مظاهرات في مجموعة من المناطق السعودية و تعتيم إعلامي من الجزيرة والعربية
مصادر فرنسية تتوقع انتقال "الربيع العربي" إلى السعودية...
باريس ـ نضال حمادة
"السعودية هي البلد المرشح كي يكون المحطة المقبلة في حركة الشارع العربي المتنقلة ". هذا ما توقعته مصادر أكاديمية فرنسية واسعة الإطلاع خلال حديث خاص لـ "الانتقاد". وقالت هذه المصادر "إنه بغض النظر عن نتيجة الأحداث السورية، تبقى السعودية هي المرشح المقبل لحركة الشارع، خصوصاً أن أوضاع اليمن لا تناسب الوضع السعودي في حال بقاء علي عبد الله صالح أو تنحيه مع ملاحظة أن الأخير وقع وثيقة تفاهم مع الحوثيين أعداء السعودية الأقوياء في اليمن، كما إن تنحي صالح لمصلحة الحرس الجمهوري في حال حصوله سيؤدي إلى استمرار الاضطرابات الشعبية وزيادة الغضب على السعودية، وهذا أيضاً سوف يؤثر على الأوضاع على الحدود وبالتالي على المناطق السعودية المحاذية لليمن وهي بغالبيتها إسماعيلية أو شافعية لا توالي المذهب الوهابي الحاكم في المملكة النفطية الغنية.
وتعرض المصادر أياها رؤيتها بالقول:" تأتي وفاة سلطان وتعيين نايف ولياً جديداً للعهد تنفيذاً لرغبة الملك التي بُلّغت لأعضاء هيئة البيعة ليصوتوا وفقها، لتؤشر إلى مسار الأحداث التي سوف تعصف بالمملكة بين الأحفاد من الجيل الجديد. وقد بدأت بوادر الانشقاق والخلاف باستقالة طلال بن عبد العزيز من هيئة البيعة، فيما يعدّ تولي سلمان وزارة الدفاع تحدياً لآل سلطان الذين يهيمنون على الوزارة وعلى الجيش منذ خمسين عاماً. ومن المؤكد أن سلمان، المخضرم في السياسة، سيقوم بمحاولة تثبيت نفوذه في صفوف الجيش، وهذا ما سوف يراقبه خالد بن سلطان قائد سلاح الطيران ونائب وزير الدفاع عن كثب وبحذر شديد، بينما يبقى عبد الله وأبناؤه مسيطرين تماماً على الحرس الوطني الذي يقوده متعب بن عبد الله، وهذا الحرس يعتبر جيشاً مكتمل العدة بما فيها سلاحا الطيران والبحرية، وهو متخصص بالعلاقة مع القبائل حيث يتم تجنيد أفرادها في الحرس بالتحديد، وهذا الجهاز يعتبر قوة أبناء عبد الله الضاربة في حال غياب الملك البالغ من العمر 86 عاماً، وسوف يعتمد عليه متعب بن عبد الله وأشقاؤه في الحصول على حصة وفيرة من تركة الآباء في المستقبل.
كل هذا الوضع يبقى في الجانب النظري، بينما الواقع يقول إن موت سلطان في هذا الوقت حيث يمر العالم العربي بأوضاع سياسية مضطربة واشتعال الصراع على السلطة في اليمن، جعل دوائر القرار الغربية تنتظر تحرك الشارع السعودي في أية لحظة.
وتتابع المصادر الفرنسية "أن تحركات الشارع في منطقة القطيف ليست سوى مقدمة للتحرك الشعبي الأوسع الذي لا بد من أنه يقترب في السعودية"، كما تلفت إلى "ِاستمرار الاحتجاجات في البحرين رغم التدخل العسكري السعودي والخليجي والتعتيم الإعلامي العربي والغربي وهذا بحد ذاته يعد تحدياً كبيراً للسلطات في الرياض ولا بد من أنه سوف يشجع الداخل السعودي على التحرك".
وأضافت المصادر إياها أن "السلطات السعودية تعي هذا الأمر، لذلك تعتمد سياسة اتهام إيران بكل تحرك في الشارع في سعي منها لشد العصب الوهابي والالتفاف على حركة الشارع باتهامه بالطائفية، وهذا ما فعلته في البحرين واتخذته ذريعة لتدخلها في هذا البلد منذ أكثر من ثمانية أشهر".
وفي السياق نفسه ـ وبحسب المصادر الفرنسية ـ يبدو الوضع في الأردن أيضاً قابلاً للتحرك، وهذا سوف يؤثر على السعودية فضلاً عن الوضع المغربي إذ إن الملك متغيب عن البلاد منذ شهر في إقامة فرنسية لم تعرف أسبابها، وختمت المصادر بالقول: "إنها المرة الأولى بتاريخ المملكة المغربية التي يغيب فيها الملك عن حفل عيد الاستقلال في الثامن عشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام".
آل سعود واسرائيل من رحم واحد..ويزولان في وقت واحد
جانب من العدوان السعودي على القطيف
المتظاهرون يهتفون الموت لآل سعود في القطيف بعد استشهاد 2 برصاص القوات السعودية
تعليق:
النظام السعودي من أفسد الأنظمة العربية إن لم يكن أفسدها.
هناك آلاف الناس في السعودية يعيشون في فقر مدقع مثلما هو حال الآلاف في البحرين بينما يغرق الملوك والأمراء في الذهب واللؤلؤ والألماس.
ما أتمناه هو أن لا تُستعمل المسألة الشيعية ومسألة التدخل الإيراني (مع إقرارنا بوجودها) مبررا لقمع الاحتجاجات وإزهاق الأرواح دون رادع مثلما حدث في البحرين وذلك للحفاظ على نظام الأقلية المتوحشة التي تلتهم كامل الثروة بينما آلاف المواطنين الضعفاء يعيشون في فقر مدقع.
وما أتمناه أيضا هو أن لا يقع الشعب السعودي في فخ الطائفية فيعطي هذا المبرر للنظام.
توتر وتحذيرات متبادلة بين السلطات وأوساط شيعية سعودية قبل عاشوراء
الرياض- (ا ف ب): ساد التوتر والتحذيرات المتبادلة بين السلطات السعودية وبعض الاوساط الشيعية الخميس اثر سقوط أربعة قتلى خلال أربعة أيام في محافظة القطيف في المنطقة الشرقية مع اقتراب احياء ذكرى عاشوراء.
وقالت مصادر حقوقية وطبية إن "علي عبد الله آل قريريص (26 عاما) من بلدة العوامية ومنيب السيد آل عدنان (20 عاما) من الشويكة قتلا برصاص قوات الأمن خلال تظاهرات مساء الاربعاء".
ولقي الشابان مصرعهما في القطيف خلال تشييع ناصر المحيشي (19 عاما) الذي قضى قرب حاجز للشرطة ليل الاحد وعلي الفلفل (24 عاما) الذي قتل اثناء احتجاجات اندلعت مساء الاثنين.
وفي حين اعلنت وزارة الداخلية انها "تحذر كل من تسول له نفسه بتجاوز الانظمة بانه سيلقى الرد الرادع"، حذر رجل دين شيعي بارز بدوره من "مغبة انزلاق الوضع لانه اذا غابت لغة العقل ليحل مكانها الرصاص، فالقادم خطير".
واتهمت الوزارة مجددا "مثيري الشغب بتحقيق اهداف مشبوهة املاها عليهم اسيادهم في الخارج" في اشارة الى ايران على ما يبدو.
واكدت أن "عددا من النقاط الامنية في محافظة القطيف تتعرض لاطلاق نار من قبل مثيري الشغب بصفة متصاعدة اعتبارا من الاثنين وفقا لما تمليه عليهم المخططات الخارجية المغرضة".
واوضحت الوزارة ان "قوات الامن المتواجدة في الموقع مخولة كافة الصلاحيات للتعامل مع الوضع (...) وفي الوقت ذاته تدعو العقلاء في محافظة القطيف إلى الاخذ على أيدي هذه القلة المغرر بها حتى لا يكون الابرياء ضحية مثل هذه التصرفات".
وأكدت مقتل أربعة اشخاص واصابة تسعة اشخاص بينهم امرأة واثنان من رجال الامن منذ مساء الاحد.
من جهته، قال رجل الدين منير الخباز "نناشد جميع العقلاء وننبه كل من له ضمير ونحذر بشدة من انزلاق الوضع، فاذا غابت لغة العقل والحكمة وحلت محلها لغة الرصاص والاستخفاف بالدماء فالقادم خطير".
ووصف ما حدث بانه "فاجعة اليمة، وهي رحيل الشهداء المظلومين".
ومن جهتها، قالت مصادر حقوقية إن "الاحداث التي تشهدها محافظة القطيف خلال الاسبوع الحالي تزيد من التوتر في ظل سقوط الضحايا مع اقتراب احياء ذكرى عاشوراء" التي تبدأ مساء الأحد المقبل.
واضافت ان "استخدام الرصاص الحي خلال اربعة ايام وسقوط اربعة قتلى على ايدي عناصر الامن هو استخدام للقوة القاتلة في غير موضعها".
بدوره، قال الناشط الحقوقي وليد السليس ان التصعيد الامني لا يجلب الاستقرار في الوقت الذي ندعو فيه السلطات السعودية الى محاسبة المتسببين فورا ومعالجة اسباب الاحداث بحكمة بعيدا عن السياسة الامنية القمعية".
كما اعتبر الباحث محمد الشيوخ ان "اعطاء الضوء الاخضر لعناصر الامن باطلاق النار على الشباب عند نقاط التفتيش في محافظة القطيف هو سبب اراقة الدماء".
وكان رجل الدين حسين الصويلح اكد الاربعاء ان حاكم المنطقة الشرقية الامير محمد بن فهد "ابلغنا ان لجنة شكلتها وزارة الداخلية ستباشر التحقيق" في مقتل المحيشي والفلفل، و"طمأننا الى ان النتائج ستظهر خلال ساعات".
واضاف "طلب منا تهدئة الشارع والخواطر خصوصا مع اقتراب احياء ذكرى عاشوراء".
وتعد المنطقة الشرقية الغنية بالنفط المركز الرئيسي للشيعة الذين يشكلون حوالى 10% تقريبا من السعوديين البالغ عددهم حوالى 19 مليون نسمة، وكانت شهدت تظاهرات محدودة تزامنا مع الحركة الاحتجاجية في البحرين وغيرها.
وقد اوقعت مواجهات العوامية مطلع الشهر الماضي 14 جريحا غالبيتهم من الشرطة في حين اتهمت وزارة الداخلية ايران، من دون ذكرها بالاسم بالتحريض على العنف، داعية المحتجين الى "تحديد ولائهم اما للمملكة او لتلك الدولة ومرجعيتها".
ويتهم ابناء الطائفة الشيعية السلطات بممارسة التهميش بحقهم في الوظائف الادارية والعسكرية وخصوصا في المراتب العليا.
وقد طالب مشاركون في تظاهرات القطيف الربيع الماضي بتحسين اوضاعهم فيما اطلق اخرون هتافات تندد بارسال قوة درع الجزيرة الى البحرين.
نفس الإسطوانة المشروخة!
وزارة الداخلية السعودية: مسلحون يخدمون قوى خارجية وراء أحداث القطيف
المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي
أعلنت وزارة الداخلية السعودية في بيان لها اليوم الخميس أن "مسلحين يخدمون قوى خارجية" كانوا وراء مقتل شخصين وإصابة 3 في تبادل لإطلاق النار أمس الأربعاء في محافظة القطيف بشرق السعودية بين قوات الأمن، وهو ما رفع عدد القتلى إلى 4 على الأقل في المنطقة الشرقية منذ يوم الأحد، بحسب وكالة "رويترز".
وقالت الوزارة إن "تلك الإصابات وقعت نتيجة لتبادل إطلاق النار مع مصادر إجرامية مجهولة تندس بين المواطنين، وتقوم بإطلاق النار من داخل المواقع السكنية ومن خلال الشوارع الضيقة."
وأضافت الوزارة "أن هدف مثيري الشغب هو تحقيق أهداف مشبوهة أملاها عليهم أسيادهم في الخارج في محاولة لجر المواطنين وقوات الأمن الى مواجهات عبثية، ولذلك فهي تحذر كل من تسول له نفسه بتجاوز الأنظمة بأنه سوف يلقى الرد الرادع، وأن قوات الأمن المتواجدة في الموقع مخولة بكافة الصلاحيات للتعامل مع الوضع بما يحد من تلك الممارسات الإجرامية".
وتابعت الوزارة أنه "بشأن ما قام به عدد من مثيري الشغب في بعض محافظات المنطقة الشرقية، فقد صرح مصدر مسؤول بوزارة الداخلية بأن عددا من النقاط الأمنية والمركبات الأمنية في محافظة القطيف تتعرض لإطلاق نار من قبل هؤلاء المعتدين بصفة متصاعدة اعتبارا من يوم الاثنين الماضي، وذلك وفقا لما تمليه عليهم المخططات الخارجية المغرضة".
وذكرت أن "قوات الأمن في تلك المواقع تعاملت مع الموقف بما يقتضيه مع التحلي بضبط النفس قدر الإمكان وقد نتج عن ذلك مقتل اثنين من المواطنين وإصابة ستة من بينهم امرأة واثنان من رجال الأمن بطلقات نارية، كما رافق تشييع أحد المتوفين هذا اليوم تعدد حوادث تبادل إطلاق النار وإحراق الحاويات وإغلاق بعض الطرق الأمر الذي نتج عنه مقتل اثنين وإصابة 3 مواطنين".