(12-26-2011, 04:10 PM)jafar_ali60 كتب: - في العراق وفي سوريا ، هناك تشابه ، حزب ايدولوجي + الاعتماد على اقلية مذهبية + جيش متمذهب ، بحيث اصبح الحاكم من التركيبة وليس منعزلا عنها بل انصهر بها ، وهنا الالم سيكون شديدا
عزيزي جعفر...شكرا لك...كتبت اعلاه تشخيص الحالة....هل لديك وصفة العلاج؟
الاصلاح التدريجي مستحيل لهذا النوع من الانظمة،فهي قامت على الفساد والاجرام ولا تقوم بجوهرها على اي صيغة من صيغ العقد الاجتماعي التي عرفتها البشرية،فهي لا تملك لا الشرعية السياسية كما في الدول الديمقراطية،ولا الشرعية الاجتماعية كما في الدول الملكية و الخليجية،ولا الشرعية الثورية كما في الدول الثورية،ولا الشرعية الاصلاحية كالصين مثلا.
هم عصابة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ..اجتمعت حول عرابها....وكل ما يملكوه هو البطش والقوة...وتشعر ان بلدانهم عبارة عن طائرات مختطفة من قبلهم....وهم يهددون الركاب بأن اي محاولة لانقاذ الطائرة من الاختطاف سوف يتم تفجير الطائرة بمن فيها،وأي راكب يفكر بأن يقوم بدور شجاع لفك أسر الطائرة سيموت فورا ويصبح أمثولة لغيره.
أشعر بالغيظ شخصيا من معادلة النظام السوري والليبي والعراقي والجزائري...التي تقول:"اما ان احكمكم أو اقتلكم"....يا سيدي اقتلنا...لأنك تقتلنا كل يوم...تقتلنا بالفساد والرشاوي...تقتلنا بانتهاك كراماتنا...تقتلنا بالجوع والفقر...تقتلنا بجلبنا لكي نخدم عسكرية في بلادنا فتدوس كرامتنا...اقتلنا...فاما حياة تسر الصديق واما ممات يغيظ العدا!
الوضع اصبح لا يطاق في سوريا....مجموعة أطفال تكتب عبارات طفولية على الجدران...يتم اعتقالهم..وتقليع اظافرهم وتعذيبهم...وليس ذلك فحسب...بل اهانة اهلهم بأبشع صور الاهانة وتهديدهم باغتصاب نسائهم!
نحن لسنا امام ثورة في سوريا....نحن امام انفجار....انظر فقط الى الشعارات التي يطلقها المتظاهرون في الشارع :"الموت ولا المذلة"..."الشعب السوري ما بينذل"...كلها عبارات تحمل مكنونات حقيقية لدى المواطن السوري...وتتقاطع في شعور واحد وعام يشعر به الناس وهو "انعدام الكرامة".
كيف لا تنعدم كرامتك وانت تواجه قانون يعطي رجل الامن صلاحيات تصل حد قتلك دون ان يحاسبه احد؟!...كيف تشعر بالكرامة وانت امام نظام لا يعترف بالقضاء؟!..وهو نفس الامر الذي كان يحصل في ليبيا!
ان هزيمة الثورة السورية هي هزيمة للعدل وهزيمة للقيم الانسانية العادلة....بل هي هزيمة لله ذاته!...لأن النظام السوري يمثل قيم الشيطان في ابشع صورها الانسانية.
وكانت من قبل هزيمة الثورة الليبية تعني هزيمة لله ذاته....ماذا يعني ان يمسك كتائب القذافي شخص يحتضر...ويقولون له:"قول الله ومعمر وبس"....وحينما يمتنع ويقول :"لا اله الا الله محمد رسول الله" يتم قتله!....هذه مخالفة لأبسط تجليات الاله!...ماذا يعني ان يمسك شبيحة بشار الناس...ويضربونهم ويدوسونهم ويجعلونهم يركعون لصور طاغية.....في تحدي سافر لرب الكون!
-يا عزيزي جعفر- نحن في الدول العسكريتارية وتحديدا ليبيا وسوريا نحن امام اعادة تشكيل لله نفسه....فالله هو العدل...وليس من العدل ان يتمتع هؤلاء بخيراتنا...ويهينونا ويقتلوننا على مدى 40 عاما ومن ثم ينجون بفعلتهم الحقيرة بحق الناس وبحق الاله وبحق الشجر...
برأيي ان مقالك الكريم الاول يصلح لأن يكون "مقدمة" عامة لبحث في كل فصل تتناول فيه دولة عربية معينة،فكما تفضلت لاحقا ان لكل دول ظروفها الاجتماعية والسياسية الاخرى المختلفة عن بعضها البعض.
فمطالبات الاصلاح في الاردن او في المغرب لا تشبه مطلقا...مطلقا...ما جرى في ليبيا وسوريا...وانتفاضة الشعب التونسي مختلفة كما ونوعا وظروفا عن نظيرتها المصرية ونظيرتها اليمنية او البحرينية....لكنها بالمجمل تتفق بالمضمون وهو البحث عن العدل والكرامة والكينونة الانسانية التي فقدها الانسان العربي في الدول العسكريتارية.