(12-11-2010, 02:45 PM)بسام الخوري كتب: أيهما كان أشد دموية وعنف ونهب وسبي ...فتح ( احتلال ) فارس أو إحتلال مصر ????
وهل يكره الفرس العرب أكثر أم أن الأقباط أكثر كراهية ...ربما كراهية الاقباط علنية صريحة ....بينما كراهية الفرس مبطنة وكمثال مزار أبو لؤلؤة الذي اغتال عمر في إيران ....ولماذا اغتاله لأنه فظع بحق الفرس ...ولماذا تاريخنا لا يكتب بالتفصيل عن ذلك ...أما سوريا فلم يكن بها حضارة أو مال يسرق أوغنائم ولم يكن عدد سكانها عند الفتح الاسلامي أكثر من 500,000 الى مليون
أيهما كان أشد دموية وعنف ونهب وسبي ...فتح ( احتلال ) فارس أو إحتلال مصر ????
برأي فارس ولذلك اغتال الفرس عمر ولم يغتاله قبطي ...
http://www.youtube.com/watch?v=Tgat7qsAbsI
أهلا وسهلا بك عزيزى /
بسام الخورى
أغتيال احد الاشخاص لعمر ذو جنسية فارسية لا يعنى ان كل الفرس يبغضون المذكور ...
ومزار ابو لؤلؤة ايضا ليس ايضا كما ذكرت فالرجل له قصة دينية وتاريخ..
ثم انى استغرب كل الاستغراب عندما يرفع القوم شعارا كبيرا الا وهو ان عمر بن الخطاب هو من فتح بلاد فارس ، لهذا السبب ان الفارسيين يبغضونه !! وهذا كلام حيرني من قبل طرحه بهذه الصورة من القوم ، فاذا كان كذلك فما هو حكم من ينتقد مواقف عمر من العرب ؟!
ومن جانب اخر اذا كانت العلة في كره الفارسيين لعمر بن الخطاب لانه فتح بلاد فارس لكان كره الفارسيين لعلي بن ابي طالب اولى ! لان الثابت ان عليا سلام الله عليه هو من فتح بلاد فارس ، وقد يقول لي قائل اهذا الكلام صحيح ؟
ذكر كتاب عمار بن ياسر إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما . بسم الله الرحمن الرحيم ، لعبد الله عمر أمير المؤمنين من عمار بن ياسر ، سلام عليك ! أما بعد فإن ذا السطوات والنقمات المنتقم من أعدائه المنعم على أوليائه هو الناصر لأهل طاعته على أهل الإنكار والجحود من أهل عداوته ، ومما حديث يا أمير المؤمنين أن أهل الري وسمنان وساوه وهمذان ونهاوند وأصفهان وقم وقاشان وراوند واسفندهان وفارس وكرمان وضواحي أذربيجان قد اجتمعوا بأرض نهاوند في خمسين ومائة ألف من فارس وراجل من الكفار ، وقد كانوا أمروا عليهم أربعة من ملوك الأعاجم منهم ذو الحاجب خرزاد بن هرمز وسنفاد بن حشروا وخهانيل بن فيروز وشروميان بن اسفنديار ، وأنهم قد تعاهدوا وتعاقدوا وتحالفوا وتكاتبوا وتواصوا وتواثقوا على أنهم يخرجوننا من أرضنا ويأتونكم من بعدنا ، وهم جمع عتيد وبأس شديد ودواب فره وسلاح شاك ويد الله فوق أيديهم ، فإني أخبرك يا أمير المؤمنين أنهم قد قتلوا كل من كان منا في مدنهم ، وقد تقاربوا مما كنا فتحناه من أرضهم ، وقد عزموا أن يقصدوا المدائن ويصيروا منها إلى الكوفة ، وقد والله هالنا ذلك وما أتانا من أمرهم وخبرهم ، وكتبت هذا الكتاب إلى أمير المؤمنين ليكون هو الذي يرشدنا وعلى الأمور يدلنا ، والله الموفق الصانع بحول وقوته ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ، فرأي أمير المؤمنين أسعده الله فيما كتبته والسلام . قال : فلما ورد الكتاب على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقرأه وفهم ما فيه وقعت عليه الرعدة والنفضة حتى سمع المسلمون أطيط أضراسه ، ثم قام عن موضعه حتى دخل المسجد وجعل ينادي : أين المهاجرون والأنصار ؟ ألا ! فاجتمعوا رحمكم الله وأعينوني أعانكم الله . انتهى ، قلت وهذا دليل على ان عمر كان حائرا ماذا يفعل في تلك اللحظة وكيف الخلاص من ذلك الموقف الذي جعله متحيرا يطالب بمن يعينه ! ولا يخفى عليك إن سبب سماع اطيط اضراسه لم يكن إلا من قبيل الخوف الذي انتابه وإلا من ماذا يسمع اطيط اضر اسه ؟! وهذا الأمر الذي جعله بان يستمع إلى الكثير من الصحابة الموجودين في هذه المسالة ! وهذا دليل على انه كان فاقدا للوضع وبأمس الحاجة لمن يعينه ، ولذلك نراه انه كان يستشير الكثير من الصحابة حتى يصل إلى نقطة مقبولة للنهوض بها فقد جاء في تاريخ الطبري " وكتب إليه أيضا عبد الله وغيره بأنه قد تجمع منهم خمسون ومائة ألف مقاتل فإن جاؤنا قبل أن نبادرهم الشدة ازدادوا جرأة وقوة " ثم ينقل الطبري مشورة عمر بن الخطاب بقوله " أفمن الرأي أن أسير فيمن قبلي ومن قدرت عليه حتى أنزل منزلا واسطا بين هذين المصرين فأستنفرهم ثم أكون لهم رداء حتى يفتح الله عليهم ويقضى ما أحب فإن فتح الله عليهم أن أضربهم عليهم في بلادهم وليتنازعوا ملكهم ؟" تاريخ الطبري - الطبري - ج 3 - ص 210ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت – لبنان ، قوبلت هذه الطبعة على النسخة المطبوعة بمطبعة "بريل" بمدينة لندن في سنة 1879 م) .
فقام طلحة ابن عبيد الله وكان من خطباء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتشهد ثم قال أما بعد يا أمير المؤمنين فقد أحكمتك الأمور وعجمتك البلايا واحتنكتك التجارب وأنت وشأنك وأنت ورأيك لا ننبو في يديك ولا نكل عليك إليك هذا الأمر فمرنا نطع وادعنا نجب واحمنا نركب ووفدنا نفد وقدنا ننقد فإنك ولي هذا الأمر وقد بلوت وجربت واختبرت فلم ينكشف شئ من عواقب قضاء الله لك إلا عن خيار ثم جلس فعاد عمر فقال إن هذا يوم له ما بعده من الأيام فتكلموا
فقام عثمان ابن عفان فتشهد وقال أرى يا أمير المؤمنين أن تكتب إلى أهل الشام فيسيروا من شامهم وتكتب إلى أهل اليمن فيسيروا من يمنهم ثم تسير أنت بأهل هذين الحرمين إلى المصرين الكوفة والبصرة فتلقى جمع المشركين بجمع المسلمين فإنك إذا سرت بمن معك وعندك قل في نفسك ما قد تكاثر من عدد القوم وكنت أعز عزا وأكثر يا أمير المؤمنين إنك لا تستبقي من نفسك بعد العرب باقية ولا تمتنع من الدنيا بعزيز ولا تلوذ منها بحريز إن هذا اليوم له ما بعده من الأيام فأشهده برأيك وأعوانك ولا تغب عنه ثم جلس
فعاد عمر فقال إن هذا يوم له ما بعده من الأيام فتكلموا !
فقام علي بن أبي طالب فقال أما بعد يا أمير المؤمنين فإنك إن أشخصت أهل الشام من شامهم سارت الروم إلى ذرا ريهم وإن أشخصت أهل اليمن من يمنهم سارت الحبشة إلى ذرا ريهم وإنك إن شخصت من هذه الأرض انتقضت عليك الأرض من أطرافها وأقطارها حتى يكون ما تدع وراءك أهم إليك مما بين يديك من العورات والعيالات أقرر هؤلاء في أمصارهم واكتب إلى أهل البصرة فليتفرقوا فيها ثلاث فرق فلتقم فرقة لهم في حرمهم وذراريهم ولتقم فرقة في أهل عهدهم لئلا ينتقضوا عليهم ولتسر فرقة إلى إخوانهم بالكوفة مددا لهم أن الأعاجم إن ينظروا إليك غدا قالوا هذا أمير العرب وأصل العرب فكان ذلك أشد لكلبهم وألبتهم على نفسك وأما ما ذكرت من مسير القوم فإن الله هو أكره لمسيرهم منك وهو أقدر على تغيير ما يكره وأما ما ذكرت من عددهم فإنا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة ولكنا كنا نقاتل بالنصر فقال عمر أجل والله لئن شخصت من البلدة لتنتقضن على الأرض من أطرافها وأكنافها ولئن نظرت إلى الأعاجم لا يفارقن العرصة وليمدنهم من لم يمدهم وليقولن هذا أصل العرب فإذا اقتطعتموه اقتطعتم أصل العرب ، نفس المصدر.
وفي نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 2 - ص 29 – 30ط1 ط دار الذخائر - قم – إيران .
( وقد استشاره عمر بن الخطاب في الشخوص لقتال الفرس بنفسه ) إن هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا قلة . وهو دين الله الذي أظهره ، وجنده الذي أعده وأمده ، حتى بلغ ما بلغ وطلع حيث طلع . ونحن على موعود من الله . والله منجز وعده وناصر جنده . ومكان القيم بالأمر مكان النظام من الخرز يجمعه ويضمه . فإن انقطع النظام تفرق وذهب ، ثم لم يجتمع بحذافيره أبدا . والعرب اليوم وإن كانوا قليلا فهم كثيرون بالإسلام وعزيزون بالاجتماع . فكن قطبا ، واستدر الرحى بالعرب ، وأصلهم دونك نار الحرب ، فإنك إن شخصت من هذه الأرض انتقضت عليك العرب من أطرافها وأقطارها ، حتى يكون ما تدع وراءك من العورات أهم إليك مما بين يديك إن الأعاجم إن ينظروا إليك غدا يقولوا هذا أصل العرب فإذا قطعتموه استرحتم ، فيكون ذلك أشد لكلبهم عليك وطمعهم فيك . فأما ما ذكرت من مسير القوم إلى قتال المسلمين فإن الله سبحانه هو أكره لمسيرهم منك ، وهو أقدر على تغيير ما يكره . وأما ما ذكرت من عددهم فإنا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة ، وإنما كنا نقاتل بالنصر والمعونة .
ووصف ابن الأعثم في الفتوح ، مشاورة عمر للصحابة فقال :
أيها الناس ! هذا يوم غم وحزن فاستمعوا ما ورد علي من العراق ، فقالوا : وما ذاك يا أمير المؤمنين ؟ فقال : إن الفرس أمم مختلفة أسماؤها وملوكها وأهواؤها وقد نفخهم الشيطان نفخة فتحزبوا علينا وقتلوا من في أرضهم من رجالنا ، وهذا كتاب عمار بن ياسر من الكوفة يخبرني بأنهم قد اجتمعوا بأرض نهاوند في خمسين ومائة ألف وقد سربوا عسكرهم إلى حلوان وخانقين وجلولاء ، وليست لهم همة إلا المدائن والكوفة ، ولئن وصلوا إلى ذلك فإنها بلية على الإسلام وثلمة لا تسد أبدا ، وهذا يوم له ما بعده من الأيام ، فالله الله يا معشر المسلمين ! أشيروا علي رحمكم الله ، فإني قد رأيت رأيا غير أني أحب أن لا أقدم عليه إلا بمشورة منكم لأنكم شركائي في المحبوب والمكروه .
ذكر ما أشار به المسلمون على عمر رضي الله عنه . قال : وكان أول من وثب على عمر بن الخطاب وتكلم طلحة بن عبيد الله فقال : يا أمير المؤمنين ! إنك بحمد الله رجل قد حنكته الدهور وأحكمته الأمور وراضته التجارب في جميع المقانب ، فلم ينكشف لك رأي إلا عن رضا ، وأنت مبارك الأمر ميمون النقيبة ، فنفذنا ننفذ واحملنا نركب وادعنا نجب .
قال : ثم وثب الزبير بن العوام فقال : يا أمير المؤمنين ! إن الله تبارك وتعالى قد جعلك عزا للدين وكهفا للمسلمين ، فليس منا أحد له مثل فضائلك ولا مثل مناقبك إلا من كان من قبلك ، فمد الله في عمرك لأمة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ! وبعد فأنت بالمشورة أبصر من كل من في المسجد ، فاعمل برأيك فرأيك أفضل ، ومرنا بأمرك فها نحن بين يديك .
فقال عمر : أريد غير هذين الرأيين ، قال : فوثب عبد الرحمن بن عوف الزهري فقال : يا أمير المؤمنين ! إن كل متكلم يتكلم برأيه ، ورأيك أفضل من رأينا ، لما قد فضلك الله عز وجل علينا ، وأجرى على يديك من موعود ربنا ، فاعمل برأيك واعتمد على خالقك وتوكل على رازقك وسر إلى أعداء الله بنفسك ونحن معك ، فإن الله عز وجل ناصرك بعزه وسلطانه كما عودك من فضله وإحسانه . فقال عمر : أريد غير هذا الرأي ، فتكلم عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال : يا أمير المؤمنين ! إنك قد علمت وعلمنا أنا كنا بأجمعنا على شفا حفرة من النار فأنقذنا الله منها بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد اختارك لنا خليفة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقد رضيك الأخيار وخافك الكفار وتفر عنك الأشرار ، وأنا أشير عليك أن تسير أنت بنفسك إلى هؤلاء الفجار بجميع من معك من المهاجرين والأنصار فتحصد شوكتهم وتستأصل جرثومتهم ، فقال عمر رضي الله عنه : وكيف أسير أنا بنفسي إلى عدوي وليس بالمدينة خيل ولا رجل فإنما هم متفرقون في جميع الأمصار ،
فقال عثمان : صدقت يا أمير المؤمنين ! ولكني أرى أن تكتب إلى أهل الشام فيقبلوا عليك من شامهم ، وإلى أهل اليمن فيقبلوا إليك من يمنهم ، ثم تسير بأهل الحرمين مكة والمدينة إلى أهل المصرين البصرة والكوفة ، فتكون في جمع كثير وجيش كبير ، فتلقى عدوك بالحد والحديد والخيل والجنود .
قال فقال عمر : هذا أيضا رأي ليس يأخذ بالقلب ، أريد غير هذا الرأي ،
قال : فسكت الناس والتفت عمر رضي الله عنه إلى علي رضي الله عنه فقال : يا أبا الحسن ! لم لا تشير بشيء كما أشار غيرك ؟
ذكر مشورة علي بن أبي طالب رضوان الله عليه . قال : فقال علي : يا أمير المؤمنين ! إنك قد علمت أن الله تبارك وتعالى بعث نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم وليس معه ثان ولا له في الأرض من ناصر ولا له من عدوه مانع ، ثم لطف تبارك وتعالى بحوله وقوته وطوله فجعل له أعوانا أعز بهم دينه ، وشد أزره ، وشيد بهم أمره ، وقصم بهم كل جبار عنيد وشيطان مريد ، وأرى موازريه وناصريه من الفتوح والظهور على الأعداء ما دام به سرورهم وقرت به أعينهم ، وقد تكفل الله تبارك وتعالى لأهل هذا الدين بالنصر والظفر والاعزاز والذي نصرهم مع نبيهم وهم قليلون هو الذي ينصرهم اليوم إذ هم كثيرون ، وبعد فإنك أفضل أصحابك رأيا وأيمنهم نقيبة ، وقد حملك الله عز وجل أمر رعيتك فهو الذي يوفقك للصواب ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، فأبشر بنصر الله عز وجل الذي وعدك ، وكن على ثقة من ربك فإنه لا يخلف الميعاد ، وبعد فقد رأيت قوما أشاروا عليك بمشورة بعد مشورة فلم تقبل ذلك منهم ولم يأخذ بقلبك شيء مما أشاروا به عليك ، لان كل مشير إنما يشير بما يدركه عقله ، وأعملك يا أمير المؤمنين إن كتبت إلى الشام أن يقبلوا إليك من شامهم لم تأمن من أن يأتي هرقل في جميع النصرانية فيغير على بلادهم ويهدم مساجدهم ويقتل رجالهم ويأخذ أموالهم ويسبي نساءهم وذريتهم ، وإن كتبت إلى أهل اليمن أن يقبلوا من يمنهم أغارت الحبشة أيضا على ديارهم ونسائهم وأموالهم وأولادهم ، وإن سرت بنفسك مع أهل مكة والمدينة إلى أهل البصرة والكوفة ثم قصدت بهم قصد عدوك انتقضت عليك الأرض من أقطارها وأطرافها ، حتى إنك تريد بأن يكون من خلفته وراءك أهم إليك مما تريد أن تقصده ، ولا يكون للمسلمين كانفة تكنفهم ولا كهف يلجؤون إليه ، وليس بعدك مرجع ولا موئل إذ كنت أنت الغاية والمفزع والملجأ ، فأقم بالمدينة ولا تبرحها فإنه أهيب لك في عدوك وأرعب لقلوبهم ، فإنك متى غزوت الأعاجم بنفسك يقول بعضهم لبعض : إن ملك العرب قد غزانا بنفسه لقلة أتباعه وأنصاره ، فيكون ذلك أشد لكلبهم عليك وعلى المسلمين ، فأقم بمكانك الذي أنت فيه وابعث من يكفيك هذا الامر والسلام .
قال : فقال عمر رضي الله عنه : يا أبا الحسن ! فما الحيلة في ذلك وقد اجتمعت الأعاجم عن بكرة أبيها بنهاوند في خمسين ومائة ألف يريدون استئصال المسلمين ؟
قال : فقال له علي رضي الله عنه : إن أحببت ذلك فاكتب إلى أهل البصرة أن يفترقوا على ثلاث فرق : فرقة تقيم في ديارهم فيكونوا حرسا لهم يدفعون عن حريمهم ، والفرقة الثانية يقيمون في المساجد يعمرونها بالأذان والصلاة لكيلا يعطل الصلاة ويأخذون الجزية من أهل العهد لكيلا ينتقضوا عليك ، والفرقة الثالثة يسيرون إلى إخوانهم من أهل الكوفة ، ويصنع أهل الكوفة أيضا كصنع أهل البصرة ثم يجتمعون ويسيرون إلى عدوهم فإن الله عز وجل ناصرهم عليهم ومظفرهم بهم ، فثق بالله ولا تيأس من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون .
قال : فلما سمع عمر مقالة علي كرم الله وجهه ومشورته أقبل على الناس وقال : ويحكم ! عجزتم كلكم عن آخركم أن تقولوا كما قال أبو الحسن ،! والله ! لقد كان رأيه رأيي الذي رأيته في نفسي ، ثم أقبل عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال : يا أبا الحسن ! فأشر علي الآن برجل ترتضيه ويرتضيه المسلمون أجعله أميرا وأستكفيه من هؤلاء الفرس ،
فقال علي رضي الله عنه : قد أصبته ، قال عمر : ومن هو ؟ قال : النعمان بن مقرن المزني ، - فقد جاء في قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج 10 - ص 394ط1
النعمان بن مقرن المزني في فتوح البلاذري : كان على رجالة عمار يوم تستر . وروى الجزري قتله بنهاوند .
فقال عمر وجميع المسلمين : أصبت يا أبا الحسن ! وما لها من سواه . قال : ثم نزل عمر رضي الله عنه عن المنبر ودعا بالسائب بن الأقرع بن عوف الثقفي فقال : يا سائب ! إني أريد أن أوجهك إلى العراق فإن نشطت لذلك فتهيأ ، فقال له السائب : ما أنشطني لذلك يا أمير المؤمنين انتهى - كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 2 - ص 291 – 295ط دار الأضواء للطباعة والنشر والتوزيع .
قلت : و النعمان بن مقرن المزني هو من أتباع وموالي علي بن أبي طالب ع ، والأمر الآخر لو لا مشورة علي ع لما فتحت فارس ! وهذا يدل على أن العقل المدبر لابل واختيار القائد المناسب لفتح فارس كان علي بن أبي طالب ع ! وهذه إن دلت فتدل على انه كان أفطنهم واحكمهم لاسيما في مجالات الحروب ، وقد اعترف الخليفة عمر بن الخطاب بنفسه عندما قال
" فلما سمع عمر مقالة علي كرم الله وجهه ومشورته أقبل على الناس وقال : ويحكم ! عجزتم كلكم عن آخركم أن تقولوا كما قال أبو الحسن "
والأمر الآخر أن دور علي ع في تكملة الفتوحات كان واضحا في فترة خلافته ، حيث قام بفتح ماتبقى من إيران في فترة خلافته رغم ماخاضه في محاربة القاسطين والناكثين والمارقين ! فقد وجه جعدة بن المغيرة إلى خراسان فلو كانت خرسان فتحت على حد ذلك القول المزعوم في زمن النبي ص لماذا إذاً يوجه امير المؤمنين علي ع جعدة بن المغيرة المخزومي إلى خراسان ؟! فقد جاء تاريخ اليعقوبي - اليعقوبي - ج 2 - ص 183 - 184 الناشر : مؤسسة نشر فرهنگ أهل بيت عليهم السلام - قم – إيران .
ولما فرغ من حرب أصحاب الجمل ، وجه جعدة بن هبيرة بن أبي وهب المخزومي إلى خراسان ، وقدم عليه ماهويه مرزبان مرو ، فكتب له كتابا ، وأنفذ له شروطه . انتهى
وفي شرح نهج البلاغة : هبيرة بن أبي وهب ، كان من الفرسان المذكورين ، وابنه جعدة بن هبيرة ، وهو ابن أخت علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أمه أم هاني بنت أبي طالب ، وابنه عبد الله ابن جعدة بن هبيرة ، هو الذي فتح القهندر وكثيرا من خراسان ،
فقال فيه الشاعر : لولا ابن جعده لم تفتح قهندركم ولا خراسان حتى ينفخ الصور . شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج 18 - ص 308ط مؤسسة إسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع .
وفي فتوح البلدان : فلما كان آخر سنة ثمان وثلاثين وأول سنة تسع وثلاثين في خلافة على ابن أبي طالب رضي الله عنه توجه إلى ذلك الثغر الحارث بن مرة العبدي متطوعا بإذن على . فظفر وأصاب مغنما وسبيا ، وقسم في يوم واحد ألف رأس . ثم إنه قتل ومن معه بأرض القيقان ، إلا قليلا . وكان مقتله في سنة اثنتين وأربعين . والقيقان من بلاد السند مما يلي خراسان . فتوح البلدان - البلاذري - ج 3 - ص 531 مطبعة لجنة البيان العربي، مكتبة النهضة المصرية – القاهرة .
وفي تاريخ الطبري : فانتهى إلى أبر شهر وقد كفروا وامتنعوا فقدم على علي فبعث خليد بن قرة اليربوعي فحاصر أهل نيسابور حتى صالحوه وصالحه أهل مرو وأصاب جاريتين من أبناء الملوك نزلتا بأمان فبعث بهما إلى علي فعرض عليهما الإسلام وأن يزوجهما قالتا زوجنا ابنيك فأبى فقال له بعض الدهاقين ادفعهما إلى فإنه كرامة تكرمني بها فدفعهما إليه فكانتا عنده يفرش لهما الديباج ويطعمهما في آنية الذهب ثم رجعتا إلى خراسان . تاريخ الطبري - الطبري - ج 4 - ص 46ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت – لبنان قوبلت هذه الطبعة على النسخة المطبوعة بمطبعة "بريل" بمدينة لندن في سنة 1879 م) .
