{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 2 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
إلياس زحلاوي : رسالتك هذه تعبر عن رأيك الشخصي ولا تمثلني كمسيحي سوري حوراني الأصل
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #71
الرد على: إلياس زحلاوي : رسالتك هذه تعبر عن رأيك الشخصي ولا تمثلني كمسيحي سوري حوراني الأصل
مقايضة مسيحيّة
الثلاثاء, 13 سبتمبر 2011
حازم صاغية

بين مواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي والحُكم بسجن فايز كرم سنتين تقع مسألة الأقليات في لبنان والمشرق.

فالحُكم البالغ التخفيف بحق كرم، وعدم الاستياء الذي أبداه حزب الله، قابلان للتأويل بأشكال شتى، إلا أن إحدى الدلالات الأبعد تفيد بقدر واسع من التسامح مع الأقليات الدينية، ومع المسيحيين تحديداً. بل يبدو، في ما خص المسألة الوطنية، أن المسيحيين يستفيدون من معاملة أفضليةٍ أو من تمييز لصالحهم يعادل ما يسمى في الولايات المتحدة affirmative action.

هكذا نجد حزب الله وهو في ذروة حملته على العملاء والدعوة إلى الاقتصاص منهم بالإعدام، يستقبل برحابة صدر مدهشة حكم السنتين بحق وجه سياسي اعترف هو نفسه بتهمته.

المسيحي إذاً، لا يُلام بالقسوة التي يُلام فيها المسلم، وهذا التوجه ربما استند إلى حكمة مستفادة من خبرات سابقة، فقد سبق لسياسيين مسيحيين، كالسادة إيلي حبيقة وكريم بقرادوني وميشال سماحة وميشال عون، أن قطعوا صحارى شاسعة في التحولات السياسية التي أقدموا عليها، فلو أنهم عوملوا بقسوة ورعونة لما انتهوا إلى ما انتهوا إليه، مدافعين عن المقاومة وعن «سورية الأسد»، مثلهم في ذلك مثل السادة عاصم قانصوه ووئام وهاب وناصر قنديل.

على أن المعاملة الكريمة هذه أتت متزامنة مع مواقف بالغة الجدة للبطريركية المارونية، مواقفَ لم تتسع لها بيروت فشع نورها على باريس. وهنا يُلاحَظ تحولٌ آخر نَقَلَ أهلَ الكنيسة من معارضة أنظمة الاستبداد إلى تأييدها، ومن المطالبة باحتكار الدولة لوسائل العنف إلى القبول بانتشار وسائل العنف وشيوعها، ومن التناسق مع إجمالي المواقف الغربية، بوصف الغرب مهد الحداثة التي يقول المسيحيون بالانتماء إليها، إلى التصادم معها.

بلغة أخرى، يتبدى كأن مقايضة مهمة تحققت هي أقرب إلى صفقة فاوستية تُباع فيها النفس للشيطان. بموجب تلك المقايضة، يُعامَل المسيحيون، ممثلين بفايز كرم، باللين في الموضوع الوطني، ويمتد اللين هذا فيشمل بضعة تنازلات تُقدَّم، في الحكومة وفي البرلمان، لهذا الوجه أو ذاك الوجيه ممن ينتمون إلى الطرف السياسي الذي ينتمي إليه كرم. ووفقاً للمقايضة ذاتها، تتخلى المرجعية الروحية للمسيحيين عما ارتبط تاريخياً بصورتها عن نفسها لجهة المواقف والتحالفات والقيم.

وغني عن القول أن في ذلك تتفيهاً كبيراً للقضايا التي تخسر، والحال هذه، في مقابل أشخاص بعينهم يكسبون. والعونية، بمعنى من المعاني، هي هذه المعادلة بالضبط: أعطوا عون ولفيفه وخذوا القضايا والمعاني. وفي هذا المعنى يغدو الانتصار لقضايا الأقليات والتسامح والديموقراطية ذا معنى محدد: تسمين عون وحظوظه وحظوظ محظييه.

بيد أن في ذلك شيئاً مهيناً، هو الافتراض الضمني أن كل ما يأتي من المسيحيين، في ما خص المسألة الوطنية، خير وبركة، فإذا كان مطلوباً من المسلم أن يقاوم كحد أقصى، وأن يؤيد المقاومة كحد أدنى، فالمسيحي يكفيه ألاّ يتجسس، وحتى لو تجسس أمكن، بالتي هي أحسن، استيعابه وامتصاص شروره.

وهذه ترقى إلى ذمية مقلوبة، بمعنى أنها تنظر إلى الأقلية المسيحية على أنها خائنة أصلاً، فـ «تعالجها» بلطف مبالغ فيه هو الوجه الآخر لكراهيتها، تماماً كما كان «حب اليهود» في أوروبا وجهاً آخر للاسامية حيالهم.

هل يقبل المسيحيون اللبنانيون والمشارقة ذلك التعامل الراعي معهم؟
09-13-2011, 12:48 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #72
RE: إلياس زحلاوي : رسالتك هذه تعبر عن رأيك الشخصي ولا تمثلني كمسيحي سوري حوراني الأصل
بشارة الراعي.. ونذارته
مشاري الذايدي
الثلاثـاء 15 شـوال 1432 هـ 13 سبتمبر 2011 العدد 11977
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: الــــــرأي

فقأ بطريرك الموارنة في لبنان، الدمل، وكشف المستور، و«بق البحصة» كما يقال في دارجة بلاد الشام الكبير.

تحدث، في زيارته الأخيرة لفرنسا، عن هواجس معروفة، وقديمة، لدى كثير من مسيحيي المشرق حيال حكم الأكثريات السنية في البلاد العربية، خصوصا بلاد الهلال الخصيب ومعها مصر، حيث مراكز الكثافة للمسيحيين العرب.

البطريرك بشارة الراعي، أكثر تسييسا من سلفه صفير، وهو مهموم بمسألة الأسلمة، ومصير مسيحيي الشرق، خصوصا موارنة لبنان، مهموم بهذه المسألة منذ عدة سنوات، حينما كان راعيا لأبرشية جبيل في لبنان.

لكن توقيت كلامه الأخير، بعد اندلاع الثورة السورية ضد الحكم الدموي لعائلة بشار الأسد، جاء توقيتا متفجرا وساخنا، ومحرجا للضمير المسيحي العربي بشكل عام، لأن مؤدى كلام الراعي هو أن المسيحيين العرب هم مع الحكم الدموي في سوريا، حتى ولو خاض في الدماء، إذا كان ذلك سيمنع وصول إسلاميين سوريين إلى الحكم، الأمر الذي يعني قيام تحالف بين سنة سوريا، وسنة لبنان، مما سيؤثر على وضع ودور الموارنة والمسيحيين - بشكل عام - في لبنان، وهو ما يعني بشكل أكثر وضوحا، وخطورة، الدعوة إلى «تحالف أقليات» في بلاد الشام ضد الأكثرية السنية، بصرف النظر عن أن ذلك سيؤدي إلى إدامة الاستبداد والقهر للأكثرية.

حتى لا نتجنى على راعي الموارنة في لبنان، فهو لم يقل ذلك باللغة التي نقولها الآن، بل كان دقيقا وحذرا في كلامه عن وجوب العدل وحقوق الشعوب في الحريات، ولكنه حينما أشار إلى التلويح بأن البديل عن نظام الأسد، على الأرجح، هو جماعات إسلامية، سنية بطبيعة الحال، فهو قد أرسل الرسالة القاتلة إلى مشاعر المتلقين لكلامه ممن يقفون ضد مجازر الحكم الأسدي التي تزداد صلفا وفجورا يوما بعد يوم.

هو أيضا اصطف في معسكر مسيحيي النظام الأسدي في سوريا أمثال الجنرال عون، وغيره، رغم أنه كان يعلن من حين توليه لكرسي بكركي أنه على مسافة واحدة من جميع القوى، لكنه بهذا التصريح وضع نفسه بالكامل في معسكر عون وحزب الله وأمل، كما يلاحظ الكاتب الزميل إياد أبو شقرا في مقاله الأخير بهذه الصحيفة.

من أجل ذلك كله صعق رموز المعارضة المسيحية في صفوف «14 آذار» من كلام البطريرك، وتنادوا للتعليق عليه، والتعبير عن نقده ورفض رهن المصير المسيحي ببقاء النظام الأسدي، وكأن خلاص الشعب السوري من بطش الأسد يعني الإضرار بالوجود المسيحي!

حزب القوات اللبنانية كان الأعلى صوتا في الاعتراض على مقاربة البطريرك، الفرنسية، وأيضا نائب رئيس البرلمان فريد مكاري الذي تحدث عن أن 70 في المائة من مسيحيي لبنان ليسوا متفقين مع كلام الراعي، وأنهم منحازون للثورة السورية، وكذلك قال دروي شمعون رئيس حزب الوطنيين الأحرار، الذي ذكّر الراعي بما فعله النظام السوري بالدور المسيحي في لبنان، حيث إن القوة السياسية المسيحية اللبنانية إنما ضربت وقهرت على يد قوات ومخابرات حافظ الأسد وابنه بشار، وليس على يد قوى سنية!

أما قوى السلطة الجديدة، عون، وحزب الله، وأمل، فسارعوا طبعا إلى الترحيب بـ«حكمة» البطريرك.

يبدو أن الأمر لم يكن من الممكن السكوت عنه، بعد ردود الفعل هذه، لذلك سارع البطريرك الراعي إلى «تفسير» كلامه من جديد، وقالت صحيفة «النهار»، الصحيفة الأشهر في لبنان، إن البطريرك الراعي لم ينتظر ما تردد عن رغبة كثيرين في لقائه لشرح حقيقة مواقفه، بل حرص فور عودته على عقد لقاء إعلامي مصغر حضرته «النهار» ورغب عبره في تفصيل بعض ما لم يقله في كلامه لدى وصوله إلى مطار بيروت.

