![[صورة: original-02.png?w=271&h=279]](http://humanist4ever.files.wordpress.com/2011/03/original-02.png?w=271&h=279)
الإنسان الفرحان
الإنسان الفرحان :
هو أيقونة علمانية و هو الرمز الرسمي للإتحاد الإنسانوي و الاخلاقي العالمي International Humanist and Ethical Union و الذي تم تبنيه بواسطة التنظيمات و الأفراد الإنسانويين حول العالم. هذا الرمز تم إختياره سنة 1960 بعد مسابقة الإتحاد البريطاني للإنسانويين The British Humanist Association و كان التصميم الفائز من إبداع دنيس بارينجتون.
العلامة التجارية تتبع الإتحاد البريطاني للإنسانويين BHA و التي تعطي الرخصة لإستعمال هذا الرمز لكل التنظيمات و الأفراد الذين يعتبرون أنفسهم إنسانويين. فأصبح الإنسان الفرحان هو الرمز الرسمي للإتحاد الإنسانوي و الأخلاقي العالمي IHEU كما انه يعرف عالميا كرمز خاص بالإنسانويين.
معظم التنظيمات الإنسانوية حول العالم تستخدم هذا الرمز أو طورت إصدار منه يشبهة.
تاريخ الإنسانوية بإختصار :
ولدت الإنسانوية تقريبا في جامعة شيكاغو في عشرينات القرن الماضي و تم تعميمها من خلال نشر البيان الأول سنة 1933 و تم عمل أول تنظيم إنسانوي لا يهدف للربح في ألينوي سنة 1943. أما الإتحاد الإنسانوي و الأخلاقي العالمي IHEU فوجد سنة 1952 حين تجمع إنسانويي العالم تحت قيادة سير جوليان هكسلي Julian Huxley. البيان الثاني كتب سنة 1973 بواسطة Paul Kurtz و Edwin H. Wilson ثم صدر بيان آخر سنة 1980.
ما هي الإنسانوية ؟
كل أعضاء التنظيمات المشتركة في الإتحاد الإنسانوي و الأخلاقي العالمي IHEU يوافقون على البيان الآتي عن الإنسانوية :
الإنسانوية هي طريقة حياة life stance ديموقراطية و اخلاقية و التي تؤكد على ان البشر لهم الحق و عليهم المسئولية أن يعطوا شكلا و معنى لحياتهم الخاصة. هي تعتمد على بناء مجتمع اكثر إنسانية من خلال أخلاقيات مؤسسة على الإنسان و قيم طبيعية أخرى بروح المنطق و البحث الحر من خلال قدرات الإنسان. هي لا تؤمن بإله واحد و لا تقبل الرؤى فائقة الطبيعة للحقيقة.
ما هي القضايا التي تدافع عنها الإنسانوية ؟
1- الإنسانوية موقف ميتافيزيقي
و هو نفس موقف الطبيعية الوجودية Metaphysical naturalism ..
و هو الموقف القائل بأن الطبيعة نظام مغلق بالكامل و غير معتمد على موجودات أو ظواهر تفوق الطبيعة بمعنى أنه حتى لو كانت هناك كائنات او ظواهر موجودة تفوق الطبيعة فهي تقع خارج الوجود الطبيعي و لا تؤثر عليه.
أما الطبيعة أو الوجود الطبيعي فهو كافة الكائنات و الظواهر القابلة للإدراك و القياس مهما كانت بالغة التعقيد, فحتى لو كان العلم لم يفسر بعد وجود بعض الكائنات أو الظواهر إلا أن كل تلك الكائنات و الظواهر ليس لها تعقيد مطلق و إنما لها تعقيد نسبي و هذا يعني أنه سيأتي الوقت الذي يكشف فيه العلماء أسرار تلك الكائنات او الظواهر. إذن فالإنسانوية كما الطبيعية الوجودية يؤكدان ان كل ما هو موجود طبيعي بمعنى انه قابل للقياس و الإدراك سواء الآن أو فيما بعد.
