الحل الطائفي

و بعدين ...النفق يزداد طولا و الظلام يشتد، الدبابات و المدرعات السورية لم تترك شارعا أو زقاقا يعتب عليها، و أرشيف اليوتيوب يكبر بسرعة متوالية هندسية مشكلا ما يشبه الذاكرة للإنتفاضة السورية، و الكثير من المؤتمرات، أنتقلت الآن الى الدوحه بعد طفحت بها تركيا،على هذه الخلفية و رغم إرتفاع حرارة الشوارع، فإن إحساسا بالمرواحة في المكان يفرض ذاته، و يخلق شعورا بالعجز قد يتطور الى ما يشبه اليأس، و يأسا من هذا النوع يودي الى الإنتحار، و هو مصير يقف خلف الحائط يطل برأسه مهددا إن لم يتم الخروج من "الباب الدوار".

النظام نفض يده فليس عنده إلا "لهجة حامضه" واحدة أبرزها في اليوم الأول للإنتفاضه و مازال حتى الآن يخرج "معداته" الثقيله ليعبر عنها بكل ما يحمله "اليوتيوب" من إنتشار، يسميها خصومه الحل الأمني،و قد ينطبق عليها أسم الحل العسكري لكثافة القطعات العسكرية التي تشترك فيها، و يطلق عليها النظام عبر نوافذه الرسمية ملاحقة العصابات الإرهابيه المسلحة، أما الحوار الذي يريده فهو مجموعة "عرائض" تحمل عدة طلبات ضارعة لا يصل أطولها عنقا الى كاحل النظام. تعالي النظام و إتباعه سياسة الإختباء خلف الدبابة يجبر الطرف الآخر على البحث في الأبواب الخلفيه، و طلب الحماية الدولية يشبه وضع اليد في كيس مليىء بالعقارب ان كنت محظوظا عقصك عقرب واحد و إن لم تكن محظوظا عقصتك خمسة، ليس من المتوقع أن يستجاب لمطلب التدخل سريعا و لكن مجردالتلويح بذلك يعكس حالة من اليأس.

المعارضة عبارة عن خلطة زهورات صنعها "نطاسي" مبتدىء، بعد أن مزجت بسرعة نتج عنها "إمساك" عن إنتاج كيان واحد له قدر من الصلابه، رغم أن الشعارات التي ترفعها اللافتات في مظاهرات عامودا هي ذاتها الشعارات المرفوعة في مظاهرات أنخل، لم تفلح عشرات المؤتمرات في إنتاج نخبه مناسبة "لحل سياسي"، و هذه نقطة إضافية يضعها النظام في جيبه قد تبرر أمام "أصدقائه" على الأقل حله الخاص الذي يفرضه بالجنود و المدرعات.الأطراف الأخرى التي يجب أن تتفاعل مع الحل السياسي مصابه بالسكته، كتب ميدفيديف على باب مجلس الأمن عبارة عريضه تقول ممنوع المرور، و العربي أمين عام الجامعه العربيه يحتاج الى "فيزا" من دمشق تأجلت عدة مرات و المعلم على إستعداد لأن يضعه في " النشرة الشرطية" أو القائمة الممنوعه من الدخول، أما أردوغان الذي تتصدر صوره واجهات المظاعرات بشكل ملفت فيتبختر "كالطاووس" بين عواصم الربيع العربي مزهوا و عينه الأخرى على إيران، و لم يعد قادرا على التعامل مع دمشق إلا بمترجم فارسي.

هذا الإستعصاء يقود حتما الى حل، و لكنه حل أعقد من المشكلة ذاتها هو "الحل الطائفي"، لا يوجد من يدفع "بشكل واضح" إليه و لكنه أصبح الآن بعد شهور من الأزمه كالطاحون التي تؤدي كل الطرق إليها، و مثل هذا الحل سيسعد شخصا واحدا في تربته هو هنري غورو.

http://www.theloudwawi.com/search/label/...9%8A%D8%A9