موجز تقرير لجنة تقصي الحقائق حول أحداث ماسبيرو
-1-
أولآ : عام .
1- التاريخ : يوم الأحد الموافق التاسع من أكتوبر 2011 .
2- إجمالي الخسائر : وفقا لبيانات وزارة الصحة والسكان ( لا تشمل الخسائر غير المعلنة من وزارة الدفاع ).
أ- 28 شهيدا منهم 26 من المواطنين المسيحيين و 1 من العسكريين، و1 من المواطنين المسلمين ، منهم 12 دهسآ .
ب- أكثر من 321 مصاب من المدنيين والعسكريين. بعضها إصابات جسيمة أسفرت عن إعاقة تامة أو جزئية وإصابات أخرى متفرقة.
ت- وقعت جرائم إتلاف لمركبات ومهمات عسكرية وممتلكات عامة وخاصة .
3- المصادر : الشهادات الميدانية - تقارير بعض المنظمات المصرية غير الحكومية العاملة في مجال حقوق الإنسان -المصادر الإعلامية المرئية والمكتوبة والمسموعة - جلسات استماع لعدد كبير من الشهود- خاطبت بيانات ومعلومات حول الأحداث من وزارات الإعلام والصحة والسكان والداخلية ( وزارة الدفاع تجري تحقيقا منفصلآ بواسطة النيابة العسكرية ) .
ثانيآ – موجز تطور الأحداث:
1- بداية المظاهرة ومسارها:
أ- تم الإعلان عن المظاهرة بواسطة قيادات ائتلافات واتحاد شباب ماسبيرو قبل قيامها بثلاثة أيام ، على اثر أحداث مساء الثلاثاء 4 أكتوبر 2011 في ماسبيرو، حيث استخدمت قوات الشرطة العسكرية والأمن المركزي القوة لفض محاولة 700 إلى 800 الاعتصام بجوار ماسبيرو .
ب- الأعداد تتجاوز خمسين ألف – المسار: من شارع شبرا متجهة إلى ماسبيرو – التوقيت :ما بين الساعة الرابعة والرابعة والنصف - قطعت حوالي 5, 6 كيلومتر فى ساعتين تقريبا.
ت- كانت المظاهرة سلمية ، و ضمت مواطنين من المسلمين.
ث- تعرضت المظاهرة عند نفق شبرا للإعتداء من قبل بعض المدنيين المجهولين القادمين من منطقة السبتية أعلى نفق شبرا استمرت المسيرة بعد مطاردة المعتدين،
ج- أثناء عبور المظاهرة أسفل كوبرى 26 يوليو ، تعرض المتظاهرون إلى الإعتداء من مدنيين مجهولين فى منطقة بولاق ابو العلا .
ح- توقفت المظاهرة أمام مبنى الأهرام ، وجرت مناوشات بين أمن المبنى و المتظاهرين، و تم احتواء الموقف ( تدمير واجهة مبنى الأهرام ) ثم استمرت المسيرة إلى منطقة ماسبيرو.
خ- في 5 مساء كانت هناك وقفة احتجاجية بمنطقة ماسبيرو – في 6.15 وصلت مقدمة المظاهرة إلى كورنيش النيل - تحركت قوات الشرطة العسكرية لتوقف تقدم المظاهرة،- وألقى المتظاهرون الحجارة على قوات الشرطة العسكرية - قوات الشرطة العسكرية بتفريق المتظاهرين باستخدام الدروع والعصي الخشبية كما أطلقت الرصاص الفشنك لتفريق المتظاهرين- تراجع المتظاهرون للوراء بسرعة للهروب - مع الازدحام والأعداد الكبيرة تساقط الكثيرون من المتظاهرين وأصيبوا بإصابات مختلفة.- حاول المتظاهرون ملاحقة أفراد الشرطة العسكرية فى أماكن تمركزهم مستخدمين العصي والحجارة .
2- إطلاق النار على المتظاهرين والشرطة العسكرية من مدنيين مجهولين.
أ- فى نفس وقت إطلاق الشرطة العسكرية لطلقات الصوت (الفشنك) فى الهواء لتفريق المتظاهرين، تم إطلاق أعيرة نارية حية على المتظاهرين من مصادر أخرى ، وسقط عدد 7 من القتلى والعديد من المصابين من المتظاهرين ، وكذلك سقط أحد القتلى وعدد من المصابين من أفراد القوات المسلحة (الشرطة العسكرية). ويؤيد ذلك العديد من الشهادات التي أكدت استخدام الشرطة العسكرية لطلقات الفشنك ولم تستخدم الذخيرة الحية.
ب- أكد عدد من الشهود أن بداية إطلاق النار كانت من خلال عدد من المدنيين المجهولين اندسوا على المتظاهرين واختلطوا بالمظاهرة بدراجات بخارية (موتوسيكلات) فى الاتجاه المعاكس لماسبيرو، وقاموا بإطلاق النار على المتظاهرين وعلى قوات الشرطة العسكرية .
ت- يؤيد ذلك شهادة أخرى أكدت رؤية قناص مسلح على مطلع كوبري أكتوبر المواجه للمبنى المجاور لفندق رمسيس هيلتون يطلق الرصاص على المتظاهرين والشرطة العسكرية وحوله مجموعة تساعده، والعديد من الشهادات التي أكدت تعرض المظاهرة لإطلاق الرصاص الحي مرتين أتناء مسيرتها من شبرا إلى ماسبيرو، عند نفق شبرا وكوبري 26 يوليو.
ث- هناك اختلاف في تحديد أول ضحايا إطلاق النار ؛ هل هو الشهيد مينا دانيال( 19 عاما ) ، أو أحد أفراد الشرطة العسكرية، وهو ما يؤيد أن المدنيين المجهولين أطلقوا النار على المتظاهرين والشرطة العسكرية معآ .
ج- ومن الشهادات الأخرى المتعلقة بإطلاق النار قيام أحد المدنيين بالاستيلاء على بندقية آلية بها طلقات فشنك وهروبه، إلا أنه وفقا لبيان وزارة الداخلية فان أحد الضباط تمكن من استردادها والتحفظ عليها، بالإضافة لبندقية آلية أخرى وخزان طلقات فشنك تم تسليمها لقسم بولاق، وهو ما يؤكد استخدام الشرطة العسكرية لطلقات الفشنك .
ح- وفى ظل عدم توفر المعلومات وعدم إمكان التوصل إلى تحديد مصدر إطلاق الرصاص الحي، تقع مسؤولية تحديد هوية المدنيين المجهولين ومحرضيهم من مرتكبي هذه الانتهاكات على عاتق جهات التحقيق المختصة .
3- دهس المتظاهرين:
أ- إجمالي عدد المركبات :4 عربات جيب - خلفها 3 مركبات مدرعة فهد – 2 مدرعة حاملات الجنود يقفون جميعا ملاصقين للرصيف فى نفس الاتجاه .
ب- بعد دقائق قليلة من بداية قيام الشرطة العسكرية بتفريق المتظاهرين ؛ بدأت المركبات المدرعة فى التحرك ومنعهم من التقدم . فتحركت ثلاث مركبات مدرعة متتالية وبسرعة فى اتجاه كوبري أكتوبر، ثم تبع ذلك تحرك مركبتين مدرعتين فى نفس الاتجاه لكوبري أكتوبر.
ت- كانت حركة المدرعتين الأولى والثانية بين المتظاهرين سريعة و دائرية ، فقامتا بدهس عدد من المتظاهرين، ليسقط 12 من القتلى، بالإضافة إلى حوالي خمسة من الجرحى بإصابات بالغة، وفقا للبيانات المتوفرة حتى تاريخ التقرير.
ث- وصل عدد سيارات الإسعاف إلى 30، ورغم ذلك لم يكن عدد السيارات كافيا بالنظر للأعداد الغفيرة للمتظاهرين والمصابين.
4- ردود أ فعال بعض المتظاهرين والمدنيين المجهولين:
أ- رشق المتظاهرين أفراد الشرطة العسكرية بالحجارة و استخدموا العصى ضدهم .
ب- بعض المتظاهرين كانوا يحملون أسلحة بيضاء (السيوف والمطاوى والسكاكين ) تم استخدامها ضد أفراد الشرطة العسكرية.
ت- قام بعض المتظاهرين بالقفز على إحدى المركبات المدرعة، كما قام آخرون بإضرام النار فى المركبة المدرعة التى علقت نتيجة اصطدامها بحائط خرسانى، وقد حاول سائقها الهروب منها إلا أن المتظاهرين امسكوا به وتم ضربه بعنف، فتدخل احد القساوسة لحمايته وتم إنقاذه حتى تم تسليمه إلى الشرطة العسكرية .
ث- قام أحد المتظاهرين باستقلال ناقلة للجنود و حاول قيادتها ثم قفز خارجا منها ، مما أدى لاصطدامها بعربتين جيب من مركبات الشرطة العسكرية والتي كادت أن تدهس بعض المتظاهرين .
ج- قام أحد المتظاهرين بالصعود إلى أحدى ناقلات الجنود التي شاركت في الدهس وقذف الجندي الموجود بها بحجر ضخم.
ح- تم إشعال النيران في أحد الأتوبيسات التابعة للشرطة العسكرية وأيضاً بعض السيارات الخاصة بموقع الحدث من قبل بعض المتظاهرين .
5- الاعتداء على المتظاهرين ودور الإعلام والشائعات:
أ- بعد الإعلان في التليفزيون المصري أن الأقباط يعتدون على الجيش، ظهر عدد من المواطنين المدنيين يحملون العصيان الخشبية والحديدية والأسلحة البيضاء وانضموا لقوات الشرطة العسكرية وقاموا بالإعتداء على المتظاهرين .
ب- كما تم الاعتداء على المتظاهرين أيضاً فى المنطقة بين كوبري أكتوبر وعبد المنعم رياض، حيث تم رشقهم بالحجارة من مدنيين مجهولين.
ت- قام عدد من المدنيين المجهولين بالتجمهر حول المستشفى القبطي وقاموا بقذف الحجارة وإطلاق الأعيرة النارية تجاه أهالي المصابين الموجودين أمام المستشفى ولم تقع إصابات .
6 - نهاية الأحداث وتفريق المظاهرة :
أ- فى الساعة 8-8.30 مساء تفرق المتظاهرون ، وحدثت مواجهات بين المتظاهرين من جانب و بين الشرطة العسكرية وقوات الأمن المركزى من جانب أخر، حيث أطلقت قوات الأمن المركزى القنابل المسيلة للدموع من أعلى كوبرى أكتوبر.
ب- حدثت اشتباكات بين قوات الأمن و المتظاهرين بمشاركة بعض المدنيين الذين خرجوا لمساندة الجيش - تبادل كل من المدنيين الذين خرجوا لمساندة الجيش والمتظاهرين التراشق بالحجارة - نتيجة دعوة احد المدنيين المتدخلين لمساندة الجيش الى نبذ الخلافات اتحد المتظاهرون من المجموعتين اللتين كانتا تتبادلان إلقاء الحجارة على بعضهم البعض فى مشهد مثير للدهشة مرددين عبارات (مسلم مسيحى ايد واحدة) !! .
ت- وتوجه المتظاهرون فى مسيرة مشتركة إلى ماسبيرو، إلا أنهم فوجئوا بعد دخولهم إلى شارع كورنيش النيل بهجوم قوات الشرطة العسكرية على المسيرة بمشاركة المدنيين المساندين للجيش اللذين انضموا إليهم .
ث- وفى ذات الوقت انتشرت قوات الشرطة العسكرية فى ميدان التحرير والمناطق المحيطة به، مما أدى إلى تفرق المتظاهرين فى اتجاه شارع رمسيس لعدم قدرتهم على العودة إلى الميدان مرة أخرى، ومن ثم تم فرض حظر التجوال اعتبارا من الساعة الثانية صباحا الى الساعة السابعة صباحا .
هنا ينتهي ما أورده التقرير عن مسار الأحداث .
الحقائق الأساسية .
1- الشرطة العسكرية لم تطلق الرصاص الحي على المتظاهرين .
2- وجود عناصر دخيلة و عمليات قنص مجهولة الهوية قامت بإطلاق النار على الشرطة العسكرية و المتظاهرين .
3- الدهس ليس بتعليمات من الجيش .
4- استخدام الأسلحة البيضاء بواسطة المتظاهرين و آخرين تدخلوا لمساندة الجيش .
5- وجود أخطاء جسيمة في إدارة الموقف من القوة العسكرية و قيادتها .
6- ضرورة قيام أجهزة الدولة بتحريات واسعة لتحديد الجهة دائمة التدخل في التظاهرات و تحويلها إلى العنف
،و سنستكمل باقي التقرير تباعآ