هل هناك معارضة سورية؟
عبد الرحمن الراشد
السبـت 03 رجـب 1432 هـ 4 يونيو 2011 العدد 11876
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: الــــــرأي
بعيد احتلال صدام حسين الكويت بأيام وقعنا في إشكال كبير؛ العثور على معارضين عراقيين يتحدثون للإعلام. لم تكن المهمة سهلة، لأن معارضة صدام قبل ذلك كانت عملا انتحاريا، حيث كان مصير من يصرح ضد النظام غالبا القتل، وملاحقته حتى لو كان في المنافي الأوروبية البعيدة؛ حيث كان يجهز عليهم بسم الثاليوم أو إطلاق النار عليهم في وضح النهار. طبعا نستثني من ذلك معارضيه في إيران. وكانت معظم الحكومات آنذاك تتحاشى منح لجوء مفتوح للمعارضين العراقيين، بسبب التوافق السياسي الموالي لصدام والمعادي لإيران.
بسبب القطيعة، لم نجد عراقيا واحدا يمكن الوصول إليه، فاستنجدت بالصديق الدكتور نجم عبد الكريم، الذي عثر على صديقه القديم أيضا، حسن العلوي، في أحد المنافي الأوروبية البعيدة، كما شجع المرحوم صالح جبر على المشاركة الإعلامية، ثم تجرأ عدد من العراقيين من أطياف مختلفة على إعلان موقفهم ضد النظام، ووجدنا أنفسنا أمام صف طويل من المعارضين.
والأمر يتكرر اليوم مع سوريا؛ حيث إن المجاهرة بالاختلاف مع النظام السوري عمل محفوف بالمخاطر، لا للشخص وحده، بل أيضا لعائلته. وكان النظام يخيف الأنظمة الأخرى كذلك، التي تحاشت دائما الاختلاف معه، ولا تزال معظمها تخافه؛ فهي تعتقد أنه قادر على إيذائها من خلال جماعات مرتبطة به، مثل التي يعتقد اليوم أنها وراء خطف الإستونيين العاملين في القوة الدولية بلبنان، ووراء تدبير بعض عمليات الاغتيال والتفجير في مناطق مختلفة.
ولهذه الأسباب القوية لم تُعرف معارضة حقيقية تجاهر بموقفها سوى جماعة الإخوان المسلمين السورية، التي تخشاها معظم الأنظمة في المنطقة، ويراها البعض حركة فاشية أخرى، مثل حزب البعث. وهناك بعض الرموز السورية الثقافية التي عاشت بعيدا، إلى جانب المعارضة التي كانت جزءا من النظام، ثم انشقت عليه، مثل رفعت الأسد، شقيق الرئيس السوري الراحل. وطبعا لا أنسى ذكر القلة الشجاعة في داخل سوريا التي عارضت جهارا، إنما ظلت مواقف فردية لا يمكن أن تهدد نظامها القوي.
هذا ما جعل النظام يرد على كل متسائل آنذاك عن التغيير بقوله: إن كان هناك سوريون يرفضون النظام أو يعترضون على سياساته؛ أين هم؟
سوريا هي آخر القلاع المغلقة في المنطقة، بل هي وكوريا الشمالية آخر بلدين مغلقين في العالم.
لم يكن يُسمع انتقاد الشأن السوري حتى في المسائل البسيطة إلا همسا، بسبب سطوة أجهزة الأمن السرية التي عرفت بها سوريا، وعلينا أن ندرك أن الاستخبارات في هذا البلد من الأهمية مثل النفط بالنسبة للدول الخليجية؛ حيث يعيش عليها النظام بشكل شبه تام.
انفجر الشارع السوري فجأة انفجار القدر المكبوت، وذلك بعد أحداث درعا؛ عندما قتلت أجهزة الأمن ثلاثة من المتظاهرين في 18 مارس (آذار)، ثم قتلت الكثيرين، تلاها انتشار سريع ومتعدد للاحتجاجات في أنحاء البلاد، وهي الأكثر عددا وزمنا في المنطقة العربية. طفت على السطح معارضة فردية وجماعية، عفوية وأخرى منظمة، داخلية وخارجية، ذات انتماءات مختلفة. حالة مكررة للمعارضة العراقية في ظروف مختلفة تماما؛ فقد خدمت التقنية المعارضة السورية اليوم في بلد لم يسمح لمواطنيه باستخدام الاتصالات الحديثة إلا حديثا،
لكن تفتقد المعارضة السورية للتأييد العربي والدولي، الذي دعم المعارضة العراقية في التسعينات.
alrashed@asharqalawsat.com
my answer
تلميح ذكي بآخر المقال وهو يحاول القول بأن النظام السوري لن يسقط سوى كما سقط نظام صدام حسين وهذا لن يحدث لعدم وجود نفط في سوريا وللمشاكل الاقتصادية التي تعاني منها أمريكا ولعدم وقوف إيران على الحياد هذه المرة ...يتبقى ثلاث سيناريوهات ..قمع كما حدث بجنوب العراق 1991 , ...حرب اهلية ,!!!..بقاء النظام بعد تنازلات حقيقية تقنع غالبية الشعب السوري وهذا الأفضل برأي