مذيعو القناة يتلقون تهديدات بالقتل.. وبن قنة والشيخلي والشايب وعويس والقاسم الغوا اجازاتهم
'الجزيرة' تندد بحملة تنشر صورا وافلاما مشينة مفبركة تستهدف صحافييها
2011-07-10
لندن ـ 'القدس العربي': نددت قناة 'الجزيرة' الفضائية القطرية امس الاحد بحملة تهديد تستهدف صحافييها، بسبب التغطية التي تفردها للثورات العربية وقد بلغت حد 'تهديد أمنهم وسلامة أفراد عائلاتهم.
وجاء في بيان اصدرته القناة امس الاحد واطلعت 'القدس العربي' على نسخة منه، 'تعرض مذيعو ومذيعات قناة الجزيرة الى حملة تهديد طالت جوانب من حياتهم الشخصية، عبر اختلاق قصص وأخبار مفبركة، وصل بعضها إلى تهديد أمنهم وسلامة أفراد عائلاتهم'.
واكدت 'الجزيرة' ان الهدف من هذه الحملة هو 'التأثير في التغطية والمعالجة المهنية التي تنتهجها الجزيرة في تناولها للثورات والاحتجاجات التي تعصف بالعديد من الدول العربية'.
وقالت مصادر في 'الجزيرة' لـ'القدس العربي'
ان بعض المذيعات تلقين رسائل الكترونية تتضمن افلاما جنسية 'مركبة' فاضحة بهدف تشويه سمعتهن، ولكنها لم تعط تفاصيل اخرى.
واشارت الى ان السلطات القطرية تأخذ هذه التهديدات بشكل جدي، واتخذت اجراءات امنية مشددة تتعلق بدخول وخروج الضيوف الى محطة 'الجزيرة' ومبناها. وبدت اجراءات الامن عند البوابة الرئيسية في غاية الصعوبة.
وقالت المذيعة التونسية ليلى الشايب في تصريحات لوكالة الانباء الفرنسية 'فرانس برس'، 'بدأت بتلقي رسائل الكترونية تتناولني بالشتم والتهديد منذ حوالى ثلاثة اسابيع'.
واضافت الشايب التي تقدم النشرة الاخبارية المعروفة بـ'حصاد اليوم' ان اخر رسالة الكترونية تلقتها مساء السبت تضمنت الاتي 'دققي النظر باتجاه الكاميرا الامامية، ومن خلفها ستجدين منجلا يتهيأ ايضا للحصاد'. واضافت الرسالة 'ستتلون الجدران ببقايا الدماغ السائل اللزج نصف المحترق'. واضافت ليلى الشايب ان المرسل 'ذيل رسالته بصورة مركبة ومشينة'. وتلقت المذيعة اللبنانية غادة عويس رسائل وتهديدات بالطريقة نفسها.
وعلمت 'القدس العربي' ان من بين المذيعات الاخريات اللواتي تلقين تهديدات ورسائل الكترونية مشينة، كلا من خديجة بن قنة وليلى الشيخلي الى جانب ليلى الشايب وغادة عويس.
وعقدت ادارة المحطة اجتماعات خاصة حضرها خبراء امنيون مختصون بالجرائم الجنائية لتدريب طاقم المحطة على كيفية التصرف مع اي خطر. كما استدعت خبراء في شؤون الاجهزة الالكترونية والشبكات العنكبوتية 'الانترنت' والاجتماعية 'فيسبوك' لمعرفة مصدر التهديدات.
السيد وضاح خنفر مدير عام الشبكة عقد اجتماعا بدوره مع الموظفين والمذيعين والمذيعات، وطمأن الجميع على اجراءات السلامة والاحتياطات الامنية المتبعة لحمايتهم من قبل الدولة،
واعترف في هذا الاجتماع انه هو شخصيا تلقى تهديدات بالقتل من جهات مجهولة.
واكد احد كبار المذيعين في المحطة لـ 'القدس العربي' الذي رفض الكشف عن اسمه، ان بعضا من زملائه مثل احمد منصور وفيصل القاسم وتوفيق طه تلقوا تهديدات ايضا عبر بريد المحطة الالكتروني. واشار الى ان ادارة المحطة تلقت انذارا بوجود قنبلة في غرفة الاخبار، الامر الذي استدعى اخلاءها من قبل قوات البوليس التي هرعت الى المكان، ولكنها لم تعثر على اي قنبلة.
واعترف المذيع نفسه بان هذه التهديدات احدثت جوا من الارباك في المحطة، واضعفت عملية التركيز لدى الكثير من الذين تلقوها خاصة في صفوف المذيعات.
ولاحظ مراقبون ان الغالبية العظمى من مذيعات ومذيعي 'الجزيرة' الغوا جميع خططهم بقضاء اجازاتهم السنوية خارج الدوحة، خاصة في كل من لبنان وتونس، خوفا من التعرض لاي هجمات.
ومن المعروف ان جميع المذيعات والمذيعين السوريين مثل فيصل القاسم ورولا ابراهيم يخشون من العودة الى سورية في ظل الاوضاع الراهنة فيها.
وترفض ادارة المحطة تحديد الجهات التي تصدر منها هذه التهديدات،
ولكن مصدرا مسؤولا داخلها قال لـ'القدس العربي' ان معظمها يأتي من سورية.
وخصصت محطة 'دنيا' الفضائية السورية برامج خاصة للحديث عن ثورة في قطر، وانتقدت بشدة الاسرة الحاكمة فيها.
وهذه هي المرة الاولى التي تواجه فيها محطة 'الجزيرة' ذات الشعبية الهائلة في اوساط المشاهدين العرب مثل هذه الحملات، وكانت دائما محط اعجاب الكثير من الحكومات ايضا بسبب دورها الوطني، خاصة الحكومتين الليبية والسورية، وتعرضت لانتقادات كثيرة لانها لا تتحدث عن السياسات القمعية في البلدين وتتجنب استضافة المعارضة فيهما. وزادت شعبية المحطة في الاونة الاخيرة بسبب تبنيها للثورات العربية، خاصة في كل من مصر وتونس وسورية واليمن، الامر الذي عرضها للهجمات الشرسة من قبل حكومات هذه الدول التي اتهمتها بتبني 'اجندات' تريد الاطاحة بها، وهز استقرار بلدانها.
'الجزيرة' وتهديدات القتل لابنائها
رأي القدس
2011-07-10
في ظل حالة الاستقطاب السياسي والطائفي التي تعيش فيها المنطقة العربية هذه الايام، بات من الصعب ان تكون اعلاميا، سواء كنت منحازا او محايدا، لان اللون الرمادي ممنوع، فالشعار السائد هو اما ان تكون معنا او ضدنا، وفي الحالين عليك ان تتحمل النتائج المترتبة على موقفك هذا.
نقول هذا الكلام بمناسبة تعرض زملاء وزميلات في محطة 'الجزيرة' الفضائية لتهديدات بالقتل، مرفوقة بافلام 'مفبركة' تخدش الحياء، خاصة بالنسبة الى زميلات مذيعات معروفات بسمعتهن الشخصية والمهنية الطيبة.
لا نجادل في ان قناة 'الجزيرة' اتخذت مواقف قوية تأييدا للثورات الشعبية التي تسعى من اجل التغيير الديمقراطي في اكثر من بلد عربي، وهذه المواقف قد تكون ذهبت بعيدا في حماسها، واحيانا مبالغتها في تأييد هذه الثورات، ولكن هذا لا يعني، بل لا يجب، ان تتعرض، ونجومها، لمثل هذه الحملات والتهديدات المجحفة والظالمة وغير الاخلاقية في الوقت نفسه.
من حق الذين يختلفون مع المحطة، او اي محطة اخرى ان يعبروا عن وجهة نظرهم في تغطيتها الاعلامية للثورات العربية، وما يمكن ان تتصف به من مبالغات حسبما يعتقدون، ولكن ليس من حقهم التجريح وبطرق تفتقر الى ادب الحوار، وتخرج عن كل المعايير المتبعة في التعبير عن الخلاف او الاختلاف.
الخلاف مع 'الجزيرة' والقائمين عليها خلاف سياسي، ويجب ان يظل في هذا الاطار، بعيدا عن كل اطر الشخصنة، خاصة عندما يتعلق الامر بزملاء او زميلات يقومون بعملهم ويلتزمون بالاوامر او التوجيهات الصادرة اليهم او اليهن من المسؤول الاعلى في المحطة ومساعديه.
ندرك جيدا ان تغطية الجزيرة للثورات الديمقراطية العربية تنطوي في بعض الاحيان على جوانب تحريضية، مثلما ندرك ايضا ان بعض الصور غير دقيقة، وان بعض شهود العيان قد يتحدثون بعيدا عن موقع الحدث، مثلما ندرك ان هذه التغطية قد تؤدي الى اسقاط انظمة تمثل منظومة كاملة من المصالح والفئات الاجتماعية والسياسية، ولكن هذا لا يعني اللجوء الى لغة التهديد والوعيد واغتيال شخصية اناس لا حول لهم ولا قوة، وكل ذنبهم انهم عبروا عن وجهة نظرهم بكل حرية، وهذا حق يجب ان يحترمه كل انسان حضاري يؤمن بالرأي الآخر.
ان تهديد أنظمة لمذيعين او صحافيين بالقتل لانهم اختلفوا معها في الرأي، وطالبوا بالاصلاحات الديمقراطية، يؤكد ان كل أحاديث هذه الانظمة عن استعدادها لتطبيق الاصلاحات الديمقراطية وترسيخ حريات التعبير من خلال قوانين جديدة للاعلام هي احاديث غير جدية لا يمكن التعويل عليها او تصديقها. فمن يقابل الرأي الآخر بالتهديد بالقتل لا يمكن ان يؤسس لاعلام حر، واحترام وجهة نظر الآخر، وترسيخ التعددية الحزبية.
نحن لا نبرئ 'الجزيرة' او اي محطة تلفزيونية عربية اخرى من ارتكاب اخطاء، او الاقدام على تجاوزات، سواء عن طريق الخطأ، او حتى بشكل متعمد، ولكن الرد على هذه التجاوزات، او التغطية غير المهنية يأتي من خلال فتح الابواب لهذه القنوات ومراسليها للقيام بالتغطية من موقع الحدث ثم بعد ذلك محاسبتها اذا ما انحرفت هذه التغطية عن المعايير المهنية.
محطة 'الجزيرة' وقفت بقوة الى جانب الانظمة التي تهدد الزملاء العاملين فيها، وكان هذا الانحياز من اكبر المآخذ عليها، وهذا الموقف يجب عدم تناسيه، او القفز عنه لان البعض يتحفظ على بعض جوانب تغطياتها للثورات العربية، او انحيازها للشارع العربي الذي كان دائماً بوصلتها الحقيقية.
نحن في هذه الصحيفة، تضامنا دائماً مع زملائنا ابناء المهنة عندما واجهوا تهديدات بالقتل او تعرضوا لمضايقات، سواء في مؤسسات او محطات نختلف مع توجهاتها او نتفق، وانحزنا دائماً لحق الزملاء في ممارسة مهنتهم بكل حرية، ولم يحدث مطلقاً ان تهجمنا على زميل أو زميلة، ومن هذا المنطلق نجد انفسنا، بل من الواجب علينا، ان نقف في خندق الزميلات والزملاء في محطة 'الجزيرة' في مواجهة هذه التهديدات والحملات الظالمة التي يتعرضون لها هذه الايام، وان نعلن تضامننا الكامل معهم، لان اخلاقنا العربية الاسلامية تفرض علينا ان نقارع الحجة بالحجة، والرأي بالرأي، وليس بأساليب التجريح الشخصي والمسدس الكاتم للصوت ورصاصاته القاتلة.