سؤال يدور في ذهني دائما ...... أعرف أن سنة البحرين و الخليج عموما من المصفقين لثقافة العبودية البدوية ..... يعني طاعة أمر السلطان طاعة عمياء مطلقة .... حتى لو أجرم أو خان ... حتى لو صلى سكران ... حتى لو باع الأوطان ... حتى لو ركب الغلمان . بينما لا أجد هذه الثقافة لدى السنة العرب (تونس و المغرب و مصر و اليمن و سوريا و ليبيا و الجزائر و غيرها من دول العالم الاسلامي ) كلهم ثاروا ضد الحاكم الظالم و طالبوا بخلعه و رغبوا بحقوق أوسع في الحكم و حياة كريمة و دولة قانون تمشي على الكبير قبل الصغير و على الغني قبل الفقير و توزع الثروات بعدل . بينما ربعنا في الخليج رغبوا في ثقافة المكرمات والرضا بالفتات ....... لا دولة يحصلون فيها على الحقوق بأمر القانون . سيأتي شخص و يقول لي في الكويت السنة و السلف و الأخوان يهاجمون رئيس الحكومة ...... هم يهاجمونه لكن ليس بسبب الفساد ... لأن محاور هجومهم عليه هو تقاربه مع إيران .... و هؤلاء لا يرضون على السعودية ممولتهم ... و الدليل إبلاغهم عن أحد المستخدمين للتويتر بسبب سبه للنظام البحريني و السعودي يعني في النهاية يطيعون ولي الأمر الأكبر السعودية .

سبب كتابتي هذا الموضوع ..... هو أن ملك البحرين زار منطقة الحد في جزيرة المحرق و هي منطقة سنية بالكامل .... فإنبرى له شخص يسمى عبداللطيف المحمود نصب نفسه زعيما للسنة في البحرين مع بداية الأحداث و نطق بمطالبهم ...... و مطالبهم كالعادة جاءت بعد سيل من المديح السخيف .... و هي لا تتعدى زيادة معاشات ..... يعني لا يزالون يرضون بالفتات و المكرمات .



============
الشيخ عبداللطيف المحمود في كلمته اليوم أمام الملك بالمحرق:

• لشعبنا مطالب معيشية ضرورية منها رفع المستوى المعيشي للجميع وخاصة أصحاب الدخل المتدني.

• لن نقبل بالضغوط الموجهة للبحرين من بعض القوى الكبيرة من نحو إلغاء بعض الاتفاقيات الاقتصادية.

• لن نقبل للبحرين أن يتلاعب أيّ كان بأي فرد من أفراد قيادتها العليا.

• الإسكان هو مشكلة عويصة ولكن ليست مستحيلة الحل ، وبتضافر الجهود وترشيد الإنفاق.

• لشعبنا مطالب معيشية ضرورية منها رفع المستوى المعيشي للجميع وخاصة أصحاب الدخل المتدني.

• تطبيق القانون على جميع من ارتكب في حق الوطن جريمة يعاقب عليها أمر لا نتنازل عنه.

==============

و طبعا هذا الشخص هو اكثر من نشر الفتن في البحرين في الفترة السابقة ..... فبينما المعارضة تنادي (( أخوان سنة و شيعة .. هذا البلد ما نبيعه )) كان هذا الأحمق يدعو في تلفزيون القناة العوراء بإقالة كل الوزراء و المسؤولين الشيعة .

