{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
نعوات سورية - ميشيل كيلو 2006
((الراعي)) غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,100
الانضمام: Oct 2009
مشاركة: #1
نعوات سورية - ميشيل كيلو 2006


تلفت نظري في اللاذقية، مدينة آبائي وأجدادي، أوراق النعي، التي تنتشر بكثافة علي حيطان البلد، كما يسميها أبناؤها. وفي حين تكون أوراق النعي المدينية مرتبة ومطبوعة وفق نموذج محدد، تتسم أوراق نعي الريفيين بعدم الترتيب، وبكثير من الفوضي في توزيع مكوناتها وفي نوع حروف الطباعة الخشنة المستعملة فيها، والورق الأقرب إلي الأصفر الذي تطبع عليه.

غير أن ظاهرة مهمة لطالما لفتت نظري وأنا اخترق شوارع مدينتي، هي أن أبناء الريف يكونون في أغلب الأحيان من العسكريين، بينما تربط أبناء المدينة علاقة بعيدة وواهية بالجيش، حتي ليندر أن تلمس وجود عسكري ما في أوراق النعي الخاصة بهم، بينما تكاد أوراق النعي الريفية تخلو، من جانبها، من وجود أي مدني، إلا في ما يتصل في الحالتين بالمسنين، الذين كان عمرهم يوم الثامن من آذار/مارس ثلاثين أو أربعين عاما، فلم ينخرطوا في سلك العسكر!

ومع أن كلتا ورقتي النعي تبدأ بالآية الكريمة، التي تتحدث عن النفس المطمئنة العائدة إلي ربها راضية مرضية، فأنهما تفترقان في كل شيء بعد المقدمة، ليعكس افتراقهما افتراق ظروف واقع وحياة أبناء الريف، الذين يعيش معظمهم علي ريع السلطة وخاصة العسكري منه، وواقع أبناء المدينة، الذين هم غالبا أصحاب حرف أو أعمال حرة أو موظفون متوسطون وصغار، ويظهر، كما لو أنه وثيقة رسمية، طبائع الأمور في بلد تستقطب سلطته أبناء الريف في الجيش والأمن خاصة، وتمنحهم وظائف ومراكز قيادية في دوائرها ومرافقها الرسمية، وتشجعهم علي الانخراط في الجندية وما يتفرع عنها من دوائر وأجهزة، في حين يعتمد أبناء المدينة علي أنفسهم ومواردهم الخاصة غالبا، حتي ليعتقد المرء أنهم يعيشون خارج أية علاقة مع أي شيء رسمي أو سلطوي، ويستغرب كيف تمكنوا من البقاء علي هامش وخارج سلطة تمسك بكل شيء وتقرر كل شيء في بلدهم، وكيف حققوا التقدم المادي الذي بلغوه، مع أنهم يعيشون خارج عالمها الرسمي: الذي هو موزع الأرزاق الرئيسي علي الريفيين.

لوعدنا إلي أوراق النعي، لوجدنا أنها تلقي الضوء علي حقائق التوزيع الطبقي والسياسي لمدينة طالما تعايش فيها بسلام وتفاعل أخوي أبناء الأديان والمذاهب والطوائف المختلفة، وكذلك المنتسبون إلي إثنيات متباينة، يقينا لو أنني وجدت قبل أربعين عاما في نفسي الجرأة للحديث عن طوائف، لرجمني أبناء المدينة والريف. أما اليوم، ومع أن الطوائف ضرب من بنية تحتية للوعي العام في سورية، فإن أحدا لا يجرؤ علي الحديث عنها، ليس لاعتقاد الناس أنها غير موجودة، بل خوفا من سلطة تدعي أنها أقامت وحدة وطنية صهرت الشعب في بوتقة ألغت جميع أنواع الفروق العقائدية والإثنية، وجعلت أي حديث عن طوائف خيانة وطنية مثبتة تستحق العقاب.

تقول ورقة النعي الريفية، بعد الآية الكريمة، إن الفقيد هو العقيد أو العميد أو المقدم فلان الفلاني، وأن أبناءه هم ـ بحسب رتبته ـ المقدم أو الرائد أو النقيب أو الملازم أول نضال أو ثائر أو كفاح أو رفيق أو خليل أو إبراهيم أو إسماعيل أو حسن أو علي... الخ، وأصهاره أزواج بناته ثورة أو ثائرة أو نضال أو رفيقة أو أمل أو شروق هم المقدم المهندس أو الرائد الطبيب أو الملازم الأول الإلكتروني أو المستشار الفني أو المزارع... الخ. بينما ستجد بين اخوته مدرسا أو معلما أو عضو قيادة شعبة في الحزب أو محاميا أو قاضيا أو مهاجرا، دون أن يبطل ذلك الطابع العسكري الغالب علي الأجيال الجديدة من أسرته أو علي من يمتون إليها بصلة. فاتني القول: إن ورقة النعي تخبرنا أن الصلاة علي روح الفقيد ستتم في جامع القرية، وان العزاء فيه سيقبل يوم كذا وكذا في بيته الريفي، مع أنه ربما يكون ولد في المدينة ومات فيها، ولم يمض أو يعمل غير أيام قليلة في الضيعة.

