بادرة فرنسي يهودي تشعل الجدل في اوساط المعارضة السورية
بهية مارديني من القاهرة
GMT 14:30:00 2011 الأحد 3 يوليو
Share
يحتدم جدل في اوساط المعارضة السورية حول مؤتمر دعا إليه الفيلسوف الفرنسي اليهودي هنري ليفي الذي يعتبره البعض "صهيونياً" تسيء تلبية مبادرته للحركة الديمقراطية السورية، بينما رأى آخرون أنه "فرنسي" وهم يحتاجون الرأي العام الفرنسي والغربي لدعم قضيتهم مؤكدين أن إسرائيل ليست ممثلة في المؤتمر.
المعارضة السورية تنقسم حول مبادرة الفيلسوف الفرنسي اليهودي برنار هنري ليفي
القاهرة: في ظل الأحداث التي تجري في سوريا، ظهرت بوادر معركة من نوع مختلف أواخر الأسبوع الماضي عبر الصحف الفرنسية وموقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" حيث ينعقد الاثنين القادم مؤتمرا في سينيما سان جيرمان دوبريه في باريس تحت عنوان "وقف المجازر والأسد يجب أن يرحل"، بمبادرة من الفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي. وحملت الدعوة تواقيع شخصيات لها ثقلها السياسي مثل وزير الخارجية السابق برنار كوشنير، ورئيس بلدية باريس بيرتراند دولانويه، والفيلسوف اندريه كلوكسمان، ورئيس الوزراء السابق لوران فابوس، وبمشاركة شخصيات سورية معارضة من المؤتمر السوري للتغيير. غير أن مشاركة برنار هنري ليفي الذي يعتبر فيلسوفا "صهيونيا"، أججت جدلاً واسعاً في اوساط المعارضة.
وفي بيان نشره صبحي الحديدي وبرهان غليون وسلامة الكواكبي وفاروق مردم بك رداً على مبادرة جريدة اللوموند الفرنسية، رأوا " أن أشخاصاً كبرنار ليفي معروفون بمعاداتهم للشعب الفلسطيني وقضيته ومساندون للاستيطان في الأراضي المحتلة الفلسطينية وكذلك الجولان السوري يحاولون الاستيلاء على حركة الشعب السوري وتطلعه للحرية ومقاومته الشجاعة لآلة القمع والاستبداد الممارسة عليه".
وأضافوا "أية مبادرة تنضوي تحت لواء هذا النداء لبرنار ليفي سنعتبرها محاوله للاساءة للحركة الديمقراطية السورية ومحاولة لجعلها تنحرف عن مسارها".
وعّبروا عن أسفهم لوجود " اناسِ كروكار وهولاند يخلطون أسماءهم مع أسماء مفكرين فرنسيين ساندوا احتلال العراق وصفقوا لدخول القوات الأميركية إليه"، وقالوا "نعتقد أننا نمثل رأي أغلبية السوريين والعرب ونطلب منهم ومن الفرنسيين الذين يودون مساندة شعب سوريا عدم مساندة مبادرة ليفي".
من جانبه قال هيثم مناع الناطق الرسمي باسم اللجنة العربية لحقوق الانسان "وصلنا إعلان عن اجتماع لأشخاص يعتبرون أنفسهم من المعارضة السورية مع المدعو برنار هنري ليفي وشلّته في باريس وأعلن تبرأه من هذا "العمل القذر الذي يبيع دماء الشهداء في سوق النخاسة الصهيونية". وعبّر عن عدم استغرابه "من وجود أسماء من نادي واشنطن السوري"، وقال" لا نعول على خجلهم من أنفسهم"، ولكنه طلب "من كل من ورد اسمه من غيرهم تبيان موقفه صراحة حتى لا يضاف لقائمة المرتزقة الجدد".
أما حكم البابا الكاتب السوري المعروف، فهاجم مؤتمر أنطاليا (المؤتمر السوري للتغيير )، واعتبر على صفحته في الفايسبوك "ان المراهقة السياسية، والتعامل مع معارضة الاستبداد كهواية مثلها مثل جمع الطوابع ولعب الورق التي حكمت آليات عمل مؤتمر أنطاليا، مستمرة حتى اليوم، فبعد أكثر من شهر على انتهاء أعماله لم يقدم فيه دعماً لثورة الشعب السوري سوى انتخاب قيادته"، وقال "تباهى بعض منظميه من (نوفي ريش) المال والمعارضة بأنهم قادة الثورة السورية، ويقدم الاثنين في باريس على خطوة خطيرة يمنح فيها الاستبداد هدية مجانية عبر اللقاء الذي سيجمع بعض أعضاء هذا المؤتمر بالفرنسي برنار هنري ليفي المؤيد لاسرائيل ".
