عشت مغتربا في عدة بلدان،ولم يكن لي عشيرة او قبيلة أو طائفة تحميني،لأنني كنت بحماية شيء واحد هو أقوى من هؤلاء جميعا ويسمو عليهم وهو القانون.
القانون أعطاني القوة والمساواة مع غيري،وجعلني قوة في بلد أنا غريب عنها،في يوم من الأيام نتج خلاف مالي بيني وبين ضابط أمن في أحد البلدان،وأكل عليّ ما قيمته 6 الاف دولار،وكان ابن عائلة كبيرة من عائلات البلد التي اعيش فيها،وبسوريا يطلقون عليه لقب "مدعوم"،ولكون البلد التي كنت فيها يسود فيها القانون،استطعت أن أرميه في السجن،وقد رأيته أمامي خانعا ذليلا رغم أنه ضابط امن .(بطبيعة الحال هو يخضع لمحاكمة عسكرية ولكن تفاصيل القصة طويلة).
انا في هذه البلدان لست ابن طائفة معترف بها،ولست ابن قومية معترف بها،بل أنا أقل من ذلك بكثير...أنا فرد واحد..لا اهل ولا اسرة ولا عشيرة ولا طائفة في هذه البلدان...بمعنى اخر لم أصل الى مرتبة "اقلية"،لكن مع ذلك القانون في هذه البلدان يحميني...وحق التعبير وحق العمل مكفول لي....واي شخص يعتدي علي فانني قادر وبالقانون أن أجلبه أمامي وانتقم منه شر انتقام!
كنت اتمسك بالقانون في تلك البلدان بصورة تفوق تمسك اولاد البلد ذاتها بقانونهم!...كنت أتلحّف بالقانون....وكنت مستعدا للدفاع عن القانون بكل ما أؤتيت من قوة.
من هنا يأتي مصدر استغرابي لسلوك بعض الأشخاص في سوريا والذين يوصفون بأنهم من أقليات أو من طوائف تخشى الثورة!...فيعتقدون انهم سيتضررون من سقوط نظام فاسد ولا شرعي ولا يعترف بالقانون مثل نظام بشار الأسد.
فنظام بشار الأسد حوّل سوريا الى "غابة" بكل ما تحمل الكلمة من معنى،فلا صوت يعلو فوق صوت الواسطة والرشوة حتى في الجهاز القضائي،ومن يملك الجرأة لتكذيبي فيما سأقول الان فأنا بانتظاره:"النظام القضائي في سوريا بقمة الفساد،والقاضي بسورية تشتريه بوجبة عشاء،وبسوريا القوي يأكل الضعيف،وشرطي تافه يستطيع أن يقلب الموازين ضدك ويأكل مالك وقد يأخذ احد أبناءك ولا تستطيع ان تقف بوجهه خوفا على ابنك الاخر!...في سوريا النظام القضائي هو نظام معمول لحماية الفاسدين والقتلة والاشرار ولا يتم تطبيقه الا على الضعفاء الذين لا ظهر لهم".
بالتالي يا أخي انت ضامنك الوحيد وحاميك الأقوى هو القانون!....فلماذا تعمل على ابقاء نظام ديكتاتوري لا شرعي والقانون فيه ممسحة لأحذية الضباط والفاسدين والموظفين الكبار؟
يا اخي القانون حينما يملك قوة تطبيقه على الجميع يصبح أقوى من العشيرة واقوى من الطائفة في حمايتك وحماية املاكك واولادك!
القانون حينما يسود ويصبح حجة على الكبير والصغير سوف يكون هو العدل بذاته...ولن تشعر بضيم أو ظلم...لأن أي شخص يعتدي على حقك فان القانون كفيل باستراجاع حقك ورده!

