observer
عضو رائد
    
المشاركات: 3,133
الانضمام: Mar 2005
|
RE: نقاش سياسي عن الاسلامية والعلمانية والديمقراطية... إلخ ... ممتع ومفيد جدا
(06-13-2011, 11:29 PM)العلماني كتب: الغرب لم يكن معنا يوماً ولا مع مصالحنا، فهو مع نفسه ولا يعرف سواها حتى لو كانت هذه المصالح ويلاً وثبوراً على "دماغ اللي خلفونا" – كما يقول إخوتنا المصريون -، ولك في "الاستعمار القديم أسوة حسنة، وفي الرعاية الأمريكية لجميع أنواع الاستبداد والمستبدين في الشرق الأوسط في الخمسين سنة الماضية شاهداً على ما أقول. فالساسة الأمريكيون مثلاً الذين يتشدقون بمطالبة دولنا بالديمقراطية وحقوق المرأة وحقوق الأقليات إلخ، هم نفسهم الأصدقاء الأوفياء لنظام حكم متخلف مثل "السعودية" التي لا يوجد بها لا ديمقراطية ولا حقوق نساء ويتم التنكيل بشكل دائم فيها بحقوق الأقلية الشيعية.
لنتذكر سريعاً أن الغرب هو من استعمرنا، وهو من أنجح قيام "إسرائيل" وطرد الشعب الفلسطيني من وطنه وحافظ على الدولة الوليدة. وهو من تحالف مع جميع الرجعيات العربية في الستين سنة الماضية أمام كل محاولة نهضوية في شرقنا، ابتداء من حلف بغداد أيام "نوري السعيد" حتى اليوم، مروراً بجميع مآسينا وويلاتنا. من هنا كانت "نصيحة" "عزمي بشارة" بالكف عن خطب ود الغرب والتجمل له والانحياز التام والكامل "لمصالحنا الوطنية" في التعامل مع الغرب أو مع الشرق، مع القرد أو مع النبي.
"عزمي بشارة" محق ألف مرة بحض أقطاب الإسلام السياسي على التعامل مع الآخر من خلال "المصالح الوطنية" وليس من خلال "النفاق والتجمل ووسائل المكياج". فهو يدرك تماماً أن "الديمقراطية وحقوق المرأة والحريات" هي "مطالب ومصالح وطنية" أولاً، وعوضاً عن التجمل للغرب بشأنها، على الزعماء السياسيين الالتحام بها لأنها مصالح وطنية وليس لأن الغرب يريدها. بهذا الالتحام بالمصلحة الوطنية التي تشكل الديمقراطية اليوم حلقتها الرئيسية، تستطيع الحركات السياسية – إسلامية أو غير اسلامية - حفظ توازنها، وليس باستجداء رضى الغرب الأناني الذي لم يتعامل معنا إلا وفق أهوائه ومصالحه هو. بالرغم من ان للغرب مصلحة في الديمقراطية في بلادنا، على الاقل لأنه يدرك تماما بأن مصالحه في منطقتنا و المتمثلة في اتفاقيات و عقود اقتصادية و ثقافية و سياسية و عسكرية، ستكون لها ديمومة اطول و ستكون اكثر ثباتا لو عقدت مع انظمة و شعوب ديمقراطية، بدليل علامات الاستفهام الكبيرة التي وضعت على اتفاقية السلام الاسرائيلية المصرية بمجرد سقوط النظام الدكتاتوري السابق بعد ثورة ٢٥ يناير، الا اننا عندما نتبنى مفاهيم حضارية ''غربية'' لا نكون مع الغرب بالقدر الذي نكون فيه مع ذواتنا. فالديمقراطية و حقوق الانسان و حرية التعبير و الصحافة وغيرها يجب ان تكون مطلبا عربيا ولا يجب فهم السعي اليها بانه استرضاءُ للغرب، و استجداء اعجابه!!!
اقتباس:"عزمي بشارة"- كعود على بدء إذاً - يدعو إلى "المصالحة مع الذات" قبل التعامل مع الآخر. فهو يعلم تمام العلم أن "الدول الغربية" نفسها تنطلق في تعاملها مع دولنا، قبل كل شيء، من خلال مصالحها الذاتية. إنه يعلم أن الحرص على تحقيق "المصالح الوطنية" هو من سيقود شعوبنا إلى تحقيق ديمقراطيتها واكتساب حرياتها، وليس "التجمل" للغرب هو من سوف يقود إلى ذلك. هنا، لا يقول "عزمي بشارة" بتاتاً أن "العلة في الغرب" وليست "في الإسلام السياسي" – كما تدعي أنت -. فهو لا يحاكم الغرب في مداخلته مطلقاً، ولكنه يتمرد عليه ويصر على أن يكون "ذاته"، رافضاً أن يكون "أراجوزاً" غربيا. ورافضاً أن تضع "الحركات السياسية" في اعتبارها، أول ما تضع، رضى الغرب ووده، حتى لو كان في هذا "مصيبة لمجتمعاتنا".
عزمي بشارة هنا يخاطب قادة الاحزاب السياسية الاسلامية، و التي لا اعرف بينها حزب واحد يتجمل الى الغرب، بل بالعكس، مشكلة هذه الاحزاب ان الدبلوماسية كلمة غريبة عن قاموسها، و مشكلتها تكمن في نظرها المفرط لذواتها المنتفخة. فهي لا ترى سوى نفسها بالعالم، و على العالم ان يتفهمها و يتفهم دوافعها العقائدية، ولا تخجل تلك الاحزاب من التنظير لمشروعها ''الحضاري'' و المستند الى تاريخ الامة الاسلامية المزيف، في الوقت الذي تعلم فيه تلك الاحزاب الحقيقة القائلة بأنه حتى ''إبر نكش البريموس او البابور'' يتم استرادها من الصين!! و قد اطنب عزمي بشارة و شدد على اهمية عدم الالتفات الى الغرب لدرجة جعلت احد الحضور، في هذه الندوة، يأخذ عليه هذا التشدد، مما صور عزمي كبابوي اكثر من البابا او ملكي اكثر من الملك (قمة النفاق طبعا).
======
اقتباس:لي مهماً في هذا المضمار ما يطلقه "عزمي بشارة" من نعوت على الشريعة الإسلامية، فالمهم – من جديد – هو محتوى الخطاب. ومحتوى خطاب "عزمي بشارة" لا يقول بتبني الشريعة الإسلامية وتطبيقها " بشوشها وعموشها" ولكن بالارتكاز عليها كإرث حضاري مثل "القانون الروماني" في الغرب "والقانون العبري" في اسرائيل. ولعل في هذا الخطاب تلبية لحاجات "العلمانيين العرب" أكثر بكثير من "خطابنا الذي يركز على "الحدود الجنائية" و"حقوق الميراث" وتراث "اضربوهن". بل لعل خطاب "عزمي بشارة" الودّي هو "الجزرة" التي قد تفيد أحياناً في ما لا تفيد به "العصا". كيف؟
القانون الروماني في الغرب مثلاً لم يؤخذ كقواعد نهائية كما ورد في "ديجست جوستنيان"، ولا كما ورد عند "غايوس" في القرن الأول للميلاد، ولا – بالقطع – كما ورد في "الألواح الإثني عشر" في "روما القديمة". ذلك أن الأوروبيين في "عصر الأنوار"، عادوا إلى القانون الروماني ومزجوه بالقانون الكنسي وعدلّوه حسب حاجات مجتمعاتهم وصنعوا منه قائداً لمجتمعاتهم في تنظيمها. وعندما يشير "عزمي بشارة" إلى "القانون الروماني"، فإن في ذلك دعوة غير مباشرة إلى "غربلة أحكام الشريعة" وانتقاء الصالح منها وترك الطالح. إنها دعوة "مستترة" للقانون الوضعي (الذي لا غنى عنه في المجتمعات الحديثة)، وملائمة "أحكام الشريعة" لمقتضى حالنا وعصرنا. هنا، ما يفعله "عزمي بشارة"، من خلال الحرص الظاهري على "أحكام الشريعة" ودعوتها "بالعظيمة" لا يتعارض مطلقاً مع رغباتنا كعلمانيين في التخلص من الأحكام "البربرية الوحشية" التي يعاني منها "قانون العقوبات في الشريعة الإسلامية".
"عزمي بشارة" أكثر "خبثاً" منا بكثير عندما يتحدث عن ضرورة "الحفاظ على إرث الشريعة العظيم" من خلال الإتيان بمثال "القانون الروماني" في الغرب. فهو يترك الإسلاميين يشعرون بالزهو دون أن يتنازل لهم عن مطلب أساسي من مطالبنا التي تقضي "بعصرنة القوانين" والتخلص من أحكام المجتمعات المتخلفة العتيقة البالية التي لا تزال آثارها واضحة في "القطع والجدع والبتر والجلد والرجم". إنه ببساطة يقول للإسلاميين: نحن نتمسك أكثر منكم بالشريعة العظيمة، لذلك فتعالوا كي نجعلها في أساس قوانيننا كما فعل الغرب مع القانون الروماني من خلال أخذ الصالح منه وترك الطالح. هنا، بالمناسبة، ليس صحيحاً أبداً أن "القانون الروماني" قانوناً مدنياً مساوتياً كما تقول، ففي روما القديمة كان الإنسان يباع ويشترى، وكان الـ "باتر فاميلياس" يمتلك نفوس من في البيت، وكانت الفوارق الطبقية أساساً في هذا القانون، مثل جميع القوانين القديمة. وبالمناسبة، هل تعلم أن الكثير من قوانين الشريعة الإسلامية مصدرها أيضاً القانون الروماني نفسه؟ لن أخوض في هذا الآن، ولكن هناك دراسة قيمة ترجمت إلى العربية في أوائل القرن العشرين للمستشرق النمساوي "جوستاف غرينباوم"، تحدث فيها بإسهاب عن الأحكام الإسلامية الكثيرة التي تم نقلها عن القانون الروماني. طبعاً، التاريخ يؤكد هذا لأن العرب عند خروجهم من الجزيرة كانوا بحاجة لبناء دولة مترامية الأطراف، وكان القانون الروماني في شكله الأكثر تطوراً (ديجيست جوستنيان) الذي تم إعداده في القرن السادس الميلادي هو القانون السائد في الشرق، فأخذ العرب منه الكثير كي يستعينوا على قضاء حوائجهم. لذلك، فالشريعة الإسلامية بها مخزون كبير جداً من القانون الروماني ... ولن أستفيض في هذا الآن.
عزمي بشارة لم يتطرق الى الشريعة ولم يشدد على وجوب اعتمادها كإرث اساسي في التشريع و لم يصبغ عليها لقب ''عظيمة''، الا مجاملةَ و نفاقا للحضور، و كل ما تقوله يا زميل دفاعا عنه في هذه النقطة هو لم يعنيه و انت تحمل مقاصده ما لا تحتمل، اذ انه يدرك ، كما انك تدرك، بأنه لا يخاطب اغبياء، و هو يعلم ايضا بأن جمهوره يدرك بأنه مجرد ان تنقي الشريعة من شوائبها (على حد تفسيرك لما يعنيه بهذا الخصوص)، تفقد الشريعة معناها، و تصبح اي قانون وضعي آخر غير الشريعة ''الالهية. فاي اثر للشريعة سيكون في قانون الاحوال الشخصية عندما نعصرن هذا القانون انطلاقا من مبدأ المساواة بين الرجل و المرأة؟ و اين الشريعة في القانون الجنائي الذي يأخذ قانون حقوق الانسان بعين الاعتبار في فلسفته؟؟!!
كلام عزمي بشارة هنا، يذكرني بأحد اعضاء حركة فتح من الذين يتخذون من العلمانية مبدأ غير قابل للنقاش. فعند الكشف عن المسودة الاولى لمشروع الدستور الفلسطيني، سخر كل بلاغته التي يمتلكها، كي يبرر الفقرة المتعلقة ''بدين الدولة'' و باعتماد الشريعة الاسلامية كمصدر رئيسي من مصادر التشريع، و لكنه لم يوفق في اقناع مستمعيه لسبب بسيط و هو انه كان يتحدث عن خارج قناعته الشخصية، فبالنهاية لا يصح الا الصحيح.
|
|
06-14-2011, 03:16 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
الحكيم الرائى
Black Man
    
المشاركات: 6,559
الانضمام: Feb 2003
|
RE: نقاش سياسي عن الاسلامية والعلمانية والديمقراطية... إلخ ... ممتع ومفيد جدا
عزمى بشارة تم بروزته وتسويقه اعلاميا لاسباب يعلم وكيل أعماله بها,لا أرى فيما يقوله ولا أطروحاته مايجعله يستحق كل هذه الضجة ناحيته,فما قاله ويقوله وسيقوله,قال به عشرات من أصحاب الرأى والمفكرين من فلسطين , سوريا ولبنان ومصر والأردن وتونس!! وأغلب هؤلاء كانت لهم مواقف صارمة من الأنظمة الديكتاتورية العربية سواء ممانعة او منبطحة,ولم يأكلوا على موائدهم ولابوقوا لها!!! من أراد منكم قفش بشارة فلعله لاحظ فى حواره مع يسرى فودة فى برنامج أخر كلام ,عندما تحدث عن الثورة الليبية قال : من حرك الغرب لمساعدة الثوار قطر اليس كذلك قطر؟!!!!بالواقع مفكرنا الكبير اصيب بسكتة دماغية فلولا موافقة الجامعة العربية على الحماية الجوية للمدنيين,لما تجرأ الغرب على اطلاق رصاصة واحدة على فرق الموت التابعة للقذافى,على الأقل هكذا تصرح الدوائر الغربية.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 06-17-2011, 09:11 AM بواسطة الحكيم الرائى.)
|
|
06-17-2011, 09:09 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}