معارض سوري، رفض الكشف عن اسمه، قال لـ"ايلاف" أن "كل من يهاجم المؤتمر من المعارضة فهو يتماهى مع موقف السلطة وينظر بمنظار النظام السوري"، مؤكدا "ان ليفي هو فرنسي يهودي ونحن نحتاج الرأي العام الفرنسي والغربي لدعم قضيتنا."
وبيّن "ان جريدة الوطن السورية تهاجم المؤتمر اليوم، كذلك المواقع المحسوبة على النظام "، واعتبر" ان هذا يعني أن النظام مستاء بشدة من المؤتمر"، وأضاف "تجاهل المهاجمون والمشككون ان هناك جهات أخرى دعت الى المؤتمر وركزوا على ليفي".
واعتبر "ان السوريين الان يدخلون بقضايا فرعية وينسون قضيتهم الأساسية وهي الدفاع عن الشعب السوري الذي يتعرض للقتل وهذا مايريده النظام".
وشدد أن "على المعارضة السورية أن تتوحد اليوم وأن تنبذ خلافاتها، وأن تتجاوز كل ما زرعه النظام فيها في الماضي من محاولات تخوين وتشكيك لتمضِ باتجاه هدفها في التخلص من النظام الذي يريق دماء شعبه البطل".
من جانبها قالت الناشطة السياسية لمى الأتاسي والتي مؤسستها ترعى المؤتمر في باريس "ان الحاضرين هم برنار كوشنر وزير خارجيه سابق،وبايرو وليس بايو هو مسيحي ملتزم رئيس حزب الوسط , راما ياد من اليمين دولالند عمده باريس، هولاند واوبري مرشحين لرئاسة الجمهوريه الفرنسية عن الحزب الاشتراكي، وب ه ليفي من الحزب الاشتراكي الفرنسي, وهو له مواقف لا تعجبنا دائما من بعض القضايا في ازمنة واطارات محددة ككل الفرنسيين وهو مثلا كان ضد التدخل العسكري في العراق".
وأكدت "أن كل ما أقوله هو اننا في فرنسا وهذا المحيط فيه يهود وغير اليهود , ولا يمكن أن نطلب من سياسي فرنسي أن يكون في مواقفه مطابقا لمواقفنا السورية والعربية".
وقالت" العمل السياسي هنا في باريس واللقاءات هنا واضحة وشفافة مختلفة تماما عن ما نعرفه في سوريا والعالم العربي, انها تتسم بجو ديمقراطي فيه حريه واصغاء نفتقده".
وأسفت" أن يكون التخوين سائد بنفس اسلوب النظام وطريقته وممارساته الستالينية في التعامل "، وأضافت" انا متهمة باني ساقابل مع جماعة انطاليا ب ه ليفي وسنكون معه في مساندته للشعب السوري وتعبيره عن سخطه على اساليب التعذيب من قبل النظام السوري، هذا الاتهام لا اجد له مبررا، ولن أرد على أبواق النظام"، واشارت الى "أن ساركوزي نفسه يهودي الام فهل معنى هذا ان نتبع وليد المعلم في شطب اووربا من خارطه العالم ؟"
وأكدت ان "اسرائيل ليست ممثله بالمؤتمر ونحن هدفنا الراي العام الفرنسي"، وعبرت عن أسفها للأكاذيب التي بثت حول وجود منظمات يهودية، وقالت من يقوم بذلك يقوم بعمل مخزي لانه كاذب ورأت ا"ن كل هذه المحاولات تجري عبثا فالشارع السوري مثقف كفايه ليميز من هو بايرو وليس بايو مثلا ". واعتبرت انه يجب علينا ان نعمل على الرأي العام الفرنسي فهناك" من يظن في فرنسا ان الاسد جيد لانه مودرن وزوجته جميلة وبان كل هذا من فعل سلفيين"
ووجدت "أن فهم الشارع الفرنسي للصوت السوري اساسي للتقارب، ولأجل اي عمل في صالح الثورة".
http://www.elaph.com/Web/news/2011/7/666478.html