إذا انتقلنا إلي أوراق النعي المدينية، وجدنا كلمات تتكرر في كل منها هي الحاج أو الشيخ أو التاجر أو المهندس أو الطبيب أو الأستاذ... الخ، تعلمنا أن هؤلاء من رجال البر والتقوي والخير والإحسان، في حين تعكس أسماؤهم بدورها نزعة دينية سادت خلال السنوات الأربعين الماضية لدي معظم أبناء المدينة، فالمتوفي هو محمد جمعة أو محمد غالب أو محمد سالم ـ أو أي شيء من هذا القبيل ـ وأبناؤه هم بالتأكيد محمد مصطفي، ومحمد عبد الله، ومحمد نديم، ومحمد رجاء، ومحمد واصل، ومحمد حسيب، ومحمد طه، ومحمد خالد، ومحمد عمر... الخ، بينما يوجد دوما اسم فاطمة وخديجة وزهراء وعائشة ومؤمنة وتقية وسميه وآمنة وآية بين أسماء بناته وقريباته، وعبد الستار وعبد الله وعبد الغفور وعبد الرحمن بين أسماء أصهاره واخوته وأبناء أعمامه وأخواله، مشفوعة علي الغالب بصفة الحاج أو الشيخ أو البار أو التقي.

ما أن تقرأ أوراق النعي، حتي تكتشف أنك لست فقط حيال رجال فارقوا الحياة الدنيا، بل كذلك أمام وضع اجتماعي/ سياسي/ ثقافي وطني، بالأحري لا وطني، تفضح الأوراق حقائقه المؤسفة والخطيرة، التي تكونت خلال السنوات التي قالت السلطة فيها إنها تبني عالما من المساواة والإخاء والحرية والمواطنة، وتمحو الفوارق بين الريف والمدينة. عندئذ، ستهز رأسك بأسي، وستخشي ما تشي الأوراق به من مصير بائس ينتظر وطنك، وستترحم علي نفسك، خاصة حين تبحث عبثا في أوراق النعي عن شيء يشي بوجود زواج أو قرابة بين المدينة وريفها، وبين محمد علي وعلي محمد، فلا تعثر علي أثر لأي منهما، رغم أن صورا وملصقات ويافطات كثيرة تنتشر علي جدران المدينة وفي شوارعها تخبرك أنك تعيش في سورية الحديثة ، وأنك تجسد الوطن، لأن الفروق بينك وبين بقية مواطنيك لم تعد موجودة، تحت أي شكل أو مسمي!

هذا الحال، بدأ يتغير في السنوات الأخيرة، حيث تشكلت في المدينة لجان تعني بالعمل الوطني الديمقراطي، انتسب إليها طوعيا ولأغراض بعيدة كل البعد عن أي غنم شخصي، جامعيون ومحامون وعمال ومدرسون وتجار وفلاحون وطلبة... الخ من جميع الاتجاهات السياسية والأديان، جعلوا همهم وصل من انقطع من لحمة بين المواطنين، علي أرضية المواطنة، التي تكفل لهم المساواة والحرية. وذلك بصيص الضوء الوحيد في عتمة الواقع المقيت، الذي جعل مدينة عرفت 56 صحيفة ومجلة ومنتدي بين عامي 1925 و1958 لا تعرف اليوم غير جريدة فقيرة توزع 500 نسخة بشق الأنفس، وتخلو من أي منتدي للحوار أو أية ساحة للتنفس الفكري والروحي والوطني، صار من الضروري جدا أن يقبل رجالها ونساؤها العزاء بعلي محمد في جامع العجان وسط المدينة، ومحمد علي في جامع القرداحة!

01-14-2012, 12:28 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الحوت الأبيض غير متصل
Party Pooper
*****

المشاركات: 2,292
الانضمام: Jun 2010
مشاركة: #2
الرد على: نعوات سورية - ميشيل كيلو 2006
وجدت هذه المقالة منشورة في الحوار المتمدن عام 2008 وليس 2006، ليتك تفيدنا بمصدرك.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=141319

