القوى الوطنية تجتمع على مائدة شيخ الأزهر.. "الطيب": الثورة هدفها تخليص مصر من الظلم والفساد.. "العوا": اللقاء بداية لحوار مجتمعى حقيقى.. و"حسان": الاحتفال بالثورة يجب أن يكون سلمياً
اجتمعت قيادات القوى السياسية وممثلو الأحزاب والمجتمع المدنى والحكومة، على رأسهم شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ورئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزورى، والبابا شنودة، والمرشد العام للإخوان المسلمين، وبعض نواب البرلمان وممثلو التيارات الفكرية والدينية، بمشيخة الأزهر، للنقاش حول وثيقة الحريات التى صدرت بالأمس ووافقت عليها القوى الوطنية.
كان أبرز الحضور الدكتور محمد سليم العوا، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، والداعية السلفى الشيخ محمد حسان والدكتور عمرو حمزاوى عضو البرلمان والدكتور عمرو الشوبكى عضو البرلمان وعصام دربالة القيادى بالجماعة الإسلامية ومصطفى النجار رئيس حزب العدل وتهانى الجبالى نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا والدكتور عماد عبد الغفور رئيس حزب النور وأحمد ماهر ممثل حركة 6 أبريل.
فى البداية، أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن ثورة 25 يناير أبهرت العالم بخصائصها غير المسبوقة وطابعها السلمى الخالص وحرصها على الإجماع الوطنى بمصر لكل رجالها ونسائها واستيعابها لأحدث أسلحة العصر فى ثورة الاتصالات العالمية، لتنجز أول أهدافها الثورية، وهى تخليص مصر من حقبة اتسمت بالفساد والضعف والقمع والظلم.
وأوضح الطيب أن الأزهر الشريف أصدر بياناً حول استكمال أهداف الثورة المصرية، واستعادة روحها مكوناً من 12 نقطة، أولها الحفاظ على روح الميدان، كما كانت خلال الأيام الـ18 التى غيرت مجرى التاريخ المصرى وجمعت كل أبناء الوطن على كلمة سواء، التعاهد الوطنى باسم كل القيم السابقة على استكمال أهداف ثور 25 يناير، والتوافق الوطنى على رعاية كل مكونات هذا الوطن، دون غلبة أو هيمنة أو إقصاء أو انحياز، وتأكيد حق المواطن الدستورى فى محاكمته أمام قاضيه الطبيعى، ومنع المحاكمات العسكرية للمدنيين، والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، وسرعة المحاكمات، بما لا يخل بحرمة الحق ومقتضى العدل وواجب النزاهة، واستكمال الوفاء بحقوق أسر الشهداء والمصابين فى العلاج والتعويض والعمل والرعاية التامة، والمضىّ فى البناء الديمقراطى لمؤسسات الدولة، وإتمام تسليم السلطة للمدنيين فى موعده المحدد، دون إبطاء، والالتزام بما أسفرت عنه الانتخابات النزيهة الحرة من نتائج، والتعاون بين شباب الثورة جميعا وممثلى الشعب المنتخبين فى بناء مصر المستقبل تحت مظلة الديمقراطية، وعلى أساس من الشرعية البرلمانية والتوافق الوطنى، والقضاء على آثار السياسات القمعية والفساد الشامل مع العمل الجاد على بناء اقتصاد مصرى قومى يستثمر كل إمكانات مصر ويحقق العدالة لجميع أبنائها، وعودة الدور الوطنى المصرى فى ريادة المنطقة والإسهام فى السياسة الدولية، بقرار حرّ دون تبعية أو انحياز، وعودة الجيش الوطنى زخر الوطن وحامى انتفاضته الثورية إلى دوره فى حراسة حدود مصر وأمنها القومى، وإطلاق طاقات الشعب، خاصة شبابه الثورى الناهض، لبناء المجتمع والدولة ومحاربة التخلف والفقر والمرض والجهل والنهوض بمصر سياسياًَ واقتصادياً وأخلاقياً لتكون النموذج الوطنى لأمة العرب والمسلمين.
