استأذن الزملاء فى فى عرض بعض وجهات نظرى فى الحوار الاسلامى المسيحى وأن اخصص هذا الشريط لذلك الغرض على ان اضيف مع الوقت بإذن الله ما يستجد عندى من تصورات بناء على ما أقرأ داخل المنتدى او خارجه.

لا ادعى اننى املك رؤية صحيحة ولكن احاول الوصول الى رؤية متوافقة معكم دون الخروج عن اسلامى.

وتقبلوا احترامى وأعفوا عن شططى ووجهوه بالكلمة الطيبة.

وشكرا لكم.

(1) الذين لا يعلمون

اتوقف عند قول الله سبحانه وتعالى {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }البقرة113

وأتسائل هل النصارى ليست على شئ ، إن من يقول هذا يكون من اليهود او الذين لا يعلمون (قيلت فى الكفار).

المسيحيون من وجهة نظرى الاسلامية (على شئ) فهم لا يزنون ولا يسرقون ولا يظلمون ولا ينظرون لما حرم الله بل هم شديدى الدعة والطيبة و قد قال الله عنهم انهم فى قلوبهم رأفة ورحمة.

وعند التعامل مع المسيحى يجب ان افهم كيف يفكر المسيحى وليس كيف ينبغى ان يفكر المسيحى ، فالمسيحى مثل المسلم فى امور كثيرة وكلاهما يرفضان الشيطان وعمله (حتى وإن اختلف المنطق فى بعض الاحيان) وكلاهما يعلم ان هناك يوم للحساب وكلاهما يعلم ان الله هو خالق الكون.

والمسيحية الحقيقة هى التى ينبغى ان يبحث عنها المسلم ويسعى لأن يصفيها وينقيها مما يشوبها من تهويد وهذه تحتاج الى ان يتكلم بصوت مسموع زملائنا المسيحيين ومواطنينا المسيحيين ويقولون لنا كيف نساعدهم فى الوصول الى مرضاة الرب عنهم ، هل يريدون كنائس؟ هل يريدون قنوات دينية مسيحية؟ هل يريدون الاعلام بالتاريخ المسيحي والاعياد المسيحية؟

أرجو ان يقول المسيحيون مطالبهم ولا يسمحوا بأن تسقط المسيحية فى الوطن العربى كما سقطت فى اماكن مختلفة من العالم ، فعندما تسقط المسيحية فى مكان تسقط معها الأخلاق ويسقط معها احترام المرآة وتغدوا القيم المادية هى التى تسيطر يوما بعد يوم على التعاملات البشرية.

اتمنى ان نحفظ المسيحيين مسيحيين حتى يحفظنا الله.

(06-24-2011, 12:36 PM)نظام الملك كتب:  والمسيحية الحقيقة هى التى ينبغى ان يبحث عنها المسلم ويسعى لأن يصفيها وينقيها مما يشوبها من تهويد

لا أظنه دورك ولا دور المسلمين أن يصفي وينقي ما لا يخصه
دورك أن تقبله كإنسان، وأن يقبلك وفق أسس المجتمع والأخلاق المشتركة

مرحبا بالزميل العزيز ((الراعي))

كلامك صحيح قد يكون ليس دور المسلم ولكنه دور العربى المسلم الذى يعيش وسط جيران مسيحيين ، فمن تعامله كسيد محترم يلتزم معك هذا المنطق ومن تعامله كشخص اقل منك يرد لك نفس الاسلوب وعندما تدمج المسيحى مع اليهودى فى بوتقة واحدة تحدث مشكلة كبيرة للمسلم ، فهو يصنع عدوا بدلا من صنع صديق.

وحتى استطيع ان اقبل المسيحى كإنسان بصورة جيدة فيجب ان اعرف ماذا يريد ولماذا يريد.

(06-24-2011, 04:47 PM)نظام الملك كتب:  مرحبا بالزميل العزيز ((الراعي))

كلامك صحيح قد يكون ليس دور المسلم ولكنه دور العربى المسلم الذى يعيش وسط جيران مسيحيين ، فمن تعامله كسيد محترم يلتزم معك هذا المنطق ومن تعامله كشخص اقل منك يرد لك نفس الاسلوب وعندما تدمج المسيحى مع اليهودى فى بوتقة واحدة تحدث مشكلة كبيرة للمسلم ، فهو يصنع عدوا بدلا من صنع صديق.

وحتى استطيع ان اقبل المسيحى كإنسان بصورة جيدة فيجب ان اعرف ماذا يريد ولماذا يريد.

دعنا نستمر في التفكير في المنطق الذي تفكر به و نقول: ما رأيك حتى يستطيع المسيحي ان يقبلك كإنسان، ان تنقي و تصفي ما يشوب الاسلام من عنف و كل ما يدل و يظهر عداوة و احتقار لغير المسلمين؟!!

(06-24-2011, 05:22 PM)observer كتب:  دعنا نستمر في التفكير في المنطق الذي تفكر به و نقول: ما رأيك حتى يستطيع المسيحي ان يقبلك كإنسان، ان تنقي و تصفي ما يشوب الاسلام من عنف و كل ما يدل و يظهر عداوة و احتقار لغير المسلمين؟!!