أرى أن فيها تعميما لا أعلم إن كان صحيحا أم مجرد قولبة لشرائح المجتمع.
01-14-2012, 02:14 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #3
الرد على: نعوات سورية - ميشيل كيلو 2006
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 01-14-2012, 07:41 PM بواسطة بسام الخوري.)
01-14-2012, 07:39 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الطرطوسي غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 340
الانضمام: Mar 2011
مشاركة: #4
RE: نعوات سورية - ميشيل كيلو 2006
هي مقالة سخيفة لميشيل كيلو نشرها و قيل يومها أنه اعتقل بسببها.
لا أعلم سبب اعتقاله و لكني كنت ضد اعتقاله على أي حال بسبب المقالة أو بسبب غيرها فالرجل لم يفعل سوى القول و التعبير.
و لكن المقالة فيها تشويه شديد لحاضر و ماضي اللاذقية
اقتباس:غير أن ظاهرة مهمة لطالما لفتت نظري وأنا اخترق شوارع مدينتي، هي أن أبناء الريف يكونون في أغلب الأحيان من العسكريين، بينما تربط أبناء المدينة علاقة بعيدة وواهية بالجيش
ربما يكون هذا الكلام صحيحا
و لكن ليس ما يلي هو التفسير الصحيح
اقتباس:بلد تستقطب سلطته أبناء الريف في الجيش والأمن خاصة، وتمنحهم وظائف ومراكز قيادية في دوائرها ومرافقها الرسمية، وتشجعهم علي الانخراط في الجندية وما يتفرع عنها من دوائر وأجهزة
السبب هو أن أبناء المدن لا يحبون الانخراط في الجيش عموما لأن الجيش ليس شيئا يطمع فيه المرء. إذا كان هناك في الجيش نسبة صغيرة جدا ممن وصلوا إلى مناصب عليا فإن الغالبية الساحقة تعيش حياتها بعيدة عن بلدانها و في ظروف ليست بالجيدة و براتب لا يعطيه التاجر في المدينة للبنت التي تقف بائعة في محله. أبناء المدن المسيطرين على التجارة و الصناعة لا يتجهون للخدمة العسكرية بينما و في كثير من الأحيان يكون الجيش هو الخيار الوحيد المتاح أمام أبناء الريف.
اقتباس:يقينا لو أنني وجدت قبل أربعين عاما في نفسي الجرأة للحديث عن طوائف، لرجمني أبناء المدينة والريف
يشير هنا بخبث إلى أن الطائفية لم تكن معروفة قبل حكم البعث. أنا لن أتحدث عن تاريخ الطائفة العلوية في هذه المرحلة حتى لا أتهم بالطائفية بل سأتحدث عن الطائفة المرشدية و هي طائفة أساسية في محافظة اللاذقية. لقد تعرضت هذه الطائفة لأبشع أنواع التنكيل و الاضطهاد و السجن و الاعتقال بتهمة اتباع عقيدة غيبية ضالة. و ما هو معيار الضلال؟ حكم و قرار عقيدة غيبية أخرى لا أحد يملك البرهان عليها (و لا على غيرها). و مع ذلك يتجرأ كيلو ليقول أن محافظة الاذقية لم تكن تعرف الطائفية.
كيلو ربما كنت محقا فيومها اللاذقية لم تكن تعرف الطائفية لأنه لم تكن تعرف و تعترف إلا بطائفة واحدة.
اقتباس:اسم فاطمة وخديجة وزهراء وعائشة ومؤمنة وتقية وسميه وآمنة وآية بين أسماء بناته وقريباته،
و هنا الفضيحة الكبرى التي أظهرت أن كيلو لم يقرأ أوراق النعوة و لا يعرف الفرق بين أوراق النعوة الريفية (و يعني بها العلوية) و المدنية (و يعني بها السنية.)
فالمعلوم أن الطائفة السنية لا تكتب أسماء النساء في نعواتها. و الحقيقة أن هذا هو الفرق الوحيد و المعيار الوحيد الذي يمكن فيه التمييز بين أوراق النعوة السنية و العلوية. في أوراق النعوة العلوية أسماء النساء مذكورة بينما في أوراق النعوة السنية لا تذكر أسماء النساء.
اقتباس:خاصة حين تبحث عبثا في أوراق النعي عن شيء يشي بوجود زواج أو قرابة بين المدينة وريفها،
و هذا محض افتراء ففي اللاذقية بالذات هناك تزاوج كثير بين الطائفتين.
01-21-2012, 06:18 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
ابن سوريا غير متصل
يا حيف .. أخ ويا حيف
*****

المشاركات: 8,151
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #5
الرد على: نعوات سورية - ميشيل كيلو 2006
فقط أود الحديث عن نقطتين أوردهما طرطوسي

أولها أن أهل المدن لا يميلون للانخراط في الجيش، فهذا رأي وليس حقيقة، أي أنك تبني تسخيفك لمقال من خلال رأي تراه، لا تؤكده الحقائق في مقارنة مع "وضع" آخر ما. ففي كل بلاد العالم فإن الضباط غالباً ما يكونون من المدن، الأمر جدير بالدراسة ولكنك لا تستطيع جزمه بكلمة أو رأي عالسريع متوافق مع أهوائك واعتقادك الخاص غير المبني على الدلائل والقرائن.

