{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
نور على نور وأشياء أخرى..!!
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #1
نور على نور وأشياء أخرى..!!

نور على نور وأشياء أخرى..!!



ثمة أكثر من فكرة تحاول فرض نفسها على هذه المقالة: صفقة التبادل بين إسرائيل وحماس، والوضع في سورية، وما يشهده العالم من تحوّلات راديكالية تعيد التذكير بعالم الستينيات، وأخيراً انطباعات سريعة نجمت عن زيارة شخصية للقاهرة، التي لم أغادرها بعد.
سأبدأ بالفكرة الأخيرة، أي الانطباعات التي لا تزال تتراكم يوماً بعد يوم منذ ما يزيد على أسبوع في القاهرة، التي وصلتها يوم أحداث "ماسبيرو". أول المشاعر التي تنتابني في هذه الأيام أن لا شفاء من حب مصر. هناك الضوضاء، والزحام، والشوارع المتربة، والرائحة المنبعثة من عوادم السيارات، ومشاهد البؤس والفقر، ناهيك عن أخبار، وإشاعات الحراك السياسي، ومشاعر الخوف من المستقبل، والصراع على السلطة، وعلى هوية مصر.
يمكن تحليل كل هذه الأشياء بشكل مستقل، وهذا ما لن أفعله الآن، كل ما في الأمر أنني لم أشف من حب مصر، وأعرف أن ما لا يحصى من العرب، من أبناء جيلي يشاركونني هذه المشاعر.
وبقدر ما يتعلّق الأمر بصفقة التبادل بين إسرائيل وحماس، يمكن التفكير في هذه الصفقة في سؤال من نوع: هل يوازي ما دفعه الفلسطينيون في قطاع غزة منذ ست سنوات ما حصلت عليه حماس من صفقة التبادل.
يمكن العثور في هذا الشأن على إجابات متضاربة، ومن جانبي أعتقد أن الثمن الذي دفعه الفلسطينيون كان باهظاً، وأن تفسير صفقة التبادل خارج ميزان الربح والخسارة، بالمعنى الوطني العام، لا بالمعنى الفصائلي الضيّق، لن يمكننا من إدراك حجم أو طبيعة الثمن.
فلندع هذا الأمر جانباً، ولنفكر في ما يحدث في سورية. جاء في الأخبار قبل أيام أن حاكم سورية أصدر مرسوماً بإنشاء لجنة لصياغة الدستور. السؤال: لماذا تم تعديل الدستور السوري في العام 2000، وتخفيض العمر الإلزامي لرئيس الجمهورية، لتمكين الرئيس الحالي من وراثة أبيه، في جلسة لم تستغرق أكثر من نصف ساعة، ولماذا يحتاج الدستور إلى لجان وأشهر وصياغات وربما إلى سنوات في الوقت الحالي؟
ربما يُقال إن الأسد الأب أراد توريث ابنه للحفاظ على استقرار البلد، لذلك فهمت النخب السياسية الرسالة، وعدّلت الدستور في نصف ساعة. ولكن التوريث، عدا مخالفته الصريحة لمبدأ النظام الجمهوري، ليس ضمانة للاستقرار، بل قد يمثل تهديداً للكيان السياسي للدولة، والدليل ما يحدث في سورية هذه الأيام.
وإذا كان الاستقرار مبرر الموقف من الدستور، فإن نصف الساعة في العام 2000 لم يكن ضرورياً بقدر ما يبدو في الوقت الحاضر. ولكي لا يجهلن أحد على أحد، فلنقل إن حظوظ الرئيس السوري في الفوز برئاسة الجمهورية في انتخابات جديدة ونزيهة ضئيلة للغاية، خاصة بعدما حدث ويحدث. ولنقل، أيضاً، إن المشكلة لا تتمثل في الفوز في انتخابات بل في النجاة من الملاحقة القانونية، فمن المؤكد أن ما فعله حاكم سورية بشعبه يبرر اللجوء إلى القضاء.
المشكلة، أيضاً، لا تنحصر في الحاكم، ولا في فرص الفوز في انتخابات جديدة ونزيهة، بل في النخبة السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية التي ستخرج من الحكم لحظة خروج الرئيس من القصر الجمهوري، بمعنى آخر النظام سيسقط.
لكل هذه الأسباب تبدو فكرة الإصلاحات الدستورية في سورية مستحيلة، ولا تستطيع النخبة الحاكمة التضحية بالرئيس أو عائلته مقابل البقاء في موقع النخبة المهيمنة والممتازة. ولكل هذه الأسباب، أيضاً وأيضاً، يبدو طريق الثورة السورية طويلاً ومشبعاً بالدم والدموع، لكن النتيجة النهائية لن تكون في صالح الحاكم، ولا النخبة الحاكمة. وهذا وذاك من طبائع الأمور.
أخيراً، نصل إلى ما يحدث في العالم هذه الأيام من أعمال احتجاج وتظاهرات ضد المراكز المالية وحلفائها السياسيين في كبريات المدن الأوروبية والأميركية. خلاصة ما يحدث عملية مقاومة واسعة النطاق لليبرالية الجديدة.
افتتح رونالد ريغان ومارغريت تاتشر في الولايات المتحدة وبريطانيا حقبة ما سيعرف في وقت لاحق بالليبرالية الجديدة. وهي الحقبة التي هيمنت على العالم منذ ثلاثة عقود. ما يتجلى من ممانعة هذه الأيام يدل على حقيقة أن الرافعة الأيديولوجية للحقبة المذكورة تجابه تحدياً حقيقياً يعيد التذكير بالسنوات الأخيرة في عقد الستينيات، عندما اندلعت الثورة الطلابية في الكثير من بلدان أوروبا الغربية، والتي ترافقت أيضاً مع صعود قوى ما سيُعرف باليسار الجديد.
التاريخ لا يعيد نفسه، ولكم من المؤكد أننا سنسمع الكثير من الآن فصاعداً عن قضايا العدالة الاجتماعية، والتوزيع العادل للثروة، وعن ضرورة كبح جماح السوق بضوابط أخلاقية وسياسية أعلى من فكرة المنفعة المادية. بمعنى آخر سيستعيد اليسار بعض أفكاره التقليدية التي جرفتها سيول هائلة على مدار ثلاثة عقود مضت. في هذا السياق أود التنويه بكتاب جديد لتيري إيغلتون صدر هذا العام بعنوان "لماذا كان ماركس على حق؟" وهذا ما سأحاول العودة إليه في مقالات قادمة.
المهم أن إمبراطور الليبرالية الجديدة يبدو عارياً هذه الأيام، والمهم أكثر وأكثر أن قوى السوق والمجتمعات النفطية الخليجية التي هبطت عليها نعمة الليبرالية الجديدة من السماء، والتي صعقتنا بثقلها الأيديولوجي المحافظ ومخيالها الصحراوي، ستجد نفسها في قادم الأيام ما بين مطرقة ربيع الشعوب العربية، وسندان حركة الاحتجاج العالمية على قوى السوق. وفي الحالتين نور على نور.



حسن خضر

http://www.al-ayyam.com/article.aspx?did=177113&Date
10-19-2011, 02:15 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  غدر القاعدة... مرة أخرى! Zeyad A 2 663 10-25-2013, 10:14 AM
آخر رد: الوطن العربي
  داريا - مجزرة أخرى ((الراعي)) 30 5,792 08-29-2012, 04:51 AM
آخر رد: ((الراعي))
  هل ستصبح مصر جزائر أخرى؟ رضا البطاوى 1 499 06-19-2012, 03:33 AM
آخر رد: ahmed ibrahim
  مجزرة أخرى في حمص --استشهاد الصحفي جيل جاكي Rfik_kamel 66 10,979 01-21-2012, 06:03 AM
آخر رد: Rfik_kamel
  المحاكمة الثورية والمحاكمة العادية مرة أخرى رضا البطاوى 0 362 01-19-2012, 04:04 PM
آخر رد: رضا البطاوى

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS