الهومو سابينس (الانسان العاقل) هو الكائن الحي الوحيد على سطح الارض الذي يخجل ان يظهر عورته ويسعى لاخفاء مشاعره الجنسية. هذه السلوكية ظهرت في فترة مبكرة من تاريخ تطور الانسان عندما اكتشف الاجداد المبكرين معنى لتغطية الاعضاء الجنسية، حسب علماء بيلوجيا التطور. الهدف كان تقليل التركيز على الجنس الامر الذي يوفر طاقة لاكتشاف البيئة المحيطة والتنقل وهي عوامل وضعت ركائز الحضارات اللاحقة. في الصحف البابلية استغرب البابليون ارتدائهم للملابس في حين ان الانسان البري حواليهم كان عاريا تماما ، هذا السؤال ادى الى نشوء الدين.
اسطورة الخلق البابلية تجيب ان انسان المدن تعلم لبس الملابس تقليدا للالهة عندما كان في جنتهم عبدا عاريا وبعد تحريره (وليس طرده) اصبح يلبس الملابس تقليدا لنمط حياة اسياده الالهة، لتصبح الملابس رمزا للغنى وللسيد على العبد، ولتبقى مفاهيم العبودية تحمل السمات نفسها . للمزيد راجع
اسباب ظهور الالهة لدى البابليين. وايضا "
علاقة عري آدم وحواء بأسطورة الخلق البابلية.
الباحثة الاجتماعية الالمانية Anja Lietzmann, تكتب في اطروحتها للدكتوراة في مجال الخجل والعار :" لم تزول هذه المشاعر التي تملكها الانسان منذ جرى طرده من الجنة" على الرغم من العرض الواسع للتعري وصناعة الجنس، وعلى الرغم من مشاركة فئات عريضة من الشباب في عروض تنتهي بتعري جماعي، قد تعطي الانطباع ان الانسان في طريقه للتخلص من مشاعر الحياء والخجل.
اغلب الناس يمكن ان يصابوا بسكتة قلبية لمجرد التفكير بإمكانية ان يخلعوا ملابسهم امام الاخرين. لااحد يمكن ان يفكر بالخروج الى العمل او الشارع وهو عاري، وبالنسبة للبعض يمكن ان يمتد الخجل الى مسافات اطول. في احدى الدراسات الدانماركية الحديثة ظهر ان 15% من فتيات المدارس يتفادون الرياضة لكونهم يخجلون من الذهاب بعد ذلك الى الدوش، مع بقية الفتيات. حسب الباحث الدانماركي Jesper von Seelen من جامعة سيد دانسكا تزداد ظاهرة رفض الدوش مع الاخرين. الباحث السويدي Tomas Furmark من جامعة اوبسالا والمختص في ابحاث الحياء يشير الى ان مابين 30-40% من السويديين يشعرون بالحياء، وهذه النسبة تزداد لدى القسم الاصغر عمرا من الشعب.
عالم الاجتماع Gerhard Schulze من جامعة بامبيرغ الالمانية ينبه الى ان الحياء مسألة عامة لدى الشعوب. مثلا نجد ان الملحدين يشعرون بالحياء تماما مثل المؤمنين. غير ان النساء، على العموم، يشعرون بالحياء اكثر من الرجال، والشباب والشابات اكثر حياء من الكبار ومن الاطفال على السواء. وحتى في المجتمعات ذات الثقافات المتحررة نجد الحياء فيها واسع النطاق، اذ لااحد يبادر للكلام عن مشاكله مع الانتصاب او الاورجازم او عدم سعادته في حياته الجنسية. ويزداد عدم الرضى عند اضطرار المرء الى الخضوع للفحص في المطارات بأجهزة تصوير اشعاعية يصبح المرء فيها عاري امام انظار الموظفين.
تشولز تفسر الانزعاج من عملية تعرية المسافرين الكترونيا بأنه نتيجة لعلاقة آحادية الجانب غير متناظرة تبعث شعور العار لان طرف واحد مضطر الى التعري امام الطرف الاخر، حتى لو كان الطرف الاخر يجلس في مكان منعزل وغير مرئي فإن العلاقة تبقى غير متناظرة وهذا الامر يؤجج مشاعر الخجل والحياء.
الامر نفسه يؤسس لهذا الاتفاق العريض بين الباحثين على ان الانسان المبكر ظهرت لديه مشاعر الحياء بسبب العلاقة الهرمية في المجتمع، بمعنى ظهور عدم التناظر. الظاهرة نشأت على الاغلب عند الاقرود الانسانية حسب عالم primatology Frans de Waal, من المركز القومي للحيوانات الابتدائية في اطلنطا. اليوم لازال بالامكان لنا ان نرى عند الشمبانزي، اقرب القرود الينا، تفسير محتمل لكيفية ظهور الحياء عند الانسان.
قطيع الشمبانزي تحكمه هرمية قاسية حيث كل فرد من افراد القطيع يملك مركزه الخاص بالعلاقة مع البقية. هذه الهرمية بالذات هي التي خلقت الاساس لنشوء الحياء في وقتها. فقط قائد القطيع الذكر (ولي الامر او الذكر الفا) يملك الحق بالتناكح مع جميع اناث القطيع عندما يكونوا في حالة الشبق الدوري، ويعتبرهم حريمه الخاص. هذا الامر يعرفه جميع ذكور القطيع من اعلى الهرم الى ادناه، ومع ذلك يبتكرون جميع الحيل للتقارب مع الانثى الموعودة . إذا اكتشف الذكر الفا ان هناك ذكر ما يراقب انثى من حريمه مهيئة للنكاح نجد ان الذكر المعني يقوم على الفور بغض بصره والنظر الى الارض ويدير رأسه وتصبح تعابير وجهه وكأنه يبتسم ابتسامة إعتذار عريضة. عندما يرى الذكر الفا هذه العوارض يفقد عدائيته ويتخلى عن طلب العقوبة.
الذكور في ادنى الهرم الاجتماعي يحاولون التخفي في الاحراش عندما يتمكنون من ركوب انثى حتى لايلاحظ الذكر الفا الاعتداء على حريمه ويعطل العملية في منتصفها. بذلك نرى ان الرغبة في اقامة جماع بدون ان تكون العملية منظورة للبقية هي عملية فرضتها الظروف واصبحت من منظومة الاصطفاء الطبيعي. " إذا قام شمبانزي ذكر من مستوى اجتماعي متدني بالتناكح مع انثى علنا سيكون ذلك انتهاك لعرف اجتماعي"، حسب تفسير الظاهرة من قبل الباحث الفرنسي "فرانس ديه وال" . غالبية البشر اليوم يصابون بالقضعريرة لمجرد التفكير ان يراهم الاخرين في اثناء عملية جماع . ولو حدث ذلك فعلا سيتمنى الكثيرين ان تنشق الارض وتبتلعهم وهذا بالذات ماتشعر به ايضا ذكور الشمبانزي في غابات افريقيا المهددة من الذكر الاكبر.
غير انه وعلى العكس من الانسان فإن الشمبانزي لايحمر خجلا. هذا الرمز المرئي للحياء والشعور بالعار ، والذي هو خارج التحكم الواعي، موجود عند الانسان وحده، ويمكن رؤيته حتى عند شعوب الفطرة التي تعيش حياتها عارية تماما، حسب مقاييسنا على الاقل. في احدى الدراسات تحت قيادة البروفيسورة في البسيكولوجي Heidi Keller اكتُشف ان هناك 98 لغة من بين 135 لغة من كل انحاء العالم تملك كلمة خاصة باحمرار الوجه كتبعية مباشرة للشعور بالعار او الخجل. ( لربما لاتملك الفصحى مثل هذه الكلمة ولكنها تشابه كلمة " صخام الوجه" باللهجة العراقية). غير ان اللغات التي لا تملك مثل هذه الكلمة الخاصة تكون عادة لشعوب افرادها يغلب عليهم لون الجلد الغامق.
الشعوب العارية ايضا تشعر بالخجل
على العكس من الحيوان لايمارس الانسان الجنس علنا. الانثربولوجيين يعتبرون ان الاجداد المبكرين للانسان اجبر على التخلي عن الممارسة العلنية للجنس قبل بضعة ملايين من السنين. الشمبانزي لازال حتى اليوم يسعد في استعراض اعضائه الجنسية علنا في حين ان الباحثين لم يتمكنوا من العثور على اي ثقافة انسانية لاتشعر بالخجل. بالتأكيد لازالت توجد حتى اليوم شعوب الفطرة حيث افرادها من كلا الجنسين يخرجون عرايا تماما او تقريبا. مثل هؤلاء سيحكم عليهم الاصوليين على الفور بأنهم لاحياء لهم، غير ان ذلك ليس صحيح. العالم النمساوي في السلوك الانساني Irenäus Eibl-Eibesfeldt اشار في وقته ان النساء، لدى شعب yano-mami من الهنود في جنوب امريكا ، كانوا يلبسون فقط حبل رفيع حول خصرهم. وإذا اجبروا على خلعه يشعرون بالخجل تماما مثل امرأة من السعودية تجبر على نزع ملابسها علنا. بعض الرجال من هذه المجموعة الاثنية لازالوا حتى اليوم يربطون عضوهم من حشفته بخيط الى الاعلى وإذا ارتخى الخيط وسقط العضو الى الاسفل يصابون بالخجل.
افراد قبيلة kwoma في غوينيا الجديدة يسيرون وهم عرايا تماما ولكن لديهم طريقة لاخفاء عريهم خلف لباس شبحي. هذا الامر يجري من خلال تربية الاطفال منذ الصغر على عدم النظر ابدا الى الاعضاء الجنسية للمرأة او الى نهودها، وعندما يلتقي الرجل بالمرأة في الطريق يتكلمون وظهورهم تقابل بعضها البعض. Eibl-Eibesfeldt تعتبر ان العار والحياء امتلكت وظيفة تطورية خاصة لدى الهومو سابينس. الذي يقوم بإخفاء اعضائه التناسلية بسبب يعمل على ضمان بقاء عيش الجماعة في هرمونية ، إذ ان ذلك يؤدي الى تفادي النزاعات بين المنافسين. والقيام بعملية النكاح بعيدا عن العيون يقدم نوع من الحماية، إذ خلال عملية الجماع يكون الممارسين غارقين في الاهتمام ببعضهم وبمشاعرهم الجارفة بحيث يفقدون حذرهم بما حولهم، وبالتالي يصبحون مكشوفين للاخطار المحيطة.
لايوجد تفسير منطقي للاجابة على اسباب تغطية المرأة اليوم لصدرها ايضا وليس فقط اعضائها التناسلية كما هو حال الرجل، غير انه وحسب الباحث الانكليزي Esmond Moriis, يمكن ان يكون اساس هذا السلوك يعود الى الماضي عندما بدأ الانسان بالنهوض على قوائمه الخلفية. من ملاحظتنا للشمبانزي اليوم نجد اهتمام الذكر كبير بمؤخرة الانثى ولابد ان الامر نفسه كان يمارسه الانسان القديم. وعندما انتصبت الانثى على قوائمها الخلفية اصبح الصدر الممتلئ يذكر بالمؤخرة ليصبح لها التأثير الجنسي نفسه. لذلك فالاناث التي كانت تملك نهود نافرة اصبحت اكثر جاذبية للذكر لتصبح الصفة منتخبة. ولكون الصدر اصبح ايضا رمز جنسي اصبح ايضا مبعث للاحمرار والخجل. ومع تغطية الانسان للمزيد من اعضاء جسده لمختلف الاسباب اصبحت هذه الاجزاء ايضا رموز جنسية. لهذا السبب يمكن ان يكون جسد عاري على الشاطئ لايبعث على الاشتعال الجنسي لفقدان الرمزية الجنسية مع انتشار التعري على الشاطئ في حين ان ابراز القدم وحده قد يصبح باعث جنسي قوي في بلاد كالسعودية حيث كيان المرأة برمتها جرى اقتصاره على الترميز الجنسي. لذلك نجد بالامكان تحويل الرموش او العيون او الشفايف او حتى الملابس وحدها الى رموز جنسية مثيرة ، ليصبح الحياء والخجل الاداة التي حولت جسد الانسان بكامله الى رمز جنسي ولم يكتفي بالاعضاء التناسلية وحدها كما لدى الشعوب الفطرية.
من الاسباب الاخرى التي يمكن ان تكون قد لعبت دورا هاما في تطور نشوء وبقاء الحياء او تنامي تطورها وترسخه هو مايراه الانتولوجي الالماني هانس بيتر Hans Peter Durr, وتقوم فكرته على ان كشف الاعضاء الجنسية يقدم اشعارا جنسيا مباشرا. لهذا السبب فإن الحياء وتغطية الاعضاء الجنسية يساعد على حماية العلاقة الثنائية على إعتبارها اساس المجتمع. إظهار الاعضاء التناسلية علنا يمكن ان يثير اشخاص اخرين من خارج العلاقة الثنائية ويدفع في اتجاه تعدد العلاقة الجنسية. غير ان مثل هذا التوجه لابد نشأ في مرحلة تاريخية لاحقة، إذ ان العري التام بقي حيا طويلا، وتغطية الاعضاء الجنسية ظهرت في مرحلة متاخرة نسبيا من تاريخ تطور البشرية.
غير ان ذلك يشير الى ان الحياء عبارة عن دافع لتفادي اثارة الاخرين جنسيا. هنا يبدو ان حياء الانثى اكثر اهمية من حياء الذكر، لانه عندما تقوم الانثى بإخفاء اعضائها الجنسية تقلل النزاعات بين الذكور عليها وفي ذات الوقت تحمي العلاقة الثنائية والعائلة، التي تملك المصلحة الاساسية في بقاءها. "الذكر ايضا له مصلحة في مثل هذا الحل. عند التمكن من تهدئة الصراعات الدموية وتخفيف حدة الهياج الجنسي يزداد حظ كل ذكر في الوصول الى انثى واحدة على الاقل والحصول على الجنس والاطفال"، حسب الباحث في نطاق بيلوجيا التطور توماس يونكير Thomas Junker من جامعة توبينغين.
يونكير والعديد من الباحثين يعتقدون ان الحياء والخجل قد وضع الحجر الاساس لحدوث عملية نشوء الحضارات، إذ من مستلزمات العمل في الحقول والورشات والاهتمام بتربية الحيوان والتجارة هو إمتلاك الوقت والقدرة على التركيز على هذه الاعمال وهذا تم من خلال تقنين التعرض الى المؤشرات الجنسية وتقنين التعرض للمنافسة على الاناث.
غير ان البيلوجي الالماني يونكير لديه نظرية على ان الانسان يملك نوع من البرمجة البيلوجية على الشعور بالحياء والعار. على مدى مئات السنوات من تطور الاجداد ظهرت لدينا منظومة من الجينات تحث على الحياء. هذا الامر يتطابق مع الملاحظات التي قام بها Irenäus Eibl-Eibesfeldt والتي تشير الى ان الحياء يظهر حتى عند الاطفال الذين يربون على عدم الحياء. الاطفال الصغار على العموم نادرا مايشعرون بالحياء غير ان الوضع يتغير عندما يبلغون سن الدخول في المدرسة، بما فيه عند الاطفال الذين يتربون في عوائل تعتمد نمط حياة العري الطبيعية. في البدء يعترض الصبيان ومن ثم تتبعهم الفتيات في الاعتراض على الظهور عارين امام الاخرين.
اولياء الامور يجبرون على الاعتراف بأن اطفالهم اصبحوا خجولين ويسارعون لتغطية اعضائهم الجنسية على الضد من تربيتهم في البيت، وهذا يشير الى ان الخجل ليس حصرا مرتبط بالتربية. من جهة اخرى الطريقة التي نعبر فيها عن خجلنا مشحونة ثقافيا غالبا. بذلك يكون خجلنا كأفراد هو نتيجة البيئة والوراثة على السواء، حسب توماس يونكير.
في تاريخ اوروبا كانت درجة التعري تصعد وتهبط مما يشير الى ان الحياء هو مسألة نسبية. في القرون الوسطى كان الناس يلتقون في حمامات عامة ولم يكن هناك من يشعر بالحياء من الظهور عاريا امام الاخرين. غير ان هذه الحمامات كانت متاحة للجنسين في صالة واحدة ولذلك كانت تسمح بصلات اكثر من الاستحمام. الكنيسة احتجت وعارضت ، غير ان الامراض مثل السفلس والطاعون هي التي اجبرت الناس على البقاء بعيدا عن الحمامات الشعبية للغاية. في فترة حرب السنوات الثلاثين اصبح الوقود من المواد النادرة واضطرت الحمامات الى الاغلاق والاختفاء.
في القرن التاسع عشر اختلف الوضع تماما. كانت النساء تلبس ملابس طويلة، ولذلك كان اذا ظهر اي جزء من جسمها مهما صغرت مساحته يؤدي الى اهتمام كبير. لهذا كان مسألة ذهاب المرأة للسباحة في البحر تحدي كبير. من اجل حل هذه المعضلة جرى بناء اكواخ صغيرة لها عجلات كانت المرأة تدخلها وتبدل ملابسها الى ملابس السباحة ثم يجري جر الكوخ الى البحر لتخرج منه مباشرة في الماء، من باب لايواجه الشاطئ.
في القرن العشرين تغيرت الامور مرة اخرى تحت ضغط التغييرات الاجتماعية التي ادت الى الانفتاح، لم تعد الملابس تغطي كامل الجسد كما في السابق فزال المعنى الجنسي لكشف اجزاء كبيرة من الجسم، ولم يعد يشكل رمزا للاثارة الجنسية. ومع ذلك لازال "الطبيعيين" الذين يعتبرون ان شفاء الروح في الاتحاد مع الطبيعة العارية والجماعية، من ضمن الاقليات. في الستينات ازدادت موجة الانفتاح على الاخص بعد انتشار البكيني على الشواطئ، الذي لم يترك الكثير لاستفزاز الهلوسة الجنسية. غير ان نوع جديد من الهلوسة بدأت تحل مكان الهلوسة السابقة حيث نجد ان انسان المجتمعات الحديثة مشغول بالوصول الى المظهر الاكثر كمالا من خلال العمليات التجميلية. في السابق كان السعي لعدم اظهار الجسد عاري واخفائه بالملابس اما الان فقد اصبح الهدف اخفاء الاجزاء الغير جميلة والتي فقدت نضارتها وترهلت بسبب العمر او عدم ممارسة الرياضة. الانسان اليوم اصبح يخجل ليس فقط من عريه وانما ايضا من ملابسه ومن تسريحته ومن ترهل جسده ومن رائحة جسمه وحتى من وزنه. بذلك نرى ان التغييرات الاجتماعية على الدوام تقدم وقودا للحياء والخجل، وان هذه الظاهرة جاءت لتبقى .
طريف سردست