فرات معك حق، والجميع يدرك ما تقوله لكن الذين ينتمون إلى الأقليات يخافون المجهول ولديهم ما يخسرونه أكثر لأنهم مستضعفون ولو لم تأت دولة علمانية مدنية بدل الطغاة ستجدهم في مأزق لا يعرفون الخروج منه... القوى الإسلامية تشكل قسما كبيرا من المعارضة وأذكر أنني قرأت تقريرا في السفير قبل أشهر كتبته غدي فرنسيس عن حماة شبهت فيه حماة بقندهار (أثار التقرير جدلا كبيرا بين مؤيد ومعارض)... التقرير نفسه لا يحوي أحكاما قاطعا فقد امتدحت المراسلة بعض جوانب الحياة فيها لكن هذا التشبيه يجسد مخاوف "الأقليات".

لا تنس ما حدث في العراق فقد أسقط طاغية وحدثت فوضى هائلة، وفي ليبيا جاء الثوار مدججين بأسلحة الناتو وفي خطوة رمزية أعلنوا أن أول تعديل قانوني سيكون إلغاء منع بتعدد الزوجات.

هذه الأمور يضاف إليها الخوف من تأثيرات تدخلات غربية لن تكون بصالح الشعب (راجع ما حدث بالعراق وليبيا) هي ما يجعل العديد من التقدميين العرب في حيرة من أمرهم حول الموقف من الثورة... برأيي أنا مع الثورة وضد النظام لكنني ضد التدخل الأجنبي (كل تدخل أجنبي سيجر "نفوذا" أجنبيا هو بالاستعمار أشبه) وسأنتقد ممارسات المعارضة أيضا لو أخطأوا أو لو سعوا لإقامة "إمارة إسلامية" مثلا.

الحل: أدرك أن أسهل أمر هو إلقاء خطب في منتديات بينما أنت جالس في مقعدك الوثير، لكن هذه نصيحتي التي لا تساوي الكثير، على المعارضة إعلان شكل الدولة المستقبلية (برأيي دولة علمانية أو مدنية ديموقراطية تؤدي إلى الحالة التي وصفتها أعلاه). من الأسهل توحيد الصفوف حول برنامج واضح يضمن حقوق الجميع.

(01-01-2012, 02:26 PM)الحوت الأبيض كتب:  فرات معك حق، والجميع يدرك ما تقوله لكن الذين ينتمون إلى الأقليات يخافون المجهول ولديهم ما يخسرونه أكثر لأنهم مستضعفون ولو لم تأت دولة علمانية مدنية بدل الطغاة ستجدهم في مأزق لا يعرفون الخروج منه... القوى الإسلامية تشكل قسما كبيرا من المعارضة وأذكر أنني قرأت تقريرا في السفير قبل أشهر كتبته غدي فرنسيس عن حماة شبهت فيه حماة بقندهار (أثار التقرير جدلا كبيرا بين مؤيد ومعارض)... التقرير نفسه لا يحوي أحكاما قاطعا فقد امتدحت المراسلة بعض جوانب الحياة فيها لكن هذا التشبيه يجسد مخاوف "الأقليات".

لا تنس ما حدث في العراق فقد أسقط طاغية وحدثت فوضى هائلة، وفي ليبيا جاء الثوار مدججين بأسلحة الناتو وفي خطوة رمزية أعلنوا أن أول تعديل قانوني سيكون إلغاء منع بتعدد الزوجات.

هذه الأمور يضاف إليها الخوف من تأثيرات تدخلات غربية لن تكون بصالح الشعب (راجع ما حدث بالعراق وليبيا) هي ما يجعل العديد من التقدميين العرب في حيرة من أمرهم حول الموقف من الثورة... برأيي أنا مع الثورة وضد النظام لكنني ضد التدخل الأجنبي (كل تدخل أجنبي سيجر "نفوذا" أجنبيا هو بالاستعمار أشبه) وسأنتقد ممارسات المعارضة أيضا لو أخطأوا أو لو سعوا لإقامة "إمارة إسلامية" مثلا.

