ثورتنا المصرية .
هنا

انا مع الثورة وضد تعسفات المجلس العسكري او البطيخي ولكن في نفس الوقت ضد الثورة لمجرد الثورة واستحلاء اللعبة لأن هذا مصير وطن من اكبر الاوطان , لا اتكلم عن البلطجية او الفلول او الاجندات الخارجية الخ بل اتكلم عن الثوار انفسهم , ربما يكون هؤلاء الثوار هم كلهم شرفاء لذلك لا يحتاجوا لتغيير؟ لا اعتقد , خاصة بعد ان تداخلت القادة وكل يريد ان يسرق اسم الثورة !

هناك من يقول من قامت في مصر ليست ثورة بل انقلاب لان الثورة يجب ان تعين قادتها رؤساء مؤقتين يتولون المجلس الانتقالي لحين قيام انتخابات برلمانية وانتخاب رئيس جديد , وهناك من يرد ان بتسليم الرئيس المجلس العسكري السلطة الانتقالية المؤقتة كان بموافقة الشعب ولحماية البلاد فالفريق الأولاني يرد عليهم ويقول ولكن اين قادة الثورة ومشعليها سواء كان مثلا مثل البرادعي او ايمن نور .

رأيي ثورة تونس بدأت لتغيير النظام اعتراضا على تصرفات الحكومة بعد ان انتشرت في جميع ارباع تونس وما لبثت ان اصرت على اسقاط النظام والرئيس معا , تبعتها مصر اولا بتغيير النظام واصلاحه فما ان استهتر الرئيس بشعور الثوار وسفك الدماء ورفع الامن حتى زادت الثورة وقرروا الاعتصام الى ان يتنحى الرئيس تماما (وبالتبعية سيزول نظامه بالكامل) , الحمد لله لم تحدث مجازر اكثر من ذلك اذ قرر الرئيس السابق تخليه عن السلطة إلى المجلس العسكري وبمجرد سماع تلك الجملة من المصريين فرحوا وهللوا وانفضوا (معظهم اصلا خاف ان يرجع حتى اذا فشلت الثورة سيذوق العذاب ضعفين) وأكمل هتافه بـ"الشعب والجيش إيد واحدة" حيث ان الجيش لم يكن فاسدا ابدأ وخير أجناد الأرض ابناءنا واخواتنا جميعهم ضد الفساد وما صدقوا الشعب عمل ثورة عشان يقفوا بجانبهم بتحملهم مسئولية الانتقال السلمين للسلطة لمن يختارهم الشعب , الواقع يقول اننا يمكننا ان نقول معظم الرتب الصغيرة في الجيش ليست فاسدة , لكن لا نستطيع ان نقول المشير ومن والاه صالحين لانهم كانوا الذراع الأيمن للرئيس في السراء والضراء وقبل الشعب ان يرتاح لانهم حققوا ما حفظوه قبل ان يأتوا ميدان التحرير ولم يفهموه ولان القادة كانوا جبناء والمفترض فيهم الشجاعة والتخطيط لم يكن لهم دور رئيسي فسرعان ما اخمدت ولم يحتاج المجلس العسكري رشوة احد فيهم لانهم لم يكن مخولين من الشعب في شئ اللهم الا بعض التأييد في حال ترشحهم للرئاسة الا انهم لم خافوا كثيرا ان يصبحوا مثل مبارك وسابقيه عندما يمسك السلطة (هكذا حال السلطة الى يوم القيامة) وقرروا كل ما يأتي شخص ان يعترضوا عليه لانه كان يعمل في النظام السابق اذن هو تابع لهم ويعمل لحسابهم (فلول ايضا) !

اخيرا يقرر الشعب ان يعمل سلطة ثالثة بعد ان رسب في الملحق الثاني والمجلس يثير المشاكل من اعتقالات لنشطاء للتخويف بالاسلامين للحرب مع اسرائيل وكل ذلك ليوصل لنا رسالة مفادها ما فعله مبارك او العادلي يوم 28 يناير وما بعده ان الأمن هو الأساس وبالثورات يزول الامن مما يعرض امن وسلامة المواطنين للخطر ولذلك يهيب المجلس العسكري بالمواطنين عبر الـ sms ان يتكنوا شوية علبال ما يشوفلهم صرفة ويعرفوا يخططوا كويس سواء كان لمصلحة مصر فعلا ام لمصلحة تمام يا فندم .

ما رأيك في مداختلي السابقة يا عزيزي الاستاذ بهجت؟ (بنحاول نقلدك شوية يا تشجعنا يا تحبطنا هههه) .


تحياتي

سلطة الضرورة

(09-02-2011, 01:21 AM)علي هلال كتب:  ما رأيك في مداختلي السابقة يا عزيزي الاستاذ بهجت؟ (بنحاول نقلدك شوية يا تشجعنا يا تحبطنا هههه) .