من ناحية أخرى، قال الدكتور محمد سليم العوا، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، إن لقاء القوى الوطنية بالإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بحضور الدكتور كمال الجنزورى والبابا شنودة، وعدد من القوى السياسية، دار حول وثيقة الحريات التى صدرت بالأمس، من خلال الأزهر الشريف، ووافقت عليها القوى الوطنية، مؤكدين على استمرار الثورة، مشيرًا إلى أن المجتمعين أيّدوا وثيقة الأزهر الأولى، والثانية الخاصة بالحريات، مؤكدًا أن الاجتماع بداية لحوار مجتمعى يجب أن ننخرط به خلال المرحلة المقبلة، ونحن بصدد كتابة دستور جديد، وانتخابات شورى، وانتخابات رئاسية، لافتاً إلى أن الاجتماع جاء معبرًا عن كافة التيارات السياسية والوطنية والعلمانية واليسارية والإسلامية والكنيسة.
على صعيد متصل، طالب الشيخ محمد حسان، الداعية السلفى، الشباب المصرى بضرورة الحفاظ على سلمية ثورة 25 يناير، التى بدأت من العام الماضى، مؤكداً أن الاحتفال بعيد الثورة يجب أن يكون سلمياً للحفاظ على صورة الشباب المصرى التى ارتسمت لدى العالم كله.
وأضاف حسان، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن دور الأزهر مهم وضرورى فى بناء دولة مصر الحديثة بعد ثورة يناير، مؤكداً على دوره فى توحيد الصف المصرى وتقارب الأفكار بين جميع القوى السياسية المصرية، مشيراً إلى أن وثيقة الأزهر للحريات كانت أفضل الصور الإيجابية التى تبناها الأزهر فى المرحلة الماضية، وأن الوثيقة لاقت قبولاً من معظم القوى الوطنية.
من ناحية أخرى، أكد الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، أن الحزب مازال فى التحالف الديمقراطى من أجل مصر، والذى يقوده حزب الحرية والعدالة وعدد آخر من الأحزاب، مشدداً على أن الوفد لم ينسحب منه إلا انتخابياً فقط، ولكن كمشاركة سياسية مازال موجوداً.
وأضاف البدوى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، لست قلقاً من صياغة الدستور القادم، بعد هذا الاجتماع التوافقى بين القوى السياسية، لافتاً إلى أن هذه الوثائق تؤسس لدولة ديمقراطية حديثة تضمن للجميع المساواة وتحقيق الوحدة الوطنية، مضيفاً أنه تم التوقيع على وثيقة التحالف الديمقراطى من أجل مصر إلى جانب وثيقة الأزهر.
وقال البدوى، إن الموقعين على الوثائق، سواء وثيقة الأزهر أو التحالف، هى جميع القوى المشكلة للبرلمان القادم، وهذا ما يضمن أنه لن ينفرد أى فصيل سياسى أو قوى سياسية واحدة فى الحياة السياسية فى المستقبل، وأنه لن يسمح لأحد أن ينفرد بالأغلبية البرلمانية.
ونفى البدوى ما تردد مؤخراً حول تحالف حزب الوفد مع التحالف الإسلامى، الذى يقوده حزب النور، أو أى أحزاب أخرى سوى التحالف الديمقراطى الذى مازال عضواً فيه سياسياً، لافتاً إلى أنهم يسعون للتوافق الوطنى فى البرلمان القادم.
وأوضح البدوى أن الوثائق التى تم التوقيع عليها ستكون ملزمة أخلاقياً وسياسياً، مشيراً إلى أن هذا عقد تم الاتفاق عليه بين جميع القوى السياسية، ولذلك يجب أن يكون الكل ملتزم به.
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=575755&SecID=12