سورية: اتساع نطاق الاحتجاجات ومخاوف من «هجوم وشيك» على التلبيسة والرستان
الخميس, 05 مايو 2011
صورة وزعتها «سانا» تظهر الأسلحة التي قالت السلطات أنها وجدتها مع «ارهابيين» في منطقة السلمية بحماة (أ ف ب).jpg
دمشق، عمان، نيقوسيا - «الحياة»، أ ف ب، رويترز
توسعت دائرة الاحتجاجات في سورية لتشمل لأول مرة مدينة حلب، ثاني أكبر المدن في البلاد، بالإضافة إلى دمشق وبانياس والقامشلي التي شهدت تظاهرات أمس وليل أول من أمس على رغم تحذيرات السلطات. في موازاة ذلك أفاد مصدر عسكري سوري أن عدداً «ممن غرر بهم بادر إلى تسليم نفسه» أول من امس إلى وحدات الجيش والقوى الأمنية في درعا، حيث عثر على «كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر في مخابئ تحت الأرض وفي البساتين وفي أماكن متفرقة من المدينة وضواحيها».
وعن الوضع الأمني، أفاد شهود أن دبابات وناقلات جند مدرعة للجيش تنتشر حول بلدة الرستن المضطربة التي كانت من مراكز الاحتجاج على الطريق بين حمص وحماة.
وأعرب ناشط حقوقي في حمص عن خشيته من «هجوم وشيك» على التلبيسة والرستان اللتين تبعدان على التوالي 13 كلم و22 كلم عن حمص.
وفي العاصمة السورية شارك حوالى 150 طالباً من جامعة دمشق في اعتصام تضامني مع درعا التي يحاصرها الجيش منذ 25 نيسان (أبريل)، بحسب ناشط حقوقي. وقال الناشط لوكالة «فرانس برس» أمس «نفذ 100 إلى 150 طالباً اعتصاماً للإعراب عن تضامنهم مع درعا هاتفين: بالروح بالدم نفديك يا درعا وارفعو الحصار عن درعا». ولم يستمر الاعتصام وقتاً طويلاً حيث فرقته قوى الأمن بالقوة، بحسب الناشط.
كذلك تحدى مئات المتظاهرين في مدينة بانياس المحاصرة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع السلطات بالخروج في تظاهرات احتجاجية. وطالب نحو ثلاثة آلاف شخص بـ «رفع الحصار عن هذه المدينة وكذلك عن درعا».
وبحسب ناشطين فقد أعتقل ستة أشخاص على الأقل بعد أن سيطرت قوات الأمن على بانياس. وقال أنس الشغري احد قادة الاحتجاج لوكالة «رويترز» إن الجيش أغلق المدخل الشمالي بينما أغلقت قوات الأمن الجنوب. لكن ناشطاً حقوقياً قال إن نحو ألف محتج قاموا بمسيرة في الحي السني في بانياس والذي يقع إلى الجنوب مباشرة من السوق الرئيسية وهم يحملون أرغفة الخبز تعبيراً عن التضامن مع شعب درعا. وقدم الناشط صوراً للمظاهرة. وفي القامشلي قام آلاف بمسيرة في المدينة التي يغلب الأكراد على سكانها وهم يحملون الشموع ويهتفون بالحرية.
وفي درعا المحاصرة منذ أسبوع بعد تدخل الجيش معززاً بالدبابات والمدرعات، أفاد ناشط حقوقي بأن المياه والكهرباء عادتا إلى المدينة باستثناء حي «المسجد العمري» الذي سبق أن شهد مواجهات، فيما قال احد سكانها ويدعى أبو محمد
«مازالوا يسحبون كل من هو دون الأربعين عاماً إلى استاد درعا حيث احتجزوا في العراء مئات من بينهم عدد من النساء الأسبوع الماضي».
إلى ذلك قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن مئات السوريين أحيلوا للقضاء بتهمة «النيل من هيبة الدولة وإثارة الشغب». وتم توجيه هذه التهمة التي تبلغ عقوبتها بالسجن ثلاث سنوات إلى مئات ممن اعتقلوا قبيل صلاة يوم الجمعة الماضي. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة «رويترز» إن الاعتقالات الجماعية مستمرة في أنحاء البلاد، واصفاً ذلك بأنه خرق آخر لحقوق الإنسان والمعاهدات الدولية.
وقال وسيم طريف رئيس منظمة «إنسان» لحقوق الإنسان إن أفراداً من اسر المعتقلين اكدوا اعتقال 2843 شخصاً وإن رقم المعتقلين والمفقودين قد يصل إلى ثمانية آلاف.
وقال طريف إن بين المعتقلين نشطاء وشخصيات بارزة وأشخاصاً شوهدوا يلتقطون صوراً فوتوغرافية أو بكاميرات فيديو بأجهزة الهاتف المحمول أو أشخاصاً اشتبه في انهم يقومون بتحميل لقطات فيديو على الإنترنت. وأضاف أن قوات الأمن تعتقل الناس في درعا ودوما بشكل عشوائي.
وأوضح أن منظمته تمكنت من التأكد من توقيف 2843 شخصاً بينهم 891 في درعا ومحيطها و103 في الزبداني و108 في مضايا (شمال غربي دمشق) و384 حول دمشق و636 في حمص ومحيطها و317 في اللاذقية و267 في جبلة و37 في طرطوس، المدن الثلاث الواقعة على المتوسط. وتابع أن هناك 5157 اسماً آخر يجري التحقق منهم بينهم 4038 في درعا ومحيطها.