الحل: أدرك أن أسهل أمر هو إلقاء خطب في منتديات بينما أنت جالس في مقعدك الوثير، لكن هذه نصيحتي التي لا تساوي الكثير، على المعارضة إعلان شكل الدولة المستقبلية (برأيي دولة علمانية أو مدنية ديموقراطية تؤدي إلى الحالة التي وصفتها أعلاه). من الأسهل توحيد الصفوف حول برنامج واضح يضمن حقوق الجميع.

1- لماذا ينبغي على أي أحد سواء أكثريات أو أقليات أن يتبع غصبا عن إرادته حركة سياسية ما ? هل هذا إجباري?
٢- الأقليات مع نفس العلمانيين والديموقراطيين والتحرريين (قوى الإنفتاح) والبرجوازية كان لها دور رائد وكبير ثقافيا وسياسيا فمن تأسيس الأحزاب الوطنية إلى تكوين الوعي الثقافي سوا عن طريق القصة أو المسرح أو السينما الهادفة على سبيل المثال لذا فبدلا من إلقاء اللوم لماذا الزميل فرات لا ينظر في الأمر بشكل أعمق وهو أن مايجري هو تهديد لهذه الثقافة والروح! فهل أن العيب فيها أم عند المغامرين الذين لا يمكن الوثوق بهم!

٣-لماذا يخلط البعض مفاهيمه بتقديم وجبة ضارة تحت عناوين براقة كسيادة القانون بينما تجد أن من ضمن بعض هذه القوى وخاصة إخوان سوريا والتجييش والتحريض والأعمال الطائفية التي يقومون بها لا تترك مجالا لإعتبار أن ما ينشدونه هو المجتمع المدني وسيادة القانون!

٤- إذن إنه بيت القصيد وهو أننا بالتأكيد نستطيع أن نعد ما لا يحصى من العيوب فيما يتعلق بالنظام في سلطاته الثلاث وأن نتمنى أن نستبدل هذه العيوب وهذا النظام بنظام أفضل لكن هذا يعني أنه من المتوجب أن يكون هناك بديل ثوري من طراز جديد يستوعب المرحلة ويقود لمستقبل أفضل , بينما نجد على الأرض ما ينسف هذا التصور تمام.
ا
هناك قوى داخلية ومثقفين يستطيعون القيام بدور إيجابي وطليعي في مجال التغيير الديموقراطي لكن وللأسف أحداث الثمانينات تعيد نفسها إلى درجة ما.

عزيزي الحوت الابيض...تحية لك...ولكن هل تقدر خطورة ما تكتب؟

(01-01-2012, 02:26 PM)الحوت الأبيض كتب:  فرات معك حق، والجميع يدرك ما تقوله لكن الذين ينتمون إلى الأقليات يخافون المجهول ولديهم ما يخسرونه أكثر لأنهم مستضعفون ولو لم تأت دولة علمانية مدنية بدل الطغاة ستجدهم في مأزق لا يعرفون الخروج منه...

هل خوفك من المجهول يجعلك تدعم قاتل معلوم؟!...اخي هذا الكلام اجرامي وخطير....شو يعني لأنك تخاف من المجهول تقوم توقف مع قاتل يقتل الناس ويجز رقابها أمامك؟!...هل هذا حل نخبة الطوائف للمشاكل التي تواجهها البلدان العربية؟!

(01-01-2012, 02:26 PM)الحوت الأبيض كتب:  وأذكر أنني قرأت تقريرا في السفير قبل أشهر كتبته غدي فرنسيس عن حماة شبهت فيه حماة بقندهار (أثار التقرير جدلا كبيرا بين مؤيد ومعارض)..

عزيزي...جريدة السفير هي جزء من الماكينة الاعلامية البعثية،وهي تابعة للمخابرات السورية،وهي احدى ادوات الحرب التي يستعين بها النظام للقضاء على الاصوات الحرة في البلاد.
السفير وكجريدة تنتمي الى عالم الاعلام الحر في لبنان لا يمكن لها ان تطبل او تزمر علنا للنظام السوري،لأنها ستفقد كل مصداقية لها...مثلا هي تمدح قليلا في الثورة....لتدس لها سما كبيرا...يعني دس السم في الدسم!

(01-01-2012, 02:26 PM)الحوت الأبيض كتب:  الحل: أدرك أن أسهل أمر هو إلقاء خطب في منتديات بينما أنت جالس في مقعدك الوثير، لكن هذه نصيحتي التي لا تساوي الكثير، على المعارضة إعلان شكل الدولة المستقبلية (برأيي دولة علمانية أو مدنية ديموقراطية تؤدي إلى الحالة التي وصفتها أعلاه). من الأسهل توحيد الصفوف حول برنامج واضح يضمن حقوق الجميع.

هل المطالبة بحكم القانون في سوريا يا حوت هو من قبيل "القاء الخطب" في المنتديات؟!...الى هذه الدرجة هو حلم صعب المنال في بلداننا؟!

---

(01-01-2012, 05:16 PM)Rfik_kamel كتب:  ٤- إذن إنه بيت القصيد وهو أننا بالتأكيد نستطيع أن نعد ما لا يحصى من العيوب فيما يتعلق بالنظام في سلطاته الثلاث وأن نتمنى أن نستبدل هذه العيوب وهذا النظام بنظام أفضل لكن هذا يعني أنه من المتوجب أن يكون هناك بديل ثوري من طراز جديد يستوعب المرحلة ويقود لمستقبل أفضل , بينما نجد على الأرض ما ينسف هذا التصور تمام.
ا
هناك قوى داخلية ومثقفين يستطيعون القيام بدور إيجابي وطليعي في مجال التغيير الديموقراطي لكن وللأسف أحداث الثمانينات تعيد نفسها إلى درجة ما.

مقسوم لا تأكل وصحيح لا تقسم....وكول لحتى تشبع!
طيب شو الحل للخروج من هذا المأزق الذي تمر به البلد؟!....نظام ديكتاتوري أرعن وتافه ويعتبر ان خضوعه لأي شكل من اشكال الارادة الشعبية هو كسر لكبرياءه....وناس تطالب بحقوقها من كرامة وحرية وعدل.....ما الحل برأيك؟!

مع اني اللي هقوله ممكن يكون كلام خرافي
بس فعلا ده اللي بشوفه حل بالذات في موضوع سوريا
و هو التقسيم , نعم التقسيم
الموالاة و غيرهم من اللي رافضين المعارضة زي بعض الاقليات (و اللي بالمناسبة مخاوفهم مش وهمية ابدا) يعملو دولة
و كذلك المعارضة تعمل دولة , و كفى الله المؤمنين شر القتال
و التنافس السلمي بين الدولتين ممكن يحقق الرخاء المنشود لكليهما

(01-01-2012, 07:27 PM)جابر بن حيان كتب:  الموالاة و غيرهم من اللي رافضين المعارضة زي بعض الاقليات (و اللي بالمناسبة مخاوفهم مش وهمية ابدا) يعملو دولة

هل من الممكن ان تشرح لي يا جابر ما هذه المخاوف "غير الوهمية" التي تشعر بها الاقليات؟!
وعّونا يا شباب....بدنا نفهم....ما هي الأسس التي يبني عليها ابناء الاقليات خوفهم؟!....الاسلاميين؟!...طيب يا اخي من أعطى الاسلاميين القيمة هي الانظمة الديكتاتورية....ولولا هذه الانظمة الحقيرة ..لكان الاسلاميين قوة سياسية عادية مثلهم مثل غيرهم....ومثل ما كانوا عليه في سوريا على الاقل...حيث كانوا يدخلون الانتخابات ...والتحالفات السياسية..ويخسرون تارة وينجحون تارة...!
يعني لا أذكر انني قرأت ان المقبور حافظ الأسد أو حتى البعثيين او حتى النخبة الحاكمة في سوريا بعد الاستقلال قد أخذت الحكم من الاسلاميين او انقلبت عليهم!؟
عندما اقرأ كلامكم أشعر ان سوريا كانت قبل حافظ الأسد عبارة عن لحى وجلابيب ومنقبات وحلقات دروشة و"جمهوري عربي اسلامي سوري" وجاء الاسد المتنور التقدمي التطوري لينقلب على ذلك ويبني سورية العلمانية!

يا فرات لست سوريا لكني حاولت تفسير الظاهرة، وأنت لم تقل رأيك في سوريا المستقبل وكيف يجب أن تكون.

ثانيا، إلقاء الخطب في المنتديات تكلمت فيه عن نفسي.

أنا لم أبرر النظام أو جرائمه لكنني حاولت النظر من وجهة نظر الأقليات وقلت رأيي في الحل.

رأيي من رأي الزميلين الحوت الأبيض و رفيق كامل و أضيف انه انت بتحكي عن سيادة قانون و بتفترض انه قانون مساواة في مواطنة و ديمقراطية و و و بينما الواقع يقول أنه الاخوان المسلمين هم القادمون الى سدة الحكم فيما لو سقط النظام اللي ميتسماش و في هالحالة فان ابناء الأقليات سيحسروا أيضا الحريات الشخصية التي كانت متاحة أيام النظام. يعني الخسارة بتكمل على روسهم. و أنا لا أتفق مع زميلنا القلم الساخر و غيره الذين يقولون لنا أن التيار العلماني قوي في سوريا لدرجة ان أمريكا غير متأكدة من تفوق الاخوان و تخشى عدم وصوملهم السلطة. فسوريا كباقي دولنا اجتاحها المد الديني منذ ثورة الخميني و حتى الآن مع توالي الهزائم و النكسات. طيب في هالحالة لماذا سيضحي ابن الأقلية بما تبقى له من حرية؟ هات لنا سبب مقنع و منطقي. هل يعمل الانسان ضد مصلحته؟ و انظر ماذا حصل في ماسبيرو و الفوضى التي تعم مصر و موضوع زميلنا الساخر "ما أحقر أن يحدث هذا في مصر" و تذكر أن سوريا وضعها لسه أكثر خطورة و تعقيدا من مصر بسبب التعدد الطائفي و العرقي و ثارات الاخوان او السنة عموما مع النظام. هذا ما لا يريده أبناء الأقليات لسوريا و لانفسهم. و هو سبب وجيه و منطقي.

لو كان البديل القادم هو فعلا نظام ديمقراطي لما تردد ابناء الأقليات و لا بقية الشعب السوري في الانخراط في صفوف الثورة لأنه رح يكون فيه قانون و سيادة قانون متحضر و هيك تغيير سيكون في صالحهم. لكن عندما يروا الاخوان مهيمنين على المجلس الوطني و مدعومين بالبترودولار و "واردوغاناه" فكيف لا يقلقوا و يحسسوا على لحاهم؟؟

الحل يا زميلنا يكون بطمأنة هذه الأقليات بخطوات حقيقية و ليست ترقيعية و ليس ببيع أوهام جميلة بتودي في داهية كما يفعل المجلس الوطني و بعض الأقلام. خطوات تتمثل في وحدة معارضة تمثل الجميع على قدم المساواة دون اقصاء و هيمنة طرف على آخر و دون ارتهان لأطراف خارجية. الدعم التركي جعل الناس ترى الثورة "سنة ضد علوية" و جاء البترودولار ليصادق بانفاق مئات ملايينه على ذلك و يوظف الجزيرة و اعلامه و ليضع دم قلبه في اقصاء الاطراف المعارضة الأخرى حتى لا ترشح الصبغة اليسارية و تضعف مشروع الاخوان و من وراءهم. الخارج لعب دور فظيعا ضد هذه الانتفاضة و شعبيتها و توقعات الملايين منها و لو بقيت هذه الثورة سورية بحتة كما ابتدأت لاختلف مسارها. بل انهم حاولوا دفعها للانتحار بالعسكرة و بطلب التدخل الخارجي خدمة لمشروع الاخوان وع أن الشعب السوري تجري الوطنية و القومية في عروقه و لن يرضى بهكذا اطروحات. لا بد يا زميلنا من الحد من نفوذ الأطراف الخارجية و من التوصل لحوار للمعارضة يضع مصلحة وحدة و سيادة و مستقبل سوريا الديمقراطي نصب عينيه بدلا من الارتهان كل للطرف اللي اللي بيعجبه و بيحقق مشروعه الخاص. الأقليات عندما ترى برنامجا وطنيا خالصا و جامعا لكل أطياف المعارضة السورية ستغير مواقفها لأنه لا أحد يكره الحرية و التحرر لكن الكل العلماني من اقليات و غيرها يكره هيئات الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر التي تستميت للوصول الى السلطة مختبئة وراء غليون و مجلسه. تمزق هذه المعارضة مصدر اساسي لقوة النظام الذي أراه قويا و صامدا حتى الآن و لا تقنعني مداخلات البعض عن انه يستعد للرحيل أو سقط او ما شابه فأنا أراه أذكى الجميع و عارف شو بيعمل و الله وين حاطه بدقة و الدليل انه حتى في وجود وفد الجامعة العربية كان شغال يقتل و يقصف و لا سائل في حدا بينما المعارضة حفيوا رجليها تنقلات و اجتماعات و مقابلات و اضواء و ملايين و لم تنجز حتى الآن حتى برنامج وحدوي على أدنى حد أدنى. و لم يعترف بالمجلس الوطني الا المجلس الليبي رغم انه غليون قال أن امر الاعتراف سهل جدا. أنا لست أدافع لكن من المهم أن نرى الصورة كما تحدث لا كما نتمناها. حنفيات شتم النظام و ايهامنا انه قرب يرفع الرايات البيض أوهام. لا بد أن نراه و نفهم كيف يعمل و يفكر حتى نستطيع التفوق عليه و نحرقه على دفعات. لكن ما دام احنا في جيبة حمد بن جاسم و مشغلين الجزيرة و الملايين لحرق مناع فنحن نمد النظام بالفرصة و الوقت ليحمي نفسه و يطيل عمره. أليس هذا هو الحاصل؟

و حتى يطمئن البعض توقع ان أمي علوية و بالتالي رأى في كلامي دفاعا عن نظام ياما كتبت ضده فها أنا أكرر أني فلسطينية و ليس لي أي انتماء طائفي و لا بعرف اي شئ على الاطلاق عن معتقدات الطائفة العلوية بل اني لا اعرف أكثر مما يعرف طفل في الابتدائية عن طائفتي السنة و الشيعة. فما بالكم بطوائف اصغر حجما؟! و آخر حاجة لست انترستد في هيك معرفة.

ريجاردس و هابي نيو يير للجميع

ما داموا عملاء لحمد والسعودية واخونجية انقلابيون فكيف تنتظرون منهم ضمانات تطمين للاقليات او وعود بالديمقراطية !!!

من يريد انها يراها ثورة حرية سيراها كذلك ومن يريد ان يراها فتنة طائفية ومؤامرة امبريالية سيراها كذلك ايضا ، فكل يرى الناس بعين طبعه .

هي بدأت ثورة حرية بالتأكيد و لكن أحاطت بها ألف أفعى يا زميلنا السيستاني و كل يريد أن يجيرها لأجندته الخاصة حتى أمريكا و روسيا. باتت قضية صراع دولي على نفوذ و ليس ثورة حرية و بس.

التطمينات لا تأتي من طرف واحد بل تكتسب مصداقيتها من الاجماع عليها.

كل يرى الناس بعين طبعه لكن عندما ترى وقائع و أحداث و تعرف توجهات و خلفيات هذا و ذاك ما بيضل في الأمر عين طبع.

و هابي نيو يير