النقطة الثانية حول الطائفة المرشدية، فهي مقموعة أساساً من الطائفة العلوية، وليس من السنة وهذا على الأغلب تعلمه ولكنك لا تذكره، فأنا أعرف الكثيرين من هذه الطائفة المنشقة أساساً عن العلوية والتي يلفظها قبل أحد آخر العلويون، أعرف شخصاً متزوج من علوية حلت على زوجته لعنات عائلتها بسبب هذا الزواج.
ثم أنه خلال حكم الأسد(الآب والإبن) أربعين سنة لم تتغير فيها حقيقة عدم اعتراف الدولة والمجتمع لغير طائفة واحدة وهي المسلمين (فلا يوجد اعتراف لا رسمي ولا شبه رسمي بالمذاهب المختلفة). بل قام باللعب على الانقسامات الطائفية وعمقها بتهميش السنة عملياً، هذا ليس معناه أن النظام بفكره طائفي ولكن بسلوكه هو كذلك(فهذه سياسة حكم أو إحدى سياسيات الحكم)، فهو يستغل أي انقسامات ممكنة في المجتمع ليستمر. وهذا بالذات ما سيكون وبالاً على سوريا مستقبلاً. فنحن أمام إحدى حالتين:
- إما أن النظام عمق فعلياً المشاعر الطائفية (وحتى المشاعر الطبقية العدائية) في المجتمع فهو لذلك مجرم جدير بالحرق.
- وإما أن هذه المشارع موجودة ولم يستطع محاربتها رغم قدرته على ذلك بتحكمه بموارد المجتمع والدولة بشكل مطلق لأربعين سنة (أي لأكثر من جيلين، يذكر أن الجيل في علم الأنتروبولوجيا يقدر بـ 17 سنة)، وهذا يعني أنه فاشل وعليه ترك هذه الدولة التي لم يستطع فعل شيء إيجابي بها خلال ما يزيد عن جيلين، لمن ربما يستطيع.

وفي الحالتين عليه "منطقياً" و"رياضياً" الرحيل.
01-21-2012, 10:37 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الطرطوسي غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 340
الانضمام: Mar 2011
مشاركة: #6
RE: الرد على: نعوات سورية - ميشيل كيلو 2006
(01-21-2012, 10:37 PM)ابن سوريا كتب:  فقط أود الحديث عن نقطتين أوردهما طرطوسي

أولها أن أهل المدن لا يميلون للانخراط في الجيش، فهذا رأي وليس حقيقة، أي أنك تبني تسخيفك لمقال من خلال رأي تراه، لا تؤكده الحقائق في مقارنة مع "وضع" آخر ما. ففي كل بلاد العالم فإن الضباط غالباً ما يكونون من المدن، الأمر جدير بالدراسة ولكنك لا تستطيع جزمه بكلمة أو رأي عالسريع متوافق مع أهوائك واعتقادك الخاص غير المبني على الدلائل والقرائن.
في بلاد العالم راتب الضابط ليس كراتب الضابط في سوريا. (حتى مع الأخذ بعين الاعتبار فرق الرواتب بين هذه البلدان و سوريا)
إن كنت ملازما في لبنان فهذا يعني أنك محسود من جميع أقرانك و أصلا لا يمكن أن تدخل إلى الجيش اللبناني إلا بواسطة ثقيلة من احد كبار الزعماء.

اقتباس:النقطة الثانية حول الطائفة المرشدية، فهي مقموعة أساساً من الطائفة العلوية، وليس من السنة وهذا على الأغلب تعلمه ولكنك لا تذكره، فأنا أعرف الكثيرين من هذه الطائفة المنشقة أساساً عن العلوية والتي يلفظها قبل أحد آخر العلويون، أعرف شخصاً متزوج من علوية حلت على زوجته لعنات عائلتها بسبب هذا الزواج.
هي ملفوظة بالأصل من العلويين صحيح أما مقموعة فاسمح لي فيها. إذا حلت على زوجة صديقك لعنات عائلتها بسبب زواجها من مرشدي فاسأله ماذا سيفعل لو تزوجت ابنته من علوي. ستحل عليها رصاصات بندقيته و ليس لعناته. ربما الطائفة العلوية(و الاسماعيلية حتى نكون منصفين) هي الوحيدة في سوريا التي تكتفي بلعن بناتها إذا تزوجن من طوائف أخرى .
الطائفة العلوية تلفظ المرشدية و تتبرأ منها و العكس أيضا صحيح فالمرشديون يلفظون الطائفة العلوية و يتبرؤون منها و لكن كل هذا على المستوى الديني أما على مستوى التعايش الاجتماعي فالطائفتان تتعايشان بشكل جيد و لم تسجل بينهما مشاكل تذكر
قمع الطائفة المرشدية تم بشكل نظامي و ممنهج بأجهزة الدولة في عهد الاستقلال و لم يتوقف إلا في عام 1963.