وجاء في تاريخ خليفة بن خياط - خليفة بن خياط العصفري - ص 143ط دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت – لبنان .
وفيها ند ب الحارث بن مرة العبدي الناس إلى غزو الهند ، فجاوز مكران إلى بلاد قندابيل ووغل في جبال الفيقان ، فأصاب .
ولو تلاحظ أن الأثر الحقيقي لفتح فارس هو علي بن ابي طالب ع ،حتى في آخر المراحل من تكملة الفتوحات في فارس ! سواء كان في فترة خلافة عمر أم في فترة خلافته ع ، فان الملاحظ جميع من كلفوا بفتح فارس هم من شيعة علي ع وتحت إمرته فمثلا إشارته إلى عمر كما يرويه ابن الأعثم بقوله " فقال علي رضي الله عنه : قد أصبته ، قال عمر : ومن هو ؟ قال : النعمان بن مقرن المزني ، فقال عمر وجميع المسلمين : أصبت يا أبا الحسن ! وما لها من سواه " انتهى ، قلت وإشارة علي ع إلى هؤلاء لم يكن اعتباطا فان النعمان بن مقرن المزني هو من شيعته ع في اشد الظروف والحروب ، فقد جاء في معرفة الثقات - العجلي - ج 2 - ص 315 ط1 ط مكتبة الدار - المدينة المنورة .
النعمان بن مقرن المزني من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم استعمله عمر على نهاوند فقتل وكان الفتح على يديه . انتهى ، قلت والحق أن عليا ع هو الذي نصبه بذلك ، فإذا كان الفتح على يديه فذلك بمشورة علي ع ليس إلا ولايمكن صرفها إلا إليه ع ، اما في الفترات الأخرى التي حارب فيها أمير المؤمنين ع من خلال إرسال الحارث بن مرة العبدي ايضا لم يكن إلا من ثقاته وشيعته فقد جاء في الأخبار الطوال - الدينوري - ص 171 الطبعة الأولى 1960 القاهرة .
" وقد استعمل علي على الخيل عمار بن ياسر ، وعلى الرجالة عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي ، ودفع الراية العظمى إلى هاشم بن عتبة المرقال ، وجعل على الميمنة الأشعث بن قيس وعلى الميسرة عبد الله بن عباس ، وعلى رجالة الميمنة سليمان بن صرد ، وعلى رجالة الميسرة الحارث بن مرة العبدي " انتهى ، قلت وهذه الواقعة كانت في صفين ! ولو تلاحظ فان اغلب المذكورين من خلص شيعة علي ع واخص ذكرا الحارث بن مرة العبدي كما ترى ، اما بالنسبة إلى خليد بن قرة اليربوعي ايضا كان من خلص شيعة علي ع ! فقد جاء عن الأصبغ بن نباتة المجاشعي قال بعث علي خليد بن قرة اليربوعي ويقال خليد ابن طريف إلى خراسان وجاء ايضا في الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج 3 - ص 374ط 1966م ط دار صادر للطباعة والنشر .
وحج بالناس في هذه السنة قثم بن العباس من قبل علي وكان عامله علي مكة ، وكان علي اليمن عبيد الله بن عباس وعلي البصرة عبد الله بن عباس وعلي خراسان خليد بن قرة اليربوعي . انتهى قلت والمتتبع يرى أن فتح فارس كانت على يد علي ع إلا أن ذلك لم يعجب بنو امية لذلك لجئوا إلى كتم كل تلك الحقائق بغضا وحسدا ليس إلا ، وهذه اكبر ظلامه بحقه ع بان يرفع شعار فتح فارس على يد الخليفة عمر ويترك الفاتح الحقيقي ألا وهو علي بن ابي طالب ع ، إذاً انه من الإنصاف أن يكون عليا هو المقتول على يد أبي لؤلؤة لا عمر لان عليا هو من فتح فارسا ! لكنك وكما ترى حتى هذا الوضع لم يكن ثابتا على الإطلاق في اختلاق موضوع قتل عمر على يد ابي لؤلؤة لأنه فتح فارسا !