لي عودة

ربما...
لكن أحبذ دائماً أن أنظر إلى كل مجتمع على حدى ... ففي البحرين السنة أقلية حاكمة ....كالعلوية في سورية مثلاً... والاصطفاف الطائفي مع الحكومة ضد أغلبية لها ظهر شبه نووي...خصوصاً وإن إيران تضعف موقف شيعة البحرين كل ما تؤكد ضمنياً أو تصريحاً بتبعية البحرين...وإننا سايبينها بمزاجنا...
طبعاً هي ليست سوى لعبة نفوذ سعودية إيرانية يستغل فيها كلٌ نفوذه ...
جلست مع أصدقاء خليجيين، غير سعوديين وغير بحرينيين، درسنا في الغرب معاً و أعرف تماماً ليبراليتهم العميقة و مناصرتهم لكل الثورات العربية... إلا البحرين يا أخي...ويعترفون أن الشيعة مقموعين في البحرين ولكنهم يصطفون مع شيوخهم وملوكهم القبليين لقناعةٍ أنهم سيأكلون يوم يؤكل الثور الأبيض...يعني البحرين هي بداية السيطرة الإيرانية الشيعية على الخليج... إحتدت قليلاً لهجتي معهم ولكني صمت في النهاية وأنا أضرب كفاً بكف على دعاة المساواة والليبرالية ومثقفي الخليج الذي كنت أفخر بهم و أدعوهم إلى مصر كي أغير الصورة النمطية لفئات في مصر ترى في الخليجي صورة نمطية كفيلم طير إنت..
بالنسبة لسنة مصر وبعد بلدان مما ذكرت...فلهم منطلقات ثقافية ومرجعيات مختلفة نتيجة للتفاعل الطويل مع أوروبا...فنحن قبل أن نكون مسلمين وأورثوذوكس وقوميين عربيين وشوفينيين مصريين و ليبراليين وإشتراكيين .. يعني لسنا مسلمين "سنة" بالتعريف الذي في رأسك...هو فقط جزء من تركيبتنا...زاد مؤخراً لفقرنا وغنى السعودية ...فقط...
الوهابية هي الجزء الذي يلتهم الكل..
لذلك فهو "مش لايق" علينا أو "مابلبقلنا"..



مع العلم يا شيعي إني جداً معجب بكونك منتم لمذهب وجماعة فأنت تستطيع أن ترى الصورة بشكل إنساني موضوعي دائماً..

عزيزي أحمد ..... إيران شماعة اختلقتها أمريكا و نادى بها حكام الخليج ..... خوفهم الأساسي هو أن الشيعة هم الأغلبية من عدد السكان على الشاطئ الشرقي للجزيرة العربية ... بداية من البصرة و مرورا بالكويت التي بإعتراف مؤرخي الكويت أن من أوائل العائلات التي استوطنت الكويت هي عائلة معرفي الشيعية المعروفة و مرورا بمناطق الإحساء و القطيف إلى البحرين .... و حتى الإمارات العربية المتحدة يعيش بها عدد لا يستهان به من الشيعة . و هذه المنطقة استراتيجية لوجود البترول ... و حكام الخليج كلهم ينحدرون من قبيلة العتوب و كلهم قطاع طرق غزو مناطق الساحل الشرقي للخليج و هاجموا السكان الشيعة بهدف إخضاعهم و خصوصا أن الشيعة كانوا حضرا و ليسوا بأهل حرب كالبدو . و دول الخليج آنذاك أغلبها خاضعة للعمانيين و الفرس . في البحرين دخل آل خليفة بمساعدة قبائل موالية لهم ليغزو البحرين و يطردوا العمانيين و ينكلوا بالشعب البحراني . و السخيف في الأمر أنهم يلقبون أميرهم الذي غزا البحرين بأحمد الفاتح ... ويسمونها فتوحات ..... و هل نحن كفار ليفتحون البحرين . عموما ... التنكيل بالشيعة بدأ منذ تلك الفترة بهدف إسكاتهم لمعرفتهم بأنهم السكان الاصليين . و العمالة لإيران شماعة خليجية لضرب مكون أساسي من الشعب الخليجي و وصمه بالعمالة ..... حتى أضحت كل حركة مطلبية خليجية شيعية هي عمالة لإيران . و صدقني حليفة الحكام الخليجيين الكبرى أمريكا و هي العدو الأول لإيران .... تقول في وثائقها بأن حكومة البحرين فشلت في إثبات إدعائاتها بأن المعارضة الشيعية في البحرين عميلة لإيران .... و ليس هناك ما يشير لتدخل إيران في المطالب الشيعية . اللعب على الوتر الطائفي تفنن فيه هؤلاء الحكام .... و تبعهم الكثير من المتمصلحين بالنظام و البعض المدفوع بالتبعية العمياء للسلفية الوهابية المدعومة من السعودية التي تحركها أحقاد تاريخية طائفية .

