زميلنا بهجت
أتفق معك في معظم ما أوردت لكن أسلوبي في الكتابة يميل الى البساطة و التبسيط و البعد عن التنظير و المصطلحات المتخصصة لتكون واضحة للكل و لا يتساءل قارئ أو قارئة ما معنى هذه الكلمة و ما معنى هذه العبارة.
بالطبع الحداثة غربية المنشأ و انطلقت في مجتمعات منتجة و على أيدي طبقات صاعدة فكان أن ظهرت قيم جديدة في شتى حقول الحياة المجتمعية من خلال سير الحياة الاقتصادية. عندنا لا انتاج و لا طبقات حتى لتقود التغيير و تدشن حداثة تخلق قيما جديدة و حداثة خاصة. هذا النقل عن الغرب الذي أنتج عندنا تخبطا و ازدواجية قيم يتجلى في شتى الصور أينما ولينا وجوهنا فتتجاور اللكسس و الكريستيان ديور و النت الى جانب الزوجات الأربعة و ترافق أعلى الشهادات العلمية أدعية دخول الحمام و الرقية الشرعية و العودة الى عصر الخلافة و تعمل المهندسة و الدكتورة "داعية" لدين يراها حرثا ومتاعا أي "داعية" لعبوديتها الخاصة!
ما دمنا في مجتمعات مثل المجتمعات الخليجية التي تغرف نفطا و تبيع لن نستطيع أبدا انتاج حداثة حقيقية و سنظل نقص من الآخر المنتج و نلصق عندنا ليزداد تبرقشنا و شيزوفرينيتنا و ترقيعنا و تخبطنا من ما بين الأصالة و الحداثة.
و قولك:
اقتباس:ربما الان لن أكون في حاجة كي أضيف أن حقوق المرأة كما نفهمها الان خلال ثقافة العولمة هي نوع من الحداثة القصرية في مجتماعتنا تخضع لأهواء و تحيزات النخب الحاكمة . سنجد مثلآ أن طبقة الباشوات المصرية و بعد ذلك جمال عبد الناصرفي مصر وصدام حسين في العراق و البعثيون في سوريا أعطوا المرأة حقوقا عديدة دون أن يكون المجتمع مؤهلآ لها ،و لهذا سرعان ما اختفت باختفاء تلك النخب ( الباشوات و الرئيسبن ) ، الأمر يتكرر بشكل ما في المجتمعات الخليجية ، ليس نتيجة قناعات مجتمعية بل لأن النخب الحاكمة تفرض تلك الحداثة لتجميل صورتها أمام مجتمعات المركز التي تريد التناغم معها من أجل الحفاظ على ثرائها و استقرارها . في حين أن المجتمع المصري و غيره من المجتمعات المشابهة -حيث غابت النخب الحداثية ذات النفوذ - يلفظ منتجات الحداثة ( القصرية ) كما يلفظ الجسم الأعضاء المزروعة رغم حاجته الماسة لها
أوافق عليه تماما و هو ما كنت أعنيه حين قلت لك:
اقتباس:حتى لو منوا على المرأة السعودية أو الخليجية بشوية حقوق و أدوار يبقى البون شاسعا ما بينها و بين المرأة المصرية.
أما قولك:
اقتباس:أن النخب الحاكمة تفرض تلك الحداثة لتجميل صورتها أمام مجتمعات المركز التي تريد التناغم معها من أجل الحفاظ على ثرائها و استقرارها
فاضيف اليه نقطة أخرى أن هذه النخب كما تفضل زميلنا أبو نواس تريد اتقاء انفجارات اجتماعية و ثورات كما حصل في المجتمعات الأخرى فتراها تقوم مرات بتوزيع أموال كما حصل في الكويت أو تخفيض اسعار سلع و خدمات أو ترمي سرابا يحسبها الظمآن زلالا و هي لا بتودي و لا بتجيب مثل عضوية نساء في مجلس شورى سعودي.
