تحية للجميع
أول نقطة هي أني لسوء حظي حاليا "أعاني من ضيق الوقت و ضيق الوقت يعاني مني" على راي صباح جزائري. و هو سوء حظ لأن أعمال زميلنا ابو ابراهيم تثير القلم و تستفز الكيبورد و الاصابع لتحلق في سماء التعليق و التشريح.
ثاني نقطة
الأستاذ كوكو مستعجل و لم يترك شاردة و لا واردة لحدا. و لم أملك الا أن أبصم على روعة ما غرد به في كل حرف و نقطة و فاصلة
و منها توصيفات البطل النفعي الانتهازي و تزاوج السلطة و المال و تعرية الواقع الفاسد و السقوط التام و ناقوس الخطر ...الخ
تطور شخصية البطل الذي برايي يرافقه تطور في جانب القارئ و موقفه من هذا البطل اذ تعاطفنا معه كطفل فقير مسحوق ذي مسؤولية تجاه أسرة في السطور الأولى لنتحول تدريجيا و بأسلوب سرد ينساب عفويا بسيطا الى موقف آخر تماما. بالطبع هناك القارئ الذي يشارك البطل انتهازيته و الذي يتخذ موقفا آخر و لذلك وجدنا الأستاذ كوكو يقول أن زميلنا ابو ابراهيم "حمل القارئ على رؤية مواقفه و قيمه".مما يعني أن هناك تعرية للقارئ أيضا الى جانب تعرية الواقع.
عبارة "لم أكن مؤمناً بثورة أو مقاوماً لظلم" و التي يرى الاستاذ أنها تقدم تفسيرا مباشرا و بالتالي من الأفضل حذفها. أختلف معه عليها. لأنها توصل لنا أحد ملامح شخصية التاجر الانتهازي و انسلاخه عن مجتمعه و همومه و الغارق تماما في أناه على أساس "أنا و ليكن بعدي الطوفان". شخصية براجماتية بامتياز و بريئة من القيم الانسانية و يؤكد لنا ذلك بنفسه و بكل صفاقة و برودة دم (عذرا ابو ابراهيم .. بحكي عن البطل
) حينما نرى أنه لم ير في الثورة الا فرصة ربح مادي شخصي و مؤثرا سلبيا على عمله و أرباحه. و لم تهز فيه شعرة مشاهد الجثث و الدماء. اذن هناك ربط موفق و تقابل (بيفقع القارئ اللي مثلي) في العباراتين:
لم أكن مؤمناً بثورة أو مقاوماً لظلم... ولكنني كنت أبيع الجهاز ..الخ
نقطة ثانية .. ألاحظ أن نفس أبو ابراهيم الكاتب المواطن الطيب المحلل الواعي الواقف في صف الثورة و فقرائها تسلل الى القصة بعد أن كان محايدا طيلة السطور السابقة. يقول
وأتت الثورات، وبدأ عملي يقل ويضعف رويداً رويداً.... ولم يعد أحد يأتي إلى دكاكيني، ولم يعد أحد يكترث لطبق الحلوى المرمي أرضاً بين صور
الضحايا المرميين هنا وهناك.... وصارت المظاهرات تدوس عليه وكأنه جزء من النظام الذي سيسقط. وصار رجال الأمن يدوسون عليه وكأنه متظاهر مغلوب على أمره تخلف عن رفاقه ممن فروا من وجه البطش وآلة القمع.
لم يتكلم التاجر الانتهازي بأي نفس انساني و لم نلمس أن عنده مشاعر انسانية فمن أين أتت هذه المشاعر في وسط القصة؟ غير من المواطن الانساني المعارض الكاتب؟ باسلوب بسيط هذه النقطة ضدك يا عزيزنا أبو ابراهيم
نقطة ثالثة
أن نرافق نمو البطل منذ الطفولة و حتى بعد الزواج اشارة الى طول مدة حكم الأنظمة الفاسدة و طول عمر الفساد و تغلغله بالتالي نصل الى قناعة أن هذه الثورات لم تقم من قليل و أن الظلم الاجتماعي -الذي يضطر حتى الأطفال للعمل- ما عاد محتملا.
النقطة الرابعة:
قبيل آخر القصة يقول البطل أن القبض على الشباب المتحمس بمساعدته جعل السلطة لا تقاسمه أرباحه. هذا هو السقوط الأكبر. حين يتنامى الربح على حساب حياة الانسان. و أي انسان؟ هو الانسان المظلوم الذي كانه البطل في صغره. اي أنه خان طبقته و وجه اليها السهام حين اقتضت مصلحته الخاصة.
نقطة خامسة
عدم تحديد مكان الأحداث نقطة موفقة من زميلنا الكاتب لأن هكذا شخصيات طبيعي أن تترعرع في أي جو فاسد و طبيعي أن تقوم عليه قيامة الثورات.
أخيرا
القصة راااائعة ... و good job
و خذوا لكم هالمتوهجة