يجد المتابع للاحداث الاخيرة في سوريا ان جميع اطياف الشعب السوري متفقين في ما بينهم على انه لا وجود للطائفية في سوريا بالاضافة الى كون الثورة الحالية بعيده كل البعد عن الطائفية. ومن اطياف الشعب طبعا النظام وزبانيته والمشاركين العزل في التظاهرات على حد سواء.

ولكني وجدت ان هذا ليس صحيحا بتاتا. بل على العكس, نحن شعب طائفي بامتياز وليس هذا فحسب بل متعصب وقبلي باسثناء فئة قليلة وكريمة وشجاعة من ابناء سوريا الا وهم المتظاهرون العزل الذين يدافعون عن كرامتهم وكرامة باقي السوريين بصدورهم العارية ودمائهم الطاهرة.
هولاء الابطال العزل حقيقة هم الوحيدين الغير طائفيين في سوريا.

اليوم يمكن تصنيف السنة في سوريا الى ثلاثة اقسام :
1- المجموعة السافلة الاولى وهم جماعة البوطي وراتب النابلسي وعذرهم ان الثورة الحالية هي عبارة عن فتنة كما يقول شيوخهم.
2- المجموعة السافلة الثانية وهم الوهابيون الذين يعتقدون بناء على احاديث نبوية ان الثورة ضد الحاكم المسلم هي كفر طالما ان الحاكم يسمح لهم بالصلاة وممارسة شعائرهم الدينية.
3- المجموعة الثالثة هي مجموعة الشرفاء الابطال والعزل في حوران والصليبة ودير بعلبة وتلبيسة ودوما والكسوة .............والتي لا ناقه ولا جمل لها في المجموعة الاولى والثاني.

لو رسمنا مضلعا رؤوسه حماة, اللاذقية , طرطوس , حمص لوجدنا ان داخل المضلع تتمركز الاقليات المسيحية في وادي النصارى و محردة والسقيلبية والعلويين في جبال العلويين والاسماعيليين في مصياف والقدموس الخوابي والمرشديين في الغاب والسؤال بعد هذه المقدمة الجغرافية اين المظاهرات في هذا المربع التي تنادي (بلا للقتل) مثلا وليس بالضرورة (الشعب يريد اسقاط النظام)

السؤال الان هل فعلا لا يوجد طائفية في سوريا ؟ هل مجموعة الابطال العزل اقلية سورية ولا تمثل الا نفسها ؟ وظلم ذوي القربى اشد مضاضة من وقع الحسام المهند

هذا ما كان يدور في خلدي منذ البداية. الفعل نحن شعب طائفي للغاية.

أنا أرى وأسمع وألمس الطائفية في معظم ما يقوله ويفعله من يسمون أنفسهم بمناصري الثورة وما هم بمناصريها إلا بالكلام والتحريض الجبان.

يبدو لي أن الاستراتيجية التي اتبعها الأخوان المسلمون في مصر هي نفسها التي يتبعها عدد كبير من "قادة الثورة" في سوريا. أعني بذلك أئمة المساجد والمرتبطين حقاً بالخارج السعودي الأخواني، وأحياناً الوهابي.

الفارق الوحيد بين إرهابيي سوريا الطائفيين أنهم لم يستطيعوا التحكم باستراتيجيتهم على نحو شامل يغطي كافة أطرافهم، لذا فإنك بين الفينة والأخرى تسمع زلات ألسنتهم وترى مظاهر حقدهم الطائفي هنا وهناك.

ليس هذا فحسب، بل ولدي ما يدفعني للاعتقاد بأن خيار تسليم السلطات للإسلاميين عن طريق الانتخابات "الديمقراطية" هو خيار غربي كوسيلة لنشر الفوضى البناءة الحقيقية التي فشل جورج بوش في متابعة نشرها إبان احتلال العراق.