قل لى أنت ما عندك واستمع لردى ، ولكن لا أدعى اننى املك ردا لكل سؤال

الزميل نظام الملك،
ليس المقصود بحوار الاديان هو الوصول الى تفاهم عقائدي، فهذا لن يحدث ابدا. فالمسيحية و الاسلام يؤمنان بالاهين مختلفين تماما مع سبيلين متناقضين للعبادة، فلن يكون الجهاد يوما من الايام سبيل المسيحية، و لن تكون العفة ميزة النبوة في الاسلام. و انما المقصود بالحوار الاسلامي المسيحي، هو الوصول الى وضع يُقبل الانسان كما هو و يعامل كانسان بغض النظر عن عقيدته.

عزيزى observer

أنت تبدأ الحوار بمشاعر عدائية ، فكيف تتحدث عن الجهاد وانت لا تذكر نوع الجهاد ، هل تعنى الجهاد الاكبر أم الجهاد الاصغر ؟

ولماذا العفة هى التى تغمز بها النبوة ؟ وكيف تتناسى الأمر بغض النظر فى الاسلام ؟

عزيزى إننى ابحث فى كيفية التقارب وليس التنافر.

واعلم اننى لن اقبل عقيدة تؤذينى كما لن اقبل إذاء من مسلم، ولكن إن قال الله عنكم انكم اهل كتاب وأنكم بكم مودة ورحمة ، فإننى سوف ابحث عنها وأسعى لها ولن احاول ان اجمع بين المسيحى واليهودى معا ولكن سأفرق بينهم قدر جهدى حتى يظل المسيحى مسيحى.

زميلي نظام الملك،
انا لم اقصد ان استفز احد، و اعذرني ان بدا شيئا كدرك في المداخلة ، و لكن جوهرها يكمن في ما لونته انا بالاحمر، و هو ان تقبل الاخر كما هو، دون ان تضع عليه شروط لتتعامل معه كانسان.

الزميل العزيز observer

عفوا ، أنا اعلم جيدا انك لن تستفزنى بعدما تابعت مداخلاتك منذ فترة وانت والزميل ابانوب والزميل لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة من الزملاء الذين أكن لهم التقدير والاحترام، ولكن مرارة الفترة التى نعيشها هى التى تؤدى لما نحن فيه وقد استطيع التعبير عن هذا عند الحديث عن الحروب الصليبية فى هذا الشريط بإذن الله.

وانا كمسلم ملتزم دينيا بقبول المسيحى واليهودى كأصحاب دين سماوى حتى وإن اختلفنا لأن هناك أمور ستجمعنا ، وقد اكون اسأت التعبير بكلمة تنقية المسيحية وانا لن اعرف المسيحية كأهلها بل اعرف قشورا عنها وأرغب فى المزيد من المعرفة بعيدا عن تسلل اليهود الى المسيحية صانعين ما يسمى بالمسيحية المتصهينة ، وهذا ايضا موجود فى الاسلام بصورة اخرى بل أشد منها عما فى المسيحية ، حيث ان المسلمين تحظى الدنيا عندهم بشق كبير من الدين مما يفتح الباب للتهود فى الاسلام ولنا فى السلفيين وبعض الجماعات الاسلامية مثلا.

وتأكد اننى لن اقصد ابدا ان اضع شروط بل اسعى لفهم كيف يفكر المسيحى حتى اكون عونا له ولست ضده.

وتقبل تحياتى

نعم ايها الزميل معك حق تماما ففهم الاخر مهم جدا، و هو الخطوة الاولى نحو حوار مثمر يؤمل ان يعطي نتائج.
لعل من المفيد في هذا الموضوع، ان اقدم شخصية اسلامية قل نظيرها في ايامنا هذه، و هي شخصية الدكتور محمد السماك، مستشار مفتي الجمهورية اللبنانية و رئيس لجنة الحوار الاسلامي المسيحي، و اليك المقابلة التالية التي اجرتها معه اذاعة مونتي كارلو:


عن أ.ف.ب

ماذا يقول المسلمون في الأخطار التي تهدد التواجد المسيحي في الشرق الأوسط والعالم العربي ؟


الدكتور محمد السمّاك، رئيس لجنة الحوار الإسلامي المسيحي، ضيف مونت كارلو الدولية، حاوره كمال طربية حول مشاركته في السينودوس، الذي افتتح أعماله صباح الاثنين في الفاتيكان.


سؤال : ما الذي ترغبون في قوله وطرحه كمسلم في أعمال السينودوس الذي ينعقد في الفاتيكان ؟

جواب : مسيحيو الشرق هم أهل الشرق. والمسيحية كانت قبل الإسلام في هذه المنطقة من العالم. فالمسيحيون ليسوا طارئين وليسوا مهاجرين إلى الشرق. نحن لا نتحدث عن المسيحيين في الشرق إنما نتحدث عن مسيحي الشرق. وبالتالي نحن نتحدث عن حقوق مواطنين مسيحيين في الدول المشرقية، في الدول العربية. موضوع حقوق المواطنة يقتضي الحديث عن المساواة في المواطنة أي في الحقوق والواجبات، في احترام الحريات العامة وبصفة خاصة الحرية الدينية. المشكلة التي يواجهها مسيحيو الشرق تتمثل في هجرتهم من المنطقة. وهذه الهجرة ليست مصيبة على المسيحيين وحدهم ولكنها مصيبة على المسلمين أيضا.

سؤال : من بين المخاطر التي تهدد الوجود المسيحي في الشرق نجد تنامي تأثير المجموعات الإسلامية المتطرفة التي تمارس سياسة التكفير بحق أتباع الدينيات الأخرى وتحديدا المسيحيين ؟

جواب : هذا صحيح. من جملة الأسباب التي يعاني منها المسيحيون، وليس السبب الوحيد، هو صعود الحركة الأصولية واستقوائها. وهذا التكفير الذي تشير إليه لا يتوجه إلى المسيحيين وحدهم ولكنه يتوجه أيضا إلى المسلمين المخالفين لنظريات واجتهادات بعض الحركات المتطرفة.

سؤال : لكن قد يصيب المسيحيين أكثر من غيرهم باعتبارهم أقليات في دول الشرق الأوسط ؟

جواب : كلمة الأقلية في الحقيقة كلمة مؤذية لأنني كما قلت سابقا إن المسيحيين هم جزء من الأكثرية العربية. وفي هذا الإطار لا نتحدث عن أكثرية وأقلية بل نتحدث عن مواطنين يتطلعون إلى احترام حقوقهم. هذا ما يفقده الكثير من المسيحيين في بعض الدول خاصة في العراق الآن، حيث نرى أن المسيحيين يتعرضون للمعاناة ليس لأنهم جزء من الصراع على السلطة ولكن لمجرد كونهم مسيحيين.

سؤال : هنا تكمن المشكلة ...

جواب : هذه المشكلة تسئ إلى الإسلام وتقدم صورة سلبية عنه. الإسلام بريء منها.

سؤال : ما هو دور الإسلام المعتدل، الإسلام السمح في مواجهة هذه الأصولية والتطرف ؟

جواب : هذا موضوع خارج موضوع السينودوس. هو موضوع يعالج ويناقش في إطار إسلامي-إسلامي. وفعلا جرى الحديث عن ذلك في مؤتمر انعقد في مكة بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله. وعلى أساس ما تم التوافق عليه في مؤتمر مكة، وكنت حاضرا ومشاركا فيه، اتخذ الملك عبد الله المبادرة المشهورة للحوار بين الأديان والثقافات وهي المبادرة التي أصبحت دولية الآن. الإسلام يعترف ويؤمن بالمسيحية كرسالة سماوية من عند الله، ويؤمن بالإنجيل ككتاب مقدس من عند الله. وهذه أسس إيمانية تقوم عليها العلاقات الإسلامية المسيحية.

سؤال : كمجتمع إسلامي وكنخب إسلامية متنورة، هل من برامج معينة وخطوات عملية لطمأنة المسيحيين وتثبيتهم في بلدانهم ؟

جواب : تثبيت المسيحيين في بلدانهم مسؤولية إسلامية بقدر ما هي مسؤولية مسيحية. ولذلك نحن نشارك في السينودوس باعتبار انه يحقق هدفا من أهداف المسلمين بالنسبة لعلاقاتهم مع إخوانهم المواطنين المسيحيين في المنطقة. الهجرة المسيحية تؤدي إلى تفسخ المجتمعات العربية والى تآكلها وبالتالي إلى خسارة عناصر ومقومات جوهرية في البنية المجتمعية لبلدان الشرق. من ناحية أخرى تقدم رسالة سلبية إلى المجتمعات في العالم إلى أن الإسلام يضيق ذرعا بغير المسلمين. وهذا سوف يدفع ثمنه المسلمون الذين يعيشون في مجتمعات غير إسلامية.

سؤال : ما الذي تأمله من هذا السينودوس حول وضع المسيحيين في الشرق الأوسط كصوت إسلامي مشارك في هذا السينودوس ؟

جواب : أنا لا أريد أن يتحول هذا السينودوس الى صرخة ألم في واد آلام الشرق الأوسط. نريد أن يرسي السينودوس قواعد لعلاقات إسلامية مسيحية لتعالج أزمة الوجود المسيحي في المنطقة وتعيد بناء العلاقات الإسلامية المسيحية على قواعد جديدة من الاحترام المتبادل والشعور بالانتماء الوطني والدور الوطني وحقوق المواطنة وهي الأساس في إقامة علاقات بين الطرفين.

الدكتور محمد السمّاك، رئيس لجنة الحوار الإسلامي المسيحي، ضيف مونت كارلو الدولية، حاوره كمال طربية حول مشاركته في السينودوس، الذي افتتح أعماله صباح الاثنين في الفاتيكان.