بهجت
الحرية قدرنا.
المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
|
مصر أولآ .
مصر أولآ
(1)
"مصر ليست و طنا نعيش فيه أو يعيش فينا ، بل وطن نتوحد معه و يتجسد فينا ". محمد الحلواني ( بهجت)
منذ حوالي 40 يوما أجريت جراحة عاجلة ، و عندما أحضر الممرضون الترولي تمهيدا لذهابي إلى غرفة العمليات كنت مشتبكا مع قريب شاب في حوار حماسي حول الموقف من المجلس العسكري و غيره من قضايا الثورة المصرية ، و في اليوم التالي عندما اتصل بي هذا القريب تليفونيا مهنئا بنجاح العملية ، استأنفنا الحوار لمدة ساعة حول نفس القضايا ، و تذكر زوجتي للزائرين متندرة أني عندما أفقت كنت أسأل عن الموقف في حماه ، والمعارك حول مصراتة في ليبيا ، بينما كنت راقدا على سرير المرض و هناك أنابيب ممتلئة بالسوائل بعضها مغروز في عروقي ، و أخرى خارجة من جسدي ! ، هذه هي الأجواء التي أعيشها و ربما الكثيرون غيري في مصر منذ 25 يناير . لا أتذكر نفسي سوى مولعا بالقضايا العامة و السياسية منها خصوصا منذ عهد الصبا المبكر حتى اليوم ، و لكني نادرا ما وجدت شركاء لمثل هذه الحوارات من الشباب المصري خاصة المعاصرين منهم ، فهذا الشباب مستغرق كلية في تفاصيل الحياة اليومية ، و كنت أعجب أني نادرا ماوجدت شابا حولي يفكر في القضايا العامة أو في المستقبل ، حتى المستقبل الشخصي ،وهذا كان كان صادما خاصة لرجل تعلم منذ حداثته أن يفكر ليس فقط لنفسه بل لوطنه و لأمته العربية كلها ، هذه القيم الناصرية التي ربما باتت مهجورة ، بل و طوباوية و حتى ساذجة لا تلائم الفهلوة التي يجب أن يتصف بها المصري المعاصر . أتذكر حوارا طرحه صديقنا في نادي الفكر " ثندر" عن الأفكار التي يتأثر بها الزملاء أو شيئا من هذا القبيل ،و كان صادما أن وجدت المشاركين المصريين مع إختلاف توجهاتهم يشتركون في الأنانية و إهمال القيم الوطنية ، و العداء للآخرين ، و عدم الثقة في الجنس البشري ، الأمر الذي دفعني للاعتراض لأني شعرت أن كل ما عشت به و لأجله يتبخر كالدخان ، و أننا سنمضي كجيل من الوطنيين المخلصين و لكنه عقيم ، و أخشى أني بذلك الإعتراض أفسدت للزميل موضوعه .
كانت انتفاضة 25 يناير ( يمكنك أن تقرأها ثورة ) مفاجأة لي كما كانت لغيري ، خاصة لأني -لسبب شخصي تماما - كنت شاهدا على أيامها الأولى المتوهجة ، هذه المفاجأة تحولت إلى نشوة غامرة عندما شاهدت الشباب يهتف لمصر و يتغنى لها . إذا لم أكن واهما ولا ساذجا ، و لكني كنت على صواب دائما ، المشكلة كانت في الذين لم يعرفوا روح مصر . كنت دائما أخشى الثورة الإسلامية التي تساق إليها الأميين و فاقدي التمييز ، و لكن الشعارات التي سمعتها في الشارع و الشباب الذين وجدتهم بعث الأمل و الفرحة إلى قلبي ، فعندما يتردد اسم مصر أكون في بيتي و بين أهلي ، فمصر التي أعرفها ليست و طنا أعيش فيه ،و ليست وطنا يعيش فينا كما يقول البابا ،و لكنه وطن نتوحد معه و يتجسد فينا ، إننا لا نحب مصر لأنها أمنا ،و لكن نحب أمهاتنا لأنها ترمز لمصر و تجسدها .
هذه المصر هي هاجسنا و قضيتنا على مدار الساعة ،هذه هي مصر التي ترافقنا في الترولي إلى غرفة العمليات نحملها في قلوبنا و عقولنا بينما الموت بديل يحدق ،و نخرج للحياة و هي تملأ الكون في ناظرينا .
للموضوع بقية .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 08-17-2011, 06:46 AM بواسطة بهجت.)
|
|
08-17-2011, 06:40 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
wahidkamel
مفيش فايدة
المشاركات: 235
الانضمام: May 2007
|
RE: مصر أولآ .
الف سلامة استاذ بهجت واتمنى لك الشفاء العاجل .
الشعب المصري عاد مرة اخري الى لعب الطاولة ، هو دائما مشغول بلعب الطاولة ، وعندما وجد ثورة قام بالاشتراك فيها ثم عاد مرة اخري الي لعب الطاولة من جديد .
انت تعرف بالتأكيد مدرج مازلو للحاجات الانسانية
الانتماء لمكان ما نسميه الوطن لا يتحقق من وجهة نظري طالما اننى كانسان لم اشبع علي الاقل الحاجات الفسيولوجية والاحساس بالامن ، وانعدام الاحساس بالامن يستوى قبل الثورة وبعدها ، لان الفقر والضنك هو انعدام لاحساس الانسان بالامن ، انا مصري الجنسية لكنى لا اشعر بأى انتماء لهذا الوطن ، لاننى ببساطة لم احقق فيه نفسى حتى الآن ، فأنا اعمل كى اسد حاجاتي الاساسية الجوهرية التى تحافظ علي بقائى ككائن حي ، فكيف يطلب منى ان اشعر بحب وانتماء .
فوق كوبري الجيزة منذ زمن كانت هناك يافطة كبيرة مكتوب عليها (مصر فوق الجميع) كنت احزن جدا عندما اراها ، الامر اشبه بأب يحرم ابنه من حقه في الحياة الانسانية الكريمة ثم نطلب من هذا الابن ان يحب اباه وان ينتمي اليه .
بخصوص مقولة البابا شنوتى الثالث ـ طويل العمر يطول عمره وينصره علي مين يعاديه ها هيأ ـ تلك المقولة الممجوجة التى يُصدّرها البابا وحواريه عندما تندلع احداثا للفتنة الطائفية ، هذا البابا نصير للاستبداد ، ومتعصب ومنافق ، وهو يكفر القبطي المختلف معه في الفكر كالبروتستانت وشهود يهوة والادفنتست السبتيين، فما بالنا بموقفه المضمر من المسلمين المختلفين معه في العقيدة برمتها وكيف اصدقه عندما يتحدث عن الوطن والانتماء وهو بهذا التعصب والنفاق.
خرج الشباب وجموع الشعب في الثورة دفاعا عن حريتهم وكرامتهم وليس دفاعا عن مصر ، امامنا عشرات السنين حتى نحب هذا المكان من جوانحنا ونشعر بالامتنان له ، وحتى ذلك الحين فكل ما يقال عن الوطن والانتماء ما هو الا كلام ادبي بليغ من كاتب بارع مثلك
اتمنى لك الشفاء العاجل مرة اخري واعذرني ان كنت قد احتديت في حواري معك من قبل
|
|
08-17-2011, 07:05 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}