ورأى في هذا اللقاء أن كلامه في فرنسا «اجتزئ وأخرج من إطاره ولذلك فُهِمَ على غير محله أو تم تحويره». وأعلن أنه ركز في محادثاته مع المسؤولين الفرنسيين على ثلاثة أمور هي: «أولا أننا مع الإصلاح في العالم العربي على كل المستويات بما فيها المستوى السياسي وفي كل الدول العربية بما فيها سوريا، كما أننا مع مطالب الناس بحقوقهم وبالحريات العامة. ثانيا أننا لسنا مع العنف من أي جهة أتى (...). وثالثا لسنا مع أي نظام أو ضد أي نظام ولا ندعم أي نظام».

وذكر البطريرك الراعي «إننا أبرزنا مخاوفنا من ثلاثة أمور أيضا هي الانتقال من الأنظمة القائمة التي تتصف بالديكتاتورية إلى أنظمة متشددة (...) وتاليا فإن الخوف هو من الاختيار بين السيئ والأسوأ، كما نخشى أن نصل إلى حرب أهلية، لأن مجتمعاتنا مؤلفة من طوائف ومذاهب (...)، ولا يمكن أن ننسى احتمالات التقسيم إلى دويلات مذهبية يذهب ضحيتها المسيحيون أيضا». وأشار إلى أن المسؤولين الفرنسيين أخذوا ملاحظاته في الاعتبار «ولم يبد الرئيس ساركوزي أي تحفظات»، لافتا إلى «أنني تحدثت عن مخاوف للاستدراك وليس للتأكيد أن هذه الأمور ستحصل».

حتى نكون منصفين، وبصرف النظر عن مواقف البطريرك الراعي، قبل أن يتولى موقعه الروحي المسيحي الأبرز خلفا للبطريرك صفير، مع تيار عون، أو موقفه من سلاح حزب الله، أو مواقفه ضد «أسلمة» حكومة السنيورة للإدارة في لبنان، كما نسب إليه سابقا، بصرف النظر عن هذا كله، فإنه من الحيف والتعامي عن الحقيقة ألا نقول إن هناك قدرا كبيرا من المخاوف «الواقعية» لدى مسيحيي الشرق ولبنان، وكل الأقليات، تجاه مستقبل العالم العربي، وكيف سيكون شكل وطريقة الأنظمة الجديدة التي ستحكم العالم العربي، خصوصا مع صعود الإسلاميين بشكل حاد تناغما مع «التسونامي» الثوري العربي.

نعم.. من المغالطة أن نبخس من هواجس البطريرك الراعي ونحن نرى ماذا جرى لمسيحيي العراق، وكيف يعيش ملف أقباط مصر توترا دائما.

النقاش ليس في واقعية هواجس المسيحيين ورموزهم الدينية مما يجري أو سيجري، فهي في النهاية هواجس يجب تفهمها والإصغاء إليها وتجفيف كل موارد التعصب الديني في مجتمعاتنا، وهي بالمناسبة لم توفر حتى المسلمين أنفسهم! ولكن الاختلاف مع مقاربة كمقاربة البطريرك الراعي، الأولى طبعا قبل التوضيح الأخير، هي في الرهان على أن بقاء نظام كنظام الأسد سيمنع من ازدهار التعصب الديني الطائفي السني، على العكس، بل إن بقاء نظام يعتمد على الشوكة الطائفية، ويغذيها بشكل متواتر تحت قشرة خطاب علماني نضالي، هو الخطر الأكبر، وهو الغذاء «الأدسم» لجسد التعصب الديني السني!

الخوف مبرر الآن من انفلات الغضب السني على شكل مجاميع مقاتلة مع فجور آلة القتل الأسدية في سوريا وعدم وجود من يلجمها سياسيا.

2141521
لكن لنتذكر، وأكيد أن البطريرك المثقف يعرف ذلك أكثر منا، أن المجتمع السوري هو من أكثر المجتمعات العربية نفورا من الطائفية، وهو الذي تولى قيادة حركته الوطنية منذ قرن رموز شتى من كل طوائف ومكونات لبنان (فارس الخوري، سلطان الأطرش، صالح العلي.. إلخ).

الخشية هي من العكس، وهي أن استمرار النظام الأسدي في ممارسة القتل والفجور الدموي، هو الذي سيغذي خطاب التعصب الديني السني، لذلك فإن وجود حضور مسيحي ودرزي وعلوي وشيعي وكل مكونات النسيج السوري في الثورة يقضي على مزاعم الخطاب السني المتعصب والحاصر للمواجهة في ثنائية طائفية مقيتة.. إن أراد مستقبلا تسويق روايته عن الثورة.

إنها لحظة الخيارات الصعبة، ولكنها خيارات تنحاز للعقل والمنطق والمصلحة، قبل أن تكون منحازة للإنسان أولا وآخرا، وهذا هو جوهر رسالة المحبة المسيحية كما نعرف، وهي أمانة الراعي لرعيته.

m.althaidy@asharqalawsat.com
09-13-2011, 07:29 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #73
الرد على: إلياس زحلاوي : رسالتك هذه تعبر عن رأيك الشخصي ولا تمثلني كمسيحي سوري حوراني الأصل
تململ بين الناشطين المسيحيين السوريين من زعمائهم الروحيين المدافعين عن النظام..
بواسطة
admin
– 2011/09/13نشر فى: أخبار محلية
دعوات لعقد لقاء ضد المواقف الرسمية للكنيسة