سوريا بلد طائفي وهذا هو المأزق الوحيد وهو الذي سيقتل الحريه

لكي لا يفسر ما كتبته البارحه بغير محله احب ان اوضح مكرها الاسباب التي دعتني الى المداخله اعلاه. انا مقيم في امريكا واتصلت بطبيبة سورية سنية من اجل مراجعة طبية واخبرتني عن مظاهرة لدعم اهلنا في حوران في الاسبوع القادم وطلبت مني ان ابلغ معارفي من السوريين من اجل المساهمة. واتصلت بطبيب حوراني سني وصديقي وضحك وقال لن اشارك في اية مظاهرة ضد النظام
ثم اتصلت بمهندس سوري سني من عربين وسالته ان كان يحب ان يشاركنا وقال لي بانني حمار مثل اخيه الذي شارك في جنازة احد شهداء في جوبر. ومهندس اخر سني من دمشق الذي رفض في البداية خوفا على اهله في سوريا ولكن قبل المشاركة بعد نقاش طويل واخر طبيب مسيحي رفض المشاركة وقال لي هل فعلا تريد ان يحكمنا اخونجي في سوريا واخر طبيب علوي وقال لي هل هي مظاهرة تاييد للسيد الرئيس فقلت له لا فقال لي وباي حق تسالني ومعركتنا مع الثوار معركة وجود مثل ما حدث في حماة واخر طبيب اسماعيلي رفض المشاركة وقال عني اني حمار لاني اعرض نفسي للمسالة من اجل قضية صغيرة حيث الحكم السني سيكون اسوا من الحكم العلوي.

هولاء الاشخاص اعلاه يعيشون في بلد ديمقراطي حر وهم ميسورين ماديا ومع هذا وجدتهم غريبين عني واحسست بانني لم اوفق باختيار اصدقائي في امريكا ولا اعرف ان كان اعلاه يمكن تعميمه على باقي الشعب السوري ام هي حالة خاصة جدا لا يمكن تعميمها.

على كل حال وجدت نفسي فجاة احصي واعد عدد الشهداء والقتلى في سوريا من علويين ومسيحيين ودروز واسماعيليين وعدد من ادان من الاقليات عنف النظام في درعا وغيرها سواء في داخل سوريا وخارج سوريا

ايمته و أين ستكون المظاهرة يا أنكيدو؟

May 7, 2011 at 2:00 PM in Troy, MI at Honorary Consulate General of Syria in Detroit

عدم المشاركة بالمظاهرة ليس دليل تأييد النظام ....

طبعا ليس دليل
و ليس الأمر اما أسود أو أبيض ..
ومهمة كل علماني اليوم أن يتحدث للناس في كللل فرصة عن مخاطر و بلاوي تطييف الثورة حتى يقلص احتمالات ركوبها من قبل جماعات الله بشتى مذاهبهم و أطيافهم.

شكرنننن أنكيدو

أنا أرى أنها تأييد للنظام وهذا حق للجميع وحرية في الأختيار ولاجدال هنا.

المشكلة في السوريين المغتربيين من عشرات السنين والمتعلمين والمتجنسين والميسورين في امريكا ممن ينتخبون بوش واوباما ويدعوون بالحرية والديمقراطية والعدالة وحقوق الانسان الى اخر ما هنالك من كليشة وعند الانتخابات الرئاسية في سوريا ينتخبون السيد الرئيس بشار الاسد حديثا وبطل التصحيحين والده قديما عن طريق ارسال فاكس الى السفاره السورية في واشنطن وهم يبررون ذلك بانهم يذهبون الى سوريا للزيارة احيانا ولا يريدون ان يقعوا في مشاكل وهذا ينطبق على الاغلبية السورية من جميع الطوائف في امريكا.
اما الاصدقاء الذين دعوتهم فهم ممن يدعوون الحرية والعلمانية والالحاد احيانا وعند الجد تجدهم طائفيون عنصريون انتهازيون واظن انه من حسن حظ الثورة السورية انهم خارج سوريا.
على سبيل المثال دعا حوراني اخرالى تظاهرة في منطقة نائية وحرم على المشاركين بقول او رفع اي شعارات باستثناء العلم السوري وشعار لا لقتل السوريين فقط دون الاشارة الى اي شي اخر.

في اخر زيارة لي لسوريا كنت اشكي لصديقي القاضي في سوريا وضع الجالية السورية في امريكا واندهشت منه وهو عدو النظام اللدود عندما قال لي انه اكتشف اخيرا ان هذا النظام هو نخبة النخبة في سوريا وضحكنا وقتها والان اجد ان ما كنت اضحكه بالامس بت ابكيه اليوم وانا ارى ان من يمكن ان يسند اهلنا العزل في سوريا ولو بقول او بمظاهره رمزية تراه ادار ظهره لبلده او يتفوه بحماقات تدل على غباءه من قبيل اخونجي سني اماره اسلامية مندسين الحريري السعودية ابن تيمية وهو طبيب قلبية في امريكا منذ ثلاثين عاما

الذي ألاحظه و أتمنى أن يصحح لي الأخوة السوريين أن غالبية العلويين في سوريا مع النظام
قلباً و قالباً رغم معرفتهم بفساده و قمعيته ..
اليس هذا نوع من الطائفية ؟