اقتباس: بل قام باللعب على الانقسامات الطائفية وعمقها بتهميش السنة عملياً،
لا أدري كيف يكون السنية في سوريا مهمشين
مهمشين دينيا و فكريا؟ الصحيح أن العلوية هي المهمشة دينيا و فكريا. فالمؤسسة الدينية السورية سنية بالكامل . حتى الأوقاف الدينية و الأماكن العلوية المقدسة تخضع لإدارة الأوقاف السنية. التعليم الديني سني بالكامل (و يدرسه أبناء العلويين في المدارس بالصرماية). كلية الشريعة و الكليات الشرعية الموازية سنية بالكامل. الطائفة العلوية في سوريا هي الوحيدة الممنوعة من إحداث مرجعية دينية خاصة بها و عندما حاول البعض فعل هذا في الثمانينيات تمت تصفيته إلى آخؤ القائمة.
السنية مهمشون اقتصاديا؟ الحقيقة أنه في محافظات الاختلاط العلوي السني الست السنة هم الأكثر رفاهية اقتصاديا و هم المتحكمون بالتجارة و الصناعة و تجارة البحر و غير ذلك. الأمر لا يحتاج لذكاء كبير يكفي أن تذهب و تمشي في الأحياء ذات الغالبية العلوية و تلك ذات الأغلبية السنية لترى الفرق. هل يقول عاقل يعيش في دمشق و صعد في أي يوم من حياته إلى عش الورور أو المزة 86 أن العلويين هم أصحاب الامتيازات الاقتصادية في دمشق مثلا.
الآن إذا أخذنا السنة على عموم سوريا لا أستطيع القول أن السنة أفقر أم أغنى بسبب ضخامة العدد و امتدادهم على عموم البلاد. صحيح أنه يوجد ريف سني في المنطقة الشرقية في غاية الفقر و أفقر من أي ريف علوي و لكن يوجد بالمقابل مناطق أخرى غنية بشكل واضح و تتدرج حتى تصل إلى الثراء الفاحش في مناطق مثل مدينة حلب.
ليس لدي معلومات و لكني رغم ذلك أميل إلى القول أنه لو أخذنا متوسط دخل الفرد العلوي في سوريا و متوسط دخل الفرد السني في عموم سوريا فسنرى الفرد السني أعلى دخلا.
أما لو اقتصرت العينة على محافظات الاختلاط العلوي السني فالسنة أعلى دخلا بكل تأكيد

مهمشون في المناصب ؟! المناصب المدنية متوزعة بين الطوائف و لا يحتل العلويون نسبة أكبر من حجمهم في المجتمع السوري.
في المناصب العسكرية يمكن القول أن العلويين لهم تمثيل أكبر من حجمهم. إذا أردنا التفكير بسطحية نقول أن الدولة تحابيهم و ذلك لحصولهم على نسبة من المناصب العسكرية تساوي تقريبا تلك التي لدى السنة مع فرق الحجم بين الطائفتين. و لكن لا يمكننا بأي حال أن نقول أن السنة "مهمشون". العلويون "مدللون" عسكريا ماشي متل ما بدك و هذا يقتضي منطقيا و إحصائيا أن السنة لا بحصلون على حصة تعادل نسبتهم في المجتمع . ما شي الحال . أما كلمة مهمشون ففيها الكثير الكثير الكثير من البعد عن الحقيقة و المبالغة.
01-23-2012, 08:18 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
طريف سردست غير متصل
Anunnaki
*****

المشاركات: 2,553
الانضمام: Apr 2005
مشاركة: #7
RE: الرد على: نعوات سورية - ميشيل كيلو 2006
(01-23-2012, 08:18 AM)الطرطوسي كتب:  في المناصب العسكرية يمكن القول أن العلويين لهم تمثيل أكبر من حجمهم. إذا أردنا التفكير بسطحية نقول أن الدولة تحابيهم و ذلك لحصولهم على نسبة من المناصب العسكرية تساوي تقريبا تلك التي لدى السنة مع فرق الحجم بين الطائفتين. و لكن لا يمكننا بأي حال أن نقول أن السنة "مهمشون". العلويون "مدللون" عسكريا ماشي متل ما بدك و هذا يقتضي منطقيا و إحصائيا أن السنة لا بحصلون على حصة تعادل نسبتهم في المجتمع . ما شي الحال .

وهذا يقتضي منطقيا القول ان النظام يقوم بمحاباة طائفة لاسباب التمسك بالسلطة، ويترتب على المحاباة خلق البيئة الفكرية التي تحميها وبالتالي تعزيز الطائفية، كأداة حكم.
من الناحية الفلسفية، النظام رسخ الطائفية مضطرا، إذ ان خروجه عن القبول بالشرعية الدستورية يجعله مجبر على خلق الاداة البديلة التي تحمي لاشرعيته، والاداة الوحيدة التي كانت في متناول يده هي الطائفة.

ان عليه ان يعطيها المبررات الفكرية والمادية التي تحضها على القبول به والقبول بالوقوف خارج المجتمع والتميز عنه وحصر ولائها بشخصه. من سوء حظ حافظ الاسد ان خياره كان محتما ان يكون ذو ابعاد طائفية، على العكس من خيارات ديكتاتوريين عرب اخرين مثل صدام حسين او القذافي. واليوم يجد بشار الاسد نفسه سجينا في خيارات والده. ان بشار الاسد لايحكم وانما هو مجرد حجر في آلية وضع نظامها ابوه، واصبح بشار عاجزا عن الخروج بجلده سليما، حتى مع افتراض حسن النية، فهو بين المطرقة والسندان. غير ان ذلك لاينفي عنه مسؤولية الاختيار: لقد اختار ان يكون الجزار.

