الموضوع ليس عن الحجاب!!!!!!!!
بل عن
الذات الغربية كما تتجلي و تفضح نفسها في كتاباتها الاستشراقية النسوية الكولونيالية الاستعلائية التي تدعي تحرير المرأة من ثقافة قهر دينية بينما في حقيقة أمرها ليست الا "رؤية تدخل في إطار أكبر: النزعة الكولونيالية التي سبق لإدوار سعيد أن فضح عنفها الرمزي ورفضها المرضي للمختلف والمغاير" كما ورد في المقالة.
أوبزرفر
اقتباس:نعم اتفق معك تماما بأن الحجاب كلباس ليس المشكلة، بل المشكلة فيما يمثله الحجاب. و اقول لك بأنه ليس لدى الغرب اي مشكلة ايضا مع تلك الموضة ايضا، بل لديه مشكلة حقيقية في كون لابسة الحجاب امرأة مضطهدة، سواء اكان ذلك برغبتها ام غصبا عنها. و المرأة الغربية لا تنظر على المرأة الشرقية من باب التعالي كما يعتقد كاتبنا، بل من باب تعاطف المرأة مع المرأة، و تستطيع ان تقول ايضا من باب محاربة الاضطهاد الانثوي و الذي يمثله بالغالب الرجل الشرقي.
نعم عنوان المقال مستفز لابعد حدود، و ليس له اي معنى. فلا يوجد شيء اسمه حقد على الحجاب، و هذا يشبه المقولة المشروخة الحقد على الاسلام. اما بقية المقال فقد قرأته و مليء بالمغالطات،
ما تقوله هو بالضبط ما يريدوننا أن نصدقه مع انه حقيقة كلام زائف من ألفه الى يائه و برميل زرنيخ مغطى بملعقة عسل للتضليل و ايقاع الضحية. و ساضرب لك مثالا و من حقل الحركة النسوية. التيار الراديكالي يرى أن النساء شعب يقع عليه قهر "عالمي" و لا يميز بينهن تراتبيا اي هذه متفوقة و متحضرة و جميلة وووو بينما الأخريات معا و في سلة واحدة متخلفات و أقل منها اينما كان موقعهن في العالم الثالث. كما ينظر للنساء برابطة "الأختية العالمية" و دون تمييز و يعتبر أن مهمته تحرير نساء العالم من كافة أشكال القهر و يقف مواقف سياسية تشهد بالفعل على موقف انساني و حضاري برئ من النفاق الى حد كبيير. بينما لننظر الى التيار الليبرالي و وساخته المستفحلة كوجه أمريكا حين تدعي دمقرطة العالم و مناصرة حقوق الانسان. هذا التيار الذي ناصر الحرب على العراق و غزو افغانستان و غيرها من المواقف المناصرة للمحافظين الجدد و رأسالمال المعولم خان قضيته النسائية نفسها!! و وقف الى جانب الرجل الجلاد!! فتجد بعض ناشطاته يكتبن بشكل مخزي و مقرف عن المرأة الشرقية وصلت تناول طريقة لبسها و مكياجها و أكلها و علاقتها بزوجها. لم ينظرن اليها كما ينبغي لنسوية أي كضحية المجتمع الأبوي و كضحية راس المال و الديكتاتوريات و الثقافة السائد.ة بل جمعن النساء من شتى اقطار البلدان الاسلامية في بوتقة واحدة -متنكرات للفروق- من أجل أن يقلن أننا نحن البيض الغربيات ذوات الامتيازات و النفوذ حاجة تانية خالص و أبهة خالص و كل أخرى هي كخة! ثم يصورن أنفسهن على أنهن النموذج الذي يحتذى هو و معاييره و مفاهيمه و أجندته. هل هذا التيار نسوي فعلا؟ أم خادم أمييييييين للثقافة الذكورية و بياع شعارات ناجح في التسويق؟ و اقصائي متدثر بشعارات حضارية؟
و الطامة الكبرى ليست هنا بل من هنا تبدأ! فعندما ينظرن للحجاب على أنه رمز تخلف و غباء و جهل و بربرية فهن يعطين الرجل الأبيض حق التدخل (و السطو المسلح) على تلك البلاد بحجة تحرير النساء من القهر! فكيف و حياة معزة خالتي عندك يمكن لجلاد أن يحرر ضحية؟؟
و عن الكليشيهات التي تطرق لها الموضوع فهذا التيار لا يكلف نفسه عناء التحقق من فرضياته و عناء فهم الثقافة المحيطة و التاريخ الذي أنتجها فليست كل من ترتدي الحجاب متخلفة و غبية و جاهلة. و الحجاب ليس دوما رمزا دينيا بل انه أحيانا رمز سياسي "مقاوم" و لهذا يشددن الهمم الكولونيالية في مهاجمته. رمز لمقاومة الكولونيالية ذاتها. مثلا أبان الثورة الخمينية تظاهرت النساء الايرانيات و لبسن الشادور للمظاهرة فقط دعما لاسقاط نظام الشاه و بعد الثورة خلعنه! صحيح بعدها تفاجأن بأنه دا بعدهم و يخلعوه و لكنه كان رمز مقاومة و ثورة. حجاب الاسلام السياسي مثال آخر .. حجاب نساء الحزب الشيوعي السوداني و الاشتراكي اليمني و غيرها. بالاضافة الى اسباب عديدة تكمن وراء الحجاب مثل القسر . و بالتالي ليس الدين و حده هو السبب الكامن وراء الحجاب و لا السفور هو الطريقة الوحيدة لنكون نساء واعيات و فاعلات و ناشطات. لكن الليبراليات لا يردن أن يرين هذا حتى يبقى المدان مدانا و يظل تحت دش هجوم متواصل.