بهذا المعنى تكون الإنسانوية مذهب لاديني لاإلهي, و يكون الإنسانوي إما ملحد أو لاأدري. و مع ان الملحدين و اللاآدريين هم الذين من المفترض أن يكونوا داعمين للإنسانوية إلا أن هذا ليس دائم الحدوث بسبب شكوك متنوعة و أفكار مضادة لديهم و عقائد شخصية. على كل حال هم مشغولين برفض الكائنات و الظواهر الفائقة للطبيعة (الخوارق و المعجزات .. ألخ ) و يوجهون الأسئلة عن الوجود بينما الإنسانوية تركز بشكل أكبر على الحياة و الأخلاقيات.
يعني بينما الإلحاد هو غياب الإيمان بالإلهة و الأديان فحسب, فالإنسانوية هي موقف إيجابي تجاه العالم, مرتكزة على خبرة و فكر و آمال الإنسان. هي أسلوب حياة شامل يدعم العقل الإنساني و الأخلاق العالمية و العدالة و يرفض الإيمان بما وراء الطبيعة و العلوم الزائفة ( اللاهوت و الفقه .. ألخ ) و الخرافات. الإنسانوية ترفض أي تبرير لشرعية تفوق الخبرة الإنسانية مثل الإعتماد على ” إيمان بلا سبب ” أو كائنات خارقة للطبيعة ( الآلهة و الشياطين و الملائكة .. ألخ ) أو أي نصوص لها أصل إلهي مزعوم (التوراة أو الإنجيل أو القرآن .. ألخ ). الإنسانويون يؤمنون ان الخبرة الإنسانية و التفكير العقلاني يمدانا بالمصدر الوحيد لكلا من المعرفة و القوانين الأخلاقية اللتان نحيا بهما فهم يرفضون فكرة المعرفة الموحى بها للبشر عن طريق آلهة او كتب مقدسة.
2- الإنسانوية موقف علمي
موقف الإنسانويون أن العلم يمدنا بالمصدر الوحيد الذي يمكن الإعتماد عليه للمعرفة عن هذا الكون. و هذا يقودنا إلي أن الكون موجود بذاته و ليس مخلوقا و ان الإنسان هو جزء من الطبيعة و أنه قد نشأ نتاج عملية تطور مستمرة.
الإنسانوية تؤكد أيضا أن المنهج العلمي مع أنه غير كامل فهو يظل أكثر طريقة موثوق بها لفهم العالم. إذن فالإنسانويون ينظرون للعلوم الطبيعية و الأحيائية و الإجتماعية و السلوكية من أجل معرفة الكون و مكان الإنسان بداخله. علم الفلك الحديث و الفيزياء فتحا آفاقا جديدة مثيرة للكون : لقد مكنا النوع الإنساني من إستكشاف الكون بواسطة وسائل السفر في الفضاء. الأحياء و العلوم الإجتماعية و السلوكية قد وسعت من فهمنا للسلوك الإنساني.
و بالتالي يعارض الإنسانويون من حيث المبدأ أي جهود لمراقبة أو تحديد البحث العلمي بدون أسباب جوهرية لفعل ذلك. بينما يعارضون سوء إستخدام التكنولوجيا و إمكانية تبعاتها الضارة على النظام البيئي الطبيعي في بيئة الإنسان, ينادون أيضا بمقاومة جهود عدم التفكير الداعية للحد من التقدم التكنولوجي و العلمي. هم يقدرون الفوائد العظيمة التي يستطيع العلم و التكنولوجيا أن يجلباها للنوع الإنساني و يدركون أيضا الحاجة لموازنة التقدم العلمي و التكنولوجي بالإستكشافات الثقافية في الفن و الموسيقا و الأدب.
