وحيد كامل .
أهديتك وردة كبقية الزملاء فأنا أدلل من أحاورهم
.
أما عن تقديري - كغيري - لشهداء الثورة فأنت أيضا مخطأ ، ولو كنت تتابع النادي عن قرب لقرأت في الفكر الحر موضوعا طرحته بعنوان " إدارة الأمل "
http://nadyelfikr.com/showthread.php?tid=42006
بدأته بتحية شباب الثورة ، في مداخلتي الأولى بتاريخ 25/2/2011 ، فهؤلاء الشباب هم أبناؤنا ، بدأت هذه المداخلة :
" كثير من الإنجازات الكبرى في التاريخ حققها مواطنون مخلصون أصابهم الإعياء و الإحباط ، و لكنهم استمروا في العمل الشاق بدون توقف " .
أهم ما يمكن أن نصف به ثورة 25 يناير في مصر هي أنها ثورة الورود .. ثورة أبناء كل المصريين ، لهذا فلن تجد من يرفضها ، كل منا يرى في ثوارها أبنائه و أبناء أصدقائه ، هؤلاء الأطفال الذين كنا نحتضنهم و نرفعهم على أكتافنا منذ سنوات ليست بعيدة .. حرروا مصر . حرروها بدمائهم و بذلوا من أجلها أرواحهم الغضة البريئة . ثورة الشباب المصري أعادت تعريف مصر كلها ، لم تعد مصر هي مصر الإحتقان الطائفي و الفساد الوظيفي و القيادات المحنطة و اليأس القاتل و انسحاق الروح الوطنية ، و لكنها مصر جديدة شابة ، مصر فتية قوية طاهرة واثقة متحضرة ، مصر المواطنة الغالية الباسقة .. مصر كل المصريين .
هؤلاء الشباب لم يفجروا الثورة كي يخلقوا أزمة ، فتلك الأزمة وجدوها أمامهم من صنع سلطة غاشمة و جيل مستسلم سبقهم ، و لكنهم فجروا بأجسادهم في الصخور لمصر الأمل ، و هذا الأمل هو ما يعنينا الآن .. فالمصريون جميعا أمناء على هذا الأمل .
لكني اليوم لن أتحدث عن الشهر المجيد الماضي ، فكثيرون يفعلون ذلك . و لكني سأتحدث عن المستقبل فهو وحده الجدير بالتأمل و الإهتمام . و كي نفعل ذلك علينا أن نجيب على ثلاثة أسئلة مبدئية و هامة ."
( انتهى الإقتباس )
..........................
أنت يا صديقي تعتقد أنك كنت وحدك في ميدان التحرير ! ،و هذا ما يعتقده كل شاب يأتي ليحاورنا هنا ، فمن تظاهر أو بات في خيمة هناك يأتي ليعلمنا الوطنية و السياسية . يا صديقي لسبب شخصي - تحدثت فيه عرضا في ساحة الإجتماعيات - كنت مضطرا للذهاب إلى ميدان التحرير يوميا تقريبا في بداية الثورة ،و حتى لا يعتقد أحد أني كنت بطلآ ثائرا ، أؤكد للجميع أني كنت أؤدي واجبي الأبوي في هدوء كعادتي ، فلم أهتف ولم أصرخ . أما شعوري الشخصي فكانت المخاطر تبدوا لي كمجرد نزهة صاخبة نوعا ، فكل شهداء الثورة فقدتهم في غارة جوية واحدة على موقع للدفاع الجوي أثناء بناء حائط الصواريخ قبل حرب أكتوبر ، و ظللت لليلة كاملة أجمع أشلاء القتلى ، بعضهم كان مجرد كتلة من اللحم ممزوجة بالطين ، بعضها علق بحذائي و ثيابي و ظلت رائحة اللحم المحترق تطاردني سنوات طويلة . نعم شاهدت ضحايا و تعاطفت معهم ،و ساهمت بدور متواضع جدا في نقل مصاب أو اثنين إلى خارج الميدان إلى عيادة طبيب شهير مجاور ترك لنا عيادته للراحة و المبيت ، فقام ابن أختي الطبيب الشاب باستخدامها كمركز اسعاف .
أفهم أن تكون التجربة مزلزلة لك و لغيرك من الشباب الصغار ،و لكنها لرجل مثلي مجرد حوادث عنيفة اعتدتها ،و لكنها بالقطع ليست أخطر ولا أهم ما شاهدت في حياة قضيت أكثر من نصفها في ميادين القتال . رغم هذا فلست من الغلظة بحيث لا أرق لشاب صغير عديم الخبرة و قد سقط شهيدا أو أصيب بطلق ناري ،أو حتى أصابه الهلع وهو يصيح في الميدان بينما تطارده قوى الشر .
