سوف أعلق على بعض من مداخلات المشارك الحمساوي لواء الدعوة كنموذج للفكر الذي يداعب عقول هؤلاء الناس ، مؤكدا إني قرأت تصريحات لإسماعيل هنية نفسه لا تختلف في فحواها و عبقريتها عن تلك التي يعرضها الزميل بتاع الدعوة ،و التي بدأت أعتقد أنها غالبا الدعوة للجهل .
اقتباس:الحكيم الرائي ، لو وصل الإخوان للحكم فإن فكرة الحرب ضد إسرائيل ستكون بعيدة المنال وخصوصاً في ظل الفترة القصيرة والمتوسطة ربما ، فمصر لا تحتاج لحرب في هذه الأوقات ، ويكفي أن يدعم الجيش المصري حماس والمقاومة الفلسطينية بعدة أسلحة إستراتيجية وثق تماماً بأن إسرائيل ستتراجع إلى حدود 67 هذا إذا لم تتراجع إلى حدود قرار التقسيم
المشارك العبقري يتحدث باسم حزب مصري ،و يأبي أن أتحدث عن مصالح مصر !. أليست تلك هي الدعوة إياها ؟.
بصرف النظر عن لغة ركيكية ، لست أدري لم الحرب أساسا ، الحرب القادمة بين إسرائيل و مصر ستكون إما نصرا إسرائيليا ساحقا أو ضربة نووية مدمرة ،وفي الحالتين الهزيمة أم الضربة النووية ستكون أيضا خرابا إقتصاديا ، و نهاية مصر الدولة (الحائرة بصداقات مفروضة عليها !) .
نأتي إلى حكاية السلاح الإسترتيجي التي ستدمر بها حماس إسرائيل و تعيدها إلى حدود التقسيم .
1- ماهو هذا السلاح الإسترتيجي المتوفر في مصر و سيعطيه "محمد بديع" لحماس ؟هل هي طائرات أم صواريخ استراتيجية أم كروز أم قنابل نووية أم أسلحة بيولوجية و كيميائية أم .... الخ .و من سيستخدمها وقتئذ ، هل لدى حماس قوات نظامية و طيارين مثلا .أم يريد السلاح بالقوات و ... ولا يبقى سوى أعلام حماس تشرعها فوق القدس .
2- بل لماذا لم تحصل حماس على هذا السلاح من إيران و سوريا وهو متوفر هناك بكثرة وبلا قيود ؟. بل و لماذا لم تستخدم سوريا نفسها هذا السلاح و تحرر الجولان ولو بمساعدة لواء الدعوة و صحبه الكرام ؟!.
3- هل يعلم هذا الإسترتيجي الهام أنه وفقا لعقود التسليح و معظمها أمريكي ، ألا يجوز إعطاء السلاح سواء بالبيع أو التاجير أو الهبة لطرف ثالث دون موافقة البائع ، هل يعتقد أن أمريكا متحمسة لتسليح حماس ؟.
4- هل يعلم الزميل أنه ينتمي لجماعة إرهابية و ليس لدولة ،و أن من يسلح الجماعات الإرهابية سيعرض نفسه لعقوبات دولية ، و أن منظمة التحرير و ليست حماس هي الممثل الشرعي الوحيد المعترف به دوليا ، رغم ذلك فهناك قيود على تسليح الفلسطينيين وفقا لمعاهدات دولية وقعت عليها السلطة الفلسطينية نفسها .
5- حسنا سنفترض حصول حماس على هذا السلاح الإستراتيجي المجهول ، هل يعلم صديقنا الإسترتيجي شيئا اسمه " تأمين السلاح المقاتل " او " تأمين الموارد القتالية " ، كي نفهم هذا ببساطة لو لديك مثلا طائرات متقدمة ولو حتى استيلث ، هل ستضعها تحت السرير ؟. لابد من مطارات مجهزة و الأهم مؤمنة ،وهذا يعني دفاع جوي متطور للغاية و قوات برية تمنع من تدميرها على الأرض ، ثم أنظمة قيادة و سيطرة طائرة متطورة و .... و .... .فما مدى تحقق ذلك في قطاع غزة ؟.
6- من سيمول هذا التسليح المتطور ، مصر بكل مواردها "الضئيلة" لا تمول تسليحها سوى بنسبة ، فهل لدى حماس الموارد المالية لتمويل أسلحة استراتيجية ، طائرة الإستيلث ثمنها 2.5 مليار دولار !.
7- يبقى أسئلة مثل لماذا لا تشن حماس و حلفاؤها في غزة ،وهم جماعات جهادية من كل لون حرب العصابات ضد إسرائيل ،وهو الشيء الوحيد المتاح لشعوب تحت الإحتلال ؟. سأجيب لأن الإسترتيجي لا يعرف .
كي تشن حرب الأنصار أو " العصابات " الناجحة لابد من تأمين قاعدة العمليات ، هذه القاعدة كانت فيتنام الشمالية في الحرب الفيتنامية ،و المناطق السوفيتية الحرة في الحرب العالمية الثانية ،و تونس في الحرب الجزائرية ،و ... و لكن غزة بحجمها و إختراقها أمنيا بالعملاء ،و و عدم توفر مناطق الإختباء الطبيعية و بعدها عن التجمعات السكانية الإسرائيلية لا تصلح كقاعدة للعمليات ، و كل المحاولات لذلك تنتهي بضربات جوية موجعة او عمليات برية ساحقة .
8- إذا المشكلة ليست عسكرية بل سياسية فلابد اولآ من إعادة توحيد الشعب الفلسطيني ، من أجل ذلك لابد من اسقاط حماس كقوة إحتلال لغزة ، فكل محاولات التوحيد بين فتح و حماس فشلت و ستفشل ، فالخلافات بين حماس و الفلسطينيين أكبر من خلافها مع إسرائيل .