من ناحية أخرى: هذا التيار الليبرالي الذي فشل في تحقيق المساواة على أرضه "بيفش غله" في النساء الشرقيات ليغطي على فشله في تحقيق المساواة التامة و ليؤكد لنفسه تفوقه ارضاء لنرجسية مرضية. فالمتفوق الحقيقي لا يحتاج تسقيط الآخر و لعن سنسفيل أهله. و لذلك تقول المقالة أن الذات الغربية لم تدرك تفوقها الا خارج حدودها.
نقطة مهمة و هي تسييس الحجاب و جعله قضية من القضايا الساخنة في الغرب و من ثم في الشرق لا يخدم المرأة لا في الشرق و لا في الغرب. بل يخدم الرجل و حروب الرجل و غزوات الرجل و ثروات الرجل التي توطد تفوقه و تسلطه على المرأة كما تدعم هيمنته السياسية على المقهورين بشتى الأشكال في العالم. و من هنا كانت الحرب المزعومة على الارهاب و جعل الاسلام العدو الجديد بعد وفاة الاتحاد السوفياتي و اسطوانة التمدد الشيوعي. اين خدمة قضية المرأة و تحريرها هنا؟ هذا توحيل للعالم كله بأيدي نسوية.
زميلنا الحوت الأبيض شكرا على الموضوع الدسم و على ردودك التي أوافقك عليها
اقتباس:الحجاب بالنسبة لي هو مسألة خيار شخصي فهو ليس سوى قطعة ملابس وكما أنني لا أرى حاجة لسن قوانين للتدخل في لون اللباس الذي تلبسه المرأة لا أرى ضرورة بمنع الحجاب. ما يجب عمله في أوروبا برأيي هو ضمان أن يكون ارتداء الحجاب خياريا حقا (أي أن لا نجد مسلمات يرتدين الحجاب بسبب ضغوط من العائلة) من بعدها نترك القرار للنساء... مكافحة التطرف يجب أن تتم أولا بحل المسائل التي تجعل الناس تتجه نحو هذه الأيديولجيات (الفقر، البطالة، الشعور بالاغتراب بسبب العنصرية إلخ) ومنع التحريض ومحاكمة من يحرض على العنف أو على مخالفة القانون وليس مضايقة الملتحين أو المتحجبات إلخ...
هذا ما لا يريد الغرب سماعه. لان مكافحة الأسباب التي تدعو للتطرف تعني مكافحة السياسات الخارجية و الاقتصادية الغربية و المؤسسات التي تخدمها و التي تصنع التطرف لتحاربه و تحتل و تنهب و تقمع بحجته. كما أن خلع فتيل التطرف لن يبقى فرص تدخل غربي في العالم يحقق اجندته عبره. بالاضافة الى أن الاستقرار سيقود الى تنمية و تحرر يشكلان نكبة للغرب خاصة في بلاد البترودولار. انهم على راي روجيه جارودي "حفارو قبور" و مصاصو دماء. أما عن الفقر و البطالة و الجوع فانظر الأزمة المالية العالمية و كيف نكبوا العالم بها و اضافوا عشرات الملايين من الفقراء و الجياع و العاطلين عن العمل الى هذا العالم المبتلى بهم.
اقتباس:بعيدا عن الصور البلاغية، أين حرر الغرب المرأة الشرقية؟ لقد لعبت المنظمات النسوية اللبرالية في الغرب دورا في تبرير الحرب على أفغانستان والعراق "لتحرير المرأة" من بين الأهداف الأخرى ونرى اليوم أن وضع المرأة في هاتين الدولتين أسوأ بألف مرة من وضعهم السابق.
الحديث عن دور الغرب التنويري ليس جديدا بل حتى في زمن الاستعمار استخدم هذا التبرير أشخاص كانوا في بلادهم من أشد الناس محافظة وفقط عندما تحدثوا عن الشرق أصبحوا بفعل فاعل من أنصار حقوق المرأة وتحريرها...