01-24-2012, 12:55 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
نوار الربيع مبتعد
سوريا دولة مدنية علمانية
*****

المشاركات: 1,768
الانضمام: May 2011
مشاركة: #8
RE: الرد على: نعوات سورية - ميشيل كيلو 2006
(01-23-2012, 08:18 AM)الطرطوسي كتب:  . الأمر لا يحتاج لذكاء كبير يكفي أن تذهب و تمشي في الأحياء ذات الغالبية العلوية و تلك ذات الأغلبية السنية لترى الفرق. هل يقول عاقل يعيش في دمشق و صعد في أي يوم من حياته إلى عش الورور أو المزة 86 أن العلويين هم أصحاب الامتيازات الاقتصادية في دمشق مثلا.
هذا ببساطة لأن هذه المستوطنات العلوية نشأت كأي عشوائية أخرى على تخوم المدينة . هذا حال معظم العشوئيات سنياً و غير سنياً .

بربك قل لي ما الفرق بين عش الورور "العلوية" و الشيخ خالد "السنية" على سفوح قاسيون .؟

أو ضاحية الأسد و حي تشرين عن القابون و ما يجاورها .؟

هذا ببساطة لأن وجودكم دخيل و طارئ في مدينة لم تكن لأجدادكم أو حتى لآبائكم .

مع ذلك فالعلويون متواجدون كغيرهم من أبناء المحافظات الأخرى داخل المدينة بالأحياء الراقية و المتوسطة .. التجارة , المزرعة , العدوي ,المالكي , المزة فيلات, دمر ,..الخ لكنهم بطبيعة الحال ليسوا أكثرية إلا في قليل من العشوائيات و حالهم كحال أي تجمع عشوائي آخر .

كل ذلك لا يعني أن العلوي يعيش فقير بينما يرفل السني بالنعمة , لا ننسى أيضاً أن العلوي الذي يعيش في حي فقير بمحيط العاصمة لا يعبر تماماً عن حاله الاقتصادي . يعني منهم من لديه منزل ثاني بالضيعة و قطعة أرض . بينما الشامي فتلك الحيلة و الفتيلة .

طبعاً الكلام لا ينسحب على أبناء الريف العلوي بل أيضاً على أبناء الريف السني .
01-24-2012, 05:05 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
طريف سردست غير متصل
Anunnaki
*****

المشاركات: 2,553
الانضمام: Apr 2005
مشاركة: #9
RE: الرد على: نعوات سورية - ميشيل كيلو 2006
(01-23-2012, 08:18 AM)الطرطوسي كتب:  السنية مهمشون اقتصاديا؟ الحقيقة أنه في محافظات الاختلاط العلوي السني الست السنة هم الأكثر رفاهية اقتصاديا و هم المتحكمون بالتجارة و الصناعة و تجارة البحر و غير ذلك. الأمر لا يحتاج لذكاء كبير يكفي أن تذهب و تمشي في الأحياء ذات الغالبية العلوية و تلك ذات الأغلبية السنية لترى الفرق. هل يقول عاقل يعيش في دمشق و صعد في أي يوم من حياته إلى عش الورور أو المزة 86 أن العلويين هم أصحاب الامتيازات الاقتصادية في دمشق مثلا.
الآن إذا أخذنا السنة على عموم سوريا لا أستطيع القول أن السنة أفقر أم أغنى بسبب ضخامة العدد و امتدادهم على عموم البلاد. صحيح أنه يوجد ريف سني في المنطقة الشرقية في غاية الفقر و أفقر من أي ريف علوي و لكن يوجد بالمقابل مناطق أخرى غنية بشكل واضح و تتدرج حتى تصل إلى الثراء الفاحش في مناطق مثل مدينة حلب.
ليس لدي معلومات و لكني رغم ذلك أميل إلى القول أنه لو أخذنا متوسط دخل الفرد العلوي في سوريا و متوسط دخل الفرد السني في عموم سوريا فسنرى الفرد السني أعلى دخلا.
أما لو اقتصرت العينة على محافظات الاختلاط العلوي السني فالسنة أعلى دخلا بكل تأكيد

القضية ان غالبية الاغنياء العلويين ظهروا الى السطح بسبب استغلال مراكزهم في السلطة، وليس بسبب المنافسة على القوانين العامة. هذا هو الخلاف بين اغنياء المجتمع وبين اغنياء النخبة الحاكمة. المؤسف ان النخبة الحاكمة اتخذت الطائفية مرتكزا لحكمها وبالتالي اسقطت معها الطائفة بكاملها في وحل الاتهام.
الاغنياء السنة، على العموم، كانوا اغنياء تاريخيا وحسب القوانين العامة للتنافس، إضافة الى انهم جزء من الطائفة الاكبر، في حين ان اغنياء الطائفة العلوية ظهروا من خلال التسلط والوقوف فوق القانون والصلبطة والرشاوي وسرقة اموال الدولة. بذلك يكون من الغير طبيعي مقارنة النوعين على اسس واحدة.
يمكن القول ان اغنياء السنة، اغنياء على الرغم من السلطة وليس بفضلها، في حين ان الامر ليس كذلك بالنسبة لاغنياء العلوية الواقفين على اعلى الهيكل الحكومي والتسلطي والطفيلي. من هذه الناحية يظهر بوضوح وجه التهميش والتسلط

01-24-2012, 06:51 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #10
الرد على: نعوات سورية - ميشيل كيلو 2006
في المستوى الطائفي للنظام السوري
بواسطة
editor2
– 2012/01/24نشر فى: مقالات وتحليلات
عمر قدور : الحياة

بين أن يكون النظام السوري طائفياً، أو أنه يستغل المسألة الطائفية، نقاشٌ قديم متجدد يجد فيه أنصار كل رأي منهما ما قد يدعم فرضيته. ومن المؤكد أن اندلاع الانتفاضة السورية قدّم فرصة كبيرة للحديث في الشأن الطائفي؛ هذه المرة بمعزل عن «الحياء» والتوريات التي كانت تتخلل الحديث عادة، وإن كان التسليم بتفاقم الأزمة الطائفية محفوفاً بالمخاطر الفكرية والواقعية، من حيث أنه يبني على مظاهر الأزمة، وعلى وعي مأزوم أو أقلّه حائر إزاء التحول الجذري الذي تعد به الانتفاضة.
كما بات معروفاً خلع النظام برقع الرياء، وأسفر منذ بدء الانتفاضة عن رؤيته للمسألة الطائفية فقدّم نفسه بصفته حامياً لـ «الأقليات»، وعلى الأخص حامياً للطائفة العلوية، مع ما يقود إليه هذا الوصف من اعتراف صريح بأنه نظام «أقلوي» مضاد لإرادة «الأكثرية»!. في الواقع إن تموضع النظام هكذا يغري أنصاره، وبعضاً من خصومه، بتصديق ما يدّعيه لنفسه من دون التساؤل عن أحقيته بذلك، فكما هو معلوم لم تفوّض أيّ من الطوائف المعنيّة، بما فيها الطائفة العلوية، هذا النظام بتمثيلها أو باحتكار تمثيلها إلى الأبد. لكن ليس بوسعنا أن ننكر على النظام نجاحه، وإن يكن موقتاً، باستقطاب فئات واسعة من «الأقليات» لاقت رواية النظام صدى لديها بسببٍ من مخاوفها من التغيير، أو بسببٍ من مصالح حقيقية مع النظام لا يتمّ التصريح بها علانية، فيُترك للتعبير الطائفي أن يغطّي على الفساد الذي يشوب هذه المصالح.
إن غادرنا لغة التورية التي يعتمدها النظام رسمياً، وتتجلى مراميها واضحة في منطوق أنصاره «اللبنانيين بخاصة»، سعى النظام منذ بدء الانتفاضة إلى تكريس روايته عن «ثورة سنية أصولية» ضد حكم «علماني»، ما دفع بعضاً من معارضيه إلى وصمه بما يرونه أقرب إلى الواقع كـ «حكم علوي». والواقع أن اتهام النظام على هذا النحو لا يثير حفيظة ممثّليه إلا علناً، لأن هذا الاتهام يكرّس من جانب آخر ما يريده النظام من تصوير للانتفاضة على أنها مشروع حرب أهلية طائفية يقوم بها السنة ضد العلويين، وبذلك يكسب ولاء الطائفة العلوية ويحتمي بها، ويضمن حياد «الأقليات» الطائفية الأخرى التي لن ترى لها في مثل هكذا حرب ناقةً أو جمل!.
المفاجئ، ربما، هو النجاح الساحق الذي حققته رواية النظام في أوساط الطائفة العلوية باستثناء جزء من الشباب انضوى في الانتفاضة، حيث يصعب ردّ ذلك إلى المشاعر الطائفية فقط، بخاصة إن استذكرنا ما لاقاه النظام من معارضة في أوساط الطائفة نفسها في عقد السبعينات وحتى منتصف الثمانينات. وحتى إن أخذنا المخاوف الطائفية بالحسبان فإنها لا تكفي وحدها لتبرير الاصطفاف الحالي خلف النظام لمَنْ كانوا حتى عهد قريب يجهرون بمعارضتهم له، فالمخاوف المصاحبة للأزمة قد تأخذ طابعاً شعبوياً معمّماً، لكنها ليست بذلك الأثر الكبير ما لم تكن مستندة إلى شبكة من المصالح الحقيقية التي تبدو مهددة بخطر شامل. إن أسهل ما يمكن استنتاجه هنا هو أن معارضةَ هؤلاء لم تكن جذرية أو جادة أصلاً، وبذلك تُغفل حقيقة أن المئات منهم قضوا سنين طويلة في معتقلات النظام، وأنهم رفعوا شعار إسقاطه في زمن سابق.
منذ مواجهة النظام مع الإخوان المسلمين في مطلع الثمانينات طرأ تحول على سلوك النظام، ويرى البعض أنه منذ ذاك الحين بدأ يعد العدة من أجل هذا اليوم، بما في ذلك توريط الطائفة العلوية أكثر فأكثر في حمايته وفي دمج مصيرها بمصيره. ففي الوقت الذي اتجه النظام إعلامياً إلى محاباة الإسلام السني، والتساهل مع الجمعيات الدينية الأهلية، أو رعايتها حتى، فإن قطاعين اثنين كانا محور الاهتمام الحقيقي هما الجيش والاستخبارات، حيث بات الولاء التام مطلوباً فيهما، ولم يعد مسموحاً بأية شبهة للتمايز أو الطموح الشخصي، ولأن السبيل الأقصر والأسهل لتأمين الولاء كان الاعتماد على علاقات القرابة فقد اتخذت سياسة النظام منحيين متضافرين؛ أولهما التخلص من الضباط الكبار من أبناء الطائفة العلوية؛ أولئك الذين قد يشكّل بقاؤهم تهديداً أو انتقاصاً من السيطرة الكلية للنظام، وثانيهما الاعتماد على ضباط مغمورين من أبناء الطائفة، يعتمد انتقاؤهم على عدم وجود حيثية شعبية تمنحهم ثقلاً خاصاً بمعزل عن ولائهم للسلطة.
وحيث كان الجيش والاستخبارات أقصر طريقين للشعور بامتلاك السلطة، حتى إن كان شعوراً كاذباً، فقد استُغلّت حاجة أبناء الطائفة إلى مصدر للرزق لدفعهم أكثر إلى التطوع في الجيش والاستخبارات، ولأن التطوع لا يحتاج إلى مستوى مرموق من التحصيل العلمي فقد أدى ذلك عملياً إلى تشجيع آلاف الشباب على الإحجام عن التحصيل العلمي، من دون أن ننفي عن بعضهم نوازع السلطة والكسب السريع المتحقق من خلال فساد هاتين المؤسستين.
إن توريط فئات واسعة من أبناء الطائفة في مؤسستي الجيش والأمن لم يكن بمعزل عن السلوك العام للنظام، ففي الواقع لم تتميز المناطق التي تحتوي على غالبية علوية بمستوى عالٍ من التنمية الاقتصادية، بل على العكس تبدو فلسفة النظام وكأنها انبنت طويلاً على عدم تأمين مستوى لائق من التنمية ما دفع أبناء الطائفة إلى ما يشبه التهجير القسري إلى حيث تتواجد مراكز السلطة. المحصلة المخادعة لما سبق هي إحساس فئات واسعة من أبناء الطائفة بأنها مدينة للنظام بتأمين مصادر رزقها، وإحساس فئات أخرى بالأمان بسبب قربها، أو قرابتها، من مراكز الثقل العسكري والأمني. لقد استفاد النظام جيداً من تقديم فتات السلطة وفتات المكاسب الاقتصادية إلى أبناء الطائفة العلوية، مع التركيز طوال الوقت على حرمان أبنائها في ما سبق، وبحيث يبدو ما يقدّمه متصلاً بمحسوبيات طائفية لا بحقوق واجبة لهم كمواطنين، وليس من المصادفة أبداً أن تركز قناة تلفزيونية موالية على المقارنة بين ما كان عليه أبناء الطائفة قبل هذا النظام وما آلت إليه الأحوال في ما بعد دون أدنى اعتبار للتطور الزمني الطبيعي الحاصل في العالم كله، وبالطبع مع إغفال الحقوق المهدورة لهم أيضاً بحكم الفساد والاستبداد.
لقد تعاطى النظام مع الجميع بآلية الرشوة، وهذا ما يجب تفكيكه إذ باستثناء أمراء الفساد لم يحصل أحد من أية طائفة سوى على الحد الأدنى مما ترتبه حقوقه كمواطن، ووجود نوع من التمييز في بعض القطاعات لا يلغي هذا الواقع، وإذا كانت الانتفاضة تعد بإلغاء التمييز فإن ذلك ينبغي أن يكون في إطار تحصيل مستوى أعلى من الحقوق للجميع من دون استثناء.
01-24-2012, 06:56 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  مسيحية للشعب ، ميشيل كيلو ((الراعي)) 0 658 06-16-2012, 05:51 PM
آخر رد: ((الراعي))
  لبنان بعد حرب 12 تموز 2006..! حسام راغب 25 5,101 07-24-2011, 01:26 PM
آخر رد: بسام الخوري
  ماذا يعني ضعف المعارضة العربية؟!...... ميشيل كيلو بسام الخوري 3 1,791 02-22-2011, 02:48 AM
آخر رد: بسام الخوري
  جمهورية اليهود ...حقيقة تاريخية والحل بيد الليدي ميشيل نسمه عطرة 1 1,961 01-10-2011, 10:43 PM
آخر رد: أسامة مطر
  ضريح ميشيل عفلق وضريح جورج واشنطن وما بينهما عزالدين بن حسين القوطالي 28 7,817 12-29-2009, 08:37 PM
آخر رد: أبو نواس

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS