أجد بأن الأمة تتجه نحو الأفضل على كافة الصعد والمستويات ، وأنا مسرور قليلاً بسبب هذا التنافس الإسلامي العلماني والذي بلا شك سيوسع المدارك والخبرات السياسية وسيطرح كل شيء على طاولة الحوار والنقد والتمحيص لتتم في نهاية المطاف صياغة أفكار ومبادئ الأمة السامية .

الأحزاب الموجودة الآن مدمرة أو منتهية الصلاحية أو غير واعية لأصل وجودها ، فضلاً عن غياب التنافس الشريف هذا لجانب التناقض الجذري في كافة نقاط الإختلاف ، فلا يوجد إطار مشترك أو قاعدة يتفق عليها الجميع ، ولذلك ستبقى الأمة منقسمة ومشتتة طالما بقي الجميع لا يستند لأي قاعدة أو إطار يتفق عليه الجميع ، فالإختلاف على تعريف الدولة وشكل النظام وعلاقته بالدين والموقف من الشريعة الإسلامية والعلمانية والديمقراطية سيؤدي لتشرذم وتهافت الكثير من الأفكار .

فالذي أعلمه وفق السنة التاريخية للثورات التاريخية هو أن الفكرة سبقت الثورة في معظم الأحيان وشكلت وعيها الفكري والسياسي ، لكن ما يحصل في المنطقة العربية هو وجود الثورة قبل الفكرة ، مما يعني بأن الثورات قد تضيع هباءً منثورا أو قد تؤدي إلى عكس ما كان يطمح إليه مفجروها .

عني شخصياً وكرجل متعاطف ومؤيد لأطروحات جماعة الإخوان المسلمين ومتفائل كثيراً في الدور المستقبلي الذي سيمثلوه وخصوصاً في تونس أرى بأن الجماعة يتوجب عليها أن تتحمل القسط الأكبر في تثقيف وكي الوعي الشعبي العربي والإسلامي ، والبدء في خطة نهضوية فكرية ترتكز على أسس ثابتة ومحددة معينة وتترك المجال واسعاً للإجتهادات والخطوات والتطبيقات وهذا ما آمله مستقبلاً .

ولذلك أرى بأن الإسلاميين كما صاغوا العقل العربي والإسلامي واستطاعوا أن يبدعوا في المجالات المختلفة طوال التاريخ الإسلامي " الفقه والفلسفة والتاريخ وشتى العلوم والمعارف الإنسانية " ستكون لديهم المقدرة على النهوض بالأمة الإسلامية ، فالتراث الضخم الذي يستندون إليه وتهذيبه لصالح المعاصرة التي يعيشونها والتي هذبوها أيضاً لصالح الأفكار الإسلامية سيمكنهم من النجاح في نهاية المطاف .

وأتمنى أن أكون محقاً في هذا الإتجاه .