(10-13-2011, 10:34 PM)على نور الله كتب: الزميل بهجت :
موقفى بداية كان متعاطفا مع الاقباط
و لكن عندما شاهدت مقاطع مصورة فهمت ان المتظاهرين الاقباط جاؤوا و ينوون عالشر و العنف
...................
و اخيرا :
لا يوجد اى مبرر للجيش يبرر سقوط هذه الاعداد من الضحايا
الأخ علي نورالله .
أرى مداخلتك موضوعية و متزنة تعبر عن رؤية مستقلة ، فقط لنتذكر سويآ أننا لن نرتب على أخطاء المتظاهرين ما يتعارض مع ضرورة استعادة حقوق المسيحي كاملة غير منقوصة في وطنه . و إني على ثقة انك تتفق معي بأن المسيحي لا يستحق حقوقه لأنه يحسن التظاهر بل لأن له حقوقا طبيعية لابد من دعمه من أجل حصوله عليها .
تعاطفي مع المسيحيين المصريين ثابت لا لبس فيه ، فحقوق المسيحيين أراها قضية وطنية و إنسانية مقدسة ، و موقفي منها نفس الموقف من القضية الفلسطينية ، الوقوف مع الحق البين ولو ضد العالم كله ، و لكني أرى أيضا أنه كي تخدم قضية ما فليس من المفيد أن نتملق أصحابها بل أن نرشدهم إلى أفضل الأساليب لنيل حقوقهم و نقد أخطائهم . هذا ما نفعله دائما مع الأخوة الفلسطينيين و آن أن نفعله مع الأخوة الأقباط أيضا ،و لعلنا لا ننسى مثلنا العربي الحكيم " صديقك من صدَقك و ليس من صدَّقك " .
نعم أنا مع المسيحيين استراتيجيا و لكني ضد تكتيكاتهم الآن ،و بصفة خاصة ما فعله بعضهم في قضية كنيسة "المريناب" و محاولة اقتحام مبنى التلفزيون المصري و الهجوم العنيف على أفراد القوات المسلحة التي تقوم بحراسته يوم الأحد الدامي 9/10 . ومما يستدعي الملاحظة و الأسى أن المسيحيين الذين آثروا دائما السلامة ،و الذين تسامحوا كثيرآ مع أعدائهم خاصة السلفيين الذين اعتدوا عليهم في أكثر من موقع - ليس جبنا بل تسامحآ يليق بتراث سلمي طويل نفخر به - و لكنهم عند نفاذ الصبر لم يجدوا سوى القوات المسلحة للإنتقام منها ! ، في حين أن القوات المسلحة هي التي تهرع دائما لحمايتهم و إعادة بناء ما يتهدم من كنائسهم . لا أقول أن القوات المسلحة أدت واجبها تجاههم كما كنا نريد و نشتهي ،و لكن علينا ألا ننسى المهام الثقيلة التي تقع على عاتقها الآن .
من الغريب أنه لا توجد قضية أساسآ تستدعي ما حدث ، فالكنيسة في " المريناب " وفقا لابونا "هدرا" اسقف اسوان غير مرخصة و لم يستكمل بنائها و لم ينزع منها صليبا لم يرفع أساسآ و لم ينزع منها جرسآ لم يشتره أحد بعد ، وكل ما حدث هو بعض المشاحنات عندما اكتشف مسلمو القرية أنه لا يوجد تصريح للكنيسة التي يتم بنائها ، و هذا أمر يمكن تسويته دائما ، أما كيف تم تصدير الأمر كله إلى القاهرة بعد أن ملأ بالبارود و الكراهية ، فذلك ما يجب أن يسأل عنه الكهنة الذين حرضوا على العنف و الثأر على مسمع من الدولة – أو من بقاياها – و هناك أيضا مالم يكشف الستار عنه و لكننا جميعا نشعر به .