بدورها أفادت «منظمة العفو الدولية» بأن محتجين ابلغوها انهم تعرضوا للضرب بالعصي والأسلاك وخضعوا لظروف قاسية منها الحرمان من الطعام. وقال فيليب لوثر المسؤول بالمنظمة «استخدام القوة الفتاكة دون مبرر والاعتقال التعسفي والتعذيب تبدو إجراءات يائسة من جانب حكومة لا تتسامح مع المعارضة وينبغي أن تتوقف على الفور».
وتحدثت «العفو الدولية» عن 542 قتيلاً منذ بدء الاحتجاجات في سورية.
ويقول سكان في ضواحي دمشق، حيث اعتقل كثيرون إن حواجز الطرق والاعتقالات تزايدت هذا الأسبوع في مناطق حول العاصمة. وقالت إحدى السكان لوكالة «رويترز» إنها شاهدت قوات امن ترتدي ملابس مدنية تقيم حواجز من أجولة الرمال وتضع مدفعاً آلياً على طريق بالقرب من بلدة كفر بطنا قرب دمشق. وقالت مصادر إن الحملة الأمنية تهدف في ما يبدو إلى منع الاحتجاجات بعد صلاة الجمعة المقبلة وهو الوقت الوحيد الذي يسمح فيه للسوريين بالتجمع.
ويقول ناشطون إن «السلطة عمدت خلال الأيام الأخيرة إلى تكثيف عمليات الاعتقال بشكل فاق كل حد، بحيث اصبح متوسط عدد الاعتقالات يومياً لا يقل عن 500 شخص». وأشاروا إلى «حملات مداهمة مكثفة تستهدف كل يوم مناطق بعينها، بالإضافة إلى الاعتقالات المتفرقة المستمرة». وتابعوا أن «السلطة تستخدم أقسى الأساليب في عمليات الاعتقال التعسفي تلك حيث يقوم عشرات العناصر الأمنية المسلحة باقتحام المنازل والتعرض لأهلها بالإهانة والترهيب».
لكن الناشطين تعهدوا مواصلة «ثورتهم» عبر تنظيم تظاهرات في جميع أنحاء البلاد. وقالت لجان تنسيق التظاهرات في بيان: «مستمرون في ثورتنا وفي مظاهراتنا السلمية في كل أرجاء سورية حتى تحقيق مطالبنا بالحرية».
مشاهداتكم وتعليقاتكم: حملة اعتقالات واسعة في سورية
مظاهرات بدرعا ضد الحصار المفروض على المدينة
قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان مئات السوريين أحيلوا للقضاء بتهمة "النيل من هيبة الدولة واثارة الشغب"، وهي تهمة تبلغ عقوبتها السجن لثلاث سنوات، وذلك في اطار حملة الرئيس بشار الاسد لمواجهة الاحتجاجات المناهضة لحكمه.
واعلن المرصد ان الاعتقالات مستمرة في انحاء سورية، كما اعلنت منظمة "انسان" لحقوق الانسان ان افرادا من اسر المعتقلين اكدوا اعتقال 2843 شخصا، وان الرقم قد يصل الى ثمانية الاف. وتقول منظمات حقوقية ان عدد القتلى الذين سقطوا في الاحتجاجات التي تشهدها سورية منذ 18 مارس/آذار لا يقل عن 560 مدنيا.
اضغط هنا لقراءة المزيد من التفاصيل
وفي درعا يقول شهود عيان إن قوات الأمن اعتقلت المئات من الرجال في المدينة ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و40 عاما، وانهم شاهدوا حافلات مليئة بالمعتقلين وهم مقيدون وعيونهم معصوبة.
وفي دمشق، اعتقلت قوات الأمن الاثنين 2 مايو/ايار عشرات الناشطين، كما اعتقل اكثر من 20 في بلدة كفرنبل في حماه ونحو 150 في بلدتي الزبداني ومضايا القريبتين من دمشق حيث تعرض المعتقلون للضرب امام اسرهم، حسبما تقول احدى منظمات حقوق الانسان السورية.
من جانبها تتهم السلطات السورية جماعات سلفية مسلحة باذكاء الاضطرابات واطلاق النار على قوات الامن. وبث التلفزيون السوري مشاهد لجنازات عسكريين قال انهم قتلوا بايدي الجماعات المسلحة. ويؤكد النظام ان هناك "مؤامرة خارجية" تستهدف سورية، وان انهيار حزب البعث سيؤجج الطائفية.
اذا كنتم داخل سورية، وبامكانكم المشاركة، ارسلوا بتجاربكم ومشاهداتكم.
هل يصمد نظام بشار الأسد أمام موجة الاحتجاجات؟
ما الذي تعكسه عمليات الاعتقال التي تقوم بها الأجهزة الأمنية في وقت أعلنت فيه إلغاء قانون الطوارئ؟
ما رايك بالموقف العربي الرسمي من ما يجري؟ ماذا عن رد الفعل الغربي، والأمريكي خاصة؟
وهل لديك مخاوف من تداعيات أي إضعاف او انهيار للنظام على العلاقة بين الطوائف المختلفة في سورية وعلى استقرار البلاد كما حذر البعض؟ .
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الخميس 5 مايو/آيار من برنامج نقطة حوار الساعة 15:06 جرينتش.
اضغط هنا للمشاركة في الحوار بالصوت والصورة
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442077650211 ويمكنكم أيضاً المشاركة عن طريق الرسائل النصية sms بالعربية على رقم: 00447900040407
نُشر في: 03/05/2011 01:30 م GMT