أنا لست من أنصار الحجاب لكن علينا التعامل بشكل نقدي مع مختلف الخطابات التي تصلنا من الغرب ويقوم البعض بتبنيها فورا دون أي تمحيص.

اسمح لي أن أضيف نقطة توضيح
الخطاب التنويري ليس خطابا متجانسا كامل الأوصاف لا يأتيه الباطل من دار خالته و لا عمته. فهذا الخطاب لا ننسى أنه أتى لنا بالفاشية و النازية و بلاوي أخرى. لا بد لنا من التساؤل: في مصلحة من يصب هذا الخطاب؟ و بيد من؟ قبل أن نقرر انه تنويري حقا أم تنييلي؟
اقتباس:انا لم اقل الغرب حرر او لم يحرر! انا قلت انهم من باب آدمية المرأة لا يتعاملون مع الحجاب.
لما هم آدميون و خائفون على آدميتنا من الحجاب لماذا لم يخافوا على آدمية شعوب بحالها في شتى بقاع العالم نكلوا بها و لا يزالون؟ أم أن الحنية ما بتنزل الا لما تيجي سيرة الجنس اللطيف؟
دك طنطاوي
اقتباس:فهي حرية شخصية صحيح لكنها ظاهرة مقلقة كونها رمز لسيادة ثقافة متخلفة في المجتمع .
هذا صحيح و لكن هل سيادة ثقافة العنف و الاحتلال و زرع التخلف و غيرها التي يمارسها الغرب ثقافة حضارية؟ لماذا ليس هناك نقد ذات بينما نقدنا شغال على وذنه؟ و لماذا هذه الجرعات الاعلامية التي لا تتوقف عن تعظيم دور القاعدة و حماس و حزب الله؟ أليس لزيادة شعبيتها و توسيع قاعدة التخلف و الحرب؟ نعم نحن متخلفون لكنهم مفترسون!
لواء الدعوة
اقتباس:كما أن النظرة تذهب في العادة للفتاة الشرقية المحجبة ، بينما لا تذهب للراهبة المسيحية المحجبة سواء في الغرب أو في الشرق ؟
اقتباس:فافتراض كون الحجاب مفروض على المرأة قهراً وغصباً افتراض خاطئ ، فالحجاب هو جزء من منظومة الإسلام الأخلاقية
كل المنظومة مفروضة فرضا يا زميلي .. دعنا من دهن السم بالعسل و ترقيع ما لا يمكن ترقيعه.
حكيمنا الرائي
ليس الاسلام السياسي وحده من جعل من الحجاب مشكلة بل أيضا المحتاجون لشحن العالم بالعداء للاسلام لتبرير الحروب و الغزو و الاحتلال لديار الاسلام. و بالتالي الطرفين بيلعبوا في الموضوع يدا بيد و بيتبادلوا خدمات. واحد بيكفر و الثاني بيتهمه بالارهاب و القيامة تقوم على روسنا احنا.
نارينا
اقتباس: إزا بدهم عن جد "يرتقوا" لحتى يطالبوا بحريات شخصية يروحوا يزبطوا قرآنهم الأول (يعني إزا زبطوا قرآنهم بنقدر نغض نظر عن التاريخ "الأبيض" تبعهم!)
طيب بالمقابل قولي لأمريكا قبل ما تلعلع و توجع راس الله تبع أهالينا بالديمقراطية و حقوق الانسان تلم بلاها عن العالم و تبطل تهديدات و تدخلات يمكن احنا كمان نغض الطرف عن تاريخها اللي بيلمع خزاة العين حوله مع شعوب العالم عبر التاريخ من الهنود الحمر الى فيتنام و هيروشيما و فلسطين و العراق و غيرهم و غيراتهم.
اقتباس:أنا لسا اللي بيجلطني أكتر هدولي الأجانب الهبايل اللي بكونوا مو مسلمين بس ناشطين بجماعات حقوق البطيخ و بدافعولي عن حق لبس الحجاب هناك! و لكم يا "توت تووووووت" بتدعسوا على تعب بلادكم و الصورة اللي وصلت إلها مشان شلة أغبيا جهال بعقول مصدية!
و انت برضه بتجلطي هههه فالانسان الحضاري حقا لا يمارس التمييز بل يؤمن بقبول الآخر المختلف.
و أخيرا من بدأ المأساة ينهيها. أمريكا هي التي أشعلت الحرب على الاسلام بشتى مظاهره فلتتفضل و تنهيها بدل ما هي نازلة اسلمة في العالم و دعم القوى الاسلامية و بناء الكنائس بالدرازن في ديارها.
و أخيرا
الخطاب النسوي الليبرالي الغربي خطاب رجعي و استعماري و عنصري و خائن لقضيته و خادم لجلاد الطرفين: امرأة و رجل.
و الحجاب قضية تافهة و مملة -على راي الحكيم- لكن الأجندة التي نفخته و أشعلته ليست كذلك على الاطلاق.