كل ليلة .. وقبل النوم أفكر بكل شيء وبشكل مؤلم
أضع رأسي على وسادتي في غرفة تنيرها الأضواء المتسللة من النافذة المطلة
على الشارع حيث يخيم عليه الهدوء ويبقى موحش كقلبي المستوحش ..
كل ليلة .. نفس الطقوس أمارسها
وأفكر ..
تصاحبني مشاعر مختلطة من الندم .. الحزن .. والأسف
والحالة تصبح مؤلمة أكثر عندما أفكر في أشياء لاأتمنى أن أفكر فيها و لا أستطيع إلا التفكير فيها ..
أحياناً أقول في نفسي لماذا تصرفت بهذا التصرف وكان يفترض بي أن لا أفعل كذا ؟
لماذا في هذا الموقف لم أتكلم والتزمت الصمت ؟
لو عاد بي الزمن إلى الوراء ماذا كنت سأفعل ؟
أرى أن ظروفي هي التي تحكمت في مسار حياتي وأجبرتني على خيارات لا أطقيها مرغمة بها ومجبرة منذ خروجي إلى هذا العالم
حتى أنني دفعت أثمان باهضة لمجرد أخطاء بسيطة اقترفتها .. وأقول لنفسي حينها أن الأخطاء تعلم الإنسان وتكسبه الخبرة في الحياة
أظلم ودون قصد وأنا أكره الظلم
لماذا ظلمت من الأساس من الذي أجبرني على الظلم ؟
الظروف والحزن وإسلوب الحياة هل يرغم الإنسان على الظلم وعلى خيارات يكون مجبر عليها ؟
كيف يمكن تجنب كل هذا
يجرفني التفكير إلى مهبط الحزن الشديد عميقاً غائراً كجرح لايريد أن يشفى
وكأنني اعتدت على هذا الحزن لا أريد فراقه
أعد الثواني وتمضي بطيئة
أتمنى النوم كي يهدأ مابداخل رأسي من ضجيج .. ينتهي الليل وفي الليلة التالية .. تعاد نفس الطقوس مرة أخرى .