الوطن -والذي هو ليس مجرد بقعة جغرافية وُلدت بها- يعتبر لدى الكثيرين خطاً أحمر يمنع المساس به، وكأنه مقدس من نوع آخر، نحمل كلنا صورة رمزية تمثله وتختصره في جزء بسيط.

لكن، وبدون تكلف، هل تشعر حقاً بالفخر بوطنك، تاريخياً وثقافياً واقتصادياً وسياسياً؟؟؟
هل تفخر بأن الرئيس الحالي هو رئيسك وليس غيره؟
هل تفخر بتاريخ وطنك وكيفية تأثيره على المحيط القريب أو على العالم حتى؟
هل تفخر بنسبة المثقفين الذين انتجهم وطنك؟
اقتصادياً -لا أعتقد أن احداً سيفخر عدا بعض الزملاء الخليجيين-، لكن تبقى امكانية مطروحة.

أنا شخصياً، فلسطيني، لا أفخر حالياً بأي شيء يمت لوطني بصلة، اللهم مجرد بعض الشخصيات، نأخذ منها مثلاً الشاعر تميم البرغوثي...
تاريخياً، لست مهتماً صراحة.
اقتصادياً، ليس هناك ما نتحدث عنه.
سياسياً، اضافة لانعدام شيء أفخر به، انما أخجل أيضاً بالقيادات التي تمثلني، من جميع الطوائف والأحزاب، ما ظهر منها وما بطن.

أحداث متفرقة أفخر بها، الانتفاضتين، وأتمنى لو كنت قد شهدت أياً منهما.
شخصيات كثيرة جداً مرت، يتربع على رأسها المهندس يحيى عياش، ومنها أبو جهاد -خليل الوزير-، أبو اياد -صلاح خلف-، امين الحسيني، عبد القادر الحسيني*، عز الدين القسام* والكثير جداً...

خلاصة، الواقع مرير جداً لكن في انتظار المستقبل، فلا أظن أن هناك مجال لأن تسوء الأمور أكثر.

هذا بالنسبة لي، فلنسمع ارائكم علنا نلمس بعض المواساة..

_________
الهامش:
اعتبرهما فلسطينيين حتى لو لم يولدا في فلسطين.

انا افخر بتاريخي القديم ولا افخر باهل وطني الحاليين للاسف

وما هو وطنك، ان امكن السؤال

بلدي التي اعيش فيها هي مصر. وللاسف هي بلد عربي .

أنا أتبع نصيحة الراحل جورج كارلن في مسألة الفخر ...........

يقول جورج كارلن " لا يجب على الانسان أن يفتخر بأمر حصل عليه بشكل عشوائي و بدون جهد ، من الممكن أن تشعر بالسعادة لذلك ، لكن الفخر يكون بشيء أنجزه الإنسان "

و يضرب أمثلة ...... بمعنى أن الغني بالوراثة لا يحق له الفخر بكونه غنيا بل يحق له الشعور بالسعادة لذلك ....
بينما الغني الذي أصبح غنيا بجهده يحق له الفخر بذلك .........

أنا أفخر ببعض الانجازات التي حققتها في حياتي على الصعيد الشخصي و العملي..........

أما كوني فلسطيني فهذا يشعرني بالسعادة أكثر من الفخر ..... فبلدنا جميل و أهلي و أصدقائي رائعين و أحب دبكتنا و اهازيجنا و و تراثنا الشعبي و احب المسخن و احب الكنافة النابلسية و أحب كل ما يتعلق بالزيتون و الاهم اننا شعب لا ينافق أحدا و و روح التحدي الموجودة لدينا تحفظ قضيتنا حية .

لدي بعض المخططات لأفيد بلدي و اهلي و شعبي ..... حين أنفذها ، يحق لي في ذلك الوقت أن أفخر بفلسطينيتي لأنها أصبحت تحمل في طياتها إنجازا و ليست مجرد حق جميل اكتسبته بالوراثة.

تحياتي ...

اوكي سيد فلسطيني، أوضحت وجهة نظر جيدة جداً...

لا أعرف ان كانت هناك كلمة أخرى تلائم وصف بديل للفخر اكثر من السعادة، لكن ان امكن، فاجابة واضحة حول الأوضاع الاقتصادية والسياسية والتاريخية والشعبية ستفي بالغرض...
هل تشعر بالرضا عن واقع شعبك، وكيفية تحديده مسار واقعه، في حالتك فالحديث يدور عن الأشياء التي له يد في تغييرها، وليست ما فرض عليه.

---

الزميل علي هلال، الم تغير الثورة نظرتك لشعبك؟؟
-طيلة أسبوعي الثورة، وددت لو كنت مصرياً-

الفخر شعور مختلف عن السعادة يا عزيزي ......... و إن بدا لك أن هناك تشابه

سأوضح لك ذلك الامر بمثال ...

من الممكن أن يكون الاب مثلا غير سعيد لوضع إبنه الاقتصادي أو الصحي و لكن في نفس الوقت يكون فخورا به لأن سمعته جيدة و خلقه حسن و مجتهد كنتيجة لتربيته الحسنة.
و العكس ممكن ...... من الممكن ان تكون سعيدا في حياتك و لكنك لست فخورا ببعض الافعال السيئة أو الاخطاء التي ارتكبتها.

السعادة شعور مرتبط بالرضى عن الحال في ظروف معينة ، أما الفخر فهو مرتبط بتحقيق الانجازات و انعدامه يعكس قلة او انعدام هذه الانجازات. الشعور بالفخر أقوى بكثير ......

أما وضع فلسطين ......... فهو بالتأكيد محزن ، و لكن ذلك لا يعني أن ننسى ما هو جميل في بلدنا و هويتنا و ننظر فقط للجانب الفارغ من الكأس و الذي أفرغ نتيجة مؤامرة عالمية .... خصوصا اننا اصحاب حق و يجب ان نعمل على استعادة هذه الحقوق .

فهمتك، لكن ألا ينطبق الشعور بالفخر على الشخصيات أيضاً؟؟
أن تفخر بشخص لأفعاله مثلاً..

بالمناسبة، ان سمحت بالسؤال، فأين تعيش وماذا كانت دراستك الجامعية؟؟

لا معنى أن تفخر بشخص إن لم يكن لك دور في الانجازات التي حققها ......

أما الاجابة عن سؤالك فستتلقاها على الخاص كوني افضل عدم التعريف عن نفسي في مواضيع عامة.

(07-26-2011, 04:32 AM)فلسطيني كنعاني كتب:  أنا أتبع نصيحة الراحل جورج كارلن في مسألة الفخر ...........

يقول جورج كارلن " لا يجب على الانسان أن يفتخر بأمر حصل عليه بشكل عشوائي و بدون جهد ، من الممكن أن تشعر بالسعادة لذلك ، لكن الفخر يكون بشيء أنجزه الإنسان "

و يضرب أمثلة ...... بمعنى أن الغني بالوراثة لا يحق له الفخر بكونه غنيا بل يحق له الشعور بالسعادة لذلك ....
بينما الغني الذي أصبح غنيا بجهده يحق له الفخر بذلك .........

أنا أفخر ببعض الانجازات التي حققتها في حياتي على الصعيد الشخصي و العملي..........

أما كوني فلسطيني فهذا يشعرني بالسعادة أكثر من الفخر ..... فبلدنا جميل و أهلي و أصدقائي رائعين و أحب دبكتنا و اهازيجنا و و تراثنا الشعبي و احب المسخن و احب الكنافة النابلسية و أحب كل ما يتعلق بالزيتون و الاهم اننا شعب لا ينافق أحدا و و روح التحدي الموجودة لدينا تحفظ قضيتنا حية .

لدي بعض المخططات لأفيد بلدي و اهلي و شعبي ..... حين أنفذها ، يحق لي في ذلك الوقت أن أفخر بفلسطينيتي لأنها أصبحت تحمل في طياتها إنجازا و ليست مجرد حق جميل اكتسبته بالوراثة.

تحياتي ...

هذه هي بالضبط الإجابة الصحيحة التي كنت أبحث عنها من سنين ولم أجدها إلا الآن
العلاقة السوية بين الإنسان ووطنه يجب أن تبنى على هذا النحو الذي أوضحته في المداخلة أعلاه

الإنسان قد يحب بلده وقد لا يحبه هو حر ولا يكون سعيدا لكونه ينتمي للشعب A "والمحبة من الله كما يقولون" وليس لها قوانين ، لكن حين نكون أمام إنسان يتفاخر ويتفشخر على الناس ببلده عالطالعة والنازلة فنحن أمام حالة مرضية بكل ما في الكلمة من معنى ، فهذا الإنسان لم يختر بلده ولا أبوه ولا أمه ولا لون بشرته ولا نسبه ، فعلى أي أساس يتفاخر بهذه الأمور.

تعجبني كثيرا هذه الآية (إن الله لا يحب كل مختال فخور)