تحياتي

يا صديقي .
ما تثيره في هذه المداخلة حاولت الإجابة عليه في موضوعات طويلة ،وهذه مشكلة تصادفني دائما ، فعندما تدخل في تفصيلات كثيرة من الصعب أن تعود لعموميات لا تفيد . أعتقد أنك لم تقرأ شيئا مما كتبته فالمصريون عموما لا جلد لديهم على التفكير التحليلي و الفلسفي العميق ، و ستلاحظ هذا في نادي الفكر ؛ فبإستثناء واحد أو اثنين من أصول عربية غالبا ، ستجد أن المصريين يؤثرون حوارات المقاهي و بلغتها العامية ،ويرون الحوارات الجادة سفسطة فارغة و ثقافة ومظاهر و... !. لهذا ستجد أنه ليس لديهم رؤية جيدة لما يحدث بالفعل في العالم حولهم أو حتى في بلادهم ذاتها !.
سأوضح وجهة نظري في موضوع واحد هو المجلس العسكري ، أنت تتحدث كغيرك كما لو كان المجلس العسكري خيارا للحكم و هذا خطأ من لا يعرف ما حدث !، ظل المجلس العسكري هو المؤسسة الوحيدة المتماسكة بعد انهيار نظام مبارك ،و بالتالي فقيادتها للبلاد لم تكن خيارا لأحد حتى الجيش نفسه ، لأن البديل هو إنهيار الدولة نفسها . هذا المجلس يمارس سلطاته بقوة الضرورة و لفترة محدودة و مقررة سلفا و حتى إعادة بناء مؤسسات الدولة الدستورية ، بهذا ستنتقل السلطة لممثلي الشعب ( المجلس و الرئيس ) و تعود القوات المسلحة لممارسة دورها التقليدي ، القوات المسلحة لا تسعى للحكم و تراه كرة من اللهب عليها أن تقلبها حتى تقذف بها إلى أي سلطة منتخبة الأمس قبل الغد !. و بالتالي فلا مجال لمناقشة مدى طهارة المجلس أو فساده ، تلك حوارات أشبه بحوارات المقاهي ، ففي أي نظام سلطوي لا يوجد أطهار بل فساد نسبي !.يبقى أنه لا يعني شيئا أن نقول أن المجلس لا يجيد السياسة فهذا طبيعي جدا ،وأعضاء المجلس أنفسهم لا يدعون ذلك ، فهو ليس مرشحا للحكم .
لو استطاعت قوى الثورة إقناع الشعب بجدارتها ووصلت إلى الحكم ، عندئذ يمكنها بالشرعية الدستورية فرض ما تشاء من تغييرات ، هذا ما يفعله الإخوان تماما ، فهم يعدون أنفسهم للإنتخابات و بالتالي تشكيل السلطة السياسية للدولة بشكل شرعي و قانوني ، و هكذا ورغم اشتراكهم في الإنتفاضة الثورية سنجد أنهم لا يبتزون أحدا بتلك المساهمة ولا يرتبون على ذلك أي امتيازات أو حقوق ، فهم ببساطة يثقون في الوصول إلى السلطة بإرادة الشعب ، ففي آخر انتخابات شبه حرة و في ظل مبارك نجح الإخوان في 70% من الدوائر التي ترشحوا لها ! ، في المقابل نجد أن جماعة التحرير لا تريد استقرارا ولا تحفل بإقتصاد أو سياحة تحت شعار أن الخراب هو نوع من الثورة ! ، فهي لا تؤمل شيئا من انتخابات تعرف قبل غيرها أنها لن تحصل منها سوى ما يجود به جماعة الإخوان !. أخشى أن الشعب فقد ثقته بجماعات التحرير ، و ربما ما حدث في العباسية و في جمعة الإسلاميين ما يؤكد ما أحذر منه ،و يمكنك أنت و غيرك التأكد من ذلك بقراءة تعليقات القراء في مواقع الصحف الإليكترونية .
القضية إذا ليست المجلس العسكري بل من لا يعيش سوى في الفوضى و الخراب مثل البومة السوداء التي تنعق منذرة بالموت مبشرة بالخراب .
كي تقدر ما أقوله لابد أن تعرف عدائي للإخوان المسلمين و خشيتي من وصولهم للحكم ،و لكني أفصل تماما بين شخصي و القضية التي أناقشها .

شكرا يا استاذ بهجت على الرد , لكن انا لا أرى رأيك غير واضحا بالنسبة لي فتارة أرى انك تؤيد المجلس العسكري وتارة أرى أنك مع الثورة لكن استمرار الثورة يرفضها المجلس العسكري .ويرى أنها استمرار للفوضى وضد مصلحة البلاد .

مع احترامي لشخصك الكريم لكني ارفض ما تقوله عن المصريين فليس كل المصريين بتوع مصاطب ولا يقدرون الثقافة حق قدرها .

أنا اعرف عدائك للاخوان المسلمين وانا مثلك اعادي فكرهم المتطرف وكل فكر راديكالي سواء كان اسلامي او غير اسلامي ولكن هذا التفكير يذكرني بمن كان يؤيد الحزب الوطني في بداية الثورة لانه لا بديل له او ان الاخوان سيتولون السلطة بمجرد ابتعاد الحزب الوطني عن السلطة وهذا غير متحقق بعد الثورة , المجلس العسكري لا يؤيد الاخوان ولا يريدها أن تصل للحكم ولكن في نفس الوقت يعطي لهم فرص ويستفز جموع الشعب من الافراج عن الجهاديين (ليسوا بسلفيين ولا باخوان مسلمين) ويعقد صفقات مع الاخوان اكثر من الحزب الوطني نفسه ولا أدري لم يفعل ذلك , فحتى لو كان يريد ان يطبق الحرية فعلا فليفرج عن مساجين الرأي كمايكل نبيل هو وكافة النشطاء السياسيين .

صحيح ان المجلس العسكري لن يكمل في الحكم وسيترك السلطة لرئيس مدني في الانتخابات القادمة , لكن لماذا يرفض ان يحقق مطالب الثورة من حرية ومساواة امام القانون طالما انه مسئول عن الحكم في فترة مؤقتة .

يا صديقي .
أنا اتعامل مع الحقائق الباردة و بالتالي لست أؤيد أحدآ أو اعارض الآخر .
أنت لم تقرأ لي شيئا خاصة شريط " إدارة الأمل " لأني تحدثت طويلآ عن الفرق بين الثورة و الإنتفاضة ، مالدينا إنتفاضة ثورية حققت أهدافها "الإتفاقية" بالفعل في 11 فبراير 2011، ما بعد ذلك أهداف فئوية و خاصة مختلفة لا يحسمها سوى آلية الديمقراطية . من لم يذهب إلى ميدان التحرير قبل 11 فبراير لا قلب له ،ومن ظل هناك بعد 11 فبراير فلا عقل له ! .
لا يوجد سجناء للرأي و لكن هناك سجناء لجرائم يعاقب عليها القانون ،و لا يمكن الحكم على أي مؤسسة من حادث منفصل . لست ادري ماهي مطالب الثورة ؟، تلك مطالب حدية تعبر عن مراهقة ثورية ،و لا علاقة بالعالم الواقعي . عدالة إجتماعية في أسبوع ، حرية خلال 24 ساعة و مساواة خلال 30 دقيقة دون تحديد أي حرية و أي عدالة إجتماعية و أي مساواة سوى مساواة البلطجية بالشهداء !.
ما أراه أن المجلس العسكري يعامل الشباب بمنتهى الرقة مما يدفعهم للدلع و الرعونة و إفساد البلد و النظام ، مشكلتنا ليست في عنف العسكر و أنهم يحكمون بالشدة ، المشكلة انهم لا يحكون ابتداء .
البلد سايبة و تلك جريمة .

لا يا صديقي انا قرأت لك هذا الشريط وغيره (وانا كاتب لك هناك متابع بتدقيق)

مشكلة مصر لم تكن في شخص مبارك بل في النظام الديكتاتوري الذي يترأسه ويشرف عليه مبارك فبذهاب مبارك وحاشيته قد تحقق اهم شئ في الثورة ولكن ليس كلها , مطالب الثورة لا ان يزول مبارك ولكن ان تتحقق العدالة الاجتماعية والحرية والمساواة وازالة الفساد من الانظمة والحكومة , ان كنت ترى ان الحرية لا تتحقق في اقل من 24 ساعة فالمجلس العسكري اعطاها للاسلاميين في أقل من شهر ولم يعطها لأي مجموعة مضطهدة أخرى , ان كانت العدالة الاجتماعية لن تتحقق في 30 دقيقة وياراجل كبر مخك فالحزب الوطني لم يمشي وكلهم مبارك على وزن كلكم جمال عبد الناصر , ان كان ابداء الرأي هو جريمة فنعم تلك الجريمة , ما تعودت عليه المؤسسة العسكرية من عدم مناقشة الأوامر والسمع والطاعة لا تستطيع التخلص منه في وقت قصير وهذا ما أرجعنا الى الوراء لأن حكامنا عسكريين لم يتعودوا على سماع الرأي المخالف واتظلم بعد تنفيذ الأمر ! وهذا لا يصلح في الحياة المدنية والاجتماعية والسياسية .

قد تكون انتفاضة ثورية او انقلابا (مع انك تؤيد الثورة الثالثة في هذا الشهر!) ولكن ان لم تكن ثورة فلن يتغير المستقبل وربما نرجع الى الاسوأ .
نعم المجلس العسكري لا يحكم ابتداء كما تقول لذلك لا يستطيع تنفيذ شئ غير التهدئة والاعتقالات واجراء الاستفتاءات واتمنى ان يبتعدوا بسرعة عن ذلك الكرسي اللعين هم وامثالهم من الديكتاتوريين .