية (المذكور بلائحة الاتهامات باسم كونستانتين بتروفيتش، وهو اسم يلائم الاسم الأول والاسم الأوسط تقليديا، وبأي حال ليس أي منهم اسما أخيرا) انضم إلى المؤسسة التي يعلم فيها عام ٢٠٠٤، بينما ترك أبو سيسي أوكراينا عام ٢٠٠٤.
عدد من قادة حماس العسكريين تدعي لائحة الاتهام أنهم جندوا أبو سيسي وحددوا له مهامه في تطوير الأسلحة اغتالتهم إسرائيل، بمن فيهم صلاح شحادة ونزار ريان.
كل هذا يؤدي إلى أحد هذين الاستنتاجين: إما، كما تدعي محاميته، أن المهندس الفلسطيني تحت وطأة التعذيت، اختلق قصة ترضي محقيقيه وتخفف من تنكيلهم، أو أن الشاباك لفق القصة برمتها.
أنكرت الحكومة الأوكرانية بشكل دائم تعاونها في عملية الخطف أو معرفتها بما حصل لأبو سيسي. لكن هنالك تكهنات بأن أوكرانيا تشجعت على المشاركة في العملية ب
سبب تلهفها للتوقيع على اتفاقية تجارة حرة مع إسرائيل والتي تتيح اليوم سفرا دون الحاجة إلى فيزا لمواطني كلتا الدولتين.
فيرونيكا أبو سيسي بدأت بإجراءات قانونية في بلدها الأم لمحاسبة الحكومة على أفعالها وكشف ما فعلته ولماذا. إن رفضت المحاكم القيام بذلك، هي وأخو زوجها يوسف،
يخططان للتوجه للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ.
لا يتبقى لنا سوى التكهن بسبب اعتقال أبو سيسي. الاحتمالا تشمل كونه مهندسا مدنيا مهما في غزة، سيكون وسيلة لإسرائيل بمضايقة الحياة اليومية في غزة الواقعة تحت سيطرة حماس. إمكانية أخرى هي أن إسرائيل تعتقد بأنه لكونه مهندسا يملك معرفة يمكنها الاستفادة منها لو أنه وصف لها جوانب تهم الجهاز الأمني في البنية التحتية لغزة ترغب بمعرفة المزيد عنه. محطة توليد الطاقة الوحيدة في غزة، هي عنصر هام في بنية القطاع التحتية. عندما غزت إسرائيل غزة خلال عملية الرصاص المسكوب قامت بقصف المحطة وعطلتها - مسببة بانقطاع الكهرباء عن جميع سكان قطاع غزة الذي يعدون ١،٥ مليون نسمة. تدعي فيرونيكا أبو سيسي
أن إسرائيل اختطفته لأنه "العقل وراء محطة توليد الكهرباء" وأنه قام بإعادة بنائها بنفسه بعد الحرب الأخيرة. يلاحظ الآخرون أنه ساعد بتحسين جهاز الوقود بالمحطة بحيث أصبح أقل تعلقا بوقود الديزل التي توفره إسرائيل. ربما لم يعجب ذلك السلطات الإسرائيلية، التي ترغب السيطرة بعمل المحطة لو أرادوا خفض عملها أو إيقافه كلية. لو استطاع الشاباك استخلاص معلومات من أبو سيسي حول المحطة ونظامها، سيمكنها ذلك من اختراقها وتخريبها بسهولة أكبر، ربما بصورة شبيهة لاستخدام إسرائيل فيروس ستكسنت لتخريب المعامل النووي الإيراني في نتانز وبشهر.
طبعا، كل ما قلته ليس سوى تكهنات بسبب أن دولة الأمن القومية تفضل العمل في الظلمة، تفضل الضبابية. يمكننا فقط تأمل مستقبل يكون فيها التسليم الاستثنائي وأساليب أخرى تفضلها دول كهذه غير مقبولة مثل اللينش والأبارتهايد من حقبات ماضية.
---------------------
* الحديث عن مصطلح استخدم في القانون يتكلم عن خطف وتسليم شخص من دولة إلى دولة أخرى لمزيد من المعلومات يمكنكم قراءة
المقالة التالية في ويكيبيديا الإنجليزية.
.