يبقى أن تصرفات رجال الكنيسة بعد ذلك غير مفهومة ولا مبررة ، خاصة الهجوم المدبر على عناصر القوات المسلحة .
1- قام بعض رجال الكنيسة بشحن مجموعة من الشباب القبطي يوم الثلاثاء 5/10 وقادوهم لمحاصرة مبنى التلفزيون في ماسبيرو تحت دعوى تسوية كنيسة " المريناب " بالأرض التي تبين كذبها ، و لكن التظاهرة فضت بعد ذلك بواسطة الشرطة العسكرية .
2- تحت دعوى الإنتقام مما حدث يوم الثلاثاء قام رجال الكنيسة بشحن أتباعهم بشعارات استشهادية ،و قادوا الشباب لمحاصرة مبنى التلفزيون و الإستيلاء عليه ، وكانت التظاهرة سلمية حتى بدأ وصول " الإستشهاديين " محملين بالسيوف و السنج و انابيب البوتاجاز ومهاجمة رجال الجيش ،و هذا فجر الموقف كله .
3- هذا الحادث غبي جدآ لأنه سيضع المسيحيين الأبرياء المسالمين مع السلفيين في سلة واحدة كمتطرفين يضعون مصالحهم الضيقة فوق سلامة الوطن .
أضيف هذا التعليق إلى ردي إلى الأخ علي نورالله ، فهو يؤكد ما نذهب إليه بوجود مؤامرة ما سقط فيها الجميع بلا تبصر .
سيناريو إحراق مصر
المصري اليوم
بقلم محمد البرغوثى ١٤/ ١٠/ ٢٠١١
تكشف الطبعات الأولى من الصحف المصرية الصادرة يوم الاثنين الماضى - ١٠ أكتوبر الجارى - عن الكثير من ملابسات المذبحة الكارثية التى وقعت أمام ماسبيرو، مساء الأحد الماضى.
لقد انتهت كل الصحف من تجميع أخبار مسيرة الأقباط فى الساعة الرابعة عصر الأحد الماضى، ولم تتمكن صحيفة واحدة من التقاط صورة لهذه المسيرة، ولهذا خرجت الطبعات الأولى من كل الصحف خالية تماماً من الصور، واضطرت «المصرى اليوم» إلى نشر صورة من مظاهرات الأقباط فى أسوان مع خبر فى النصف الأسفل من الصفحة تحت عنوان «مسيرة قبطية - صوفية ضد أحداث الماريناب.. ومظاهرات فى ٣ محافظات لإعادة بناء الكنيسة»، وهو الأمر نفسه الذى فعلته جريدة «الشروق» فى طبعتها الأولى من عدد الاثنين، ولكن تحت عنوان: «إخلاء سبيل ٦ أقباط فى واقعة كنيسة الماريناب. والصوفية تشارك الأقباط مسيرات الاحتجاج».
لا شىء أكثر أو أقل فى كل الصحف القومية التى اتفقت مع الصحف المستقلة فى الإشارة إلى المسيرة «القبطية - الصوفية» التى ستبدأ من دوران شبرا وتنتهى أمام ماسبيرو، للاحتجاج على استخدام الأمن والشرطة العسكرية العنف المفرط فى فض اعتصام قبطى يوم الثلاثاء ٤ أكتوبر أمام ماسبيرو أيضاً.
من يطالع صحف الاثنين يكتشف أيضاً أنها منحت أقصى اهتمامها لاعتصام أصحاب العمائم من الأئمة المسلمين طيلة نهار الأحد أمام مجلس الوزراء فى شارع قصر العينى، فقد كان اعتصاماً حاشداً فعلاً، انضمت إليه جموع غفيرة من أصحاب المطالب والمظالم، وظلت مسيرات العمائم تجتذب كاميرات وسائل الإعلام طيلة اليوم، وترددت أصداء هتافات الشيوخ فى وسط القاهرة الحيوى، وسجلت الصحف كل مطالبهم وعلى رأسها «تطهير وزارة الأوقاف من فلول النظام السابق».
قريباً من الساعة الرابعة والنصف عصر الأحد انسابت تدريجياً حركة المرور فى وسط القاهرة، وهو ما يشير إلى انتهاء اعتصام أصحاب العمائم.. وظنت كل الصحف أن المسيرة «القبطية - الصوفية» لن تكون أكثر من عمل رمزى يؤكد على ثوابت الوحدة الوطنية وينزع فتيل فتنة قرية الماريناب بأسوان قبل أن تصل إلى القاهرة أو تنتقل إلى محافظات أخرى.
بعد حوالى ساعة أو أكثر قليلاً تواردت أنباء المسيرة: حشود من الإخوة الأقباط.. رجال ونساء وفتيات وأطفال يحملون صلباناً وشموعاً فى طريقهم من شبرا والعباسية ومناطق أخرى إلى وسط القاهرة.. وما إن عبرت إحدى المسيرات نفق أحمد حلمى حتى انقض عليها مجموعة من البلطجية واعتدوا على كثيرين من أفرادها بالضرب والإهانة.. وكما ظهر البلطجية فجأة اختفوا فجأة وفى توقيت واحد.
حدثنى شاهد عيان أن اعتداء نفق أحمد حلمى لم يكن الهدف منه تعطيل المسيرة أو منعها من الوصول إلى «ماسبيرو».. ولكن كان الظاهر أنه محاولة لشحن الأقباط بطاقة غضب هائلة، تمهيداً لتفجير الموقف وإشعال حرائق الفتنة. وقد وصلت المسيرة إلى ماسبيرو فعلاً، وهناك ظهر البلطجية مرة أخرى لكن على دراجات بخارية وقيل إنهم مسلحون، والتقط شهود عيان تحركات غامضة من شبان غريبى الأطوار اندسوا بين المتظاهرين، كانوا يحرضون على مهاجمة قوات الأمن والشرطة العسكرية.
واندلعت المذبحة: إطلاق نار ودهس متظاهرين بالمدرعات وإشعال النيران فى عربات الأمن.. وامتلأت الساحة بجثث المتظاهرين وصرخات مئات الجرحى، وبدأت الحشود تغادر مواقعها، وفقد الكل صوابه باستثناء فصيل واحد تحرك من أمام ماسبيرو وظهر فجأة فى شارع رمسيس قريباً من المستشفى القبطى، وبدأ أفراد هذا الفصيل الهمجى فى تنفيذ فصل جديد من سيناريو إحراق مصر، كانوا مجموعة ضخمة من البلطجية يرتدون فانلات داخلية فقط وبنطلونات جينز ممزقة، وقد توزعوا إلى مجموعتين، الأولى تحرق سيارات الأقباط وتعتدى عليهم، والثانية تحرق سيارات المسلمين وتعتدى عليهم.
لا أقول شيئاً من عندى، ولكننى بذلت جهداً كبيراً للوقوف على أكبر قدر من المعلومات حول ما حدث.. وانتهيت إلى أن «التنظيم السرى» الذى دبر أحداث مسرح البالون هو ذاته الذى دبر أحداث الاعتداء على السفارة الإسرائيلية، وهو ذاته الذى خطط لإحراق مصر وتخريبها تماماً مساء الأحد الماضى، ولا يخالطنى أدنى شك فى أن هذا التنظيم إذا لم يتم الكشف عنه بأقصى سرعة والقبض على كبار المحركين له، ينتظر الانتخابات البرلمانية ويجهز قواته من البلطجية والمأجورين لإشعال الفتن والمذابح والحرائق فى كل المحافظات. فهل هناك من له مصلحة فى ترك هؤلاء الضباع مطلقى السراح لتحقيق هدف آخر. أو بوضوح شديد: هل هناك من يخطط لاستخدام الفوضى ذريعة لإلغاء الانتخابات وإدخال البلاد إلى نفق طويل لا ندرى إلى أين سيمضى بنا؟