(11-13-2011, 02:19 PM)نظام الملك كتب: الزملاء الأعزاء
بالنسبة لما أثاره الأخ العزيز السيد بهجت عن توصيف العلاقات الإسرائيلية /الغربية – مع نظيرتها العربية / الإسلامية بأنها "صراع" وليس "مؤامرة" ، فلاشك ان تبرير المؤامرة راجع إلى فهم النص الاسلامى بثقافة العصر التى تقرآه وفقا لمعطيات الواقع للمسلم أو للعربى.
وأعتقد بخطأ فكرة نظرية "المؤامرة" لأنها تحمل معنى عداء أبدى بداخل من يفكر بها
فعلا نحتاج لإعادة صياغة أنماط تفكيرنا والقوالب الفكرية لنا ... عسى أن نستطيع تغيير واقعنا من خلال معرفة طبيعة مشاكلنا .. فأحيانا أشعر اننا نضع علاج خاطئ لأننا تصورنا مرضا غير الذى يجب معالجته.
فوفقاً لنظرية المؤامرة والتى ثبت خطأها عندى .. فكيف نرسل ابنائنا للتعلم او للعلاج بالغرب وكيف نشترى منهم منتجهم الحضارى إن كانت هناك مؤامرة منهم
كذلك تفسير المؤامرة يجعلنى افسر عيوب مجتمعى على انها مؤامرة من الخارج واشغل نفسى بمحاربة طواحين الهواء
الزميل الفاضل نظام الملك :
هناك فرق بين أن تعتقد بنظرية المؤامرة بحيث تعتقد أن كل فشل صادفته هو بسبب تأمر الأخرين عليك وليس بسبب تقصيرك أنت , وبين أن تعرف عدوك وتحدده وأن تحتاط لكل مكيده يدبرها لك .
أنا لا أعتقد بنظرية المؤامرة , لكن بنفس الوقت مؤمن أن اسرائيل تحديدا لابد وأن تتأمر على مصر , فما بيننا وبين اسرائيل لا يمكن وصفه بالصراع , فالصراع عمل شريف ويكون بين ندين متكافئين يتنافسان على جائزه ما , فعندما تقدم مصر على سبيل المثال مرشحا للحصول على منصب أمين عام الأمم المتحدة وتتقدم اسرائيل بمرشحها , ثم تعمل كل دولة على حشد التأييد الدولى لمرشحها , فهذا اسمه صراع شريف وفى النهايه سيفوز مرشح احدى الدولتين , فالصراع من وجهة نظرى هو تنافس شريف بحيث تتسابق أنت ومنافسك فى خطان متوازيان والأفضل والأصلح هو من يفوز .
لكن عندما تتسابق أنت ومنافسك ويرى منافسك أنك بدأت تسبقه , فيمد قدمه من الحاره الموازيه لك لشنكلتك
فتقع على الأرض فينتهز هو تلك الفرصة ليتقدم , وعندما تتعافى من تلك الوقعة وتحاول اللحاق به وتقترب منه فانه يمد قدمه لشنكلتك مرة أخرى حتى تظل دائما فى المؤخرة , فان ما يفعله منافسك هنا هو تأمر عليك يستفيد هو منه بتأخرك وبقاؤه دوما فى المقدمة .
طبعا التأمر ليس كالعداء الصريح , لو أن الحال بيننا وبين اسرائيل كما كان قبل معاهدة السلام ما وصفنا الحالة على أنها تأمر , فقد كان الحال عداء صريح وواضح ومعلن ولا يحتاج للتأمر , أما بعد معاهدة السلام فقد أصبح هناك سلام يشهد عليه العالم وبالتالى لن يصرح عدوك بأى صورة من صور العداء حتى لا تكون ذريعة ضده , انما سيمارس عداؤه لك من تحت الترابيزه بحيث لا تشاهده ولا تستطيع تحديده أو تحميله المسؤليه , وهذا ما أصفه أنا بالتأمر .
تصريحات عاموس يادلين التى أكد فيها على أن الموساد قد أستطاع أن يخترق الجبهة الداخليه المصريه وأحدث بها من الانشقاقات ما لن يستطيع أى رئيس قادم يعد مبارك أن يعمل على التئامها , فبماذا تصف تلك التصريحات ان لم تكن مؤامره صريحة ؟
اسرائيل شنكلتنا كتير
يكفى أن تبحث عن أسماء علماء الطاقه النوويه المصريه لتعرف كم عالم منهم تم أغتياله ومنذ مطلع الخمسينات لاجهاض أى مشروع نووى مصرى فى نفس الوقت الذى سعت فيه اسرائيل لدى فرنسا للحصول على مفاعل ذرى , ولك أن تسال كيف ان مصر فى الستينات كانت تحقق أعلى معدلات نمو اقتصادى فى العالم وكانت فى طريقها لأن تصبح نمر اقتصادى شرق أوسطى يسبق كوريا وماليزيا والصين والهند ويسير فى الطريق السريع الموازى للطريق اليابانى
ثم فجأة ينتهى كل هذا بضربة عسكرية قصمت ظهر مصر , حينها قال عبد الناصر فى خطاب التنحى أن الطائرات التى كنا ننتظرها تهاجمنا من الشرق وجدناها تهاجمنا من الغرب !! والسؤال القديم المتجدد دائما هو : لماذا كل دول العالم تتكتل سياسيا واقتصاديا وأحيانا اجتماعيا برغم مابينهم من فروقات هائله فى اللغة والثقافه بل وحتى المصالح , فى حين أن العرب برغم ما بينهم من مشتركات هائلة من لغة وثقافة ومصاهرة ودم وعدم وجود حواجر وتضاريس جغرافيه عازلة ويملكون معظم ثروات العالم الا أنهم دائما متشرذمين متناحرين وفشلت كل المشاريع الوحدوية التى حاولوا بنائها ؟
اذا لم يكن هناك تأمر ضدنا فهذا يعنى أننا فشلة وأغبياء , لكنى أؤمن أيضا أن شعبا أنجز مشروع بحجم السد العالى أعظم انشاء هندسى على مستوى العالم فى القرن العشرين وهو من وجهة نظرى أعظم من الأهرامات الثلاثة وأبو الهول مضروبين فى الخلاط
شعبا أستطاع أن يعبر الحاجز النفسى لهزيمة يونيو وأن يعبر قناة السويس ويحطم خط بارليف الذى كان يحتاج لقنبله نوويه لتحطيمه ولا شىء سواها , شعبا كهذا لا يمكن بأى حال أن يكون فاشلا أو غبيا , لكنه شعب طيب وساذج .
أنا أشبهه مصر بالنسبه للعرب كالزهرة بالنسبة للنحل , فرحيق الزهرة يجذب النحل اليها ليلتف حولها , فلو تم قطع الزهرة أو تعريضها للذبول فسينفض النحل من حولها وسيتشتت , لذلك كانت مصر دائما معرضة للمكائد والمؤامرات .
أتمنى أن يشاركنا الزميل الفاضل بهجت بالتعليق على تلك المداخلة .