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»
يتدارس عدد من الشباب السوريين من طوائف مسيحية عدة، فكرة عقد لقاء أو ندوة لبحث سبل إعادة المسيحيين إلى موقعهم الصحيح في الوطن السوري، وذلك للرد على مواقف آباء الكنائس السوريين الذين اختاروا وإن بشكل موارب الوقوف إلى جانب النظام السوري. ويقول الناشطون من الطوائف المسيحية التي تشكل نحو 4.1 في المائة من السكان، ويبلغ عدد أفرادها نحو 750 ألف نسمة (من أصل 22.5 مليون نسمة)، إن مواقف آباء الكنائس «تتناقض مع أبسط المبادئ الروحية والإنسانية للدين المسيحي، والتي تعز النفس البشرية وتنبذ العنف والقتل وتحرم إهانة وقتل الجسد باعتباره هيكل الروح القدس».
ووصف ناشط مسيحي يعيش في دمشق، وهو من المثابرين على المشاركة في المظاهرات المطالبة بالحرية، مواقف بعض رؤساء الطوائف المسيحية بأنها مواقف «مخزية». وقال الناشط لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي أجري معه من لندن، إن «رؤساء الطوائف يرتكبون خطأ فادحا بعدم استنكارهم وإدانتهم للقمع الوحشي الممارس ضدنا، أي الشعب السوري الأعزل، وكأن قتل البشر وانتهاك الحرمات لا يعنيان الكنيسة ولا رعاياها».
واعتبر أن هذا «يجرد الكنيسة السورية من إنسانيتها التي هي روح الدين المسيحي، كما يجردها من وطنيتها»، موضحا «لطالما كان مسيحيو المشرق العربي روادا في النهضة العربية وشركاء في النضال من أجل نيل الحرية والاستقلال». وعبر عن تمنيه ورفاقه من المسيحيين والمسلمين أن تخرج المظاهرات من الكنائس كما تخرج من الجوامع، وقال إنه «أصبح وعدد من الشباب والشابات المسيحيين من المثابرين على الصلاة يوم الجمعة في المساجد من دون أن يعلنوا أنهم مسيحيون، إلا أن إمام جامع في ريف دمشق لأكثر من مرة كان يختم صلاته بالسلام على المسلمين وغير المسلمين وهو ينظر إلينا».
وأكد الناشط المسيحي وجود عدد كبير من أبناء الطوائف المسيحية في أنحاء متعددة من البلاد من «المشاركين والداعمين للثورة»، عدا عن المسيحيين البارزين في المعارضة، لكنه رأى «أن موقف أرباب الكنائس يعمي على هذه المشاركة المشرفة»، ويسهم في تكريس دعايات النظام عن أن «ما يجري في سوريا اليوم ليس ثورة من أجل الحرية وإنما هو صراع طائفي بين المسلمين السنة والعلويين، وكأنما المسيحيين خارج ما يجري». وقال إن «هذا يلحق ضررا فادحا بالوجود المسيحي في المنطقة، إذ يعزله عن محيطه الإسلامي، ويقتلعه من جذوره».
ولا يرى الناشط مبررا للمواقف الرسمية للكنائس سوى أنها «تعتبر نفسها جزءا ملحقا بالسلطة الزمنية الزائلة، وتربط مصير السلطة الروحية بمصير السلطة الزمنية في سوريا، وأيضا شريكة لها في جرائمها وفي تآمرها على الوحدة الوطنية والدفع باتجاه تفريغ المنطقة من تنوعها». ولفت الناشط إلى أنه «لذلك لاقت الفكرة التي طرحها المعارض البارز ميشيل كيلو في شهر يوليو (تموز) الماضي قبولا في أوساط العلمانيين المسيحيين».
وكان المعارض السياسي والكاتب ميشيل كيلو دعا العلمانيين من مسيحيي المولد إلى «فتح نقاش أو عقد ندوة حول موضوع وحيد هو سبل إعادة المسيحيين إلى موقعهم الصحيح من الجماعة العربية الإسلامية، وإلى دورهم الثقافي المجتمعي في خدمتها، بعيدا عن أي سلطة غير سلطة الجوامع الإنسانية والمشتركات الروحية والمادية التي تربطهم بها». وقال إنه «في زمن التحول الاستثنائي الذي لا سابقة له في تاريخ العرب، فإن هكذا لقاء يمثل فرصة لامتلاك وبناء الدولة التي تعبر عن حريتها وحضورها في شأن عام عاشت المسيحية فيه وبفضله، لأنه كان مرتبطا بالدولة في مفهومها المجرد والسامي، ومنفصلا عن شأن سلطوي استبدادي الطابع والدور، مما حمى المسيحية من شرور وبطش السلطوية وغرسها بعمق حاضنتها الطبيعية، المستقلة نسبيا عن السلطة والسياسة، بفضل الإسلام وفضائه الإنساني، المتسامح والرحب».
وانطلق كيلو في دعوته إلى أن «الدين ليس ملكا للكنيسة، التي تبلد شعورها وفقدت علاقتها مع الواقع ومع حساسية المسيحية الإنسانية، ولأن للعلمانية الحق في ممارسة وفهم الدين بالطريقة التي تريدها، خارج وضد الكنيسة أيضا».
من جانبها، قالت ناشطة مسيحية من حماه لـ«الشرق الأوسط»، في اتصال هاتفي، إن تلك الدعوة بداية لانقسامات جديدة في الكنيسة، وحملت المسؤولية لرؤساء الطوائف «الذين لا يريدون أن يروا الواقع، وهو أن المسيحيين على الأرض يدفعون ثمن الحيادية السلبية لرؤسائهم الروحيين، سواء بعزلهم وقطع صلاتهم مع مجتمع يتشاركون فيه العيش مع المسلمين من مئات السنين، أو بقتل أبنائهم من الموالين للنظام والمتعاونين مع الأجهزة الأمنية». وأشارت إلى أن «أكثر من شاب مسيحي قتل خلال الأحداث، لا سيما في حمص، للاشتباه في تعاونهم مع الأجهزة الأمنية». ودعت رؤساء الكنائس إلى ضرورة التنبه إلى «خطورة تراكم الأحقاد»، والتي ستشكل خطرا كبيرا على الوجود المسيحي في المنطقة. وقالت إنها «لا تمانع في عقد ندوة أو مؤتمر للمسيحيين خارج الكنيسة وضد مواقف الكنيسة إذا لم تستطع أن تمثل رعاياها»، وقالت «لا يمكن للمسيحية في الشرق أن تكون بمعزل عما يجري، فكيف إذا كان أبناؤنا منخرطين في الثورة؟».
واتهمت الناشطة الحموية الكنيسة «برمي أبنائها إلى التهلكة، حين تتخلى عن الناشطين منهم في الثورة ولا تنصت لأصوات الحق»، مشيرة إلى «قيام عدد من الشباب بمخاطبة الكنيسة لاتخاذ موقف واضح إن لم يؤيد الثورة فعلى الأقل يستنكر القتل والعنف، ويكف عن ترويج دعايات النظام في التخويف من المسلمين والمد الإسلامي، لأن سوريا بحكم التاريخ والجغرافية بلد تعددي معتدل لم يكن يوما حاضنا للتطرف، منذ فجر الحضارة».
وعبرت الناشطة الحموية عن استيائها من مسيرات التأييد التي نظمها رجال الأعمال من غير المسيحيين ومن المؤيدين للنظام في الأحياء المسيحية في دمشق، فبدا وكأن كل المسيحيين يحبون نظام بشار الأسد، وقالت «تارة نسمع بطريركا يتحدث عن معنى البشارة باسم بشار الأسد، وأخرى يسهب كاهن في اللقاء التشاوري في الحديث عن إنسانية الرئيس بشار، وآخر يتخوف من الإسلام المتطرف.. إلخ». واعتبرت صمت الكنيسة وتغاضيها عن ذلك «عارا عليها»، كما أنه من العار أن تصمت عن انتهاك حرمة المساجد وقصف المآذن، وقالت إن «السكوت عن الرقص في الأحياء المسيحية على دماء أهلنا من الشعب السوري بجميع أطيافه، والتأييد لنظام ينتهك المساجد ويمزق كتب الله، لن يجنب البطش، فمن قصف المآذن لن يتورع عن قصف قبب الكنائس والصلبان». ولهذا وجهت الناشطة الحموية دعوة لأرباب الكنائس إلى «التعبير عن موقف ينسجم مع روحانية وإنسانية الدين المسيحي، ويحض المسيحيين على الحفاظ على الوحدة الوطنية بالتلاحم مع أبناء شعبه في نضاله من أجل الحرية، فالمسيح جاء لنصرة المظلومين لا الظالمين». وأكدت أن «المحنة التي يعيشها الشعب السوري اليوم تشكل اختبارا لمواقف رجال الدين الموالين للسلطة من كل الطوائف، الذين طالما تغنوا بالتعايش والعيش المشترك في حفلات وملتقيات جرت تحت رعاية السلطة»، متساءلة عما إذا كانت دعواتهم تلك «محض دعايات سياحية للنظام، وعما إذا كانت الكنيسة ترضى بالقيام بهكذا دور هزيل ومخز».
وكان البطريرك الماروني في لبنان بشارة الراعي قد ضم صوته، قبل يومين، إلى أصوات زعماء الطوائف المسيحيين في سوريا، ودعا إلى منح الرئيس السوري بشار الأسد فرصة لتطبيق الإصلاحات، معبرا عن مخاوفه من تفتت سوريا ونشوء حرب أهلية وأنظمة إسلامية. وعبر الراعي الذي تسلم مهامه قبل أشهر قليلة، خلفا للبطريرك نصر الله بطرس صفير الذي يعرف بمواقفه المتشددة ضد النظام السوري، عن تفهمه لموقف الأسد وفي الوقت نفسه عن «خشيته من مرحلة انتقالية في سوريا» قد تشكل تهديدا لمسيحيي الشرق، وذلك قبل زيارة مقررة إلى لورد في جنوب فرنسا. وصرح الراعي خلال مؤتمر أساقفة فرنسا «كنت آمل لو يعطى الأسد المزيد من الفرص لتنفيذ الإصلاحات السياسية التي بدأها». وقال «في سوريا، الرئيس ليس شخصا يمكنه أن يقرر الأمور وحده. لديه حزب كبير حاكم هو حزب البعث. (الأسد) كشخص هو إنسان منفتح، تابع دراسته في أوروبا، وتربى على المفاهيم الغربية. لكن لا يمكنه القيام بمعجزات وحده». وأضاف «لقد عانينا نحن من النظام السوري، لا أنسى ذلك، لكني أريد أن أكون موضوعيا، فهو (بشار الأسد) بدأ سلسلة من الإصلاحات السياسية، ومن المفترض إعطاء مزيد من الفرص للحوار الداخلي.. مزيد من الفرص لدعم الإصلاحات اللازمة وأيضا تفادي أعمال العنف والحرب». وأقر الراعي «لسنا مع النظام، لكننا نخشى المرحلة الانتقالية»، مضيفا «علينا أن ندافع عن المسيحيين وعلينا أن نقاوم بدورنا».
جولة على الواقع المسيحي في سوريا: يخلق واقعا إفتراضيا لدعم نظام يحمي نفسه بتغذية المخاوف لدى الأقليات
بواسطة
admin2
– 2011/09/12نشر فى: مقالات وتحليلات
إعتبر نائب الرئيس السوري المنشق عن النظام منذ العام 2005 عبد الحليم خدام أن مشكلة...
إعتبر نائب الرئيس السوري المنشق عن النظام منذ العام 2005 عبد الحليم خدام أن مشكلة البطريرك الماروني بشارة الراعي تكمن في أنه غير مطلع على تاريخ الشعب السوري وعلى حجم ثقافته الوطنية وعمقها.
وقال في حديث خاص بـ"يقال.نت" إن الراعي متأثر ببعض الوفود التي يرسلها النظام السوري إليه لتحريضه ودفعه الى إطلاق تصريحات تتعارض مع واقع حياة السوريين كما مع الواقع العام لحياة اللبنانيين.
وكشف خدّام ، وهو حاليا رئيس جبهة معارضة أنشأها قبل سنوات بهدف إسقاط النظام السوري الحالي، تاريخ المسيحيين في سوريا وواقعهم الحالي ومخاطر الدفاع عن نظام يثير الأحقاد الطائفية في سوريا من خلال ادعائه حماية الأقليات.
وقال:" إن المسيحيين في سوريا هم أحد المكوّنات التاريخية الوطنية للشعب السوري."
المسيحيون في مطلع الإستقلال
وتابع: في مطلع الإستقلال تمّ اختيار المرحوم فارس خوري رئيسا للبرلمان ، ثم أصبح رئيسا للوزراء مرات عدة. ويمكن القول إن نموذج فارس خوري كان يعكس واقع الأمر في الحياة السياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية. لقد كان للقادة المسيحيين دور كبير في مرحلة بناء دولة الإستقلال.
المسيحيون في دولة الوحدة
ولفت الى أنه " بعد قيام دولة الوحدة مع مصر وحصول عملية التأميم ، إختفت البورجوازية الوطنية بشكل عام، والمسيحية بشكل خاص ، عن المسرح وهاجرت من سوريا، الى لبنان وأوروبا والقارة الأميركية، وبالتالي تراجع دور تلك القيادات التاريخية، من دون أن تبرز في الأجيال الجديدة قيادات، سواء لدى المسيحيين أو لدى المسلمين، قادرة على إملاء الفراغ في القيادة السورية."
المسيحيون بعد 8 آذار
وأضاف: "أما التطور الثاني ، فكان بعد حركة 8 آذار واستلام حزب البعث للسلطة. لقد تبنى حزب البعث نهجا ثوريا أدى الى توسيع هيمنة الدولة على الساحة الإقتصادية ، مما أدى الى هجرة الكثير من السوريين، من مسيحيين ومسلمين، وتاليا فقد خرج معظم الطواقم السياسية والإقتصادية من سوريا."
وأشار الى أنه " مع ازدياد حدة الهجرة ولا سيما في صفوف المسيحيين ومع تراجع الدور الإقتصادي كما السياسي للمسيحيين ، برزت تيارات سياسية بين الشباب المسيحي، فتكتلوا في أحزاب تعمل تحت مظلة النظام، كالحزب الشيوعي وحزب البعث."
وقال: " على الرغم من كل هذه الظروف ، لم يتعرض أي مسيحي للأذى ، سواء من قبل شركائه في الوطن أو من قبل السلطة، ومن تعرض لأي مضايقة فيكون قد تعرض لاسباب تشمل جميع السوريين."
كان للمسيحيين…
وتذكّر أنه كان لحلب سابقا 13 نائبا موزعين 7 على المسلمين و6 على المسيحيين، في حين يوجد حاليا نائب واحد لحلب ينتمي الى الأرمن، في حين أن حمص كانت تعرف تجمعا مسيحيا كبيرا حيث كان هناك تأثير لآل شماس، ولكن لم يعد هناك ، في ظل نظام الأسد، أي كان.
ويجزم أنه عندما يخرج أحد أبناء العائلات المسيحية حاليا للدراسة في الخارج لا يعود الى سوريا ابدا، وقد سجلت ، خلال الأربعين السنة الماضية ، هجرة لحوالي 4 ملايين سوري من جميع الطوائف.
النظام وإثارة المخاوف
وتابع:" في ظل اتساع دائرة الإحتقان الطائفي في سوريا، نجح النظام في إثارة الخوف لدى الأقليات الدينية والمذهبية ، نتيجة لما كان يصوره لهم من ردود فعل يتخيلها ، وبالتالي فهو وضع هذه الأقليات في قلب دائرة الخوف فلجأت بأكثريتها الى النظام ، على الرغم من أن أيا من أبناء هذه الأقليات لم يستطع أن يسجل ظاهرة طائفية من قبل الأكثرية ضدهم( يعتبر خدام أن الأقليات في سورية تشكل حاليا نسبة 20 بالمائة من بينها 5 بالمائة ينتمون الى الطوائف المسيحية، بحسب إحصاء الأحوال الشخصية للعام 2008).
أقول للراعي
وفي سياق توجهه الى الراعي في الكلام قال خدام :" إن السوريين معروفون باعتدالهم ، ولم تستطع أي حركة أصولية ، إسلامية أم مسيحية، أن تؤسس جذورا لها، فيما الحركة الوحيدة التي تأسست هي "فتح الاسلام" ، وقد أسسها النظام ليستخدمها في لبنان."
أضاف:" من المؤسف أن البطريرك الراعي ، وبحكم موقعه الكنسي، لم يتصوّر خطورة ما يطرحه حول المسيحيين في سوريا، فهل يعقل الإنطلاق من أن الطائفة المسيحية هي أقلية في سوريا، لخلق حالة إفتراضية، وهي قيام حكم أصولي في سوريا، يلحق أضرارا بالمسيحيين ، لتُغطي حالة واقعية أخرى، وهي أن النظام في سوريا يقتل يوميا عشرات المواطنين ويعتقل عشرات الآلاف ويذل الناس؟"
وتابع:"يأتي البطريرك ليدعم هذا النظام بكل جرائمه ضد حالة افتراضية ليس لها أي مؤشرات واقعية على الأرض ولا في ذهن السوريين أو في نفسيتهم أو في عاداتهم أو في تاريخهم."
ونبه الى أنه "كان من المفترض ألا يزج البطريرك موقع بكركي في خدمة نظام يذبح السوريين ويذلهم."
وقال:" في هذه المناسبة ، ألفت عناية البطريرك الراعي ، إلى أن حراكا كبيرا تشهده الطائفة العلوية الكريمة في سوريا، لأنها بدأت تستشعر الخطر الذي جلبه لها هذا النظام بوضعها في مواجهة طائفية مع مكوّنات الشعب السوري، كما ألفت الى أن هذا النظام هو بذاته المناخ الذي سينمو في ظله أسوأ أنواع التطرف، لتصبح سوريا في وقت لاحق، إذا لم يتم إسقاط النظام، الملاذ لكل المتطرفين في العالمين العربي والإسلامي."
أضاف:" نحن نعمل من أجل أن يكون التغيير في إطار المحافظة على الوحدة الوطنية ومحاسبة جميع الأشخاص ، مدنيين وعسكريين، على الرجائم التي ارتكبوها بحق الشعب السوري، وليس على اساس انتماءاتهم الطائفية أو السياسية أو الحزبية."
وأشار إلى أن "هذا التوجه يحتاج الى دعم الجميع، ومن غير المنطقي أن يدعم الخائفون النظام الذي يركب الموجة الطائفية البغيضة."
وختم:" من واجبات المعارضة أن تدرك أن أي نظام جديد يقوم على ردود الفعل والأحقاد والإنتقام هو نظام يتناقض مع المصالح الوطنية، وبهذا فقط نجنب بلادنا ما حصل في العراق ، لأن مبدأ الحرية متى أعطي للجميع يسمح بإطلاق آليات المساءلة العادلة ويكبح جماح التطرف والإنتقام والتسلط."
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 09-13-2011, 01:13 PM بواسطة بسام الخوري.)
09-13-2011, 01:11 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #74
الرد على: إلياس زحلاوي : رسالتك هذه تعبر عن رأيك الشخصي ولا تمثلني كمسيحي سوري حوراني الأصل
ثلاث مسائل وشكرا
الياس خوري
2011-09-12


1- الشهيد الحمصي: كان الرجل، العشريني مرميا وسط حلقة من الجنود، جسده يرتعش، وروحه تتململ عطشا الى الحياة. فجأة تقدم احد الجنود من الجسد المرمي وركله بحذائه الأبيض، سرت ارتعاشة في الرجل الجريح، ما يدل ان بقايا الحياة لا تزال تسري في الجسد المدمى. تقدم جندي آخر سحب مسدسه واطلق النار، شاهدنا الرصاصات تخترق الجسد، وتزحط على اسفلت الشارع.
همد الجسد، وسط نظرات الجنود التي تمتزج فيها اللامبالاة بالتشفّي، ثم اختفت الصورة.
صوِّر هذا المشهد الوحشي في مدينة حمص، وبثته شبكات التواصل الاجتماعي قبل ان ينتقل الى الفضائيات.
حمص التي صارت منذ اسبوع مسرحاً للقتل والنهب والاستباحة، شهدت هذه الجريمة المروعة التي حدثت في الشارع، وامام عين الكاميرا. كانت وجوه القتلة مستطيلة وممسوحة الملامح. لا ادري لماذا لم استطع ان اراهم سوى كالأشباح.
لكنني رأيته، كان كالذبيحة التي تغلب الموت بموتها. وفهمت رمز الخروف المذبوح، ومعنى ان تنتصر الضحية على الجلاد.
شكرا لحمص.

2- انها مصر

فاجأ المصريون انفسهم مرة ثانية. ففي جمعة 'تصحيح المسار' التي دعا اليها شباب الثورة، وفي غياب تام للاخوان، عاد ميدان التحرير الى اصحابه الشرعيين، واثبتت الثورة انها لن تستسلم للشكل الانقلابي الذي اتخذته سلطة المجلس العسكري.
قال الثوار ان تصحيح المسار ليس مسألة لها علاقة ببنية السلطة فقط، بل يمس المسألة التي تجاهلها الجميع، وبنى عليها اصحاب نظرية المؤامرة متن خطابهم. طُرح التساؤل عن علاقة الثورات العربية بمقاومة الاحتلال والغطرسة الاسرائيليين، وكان الجواب الجاهز الذي صاغته الديكتاتوريات في كل مكان، من طرابلس الى دمشق، هو ان هذه الثورات مؤامرة امريكية اسرائيلية من اجل ضرب خط الممانعة!
امس في مصر، اثبت التيار الديموقراطي المدني الذي اطلق شرارة ثورة 25 يناير، ان الحرية لا تكون من غير التحرر، وان الديموقراطية هي طريق استعادة الكرامة الوطنية المهدورة.
فكان لا بد للشعب من اقفال سفارة الاحتلال، معلنا ان طريق الحرية لا تزال تحتفظ باسمها الفلسطيني، اذ لا حرية تحت ارهاب الاحتلال والعنصرية والغطرسة.
شكرا لميدان التحرير.

3- تكرار الخطأ/الخطيئة
'
منذ اندلاع الثورة السورية والكلام الطائفي المعلن والمستتر يستفزني. ما علاقة المسألة الطائفية بقضية شعب يطالب بالحرية ويموت في سبيلها؟ وكيف يجرؤ اصحاب اللغة الطائفية المقيتة والسوداء، على الاقتراب من انتفاضة شعبية تميزت بالنبل والصبر والشجاعة؟
استطيع ان افهم لجوء النظام الى تحريض الغرائز كي يجعل من الأقليات الدينية دروعا بشرية لحماية العائلة الحاكمة والمافيا. لذا كان رد الشعب السوري من خلال تنسيقيات الثورة السورية هو رفع شعار 'الشعب السوري واحد'.
لكن ما لا استطيع فهمه هو لجوء بعض المرجعيات الدينية، وخصوصا في الوسط المسيحي الى التطوع للدفاع عن الديكتاتورية بوصفها حامية للمسيحيين في سورية ولبنان، كأن الأقلية المسيحية تضع نفسها من خلال البطريرك اللبناني الماروني او البطريرك الارثوذكسي السوري وبعض رجال الاكليروس، في صف الاستبداد، وترهن مصيرها بمصير الديكتاتور؟
هنا اريد التذكير بالخطيئة المميتة التي ارتكبتها المارونية السياسية في لبنان، حين استطاعت قوات بشير الجميل التي هيمنت بالعنف المسلح على المناطق ذات الأكثرية المسيحية، ان تفرض تحالفا احمق مع اسرائيل، وان تمشي في ركاب دبابات الاحتلال التي اوصلت بشير الجميل ومن بعده شقيقه امين الى سدة الرئاسة.
كانت تلك التجربة التي شاركت في التنظير لها الرهبانيات المارونية هي اللحظة المفصلية التي ادت الى هزيمة سياسية مروعة للطبقة السياسية المسيحية، بحيث لم تعد تستطيع ان تلعب اكثر من دور الكومبارس في الصراع على السلطة.
كان التحالف مع اسرائيل خطأ باهظ الثمن، وشكّل خيانة وطنية موصوفة، وارتدادا عن كل القيم الاخلاقية والوطنية والسياسية التي صنعتها النهضة العربية. اما ثمنه اللبناني فكان كبيرا، اذ قاد الى حرب اهلية مسيحية- مسيحية، انتهت بالهيمنة المطلقة للنظام السوري على لبنان.
واليوم يتكرر الخطأ نفسه ولكن بشكل كاريكاتوري. استطيع ان اتفهم ان عظامية الجنرال عون وشهيته للسلطة دفعتاه الى التحالف مع نظام الوصاية الذي ارسله الى المنفى الفرنسي، لكنني لا استطيع ان افهم ماذا يريد بشارة الراعي بطريرك الموارنة الجديد. هل يعتقد الراعي انه بدعمه للعائلة الحاكمة واخافة الناس من حكم الأكثرية السنية في سورية، ومن الاخوان المسلمين، يدافع عن المسيحيين؟ ومن قال له ان رهن الوجود المسيحي بالديكتاتور يشكل ضمانة؟ ثم ما هذه اللغة المذعورة التي تتناسى ان المسيحيين مواطنون اولا وان هذه البلاد لهم مثلما هي للمسلمين؟
ما قاله البطريرك كارثة اخلاقية وسياسية. وهو في هذا لا يستطيع الادعاء بأنه يمثل احدا. فلينصرف الى عمله الديني والرعائي، ويترك للمواطنين مهمة صوغ العقد الاجتماعي الجديد الذي سينشأ على انقاض الاستبداد، وهو لن يكون بالتأكيد عقدا بين الطوائف، بل بين المواطنين كأفراد احرار في دولة حرة.
خطأ اليوم يشبه خطيئة الأمس، انهما تلاعب احمق بمصير الأقليات، عبر استعادة الخطاب الاستعماري القديم. البطريرك الراعي يعرف او لا يعرف، لست ادري، لكنه للأسف يستخدم الخطاب نفسه مقلوبا، وينسى ان الحرية هي الضمانة الوحيدة لجميع المواطنين.
شكرا للذاكرة.
09-13-2011, 05:00 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #75
RE: إلياس زحلاوي : رسالتك هذه تعبر عن رأيك الشخصي ولا تمثلني كمسيحي سوري حوراني الأصل
الراعي والدفاع عن النظام السوري
عبد الرحمن الراشد
الاربعـاء 16 شـوال 1432 هـ 14 سبتمبر 2011 العدد 11978
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: الــــــرأي

بطريرك الطائفة المارونية بشارة الراعي لم يخدم النظام السوري، بل أضر بالمسيحيين في سوريا، وبصورتهم في العالم العربي، عندما سافر إلى باريس وأبلغ الفرنسيين قلقه من سقوط النظام السوري ووصول جماعة أصولية سنية إلى سدة الحكم. فقد تلقف الخبر الجميع في المنطقة على أن بطريرك الموارنة يقوم بحملة للدفاع عن النظام السوري الذي يغرق في دماء مواطنيه، ويحرض ضد السنة في سوريا، ويريد من فرنسا الكاثوليكية، وهي لاعب رئيسي في محاصرة نظام الأسد، أن تقدم مخاوف المسيحيين السوريين واللبنانيين على دعوات إسقاط النظام بغض النظر عما يفعله في حق مواطنيه!

ولا أدري إن كان حرص البطريرك على سلامة رعيته يأتي من خلال وضعهم في مرمى الهدف بالدفاع عن نظام ساقط، أو بالاستنجاد بحمايتهم من نظام مفترض لا نرى له وجودا إلا في دعاية الإعلام الرسمي السوري الذي يخوف به العلويين والمسيحيين.

لا أحد سيقبل بنظام سني متطرف يستهدف أي فئة سورية، وسيحارَب من السنة كما حوربت الجماعات المتطرفة الأخرى وأُفشل وصولها إلى الحكم.

إن أكبر خرافة هي تلك التي تزعم أن النظام السوري ضمانة ضد التطرف الديني. الحقيقة أن النظام السوري هو الذي شجع التطرف في السنين القلقة الماضية، لولاه لما وجد اليوم حزب الله واستمر، ولولاه لما عاشت حماس و«الجهاد الإسلامي» التي ترعرعت في دمشق، ولولاه ما استطاع تنظيم القاعدة السني المتطرف التجمع في الشام، والانطلاق عبر الحدود وارتكاب جرائمه المروعة في العراق التي راح ضحيتها، من سنة وشيعة ومسيحيين، عشرات الآلاف خلال السنوات السبع الماضية، بحجة محاربة الاحتلال الأميركي. ولولا النظام السوري لما وجد الملالي في نظام إيران موطئ قدم في العالم العربي. فكيف يقول الراعي إنه يخاف من نظام سني متطرف يصل إلى الحكم في دمشق؟ إن أكبر راع للحركات الإسلامية المتطرفة كان ولا يزال النظام السوري، والبراهين ماثلة أمام أعين الجميع.

ولا يفترض أن يغيب عن القيادات المسيحية أن حرص النظام السوري على استخدامهم في الدفاع عنه لن يفلح في إنقاذه، بل سيورطهم فقط. لقد تجاوزت الأحداث إمكانية إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وبات النظام يريد أن يجر معه، وهو يغرق، كل من يستطيع الإمساك به. وهذا ما يجعلنا نستغرب تورط رأس الكنيسة المارونية في الدفاع عن أسوأ نظام عرفته سوريا في تاريخها، نظام ولغ في دم المسيحيين والمسلمين في لبنان نفسه، بل إن هذا عبث سياسي خطير. ولا نستطيع أن نقارن شخصية في مكانة البطريرك مع سياسي مثل سليمان فرنجية ملتصق بالنظام السوري، أو سياسي متقلب مثل الجنرال عون، لأن كليهما سيسارع فور سقوط النظام إلى التبرؤ منه والالتصاق بمن يخلفه، كأي سياسي آخر يتنقل بحسب مصالحه. هل سيعود غدا الراعي ويتبرأ من أقواله ومن مشاركته في الدفاع عن النظام هناك؟ وماذا عن رعيته؟

وطالما أن البطريرك هو من يقول إن نهجه الصراحة والموضوعية، فإن الموضوعية تقتضي من القيادات المسيحية أن تشارك في الانتفاضة حتى تشارك في الكيفية التي تنتهي بها، وتشارك في صياغة مستقبل سوريا بدل أن تقف بعض هذه القيادات في الطرف الآخر من الشارع، إلى جانب النظام الذي لم يرتكب أخطاء جسيمة في ستة أشهر مضت فقط بل ارتكب أخطاء متسلسلة في أربعين عاما في حق السوريين وحق اللبنانيين بمن فيهم المسيحيون.

alrashed@asharqalawsat.com


(06-12-2011, 08:59 PM)بسام الخوري كتب:  103

يا أبونا لماذا تحشر اسرائيل بكل ما يحدث في سوريا ....للأسف فقد أصابك الخرف 73 ...لم أقرأ لك كلمة واحدة عن عشرات القتلى والجرحى والمعتقلين

أذكرك بأن مجمل ما قتلته فرنسا خلال 26 عاما لايصل ل 10 % مما فعله النظام الحالي وعدد شهداء ميسلون لايتجاوز عدد قتلى حماة في جمعة واحدة 2011
2talk


ما دخلك لتحشر ليبيا بالموضوع السوري
2talk
أرجو ان لاتكرر كل مرة ككاهن سوري 2332 وكأنك تعبر وتحاول أن توحي بأن كل الكهنة من رأيك

إذا النظام ضحك عليك24 بوسام منحتك إياه اسماء الاسد وبضع حفلات لفرقتك جوقة الفرح في دار الاوبرا , فهذا لايمنحك الحق بهكذا رسائل قد تعطي الانطباع أن كل مسيحيي دمشق وسوريا من رأيك
2332
وصلت لسن 80 سنة فلتتقاعد عن رساءلك وهي قد أصبحت ركيكة لتحتفظ بما تبق لك من احترام من كاثوليك ومسيحي دمشق
2332
أقولها صراحة على كاهن مثلك في هكذا أوساط عصيبة أن يقول كلمة حق وإن كان يخشاها فعليه بالصمت على أقل تقدير







ليس تفاخرا ولكن الا تلاحظون أنني استبقت كل الصحافيين والسياسيين الجهابذة عندما كتبت رأي وإن بطريقة أقل حرفية قبل ثلاثة أشهر أي في 12 حزيران 2011


15215
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 09-14-2011, 05:28 AM بواسطة بسام الخوري.)
09-14-2011, 05:25 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #76
الرد على: إلياس زحلاوي : رسالتك هذه تعبر عن رأيك الشخصي ولا تمثلني كمسيحي سوري حوراني الأصل
المسيحيون والثورة في سوريا: كيف نواجه مخاوفهم؟
د. نجيب جورج عوض
يبقى السؤال عن موقف المسيحيين السوريين من الثورة في بلادهم واحد من الأسئلة التي يشوبها الكثير من اللغط بل والغموض عند العديد من أبناء الشارع السوري. في الشهور الستة الماضية، تفاوتت الآراء حول نظرة المسيحيين الفعلية للثورة ودورهم فيها. ففريق من الناس اتهم المسيحيين بأنهم يؤيدون النظام ويدافعون عنه، لا بل ويبررون له خياره الأمني. فريق آخر اتهم المسيحيين باعتكاف الصمت مثلهم مثل الأقليات الأخرى في البلد (مثل العلويين والدروز والأكراد إلى حد ما) وعدم رفع الصوت المطالب على الأقل بالكف عن العنف والدم والممارسات الأمنية القمعية أو الداعي للتغيير والإصلاح. في حين أن فريق آخر من المراقبين والمعنيين بالشأن السوري حاول أن يدافع وإن بخفر وصوتٍ خفيض عن المسيحيين ويؤكد على حضورهم الفاعل في الثورة وعلى مشاركة العديد منهم، وإن كان فردياً، في الحراك، لا بل وتعرضهم أسوة بأخوانهم وأخواتهم المسلمين في البلد للاعتقال والتعذيب والترهيب والملاحقة من النظام.
أما في إطار الشارع المسيحي وسياقه الداخلي، فقد وازى تفاوت مواقف المسيحيين من الثورة التفاوت في تفسير الآخرين لمواقفهم. فهناك بين المسيحيين من يقف فعلاً مع النظام ممثلاً حصرياً بشخص رأسه، الرئيس الأسد. هو لا يقف مع النظام بحد ذاته فهو يعرف مساوئ هذا النظام وفساده. إلا أنه يقف مع شخص الرئيس بالذات لأنه يعتقد أنه هناك أمل في أن يحقق هذا الرئيس وعوده إن إتيحت له الفرصة بذلك وإن تمت مساعدته على التخلص من إرث المنظومة السلطوية التي ورثها عن والده واضطر للتعايش معها دون أن يتمكن من تجديدها أو إقناعها على التحلي برؤاً ودماء جديدة. يمكن للمرء طبعاً أن يفند هذا الاعتقاد ويحلله نقدياً ومنطقياً ويكشف ضعفاته العديدة على المستوى الواقعي والتاريخي. ولكن لا يمكن للمرء أن يتجاهل حقيقة هذا الرأي واعتقاد فريق من الشارع المسيحي بهذا الاعتقاد وإيمانه به.
هناك من جهة أخرى مسيحيون إصلاحيون ويؤمنون بالحرية ويريدون أن يروا سوريا ديمقراطية ومدنية وحرة ودولة قانون خالية من الفساد والقمع, وهم حتماً ضد ممارسات النظام التاريخية والاستبدادية وهم حتماً ضد أيضاً خياره الأمني والدموي وقتله اليومي للمتظاهرين العزل في الشارع وكلهم يتمنون لو أن النظام تعقل ولجأ للخيار السياسي والحواري. إلا أنهم وبنفس الوقت لا يشعرون أن المعارضات الناطقة باسم الثورة السورية والشارع، خاصة المعارضات الخارجية، تمثلهم وتنطق باسمهم أو أنها حتى تعترف بهم كجزء لا يتجزأ من الشعب السوري وكلاعب أساسي وعنصر بنيوي في سوريا المستقبل، سوريا مابعد-البعث ومابعد-الأسد. السبب الأول لمخاوفهم هو: إما، أولاً، تاريخ تلك المعارضات الخارجية الإسلاموي والطابع الدموي الذي قدمته تلك المعارضات عن نفسها خلال أحداث الثمانينات في سوريا، والتي لم تمح أبداً لا من ذاكرة السوريين الذين دفعوا دمهم ثمناً لها ولا السوريين الذين شهدوها ولم يكونوا طرفاً مباشراً فيها. وإما، ثانياً، طابع ولهجة الخطاب الحالي لبعض المعارضات التي إما تتبنى لغة طائفية وتعبوية وتصنيفية ذات مضمون ديني أو لغة تعبوية تجييشية ذات مضمون عنفي وصدامي بل وانتقامي. فالمسيحيون يخافون من الأول لأنه يذكرهم بتاريخ أسود عاشوا فيه كأهل ذمة تحت نير سلطة وحكم أبناء دين آخر يخافون أن يعتبرهم كفار وأن يضطهدهم بسبب ذلك. كما أنهم يخافون من أن يتعرضوا، إذا ما حظى المعسكر المعارض ذي الخلفية الدينية على عصا السلطة، لما تعرض له المسيحيون في العراق أو لما يعانيه المسيحيون اليوم في مصر من تهميش واستمرار في الاضطهاد والتعرض للعنف الديني بالرغم من مشاركتهم بالثورة في مصر وملئهم لساحة ميدان التحرير أسوة بأخوانهم المسلمين. من جهة أخرى، يخاف المسيحيون من النموذج المعارض الثاني لأنه يريد برأيهم أن يطيح فقط بحكم آل الأسد لا أن يصلح سوريا ويعيد تأسيسها على أسس مدنية وديمقراطية وحرة وتعددية تضمن للجميع حقوقه ودوره الفاعل. فهم يخافون من لهجة ذاك الخطاب المعارض الغاضبة والتحريضية والتي تبدي استعداداً للاستعامة بكل الوسائل للانقلاب على النظام والحلول محله، حتى ولو كان هذا سيعني تحويل سوريا إلى ليبيا أو اليمن ودفع الناس للانخراط في حرب أهلية واقتتال داخلي، يعلم المسيحيون تماماً أن لا قدرة لهم عليه ولا نجاة لهم من الفناء بسببه إن حدث. انطلاقاً من هذا، يشعر هؤلاء المسيحيون أن رغبتهم، التي لا تقل قوة وصدق عن رغبة الشباب السوري الثائر في الشوارع، بالتغيير في سوريا رغبة غير مسموعة وغير مسموح لها أن تعبر عن نفسها على طريقتها، وأنَّ المجال الوحيد للتعبير عن ثورتها الخاصة يشترط عليها إما أن تخضع نفسها لمصلحة النظام كيلا يقمعها هذا الأخير ويتهمها بالخيانة، أو أن تقبل بالانجراف في ثورة الشارع والانزلاق وراء تجييشية بعض أطرافها وأن تفقد بهذا تمايزها عن أصوات المعارضة المذكورة في الأعلى، وإلا فالشارع سيتهمها بالجبن والتخاذل والتنكر لآلام الناس. خياران كلاهما مر ويدفع المسيحيين التواقين للتغيير (وأنا أجزم أنهم الأكثرية في الشارع المسيحي) يلتزمون لا الصمت ولكن السكون والبقاء في الظل بانتظار فرج قريب.
نعم، هناك مسيحيون (ناهيك عن المسلمين) ما زالوا يؤمنون بشخص بشار الأسد كرئيس وقدرته على القيام بما وعد به من إصلاحات إذا ما تعاون الشارع معه. مهما بدا لكثيرين منا مثل هذا الاعتقاد واهماً وغير منطقي وخاطئ، إلا أنه اعتقاد حقيقي وموجود وعلينا أن نحترم على الأقل أصحابه ونعاملههم برغمه كجزأ لا يتجزأ من سوريا التي نريد ونحلم، وإلا سنصبح مماثلين للنظام في تصنيفيته وإقصائيته وعقليته الرافضة للآخر المختلف. ونعم، هناك مسيحيون (ناهيك أيضاً عن مسلمين) عندهم خوف حقيقي وعميق من أي بديل أسلاموي أو ديني عن النظام الحالي وهم يرون ما حصل في العراق للمسيحيين كابوساً مرعباً وهم يهجسون أيضاً بما يحدث للمسيحيين في مصر. نعم هناك خوف عند مسيحيين كثر من أن يعودوا لاختبار صعوبة وضنك العيش تحت رحمة دولة "دار الإسلام" و "أهل الذمة" ورحمة فرض الشريعة الإسلامية وحرمانهم من فضاء عيش حر يكونون فيهم اختلافهم بكل مستوياته. نعم هذا الخوف موجود حتى ولو كنا قادرين على تفنيده وتبيان جانب المغالاة واللاواقعية وعدم الدقة في تضاعيفه، خاصة وأننا نعيش اليوم في زمن آخر وعلينا أن نأخذ بعين الاعتبار الفضاءات التعددية والمتنوعة في قلب الفكر الإسلامي وتجاربه التاريخية، ولا يجب أن نقرأ تاريخ التعايش الديني في المنطقة بعين واحدة سلبية انتقائية ترى النقاط السوداء وتتعامى عن النقاط المضيئة وهي كثيرة في تاريخ المنطقة. أنا من المسيحيين الذين يؤمنون بأن الخوف من البديل الإسلاموي خوف سيكولوجي أكثر منه عقلاني ومنطقي، وأؤمن أنَّ الخوف من المجهول يجعل المجهول أقوى، في حين يجب علينا أن نستعد للتعاطي مع المجهول بشكل فاعل وإيجابي مهما كان. أقول هنا، نعم هناك تلك الهواجس والمخاوف عند المسيحيين في سوريا وما لم نبدأ بأخذها حقاً بعين الاعتبار والاهتمام ونسعى لفهمها وسبرها وتفكيك مكوناتها، بدل أن نهاجمها وندين أصحابها عليها ونتهمهم بالتقاعس، كما فعل البعض، لا يمكننا أن نفهم بشكل عميق وحكيم ودقيق سبب تمسك المسيحيين في سوريا إما بالأمل بوجود صلاح في النظام أو بالانزواء والركون في الظل والسكينة دون الحضور المادي والفاعل والجمعي في الثورة.
أكتب تلك السطور كمسيحي سوري يقف مع شعب سوريا بكل أطيافه ويؤمن بثورته السلمية والحرة ونبل رسالتها لا بل ونبل ووعود نتائجها المشرقة. وأنا من الداعين بين المسيحيين إلى التغلب على الخوف من الإسلام السياسي واستبداله بالحوار والتفاعل ومقارعة الرأي بالرأي والطرح بالطرح والدور بالدور، بدل الارتهان للخوف والتشكيك والرفض وافتراض سوء النوايا. ومنذ اندلاع الثورة السورية وأنا أدعو أخوتي في المسيح لمحاربة مخاوفهم وهواجسهم وعقلنة رؤيتهم للأمور وتحليهم بالتفاؤل.
إلا أنني أعتقد أن هناك رسالة يجب أيضاً على أحد أن يوجهها للشارع المسلم في سوريا بكل أطيافه المعارضة، الإسلاموية والعلمانية واليسارية واليمينية والليبرالية وسواها، ولكن بشكل خاص الإسلاموية منها. أود أن أدعو أطياف المعارضة السورية الخارجية والداخلية وخاصة منها الإسلاموية إلى أن تحاول هي أيضاً أن تمد يدها للشارع المسيحي في سوريا وأن تتواصل مع فاعلياته الدينية والمدنية، الشابة والمثقفة وسواها، وأن توضح لهم موقفها من الآخر في الدين ورؤيتها لدوره ولموقعه من سوريا التي تعمل على بناءها من خلال الثورة. أنا أدعو أطياف المعارضة الإسلاموية أن يقوموا ببناء جسور تواصل وتعارف وإعادة تعارف مع الشارع المسيحي (تلك الجسور التي انقطعت لمدة أربعين عاماً ولم تكن سوريا بأحوج إليها كما هي اليوم) وأن يقوموا ببناء جسور تواصل مباشرة مع ممثلي هذا الشارع الدينيين أولاً والمدنيين ثانياً، لا أن يكتفوا بالحديث والحوار مع قلة من الأفراد المسيحيين المعارضين تاريخياً للنظام، فهولاء وإن كانوا مسيحيين لا يمثلون الشارع المسيحي بغالبيته ولا يؤثرون مباشرة عليه. إنني أسمح لنفسي بدعوة المعارضة أن تتواصل مع الشارع المسيحي لا بل وأسمح لنفسي بدعوتها، وخاصة الإسلامويين منها، لإصدار ميثاق شرف يتعهدون فيه بشكل وضاح وصريح ومسؤول بأنَّهم سيعملون على أن تكون سوريا بلداً مدنياً تعددياً يحترم كافة الأديان وأنهم سيحمون ويدافعون عن بل ويضمنون لا حقوق المسيحيين فقط، بل حقوق وحياة ووجود كافة الأقليات. ليكن هناك ميثاق شرف وتعهد يعلن على الملأ وأمام الرأي العام العربي والعالمي وليكن بمثابة محاولة للإجابة على مخاوف وهواجس لا المسيحيين فقط بل وباقي الأقليات في سوريا. بل ولنعتبره محاولة لكسر الحاجز الأخير الذي يقف برأيي حائلاً بين لعب المسيحيين (خاصة مسيحيي الداخل) لدور أكبر وأكثر اتساعاً ووضوحاً في الثورة وإعلانهم عن دعمهم للتغيير والإصلاح بدون مواربة. ولنجعله أيضاً أداة تنتزع من يد النظام ورقة تخويف الأقليات والمناداة بالبعبع الإسلاموي كبديل له في الأوساط العالمية.
الثورات لا يؤسس مضمونها الفكري بيانات ومبادئ سياسية فقط، بل يجب أن نؤسسها أيضاً على قواعد أخلاقية وقيمية بنيوية. لهذا، وكي نؤسس لسوريا مستقبلية تنبثق من رحم الثورة، حان وقت إعداد وثيقة شرف أخلاقية نوجهها بشكل خاص للأقليات ونقول فيها موقفنا منهم بشكل لا مواربة فيه وبصورة مسؤولة تجعلنا نقبل أن يحاسبنا العالم كله، وأهل سوريا قبل الجميع، عليها في المستقبل
09-14-2011, 07:43 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #77
الرد على: إلياس زحلاوي : رسالتك هذه تعبر عن رأيك الشخصي ولا تمثلني كمسيحي سوري حوراني الأصل
مخاوف الراعي تثير المخاوف! * حلمي الأسمر


يعد أي كاتب للمليون قبل أن يخوض في شأن لبناني بحت، لأن غابة السياسة اللبنانية وفسيفسائيتها تبعد أي عاقل عن الاقتراب من «وحلها» .. غير أن ما صرح به البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، اثناء زيارته لفرنسا، تخرج الحجر عن صمته، خاصة وأنها احدثت بلبلة ولغطا وانقساما حادا ليس في الساحة اللبنانية فحسب، بل في دوائر صنع القرار الدولي المهتم جدا بما يدور في لبنان وما حول لبنان، بل إن باريس وواشنطن تحديدا ابدتا استغرابا واستهجانا لتصريحات الراعي، التي حملت نَفَسًا غريبا مناقضا لمواقف العاصمتين، واستدرجت ردود فعل صادمة حتى من قبل مسيحيي لبنان!.

الراعي حذر في تصريحاته المثيرة للجدل من انه إذا تأزم الوضع في سوريا أكثر مما هو عليه، ووصلنا إلى حكم أشد من الحكم الحالي كحكم الإخوان المسلمين(!) فإن المسيحيين هناك هم الذين سيدفعون الثمن سواء أكان قتلا أم تهجيرا، وها هي صورة العراق أمام أعيننا(!).

وقال أيضا إن أبناء لبنان يعيشون متساوين، مسلمين ومسيحيين، على كل الصعد السياسية والاجتماعية. وإذا تغير الحكم في سوريا وجاء حكم للسنة فإنهم سيتحالفون مع إخوانهم السنة في لبنان، مما سيؤدي إلى تأزم الوضع إلى أسوأ بين الشيعة والسنة» ولفت الى ان «ما يهم الكنيسة هو ألا يحصل أي عنف لأننا هذا ما ننبذه، وإننا في الشرق لا نستطيع في الشرق تغيير الديكتاتوريات إلى ديمقراطيات بسهولة، وإن قضايا الشرق يجب أن تحل بعقلية أهل الشرق» مؤكدا أن «المخاوف كثيرة في ظل ما يحصل في المنطقة، وصورة العراق أماما أعيننا حيث يقتل المسيحيون»، مبديا تخوفه من «هجرة المسيحيين من الدول العربية»!.

تصريحات الراعي وهو شخصية دينية ومرجعية لها مكانتها الرفيعة في المجتمع اللبناني، تكشف جانبا مقلقا تعكس احساسا غير مريح حين تربط بين الدكتاتوريات القائمة وحماية المسيحيين، مع التخويف والتحذير من أي ثورات أو رياح تغيير، باعتبارها ستكون ذات لون إسلامي وهو امر يرى الراعي أنه يهدد الأقليات المسيحية، وهذا أمر عار عن الصحة تماما تاريخيا وحاضرا وبالتالي مستقبلا، ولدى اللبنانيين مليون دليل على ما فعله النظام السوري بهم، مسيحيين ومسلمين وسنة وشيعة، فلم يكن هذا النظام حاميا إلا لمصالحه، ولعب بالطوائف كلها، وزرع في التربة اللبنانية بذور خلافات وتناقضات لا انفكاك منها، وتفعل بالتربة ما تفعله النفايات النووية التي تفسد التربية لملايين السنين!.

أعنف الردود على تصريحات البطريرك الراعي جاءت من جانب الجماعة الإسلامية (الإخوان المسلمون في لبنان) التي وجدت نفسها معنية بشكل مباشر، فاعتبرت كلامه مثيرا للنعرات الطائفية وغير الطائفية، ويفتح الباب لسجالات متبادلة تعود بالضرر على الجميع، واتخذ موقفا غير متوازن، واستند لتحليل غير منطقي، وفي الجانب المسيحي، قال فريد مكاري نائب رئيس مجلس النواب أن الراعي استعدى 70% من المسيحيين في لبنان، وقام بانقلاب موصوف على مسيرة البطريركية المارونية التاريخي، لافتا إلى أنه يتفهم أن يكون للبطريرك الراعي خوف على المسيحيين، «لكن دفاعه عن نظام قمعي أمر غير مفهوم»!.

سجالات الساحة اللبنانية لا تنتهي، لكن تصريحات الراعي تثير مخاوف دفينة، تلحق الأذى بالتعايش الإسلامي المسيحي في الشرق، حين تمعن بالتخويف من الإسلاميين بلا مبرر، وتدافع عن الأنظمة الدكتاتورية التي لم يستثن قمعها ووحشيتها لا مسلما ولا مسيحيا، كما أنها تضع الثورات العربية في خانة الإتهام لأسباب طائفية ضيقة النظرة!.

hilmias@gmail.com

التاريخ : 14-09-2011
09-14-2011, 10:11 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #78
الرد على: إلياس زحلاوي : رسالتك هذه تعبر عن رأيك الشخصي ولا تمثلني كمسيحي سوري حوراني الأصل
https://docs.google.com/viewer?a=v&pid=explorer&chrome=true&srcid=0B1bvZRNcMfo1N2EyYTZhODctN2Q2OC00MDRkLWExOGMtZjEyNWE5YTE2YmQ5&hl=en_US
09-15-2011, 07:52 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #79
الرد على: إلياس زحلاوي : رسالتك هذه تعبر عن رأيك الشخصي ولا تمثلني كمسيحي سوري حوراني الأصل
دور المسيحيين في الربيع العربي
الجمعة, 16 سبتمبر 2011
وليد شقير

من إيجابيات الضجيج الإعلامي الذي تسببت به ردود الفعل على تصريحات البطريرك الماروني بشارة الراعي، والتي طرح فيها مخاوف مسيحية من بعض أوجه الربيع العربي، والتغييرات التي يحدثها، لا سيما في سورية، أنه أطلق نقاشاً علنياً وضمنياً حول الدور المسيحي في الحقبة الجديدة التي يشهدها العالم العربي أولاً، وتداعيات أحداثها ثانياً.

وهو نقاش لا يلبث أن ينقل التفكير بالأمر الى ما هو أوسع، ليشمل دور الأقليات وموقعها في التغيير، وما سينجم عنه من معادلات.

قد لا يكون البطريرك الراعي قصد إطلاق هذا النقاش الذي يتعدى اللحظة السياسية الى ما هو أعمق، لكن تفاعلات مسارعته الى الحديث عن القلق من أن يدفع المسيحيون ثمن تولي «الإخوان المسلمين» الحكم في سورية، ومن «تحالف السنّة فيها مع سنّة لبنان ما سيزيد التأزم مع الشيعة»، والذي سبقه كلام عن إعطاء فرصة للرئيس السوري بشار الأسد لتنفيذ الإصلاحات، لن تقف عند حدود ما سيرتبه ذلك في الحلبة السياسية اللبنانية، التي يسهل فيها إخضاع عناوين كهذه للاستثمار في الخصومات والانقسامات القائمة راهناً.

والتفاعلات الأهم من الجلبة السياسية الداخلية حول كلام البطريرك هي تلك التي ظهرت وستظهر في ثلاث دوائر مهمة معنية بما قاله هي: دائرة مجلس المطارنة الذي يحوي رأياً آخر غير رأي البطريرك في شأن الموقف من النظام السوري ومن سلاح «حزب الله» الذي ربطه الراعي بالاحتلال الإسرائيلي، ودائرة الفاتيكان الذي بموازاة قلقه على أوضاع المسيحيين في الشرق الأوسط من تنامي الأصوليات، كان له موقف من أحداث سورية عبّر عنه البابا بنديكتوس السادس عشر في 8 آب (أغسطس) الماضي حين وجّه في صلاة التبشير «نداء ملحاً الى السلطات والسكان في سورية لإعادة إحلال التعايش السلمي في أسرع ما يمكن والتجاوب في الشكل الملائم مع تطلعات المواطنين المشروعة بما يراعي كرامتهم ويدعم الاستقرار الإقليمي» وتوجه الى السفير السوري في الفاتيكان مطالباً الرئيس الأسد «بالأخذ بتطلعات المجتمع المدني والهيئات الدولية».

أما الدائرة الثالثة، فهي فرنسا التي عبّرت للراعي عن خيبتها من كلامه.

لقد طرح قلق البطريرك السؤال عما إذا كان للكنيسة في لبنان التي لديها المشروعية في التعبير عن هواجس مسيحيي الشرق ككل، موقف جديد حيال الأوضاع في لبنان والمنطقة والمستقبل الآتي، الذي سيشهد تغييرات حتمية بحكم الربيع العربي. فالبطريرك انطلق من فرضية أن النظام السوري سيزول حين انتقل الى الهاجس حيال ما بعده. وهي فرضية ما زالت خاضعة للأخذ والرد، إلا إذا كان أخذه بها جاء نتيجة التأكيد الفرنسي له أن «النظام انتهى» وقاده ذلك الى استعجال التعبير عن الهواجس.

في كل الأحوال يقتضي البحث عن أجوبة على الأسئلة المسيحية حول ما بعد الثورات العربية انطلاقاً من التدقيق أكثر في حقيقة الحركات الإسلامية المشاركة فيها. وفي هذا المجال يدعو المعارض السوري الكاتب ميشال كيلو في مقابلة صحافية نشرت قبل يومين الى النظر الى هذه الحركات ليس انطلاقاً من تجارب سابقة في السبعينات حين استندت الى شعار «الحاكمية» وتكفير الآخر وأنها الآن باتت تطالب بالدولة المدنية وبالتعددية.

لكي يستقيم النقاش الجدي حول موقع المسيحيين بعد الثورات، يفترض عدم ربط ذلك ببقاء نظام ما أو ذهابه. فالتغيير الذي تقبل عليه المنطقة ناجم عن تراكم عقود من الظلم، هذا فضلاً عن أن القلق من أن تكون واجهة هذا التغيير سنّية لا يصح في كل الحالات، إذ أن واجهته في العراق الذي تخلص من الديكتاتورية هي شيعية. والحركات القومية في المنطقة سبق أن اعتمدت شعارات وتسميات إسلامية نشهدها الآن في أيام الجمعة من باب التعبئة الشعبية نظراً الى أنه يوم الصلاة الذي يتجمع خلاله المواطنون، بل أن وسائل التعبئة هذه وجدت مكاناً لشعار يوم الجمعة العظيمة في عيد الفصح، بل إن قادة قوميين علمانيين ومسيحيين سبق أن استخدموا وسائل التعبئة الإسلامية (ميشال عفلق وجورج حبش...).

والحقبة الراهنة من التغيير في المنطقة لن تتمكن الأقليات الطائفية من الوقوف في وجهها إذا صح الافتراض بأن الأكثرية السنّية وحدها هي وقودها وهي التي تستفيد منها.

أقصر الطرق الى تجاوز القلق مما بعد الثورات أن يلعب المسيحيون دوراً ريادياً في تعميم ثقافة حقوق الإنسان والديموقراطية وتداول السلطة وإشاعة الحريات، التي يقوم وجودهم في وسط الأكثرية على تكريسها.

سلوك الباندا
الجمعة, 16 سبتمبر 2011
حسام عيتاني

تسلك الأقليات الطائفية والعرقية في المشرق العربي سلوك كائنات مهددة بالانقراض. فتطالب بأقصى درجات الحماية وتعفي نفسها من أدنى واجبات الشراكة.

والأقليات، وخصوصاً المسيحية، تقول انها تريد ضمانات لبقائها في هذه المنطقة وإلا فإنها ستهاجر إلى الغرب وتترك من يبقى هنا في صحراء ثقافية وحضارية. وتذهب الرطانة المنافحة عن الأقليات الى القول إن لا معنى أصلاً لوجود المشرق لولا تنوعه الحضاري الذي يمثله حضور المسيحيين وغيرهم من الاقليات. كقاعدة عامة، من الأنسب الحفاظ على قدر من التعدد والتنوع الثقافي والعرقي في بلاد الشام والهلال الخصيب، التي تميزت على مدى قرون بمستوى مقبول من التسامح الديني.

المفارقة ان الأقليات لا تنبذ الرؤية الاقصائية للآخر والاستئثارية بالسلطة متى تمكنت من الوصول اليها. ويكاد تاريخ نظامي البعث في العراق وسورية أن يكون قصة صريحة لأمراض الأقليات متى تسنّمت الحكم. وصراعات البعث والشيوعيين في العراق في الخمسينات والستينات، هي حروب طوائف أُخفيت وراء واجهات القومية العربية والصراع الطبقي. وأحداث سورية في السبعينات والثمانينات، طُمر وجهها الطائفي تحت ركام ضرورات الصمود في وجه اسرائيل والعدوانية الاميركية.

ومن يقرأ تصريحات بعض زعماء المسيحيين اللبنانيين ويرسم خريطة المشاركة في الثورة السورية، يجد من دون صعوبة كبيرة أن الأقليات التي تطالب بالحصول على حصتها كاملة في السلطة مخافة ان تتعرض للإبادة، تخطئ بشدة في فهم وجهة سير الأمور في المنطقة. فليس بدعم نظام طائفي يقترب حثيثاً من نهايته، تضمن الأقليات حقوقها.

لا يرمي هذا الكلام إلى نفي وجود أزمة عميقة في العلاقات بين الطوائف والاقليات القومية. ولا يسعى إلى رسم صورة غير واقعية عن مجتمعات متجانسة الهوية ومنقسمة الى طبقات اجتماعية واضحة المعالم وحسب أو بين جهات عميلة للخارج وفئات تغلغل حب الوطن الى وعيها واستوطن هناك. وغني عن البيان ان الانتماء الطائفي أدى – وسيؤدي في المستقبل المنظور - دوراً مهماً في تصنيف الأفراد والجماعات وفي تموضعها من السلطة وعملية تقاسمها.

وهنا لبّ المسألة. فعلى أي أساس يتعين تقاسم السلطة؟ دعونا نعترف بأن الخوف من الديموقراطية باعتبارها ممراً مباشراً لتسلط الأكثرية على الأقلية، خوف شرعي ومبرر. وأن النموذجين اللبناني والعراقي في توزيع السلطة على الطوائف، يؤديان عملياً الى شلل الحكومات واندثار القدرة على بناء توافقات وطنية عريضة. كما أن المزاوجة بين الديموقراطية والعلمانية قبل بناء مؤسسات قضائية وأمنية وطنية قوية، وتعزيز المجتمع المدني وترسيخ الحريات كافة، تظل مغامرة غير محسوبة النتائج.

في المقابل، يؤدي أي إفراط في حماية الاقليات ومنحها ضمانات الى نوع من التمييز لمصلحتها، لا تبدو التجارب الصريحة في لبنان والمستترة في العراق وسورية، مشجعة للإقدام على تكرارها.

والمهم أن إنكار وجود مشكلة في العلاقات الطائفية يعادل في خطره الإصرار على ان المدخل لحل كل أزماتنا هو تسوية العلاقات هذه. لكن يتعين القول ان المشكلات بين الجماعات في المشرق لم تجد حلاً قابلاً للتطبيق في الأماكن والدول. المأساة ان قادة الأقليات يريدون ان يقبل الآخرون بسلوك أشبه بسلوك الباندا المهدد بالانقراض: كل ما يأتي هو به مغفور له. وكل ما يقوم به العالم الخارجي يجب ان يتوافق مع مزاج الباندا وإلا...

اقل ما يقال في هذا السلوك انه لا يتلاءم، لا مع معطيات المنطقة ولا مع أي منطقة أخرى في العالم المعاصر.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 09-16-2011, 08:45 PM بواسطة بسام الخوري.)
09-16-2011, 08:35 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
elen faddoul غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 271
الانضمام: Jul 2007
مشاركة: #80
الرد على: إلياس زحلاوي : رسالتك هذه تعبر عن رأيك الشخصي ولا تمثلني كمسيحي سوري حوراني الأصل
عزيزي بسام
وحدك قد ترشدني إلى أسباب تصديق المسيحيين للرواية الرسمية، بالفعل تقتلني الحيرة، فمع كل هذه الدماء أسبح الموضوع أخلاقي لا اتجاهات سياسية
حتى المسيحون السوريون في ألمانيا فإنهم يقفون مع النظام ويستشهدون برواية التلفزيون، التلفزيون الفاقد المصداقية منذ عهود
09-16-2011, 10:43 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  أكثر من 6 آلاف طفل سوري قتلوا بنيران النظام الوطن العربي 0 404 03-18-2013, 05:30 PM
آخر رد: الوطن العربي
  نجم عيد الحب سوري حلبي salem mohamed 7 1,102 02-16-2013, 07:50 PM
آخر رد: على نور الله
  حر سوري يضرب أحمدي نجاد بالجزمة demon 56 7,419 02-11-2013, 12:42 AM
آخر رد: Rfik_kamel
Exclamation عاقل سوري يكتب ويحلل كارثة سوريا حاليا ؟؟؟ لكم حرية النقد . زحل بن شمسين 0 646 12-03-2012, 07:28 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
  ضابط عسكري سوري منشق شاهد على المذبحة في الحولة demon 3 1,282 06-21-2012, 06:13 AM
آخر رد: الكندي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 4 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS