(11-14-2011, 07:05 PM)جمال الحر كتب: السلام عليكم .
شكرا أخ صالح أبو بكر ,
أنا أنصح الزميل النسر القبطي , بقراءة تفسير جزء (( عم )) من التفسير الكبير للخليفة الثاني للمسيح الموعود عليه السلام .لأنه يقدم تفسير رائعا - أراه أنا رائعا للإنصاف- و سيجد الزميل تفسير (( كواعبا أترابا )) لأنني لم أشأ نقل التفسير نظرا لطوله .فجزء عامة يتضمن نبوءات عن آخر الزمان .في نفس الوقت تنطبق بشكل آخر على القيامة و عن الجنة و النار .
http://www.islamahmadiyya.org/pdf/final_...18-end.pdf
شكرا.
أخي جمال أنا قصدت إنه بما إن النسر القبطي مسيحي - أو هكذا كنت أظن - فربما يقتنع من وجهة مصطفى محمود لأنه يورد مقتبسات من تراثهم المسيحي ....
و على فكرة لا داعي لأن يقرأ الكتاب لأني نقلت منه الجزء المقصود ....
و أيضاً أنبه على أنه غير موجود على النت فلا داعي للبحث ...
في الكتاب "القرآن محاولة لفهم عصري"
هناك باب تحت عنوان "الجنة و الجحيم"
ص 78
يركز على آية 15 من سورة محمد
و يقول "و الآية تبدأ بأنها ضرب مثل ."مثل الجنة التي وعد المتقون"و ليست إيراداً لأوصاف حرفية . فهذا أمر مستحيل لأن الجنة و الجحيم أمور غيبية بالنسبة لنا لا يمكن تصويرها في كلمات من قاموسنا .
تماماً كما يسأل الطفل عن اللذة الجنسية .. فتحتار كيف تصفها له فهي بالنسبة له غيب خارج عن حدود خبرته تماماً . و بعد أن تعجز عن توصيل المعنى إليه تقول على سبيل ضرب المثل و على سبيل التقريب .. إنها شئ مثل السكر .
لقد اخترت له شيئاً من خبراته اليومية .
و مع ذلك فما أبعد المعنى .
و ما أبعد الفرق بين اللذة الجنسية و بين طعم السكر العادي المبتذل .
و بالمثل كان موقف القرآن في مخاطبة البدوي البسيط .
و كل أمنية البدوي الذي يعيش في هجير الصحراء أن يعثر على نبع ماء عذب .. فكل ما يجد من مياه ما هو إلا ينابيع مالحة آسنة .
و كذلك اللبن .. فما أسرع ما يختمر و يتغير طعمه في حر الصحارى .. فيضرب له القرآن المثل من أعز ما يتمنى .
"إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها "
فكل الغاية هي تقريب تلك المعاني المستحيلة بقدر الإمكان .
و كل ما جاء عن الجنة و الجحيم ما هو إلا ألوان من ضرب المثال ..
و ألوان من التقريب و ألوان من الرمز .
و في العهد القديم يصف أشعيا يوم الرضوان قائلاً :
"يصنع رب الجنود لجميع الشعوب في هذا الجبل وليمة سمائن و وليمة خمر و يمسح السيد الرب الدموع من كل الوجوه ".
و في تراتيل القديس أفرايم :
"و رأيت مساكن الصالحين .. رأيتهم تقطر منهم العطور و تزينهم ضفائر الفاكهة و الريحان .. و كل من عف عن الشهوات تلقته الحسان في صدر طهور " .
إنها صور مشتركة في جميع الأديان .
و لكن القرآن لا يتركنا في ضباب الأمثلة فما يلبث أن يقطع بالقول الفصل .
"فلا تعلم نفسٌ ما أُخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون"
إنه يحيل القضية كلها إلى غيب لا يمكن التعبير عنه بلغة الأرض .
هنا كل منى العين و القلب مما لا يمكن تصويره بألفاظ ."