ضحايا حلف الناتو في ليبيا رأي صحيفة القدس العربي
شن حلف الاطلسي غارات جوية يوم امس ادت الى مقتل 15 شخصا، بينهم ثلاثة اطفال، عندما استهدفت الطائرات ما قالت انه موقع عسكري يقيم فيه احد المقربين من الزعيم الليبي معمر القذافي.
المراسلون الغربيون الذين زاروا المستشفى حيث توجد جثث القتلى قالوا انهم شاهدوا تسعة منها، ومن بينها جثتان لطفلين، اضافة الى اشلاء جثث اخرى.
حلف الناتو اعترف رسميا بانه اطلق صواريخه عن طريق الخطأ قبل اربعة ايام على مبنى مما ادى الى مقتل تسعة اشخاص، وبرر ذلك بان هناك خللا في منصات اطلاق الصواريخ وبرمجتها تسبب في اصابة مبنى آخر غير المبنى المستهدف.
من الواضح ان حلف الناتو، عندما يستهدف بيوتا سكنية، يريد اغتيال الزعيم الليبي، وتصفيته جسديا، وانه يتحرك بناء على معلومات ربما ترد اليه من بعض الجواسيس على الارض ترصد تحركات الزعيم الليبي، ولكن من الواضح ان جميع محاولات الاغتيال هذه لم تحقق اي نجاح ممكن منذ ان بدأت بقصف قاعدة باب العزيزية التي تعتبر مقر القيادة العسكرية والسياسية للزعيم الليبي.
قرار مجلس الامن الدولي رقم 1973 لا ينص على اغتيال الزعيم الليبي، ولا قلب نظام حكمه، ولكن دول التحالف المشاركة في العمليات العسكرية في ليبيا، وخاصة بريطانيا وفرنسا وامريكا، ترى عكس ذلك، وتفسر الفقرة التي تقول باستخدام كل الوسائل لحماية المدنيين الليبيين بانها تفويض لضرب مقرات العقيد القذافي، وتجمعات قواته في اي مكان توجد فيه.
السيد عمرو موسى امين عام الجامعة الذي ايد تدخل قوات الناتو في ليبيا لحماية المدنيين واقامة مناطق حظر جوي في منطقة بنغازي على وجه الخصوص لمنع مجزرة كان يهدد بارتكابها النظام الليبي، السيد موسى قال انه لم يؤيد مناطق الحظر هذه لحماية ليبيين باعطاء الضوء الاخضر لقتل ليبيين آخرين.
ولكنه عاد وبلع لسانه وصمت صمت القبور بعد ان تعرض للتوبيخ من جهات امريكية وغربية، ومنذ ذلك التاريخ لم يفتح فمه، ولم يتناول الشأن الليبي مطلقا، وكأن ليبيا تقع في امريكا اللاتينية.
قادة حلف الناتو قالوا اخيرا انهم سيكثفون عملياتهم العسكرية في ليبيا لوضع حد لحالة الجمود العسكري الراهنة، ولهذا زادوا من عدد الطائرات المروحية من نوع اباتشي للمشاركة في الهجمات التي تستهدف القوات المتواجدة داخل المدن.
المتحدثون باسم الحلف يؤكدون انهم يتجنبون قتل المدنيين، ويركزون فقط على قصف مواقع عسكرية، ولكن هذا الكلام ينطوي على الكثير من التضليل، ففي اقل من ثلاثة ايام قتلت الغارات اكثر من عشرين مدنيا ليبيا في مدينة طرابلس، من بينهم اطفال.
دقة اصابات حلف الناتو وغاراته اكذوبة اتضحت للعيان في افغانستان حيث لا يمر اسبوع دون ان تقصف طائرات الدرون (طائرات دون طيار) اهدافا مدنية وتقتل العديد من النساء والاطفال، بل وتبيد عائلات بأكملها حتى ان الرئيس الافغاني حميد كرزاي هدد بالاستقالة اكثر من مرة بسببها، وتوعد قبل شهر بانه لن يسكت على عمليات قتل شعبه وهو الحليف الاقوى لامريكا، وجاء الى الحكم على ظهر دباباتها، ونتيجة لقصف طائراتها من طراز B52 العملاقة.
الذين يقتلون بقذائف حلف الناتو في طرابلس او اي مكان آخر في ليبيا هم شهداء، نتعاطف معهم، ونحزن لمقتلهم مثل تعاطفنا وحزننا على ضحايا قصف قوات القذافي لاهل مصراتة او الزاوية او بنغازي فجميع اهل ليبيا من العرب المسلمين، وهم اهلنا اولا واخيرا
http://www.alwatan-libya.com/more.asp?ThisID=15473&ThisCat=49