يا صديقي .. إني طرحت هذا الشريط لأسمع منكم ، فما لدي قلته سواء في مداخلات طرحتها أو ردودي ،و لكنك لم تقرأ الشريط . لهذا رحت تطرح الموضوع من البداية كما تفعل مع زملاء صغار في مواقع أخرى . بالقطع لا تتوقع أني سأبدأ من البداية كل مرة ، فهذا ليس ما أفعله . إني أفترض أن من يتصدى للحوار معي أنه يقرأ الموضوع كله ثم يستكمله ، لهذا أطالبك بقراءة كل المداخلات لي و للزملاء فهي ترد على كل ما تطرحه بشكل تفصيلي ، و بالتالي أتمنى أن تكون مداخلتك استكمالا لردود الزملاء و ليس كما لو كنا نبدأ من جديد . النتيجة أنك ترد على آراء لم أقل بها ،و تغفل ما نقول أي ترد على ما اعدت الرد عليه !.
1- أنت تصر على أن تضع مبارك في بؤرة اهتمامك غافلآ تأثير إجراءات المحاكمة على مصالح مصر الإقليمية ووضعها العالمي و التكلفة الإقتصادية لمثل هذا القرار السياسي ، و لكن طرحي كله يقوم على وضع مصلحة مصر و ليس الإنتقام من مبارك في بؤرة الإهتمام .
2- أنت تعتقد أن آراء جماعة التحرير تعبر عن المصريين كلهم وهذا خطأ ، فمن الواضح أن هناك انفصال الآن بين معتصمي التحرير و الأغلبية الشعبية ، هذه الأغلبية التي تصدت لهم في العباسية ،و التي احتفلت بجلائهم من التحرير كمحتلين بالأغاني الوطنية .
3- أنت تعتقد أني أطالب باعفائه من المحاكمة و لكني أوضحت خياري ( الثاني ) في المداخلة 41 .
4- أنت تغفل ما صاحب الإنتفاضة من أعمال السلب و النهب و القتل و الحرائق و التحرش الجنسي و مهاجمة أقسام الشرطة و السجون ... الخ ، الأمر الذي أدى إلى فراغ أمني في مصر كلها . فكيف تجرؤ على مقارنة ذلك كله بحوادث الشغب في بريطانيا ؟.
5- هناك مبدأ قانوني أنه لا يجوز محاكمة من لا يقدر صحيا و عقليا على التعامل مع إجراءات المحاكمة ،و هكذا أعفي بيوشيه الذي قاد إنقلاب عسكري و قتل ألوف الشباب بدم بارد في استاد سنتياجو من المحاكمة لعدم قدرته الصحية ،و حالة مبارك الصحية و العقلية لا تجعله قادرا على تحمل إجراءات المحاكمة .
6- أنت مخطأ في اعتقادك أن مبارك يعامل كرئيس سابق ، فالقاضي مثلآ لا يحبس أثناء التحقيق معه وحتى إدانته بحكم نهائي ،و لكن مبارك محبوس بمجرد توجيه الإتهام له .
7- محاكمة مبارك بالشكل الذي تجري به الآن هي محاكمة سياسية يراد بها تقديم كبش فداء لجماهير جرى " تذئيبها " ،و هي تفتقد أدنى معايير المحاكمة العادلة . بالمناسبة هل شاهدت في أي محاكمة متهما يرقد على سرير مرضه ، تحت تأثير المسكنات !.
8- التهم التي يحاكم عليها مبارك هي تهم سياسية ارتكبها أثناء رئاسته للجمهورية ،و هناك قانون خاص لمحاكمة الرؤساء تنطبق على حالتنا هنا .
9- لقد قارنت الإجراءات الفوضوية في محاكمة مبارك التي تشبه محاكمات العصور الوسطى ، بالإجراءات المنضبطة في محاكمة صدام حسين .
10- أنت تتحدث عن محاكمة عادلة و لكنك ترى أنه لابد من الإدانة المسبقة ، لمثل هذا التفكير تحديدا أخشى أننا امام مهزلة صبيانية و ليس محاكمة .
11- أنت و زملاؤك تستخفون بعجلة الإنتاج و ليس التخلف سوى مثل هذا الإستخفاف ، فلا يسخر من التردي الإقتصادي سوى شعب قد عزم على المجاعة و شحذ الطعام .هذا الإستخفاف يجعلنا لا نثق في حكمكم على الأمور .