و قولك:
اقتباس:و أثناء هذا التحديث القصري خضعت عملية الحداثة إلى أهواء و تحيزات القوى المسيطرة على المجتمعات التقليدية ، وهذا ما حدث في المنطقة العربية كمثال بارز
اسمح لي أن أضيف اليه نقطة جوهرية و هي أن السيطرة لم تأت من القوى المسيطرة على المجتمعات التقليدية وحدها بل من نفس القوى في الغرب. فهذه القوى عملت ما بوسعها للحيلولة دون دخولنا عصر الحداثة و بناء دول حديثة. تجلى ذلك في دعمها للأنظمة المستبدة و تقويض أو اجهاض مساعي التحرر سواء عندنا أو في دول أخرى في المحيط. و هنا يتضح أن التناقض في القيم موجود حتى عند قادة الحداثة أو المركز الذين حللوا لأنفسهم ما حرموه على غيرهم.
زميلنا SaTaM SaTaM
أستغرب قولك أن القبيلة و أعراف القبيلة لا تمنع المرأة. فالمرأة حتى في المجتمعات العربية الأخرى و الأكثر تحضرا من المجتمع السعودي لا زالت تعتبر المرأة مواطنا من مرتبة أدنى و تابعا و محكوما و لا بد من موافقة ولي أمره على خطاه. و المجتمع السعودي مجتمع قبلي بامتياز و الانتماء القبلي هو الأول فهذا عازمي و ذاك عنزي و الآخر مطيري و سبيعي و حتى آل سعود أنفسهم. لأننا مجتمعات غير منتجة و لا دول حديثة بقي الانتماء في مرحلة الانتماء القبلي و العشائري الذي تسوده النظرة الدونية للمرأة. و معاناة المرأة السعودية تحت وطأة تلك القيم معروفة للجميع.
اقتباس:هم طبقة قروية وضيعة لطبيعة جنسها!! تتحكم بالأكثرية البدوية.
ألا تلاحظ أن السائد في مجتمعاتنا العربية هو أقلية تحكم أكثرية أيضا؟ نفس الدقة!
اقتباس:لذا هذه الفئة القروية تتمسح وتتمسك بالدين.
الكل بيعمل فيها تقي و ورع حتى صدام في سنينه الآخر صار يقطر تدينا و خوفا على القيم الاسلامية. و بشار يصلي في الجامع وووو فهم يعزفون على وتر الحاسة الدينية المتقدة عند هذه الشعوب ليقودوها الى المهالك بتلك الحاسة.
اقتباس:والبدو محرومون كما في ذلك العصر من الوزارات, وادارة الشركات الكبرى والامارات , وحتى من مجلس الشورى الا من فترة ادخلوا كم واحد.
البدو ليسوا محرومون لأنهم بدو بل لأنهم لا يمتون بصلة دم لشيخ القبيلة. فهكذا يوزع الدخل القومي في المجتمعات العشائرية. كلما زادت صلة قرابتك للشيخ زاد نصيبك من ريع النفط و كلما ابتعدت تهمشت و هضمت حقوقك. و أنت تعرف أن أمراء آل سعود منذ لحظة ولادتهم يخصص لهم مرتب شهري معتبر. كما توزع أموال على شيوخ القبائل لضمان ولائها. بينما تعيش فئة عريضة من الشعب في فقر مدقع و بطالة و تعاني الأمرين. و هذا ليس في السعودية وحدها بل كل مجتمعاتنا العربية و انظر ما يكتشف من ثروات آل مبارك و أل الأسد و مخلوف و آل علي في تونس و غيرهم بينما تشتعل البلاد بالثورات بسبب الفقر و الظلم و انعدام العدالة الاجتماعية. هذه المفاهيم التي تدير الثروة مفاهيم قبلية لاتقوم على كفاءة و لا على موقع من عملية انتاج و لا أي اعتبار تراه في الدول الحديثة.
زميلنا SH4EVER
اقتباس:من تسوق السيارة تعاقب ....
و من تهز خصرها في حضور الرجال في بحماية الجيش ... تكرم
كما قلنا هناك تخبط و شيزوفرينيا قيم. لكن قيادة المرأة للسيارة تلاقي رفضا اجتماعيا لأنها تعنى اتساع دائرة حرية للمرأة. و الحكومة لا تريد أن تفتح على نفسها أبواب جحيم الغضب الشعبي. أما الرقص للجيش فما دام فيه تطبيل و تزمير للحكومة و مؤسساتها فأكيد ستجد سيلا من الفتاوي يبررها و يدعوا لها. و كالعادة الحكومة و رجال الدين يدا بيد.