سنة البحرين في الخمسينات غير سنة البحرين اليوم ....... كانوا من أكثر الوطنيين و قدموا شهداء و راجع كتاب رئيس الهيئة الوطنية آنذاك محمد الباكر و هو سني . الهيئة الوطنية هيئة تضم شيعة وسنة و قدموا مطالبهم لحكومة آل خليفة .. فكان مصير الأعضاء هو الاعتقال و النفي . أسم الكتاب ( من البحرين الى المنفى سانت هيلانه) و بإمكانك قرائته عبر الرابط التالي
http://www.scribd.com/doc/3471119/-

و من بعد الثورة الإيرانية .... تغيرت المعادلة في البحرين و بدأت الحكومة في استمالة السنة للحكم على حساب الشيعة . بدأت في توظيفهم بدون مؤهلات و حرمت الشيعي من الحصول على نفس الفرص و لو كان مؤهلا و بدات في عسكرة السنة و هي فعلا عملية جعلتهم يفتقرون للتفكير و يرضون بالفتات .... و زادت من الطين بلة بالسماح للفكر الوهابي بالتغلغل للبحرين عبر مراكز الدعوة للإسلام و التي تمول مباشرة من السعودية . حتى وصلوا لما هم فيه من العبودية لولاة الأمر .

لي عودة

بغض النظر الأمر يتعلق ببنية المجتمع نفسها وليس فقط بالدين أو الثقافة أو الأيديولوجية. القومية اختراع برجوازي وأهل الخريج لا يزالون يعيشون في مرحلة ما قبل الصناعة (لأسباب عديدة منها إرادة "الغرب").

(06-22-2011, 12:07 AM)الحوت الأبيض كتب:  بغض النظر الأمر يتعلق ببنية المجتمع نفسها وليس فقط بالدين أو الثقافة أو الأيديولوجية. القومية اختراع برجوازي وأهل الخريج لا يزالون يعيشون في مرحلة ما قبل الصناعة (لأسباب عديدة منها إرادة "الغرب").

ليست ثقافة ما قبل الصناعة .... و لكن هؤلاء بدو ... وثقافة القبيلة لا تزال مسيطرة لديهم ..... و الطبقيات منتشرة بشكل قبيح بين السنة في البحرين والخليج .... و قلما تجد هذا الفكر بين الشيعة ... لأن فكرة القبيلة لا تتولد بين الحضر . و ما رقصات العرضة بالسيوف التي يتفنن بها حكام الخليج و يهزون خصورهم ... إلا أغاني حرب بدوية..... و هي ليست بحروب و إنما قمع و إغارة و قطع طريق ....... و رغم زعم الأسرة الحاكمة بأنها بحرينية ... إلا أنهم بدو و البدو لا يعيشون على الساحل أو على جزيرة .

هل تعلم أنه ثقافة الرق و العبيد لا تزال موجودة لديهم .... و هناك للآن من يسمى فلان عبد للشيخ فلان .

زوجتي دائما تقول لي أن هؤلاء ليس لهم صاحب ... من تعايشها معهم ..... يعني ينقلبون في مواقفهم بسرعة غريبة حتى بت أصدق أنهم من تنطبق عليهم مقولة عمرو بن العاص ... نساؤها لعب و رجالها تبع لمن غلب . و دليلي على ذلك مواقفهم من صدام حسين . خلال الحرب العراقية الأيرانية ... دعم سنة البحرين صدام بكل ما يملكون و أصبح سيف العرب و حامي البوابة الشرقية ... حتى غدا في البحرين سب صدام لما نكل به من الشعب العراقي ... جريمة و لو بلغ أحد عنك أنك تسب صدام .... فستجد المباحث تأخدك للمعتقل و لو ذكرت مجرد أسم الخميني بدون مدح ... فهي أيضا جريمة . و بعد غزو صدام للكويت ... أنقلبت الآية تماما .... أصبح صدام كافرا يستحق الموت ..... و لعل أبلغ ما سمعت في هذا المعنى قصيدة بحرانية ألقيت كلطمية في بداية التسعينات تلوم السنة على وقوفهم بجانب صدام سابقا .... منها بيتين ...

مالذي غير ساعة الزمن
ربكم صار بيومين وثن

و فجأة بعد سقوط صدام و صعود نجم الشيعة .... انقلبت الآية مرة أخرى لدى سنة الخليج ... و نسوا سنوات الغدر و غزو الكويت و المقابر الجماعية ... ليغدو صدام البطل المناضل الشهيد الذي فاق رتبة الأنبياء في القداسة ....... يعين ببساطة ليس لهم صاحب .

السبب هو ان الوهابيون اكثر ما يميزهم هو طاعة ولي الأمر بينما المذاهب الاخرى القل تشددا ترى الخروج على الحاكم فريضة اذا ظلم وبغى وحكامنا لم يبغوا فقط بل قتلوا وسرقوا وشردوا .

(06-22-2011, 01:44 AM)علي هلال كتب:  السبب هو ان الوهابيون اكثر ما يميزهم هو طاعة ولي الأمر بينما المذاهب الاخرى القل تشددا ترى الخروج على الحاكم فريضة اذا ظلم وبغى وحكامنا لم يبغوا فقط بل قتلوا وسرقوا وشردوا .

من الأسباب الحمقاء هو اعتمادهم على المقولة المفتراة على الإسلام لتبرير صراع من يسمون بالصحابة مع الخليفة الشرعي آنذاك علي بن أبي طالب عليه السلام . إلا و هي :

(( أجتهد فأصاب فله أجران و أجتهد فأخطأ فله أجر )) يعني الحجاج بن يوسف الثقفي قتل ما قتل من الناس ((أنه أجتهد فأخطأ و له أجر )) معاوية خرج على إمام زمانه و قتل من صحابة النبي ما قتل .... و سيدخل الجنة ....... و صدام قتل ما قتل من العراقيين فهو أخطأ و له أجر و هذه في أسوأ الأحوال لأنه في أحسنها جعلوه قديسا نبيا .... و يرون وجهه على سطح القمر .

و ينسون جميع أقوال النبي صلى الله عليه و آله عن حرمة الدم الحرام و الظلم و قتل الناس بدون وجه حق و العدوان على العباد ..... و ينسون قول القرآن (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره ))

أنا خليجي سني ومن أهل الخليج وبصراحة أعتقد أن سبب الاختلاف هو أسباب عديدة أتحدت مع بعضها كي تصنع إنسان خليجي غير قادر على التغيير ، قد يقول البعض أن السبب بسيط فيما يخص إختلاف سنة الخليج عن غيرهم وهو وجود الوهابية والتقاليد البدوية ، هذا صحيح ولكن لاتنسوا النفط.

قد تكون الوهابية سبب من الاسباب ولكني أعتقد أن الاسباب عديدة منها الاستقرار الذي يأمنه النفط والذي يدفع الخليجيين الى الثبات والجمود وعدم الرضا بالتغيير وليس هذا فقط بل ربما لايمتلكون أية آلية للتغيير ، إذا كان هناك شعب مترف وكما يقال ((مدلع على الاخر)) فلا تتوقع أن يكون لديه وعي سياسي ومطالب للتغيير ، هو مترف أصلا وليس بحاجة الى التغيير ، هذا سبب ومن ضمن الاسباب أيضا الوهابية التي حرمت الخروج على الحاكم حتى وإن سرق مال الشعب فتلك الكلمة كافية لكي تضلل المترف والمتوسط والفقير، وهم دائما يقولون ((أقصد المتدينيين)) أن سبب النعمة والترف والامن هو تطبيق الشريعة وطاعة الحاكم ، ولكن الصحيح هو أن سبب النعمة والترف والامن هو النفط بدرجة كبيرة وإذا أنتهى النفط أنتهت اللعبة بالكامل.

الحكام الخليجيين أعطو شعوبهم المال والترف الذي ينسي المواطن الخليجي التفكير في السياسة والتغيير نحو الافضل ، السعودية على سبيل المثال وزعت المليارات على شعبها بعد الثورات العربية الاخيرة بدون أي تنازل سياسي، وليس هذا فقط بل قامت بمكافأة المؤسسة الدينية بالمليارات مقابل دورها الفعال في تضليل الشعب وتخديره تحت عباءة الدين السوداء ، وطبعا هذا الشيء يعني أن النفط يقوم بمهمة سريعة وفعالة ، ولكن هذا النفط لن يدوم طويلا فهو ينقص يوميا بشكل كبير ، وفي المقابل لم تصل أية دولة خليجية الى متربة عالمية او مرتبة صناعية متقدمة ، سوف نتلقى اللعنات من أحفادنا القادمين لأننا لم نحافط على النفط ولم نستغله في الافضل ولم نوفره للاجيال القادمة.

(06-22-2011, 07:52 AM)حر للابد 2011 كتب:  أنا خليجي سني ومن أهل الخليج وبصراحة أعتقد أن سبب الاختلاف هو أسباب عديدة أتحدت مع بعضها كي تصنع إنسان خليجي غير قادر على التغيير ، قد يقول البعض أن السبب بسيط فيما يخص إختلاف سنة الخليج عن غيرهم وهو وجود الوهابية والتقاليد البدوية ، هذا صحيح ولكن لاتنسوا النفط.

قد تكون الوهابية سبب من الاسباب ولكني أعتقد أن الاسباب عديدة منها الاستقرار الذي يأمنه النفط والذي يدفع الخليجيين الى الثبات والجمود وعدم الرضا بالتغيير وليس هذا فقط بل ربما لايمتلكون أية آلية للتغيير ، إذا كان هناك شعب مترف وكما يقال ((مدلع على الاخر)) فلا تتوقع أن يكون لديه وعي سياسي ومطالب للتغيير ، هو مترف أصلا وليس بحاجة الى التغيير ، هذا سبب ومن ضمن الاسباب أيضا الوهابية التي حرمت الخروج على الحاكم حتى وإن سرق مال الشعب فتلك الكلمة كافية لكي تضلل المترف والمتوسط والفقير، وهم دائما يقولون ((أقصد المتدينيين)) أن سبب النعمة والترف والامن هو تطبيق الشريعة وطاعة الحاكم ، ولكن الصحيح هو أن سبب النعمة والترف والامن هو النفط بدرجة كبيرة وإذا أنتهى النفط أنتهت اللعبة بالكامل.

الحكام الخليجيين أعطو شعوبهم المال والترف الذي ينسي المواطن الخليجي التفكير في السياسة والتغيير نحو الافضل ، السعودية على سبيل المثال وزعت المليارات على شعبها بعد الثورات العربية الاخيرة بدون أي تنازل سياسي، وليس هذا فقط بل قامت بمكافأة المؤسسة الدينية بالمليارات مقابل دورها الفعال في تضليل الشعب وتخديره تحت عباءة الدين السوداء ، وطبعا هذا الشيء يعني أن النفط يقوم بمهمة سريعة وفعالة ، ولكن هذا النفط لن يدوم طويلا فهو ينقص يوميا بشكل كبير ، وفي المقابل لم تصل أية دولة خليجية الى متربة عالمية او مرتبة صناعية متقدمة ، سوف نتلقى اللعنات من أحفادنا القادمين لأننا لم نحافط على النفط ولم نستغله في الافضل ولم نوفره للاجيال القادمة.

قد يكون هذا الأمر صحيح إلى حد ما في قطر أو الإمارات أو البحرين أو السعودية ..... و لكن الأمر يختلف بينهم أيضا في جهة أخرى . البحرين كمثال لا يوجد إغداق أموال .... و هناك الكثير من السنة الفقراء .... لكن السبب يعود أساسا إلى الدعم السعودي للوهابية و حركاتهم في البحرين التي تستميت في الدفاع عن السلطان كولي أمر لا ترفض له أوامر . السبب الرئيسي الثاني في البحرين هو اعتماد منهجية العسكرة ... إغراء السنة بالدخول في الجيش و المؤسسات الأمنية ... حيث أنها تقبل أي شخص سني حتى لو لم يحصل على مؤهل الثانوي و منها سيحصل على معاش دائم و منزل و فعليا لا عمل لأن الجيش البحريني طيلة عمره لم يخض حربا واحدة إلا إن كنت تحسب جريمة قتلهم للمتظاهرين العزل بحرب ....و بدأت هذه الحركة منذ السبعينات و تستمر لليوم ..... و لو تعد نسبة الجنود الشيعة هناك طيلة هذه الفترة ستجد أن الشيعة ممن دخلوا الجيش لا يتجاوزون المئة . اول شروط العسكرة .... هي إلغاء العقل و التفكير و أن تتعود على طاعة الأوامر دون مناقشة (نعم سيدي ... حاضر سيدي ) ..... و سأزيدك من الشعر بيتا .... هؤلاء السنة الذين دخلوا الجيش لا يحق لهم الوصول لمراتب أعلى مهما فعلوا .... لأن الرتب العليا محصورة فقط بين العائلة المالكة و القبائل الموالية لها .... و كدليل .... رجع سجلات الرتب في الجيش طيلة الثلاثين عاما الماضية .

من اجل ان تعرف الجواب يجب ان تضع المشكلة بكاملها امام عينيك بدون اي حجاب، معترفا بذلك حتى بما لاتريد ان تعترف به.

بالتأكيد يملك الخليج خصائصه ومنها تاريخه القبلي والعشائري الطاغي والنفط الذي يجري توزيعه من بين اصابع " الشيخ" وفكرة ولاية الامر التي تبنتها الوهابية وتطابقت مع مصالح " شيخ القبيلة" الحاكم.

واذا اضفنا الى ذلك النهوض السياسي الذي حدث لدى الشيعة، بفضل الثورة الايرانية ومن ثم بفضل استيلاء آيات الله وانتصار خط " الولي الفقيه" وتحويل التشيع الى ايديولوجية سياسية تقوم عليها دولة ومن ثم للتصدير فوق الحدود الوطنية، تصبح الشيعية احدى العوامل السياسية التي يجب اخذها بعنين الاعتبار في القرارات السياسية ولم تعد " شماعة غربية" او علاك من هذا النوع وانما حقيقة واقعة تنعكس في " حزب الله" اللبناني واحزاب الله على شاكلته التي بعثها الحرس الثوري في العراق واليمن واذربيجان وافغانستان واوزبيكستان وحتى السياسة النشطة لايران لنشر التشيع السياسي حتى في اعماق افريقيا وامريكا اللاتينية. ان خلط السياسة بالدين في نظام الولي الفقيه امر ليس خيال.

وعندما يجري تحويل صورة الصراع من صراع مصالح سياسية واقتصادية الى صراع مذهبي يؤدي ذلك طبيعيا الى انشقاق الساحة وصعود اكثر التيارات المذهبية تطرفا الى قيادة كلا الطرفين، الامر الذي يربح منه الحاكم السني والولي الفقيه الشيعي و لااحد اخر.

هذا الامر نراه بوضوح على الساحات التي تملك توازن طائفي، في حين لن تجده بنفس القوة في مناطق ذات انسجام طائفي مثل مصر وسوريا، ولذلك يختلف السنة العرب عن سنة الخليج لان التهديد مختلف والتاريخ مختلف..