3- الإنسانوية موقف أخلاقي
يؤكد الإنسانويون أن القيم الأخلاقية تستمد أصولها من الخبرة الإنسانية. الاخلاق مستقلة و متغيرة بحسب الموقف بلا حاجة للاهوت أو قوانين أيديولوجية. الأخلاق مستمدة من إحتياجات الإنسان و إهتماماته. إنكار ذلك يشوة القواعد الأساسية في الحياة. الحياة الإنسانية لها معنى لاننا نخلق و نطور مستقبلنا. السعادة و التحقيق الخلاق لإحتياجات و طموحات الإنسان, بفردانية و متعة مشتركة, هي الموضوعات الرئيسية و المستمرة للإنسانوية.
كل إنسانوي يكافح من اجل حياة حلوة, هنا و الآن. فالهدف هو أن نطارد ثراء الحياة على الرغم من كل القوى المهبطة المفسدة و التجارية و اللا إنسانوية.
الأخلاقيات الإنسانوية مهتمة بالكامل بالأفعال و المثاليات و القيم التي على الأرض في حياتنا الواحدة و الوحيدة. المدينة الفاضلة التي في الجنة يجب أن تبنى هنا في هذا العالم او لا تكون على الإطلاق.
الأخلاق الإنسانوية إيجابية ناحية الفرح و السعادة فهي ترفض التشدد الديني الزائد على الأخلاقيات الجنسية و تطبق المبادئ الأخلاقية عمليا في كل جانب من حياة الإنسان. الأخلاق الإنسانوية تتمسك برؤية متحررة للعلاقات الجنسية و لكنها تصر على مستوى عالي من السلوك و تؤمن بمؤسسة الزواج بطلاق سهل.
الأخلاق الإنسانوية تعتمد على العقل و المنهج العلمي لإتخاذ القرارات الأخلاقية و لا ترى أي فائدة للصلاة أو التوجيه الإلهي بواسطة كائنات فائقة للطبيعة. و بينما الإنسانوية تؤمن بمبادئ أخلاقية عامة فإن معظم القرارت الأخلاقية يجب ان تعتبر على أسس فردية و التي تقدر النتائج المحتملة و الخيارات الممكنة.
و من خلال التاريخ الطويل لحوارات الأنانية و التضحية, الأخلاق الإنسانوية ترى فساد تقسيمهما إلي قسمين و تدعي أن الرجل أو المرأة يستطيعان الجمع بتناغم بين الإهتمام بالذات بشكل نسبي و الإهتمام بالآخر بشكل نسبي في العمل من أجل الخير المشترك. كنتيجة للإهتمام بالذات بطريقة عادية ordinary self-interest و إهتمام الإنسانوي من اجل رفاقه البشر فإن السلام العالمي هو هدف أخلاقي رئيسي.
4- الإنسانوية موقف سياسي
الديموقراطية : لتدعيم الحرية و الكرامة, يجب أن يختبر الفرد أقصى مدى من الحريات المدنية في كل المجتمعات. بما فيها حرية التعبير و الإعلام, الديموقراطية السياسية, و الحق القانوني في معارضة سياسات الحكومة و قضاء عادل و حرية دينية و حرية التنظيمات الإجتماعية و الحرية الفنية و العلمية و الثقافية. و تتضمن الإقرار بحق الفرد في الموت بكرامة و القتل الرحيم و الحق في الإنتحار. الإنسانويون يناهضون الغزو المتزايد على الخصوصية بواسطة أيا كان, في كلا المجتمعات الشمولية و الديموقراطية. هم يتعهدون بحماية و توسيع و تحقيق مبادئ حرية الإنسان التي انطلقت من الماجنا كارتا و حتى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
العلمانية : الفصل بين الكنيسة و الدولة, و الفصل بين الأيديولوجية و الدولة هي قواعد أساسية. الدولة يجب أن تشجع أقصى حرية لمختلف الأخلاقيات و السياسات و الأديان و القيم الإجتماعية في المجتمع. الدولة لا يجب ان تتحيز لأي كيانات دينية في إستخدام الأموال العامة, ولا ان تعتنق أيديولوجية معينة و من ثم تعمل كوسيلة للدعاية أو للإضطهاد, بالأخص ضد المنشقين.
الوحدة العالمية : يأسف الإنسانويون بشدة على إنقسام النوع الإنساني إعتمادا على أرضية القومية. فلقد وصلنا لنقطة تحول في تاريخ الإنسان بحيث يكون الخيار الأمثل هو تجاوز الإستقلال الوطني و المضي بإتجاه بناء وحدة عالمية بحيث تستطيع كافة قطاعات العائلة الإنسانية أن تتشارك. و بالتالي فنحن ننظر إلي تطوير نظام من القانون العالمي و الحكم العالمي مؤسس على حكومة فيدرالية لاقومية.
هذا سوف يقدر التعدد و التنوع الثقافي حق قدره. و هذا لن يستبعد الفخر بالجذور و الإنجازات القومية و لن يعالج المشاكل الإقليمية على أسس أقليمية. التقدم الإنساني, بأي طريقة, لا يمكن له أن يتحقق اكثر من ذلك بالتركيز على قطاع واحد من العالم, غربي أو شرقي, المتقدم أو النامي.
هذة الوحدة العالمية يجب ان تتخلى عن اللجوء للعنف او القوة كطريقة لحل النزاعات الدولية. فالأنسانويون يؤمنون بالأحكام القضائية السلمية في الخلافات بواسطة محكمة دولية و بتطوير فنون التفاوض و حلول الوسط. الحرب أصبح طريقة قديمة و مهجورة.
5- الإنسانوية ليس لها موقف إقتصادي محدد
المجتمعات الإنسانية يجب ان تقدر الأنظمة الإقتصادية ليس بالبلاغة أو الأيديولوجية, بل بما إذا كانت تزيد من صلاحية كل الأفراد و الجماعات, و ما إذا كانت تقلل الفقر و شظف العيش, و ما إذا كانت تزيد من مجموع الإكتفاء الإنساني و تدعم نوعية الحياة المعاشة.
إذن فالباب مفتوح أمام خيارات الأنظمة الإقتصادية. نحن نحتاج لجعل الإقتصاد ديموقراطيا و الحكم عليه بحسب مسئوليته تجاه الإحتياجات الإنسانية و إختبار النتائج تبعا للصالح العام.
لكن مشاكل النمو الإقتصادي و التنمية لا يمكن لها ان تحل بواسطة كل دولة وحدها, تلك أهداف عالمية. إنه الإلتزام الاخلاقي من الدول المتقدمة بأن تزود (من خلال سلطة عالمية تحمي حقوق الإنسان) الأجزاء النامية في الكوكب بالمساعدات التقنية و الزراعية و الطبية و الإقتصادية الضخمة, بما فيها تقنيات الحكم في المواليد. الفقر العالمي يجب ان ينتهي. إذن هذا التفاوت الضخم في الثروة و الدخل و النمو الإقتصادي يجب أن يتم تقليله على أسس عالمية.
الوحدة العالمية يجب أن تتحقق بخطة تعاونية مهتمة بإستخدام الموارد المستنزفة بتسارع. كوكب الأرض يجب أن يتم إعتباره وحدة واحدة إيكولوجية. الدمار البيئي, و الموارد المستنزفة, و النمو السكاني الزائد يجب أن يتم مراجعتها عن طريق معاهدة دولية. تهذيب و صيانة الطبيعة هو قيمة أخلاقية, يجب أن ندرك انفسنا بتكامل مع مصادر وجودنا في الطبيعة. يجب أن نحرر عالمنا من التلوث و الفضلات التي لا نحتاجها, يجب أن نخلق الثروة و نحميها بطريقة مسئولة, الطبيعية و الإنسانية كليهما. إستغلال الموارد الطبيعية بدون ضبط من ضمير إجتماعي يجب أن ينتهي.