في هذه السلسلة من المواضيع سنستعرض بعض الاسئلة التي تسأل بالعادة عن الالحاد، لنبدأ.

ماهي فائدة الالحاد بالنسبة لي؟

الجواب:
دعني اجيبك بمثال: يقول العلماء ان الارض عمرها 4.5 مليار سنة. ماهي فائدة هذا الرقم بالنسبة لي؟ ماهي اهميته؟ وماذا سيتغير لو كان هذا الرقم 5 مليار بدلاً عن 4.5؟ بالتأكيد ان هذا الرقم لاينفعني ولايضرني في حياتي اليومية. ولكن هذا لايقلل من كونه ممثلاً للحقيقة بحسب مقدار ما نعرف عبر العلم الحديث. فالحقيقة لايزيد ولاينقص من حقيقيتها ان تكون مفيدة او غير مفيدة. فنموذج بطليموس كان اكثر فائدة في الملاحمة من نموذج غاليلو، ولكن الاخير كان اقرب الى الحقيقة.

ولكن مقدار فائدة الحقيقة تختلف من انسان الى اخر ايضاً. انا بالنسبة لي لايهمني كثيرا مقدار شحنة الالكترون ولكن بالنسبة للفيزيائي والكيميائي فان هذا الامر مهم جداً. وهكذا فان وجود وعدم وجود اله مهم جداً للقانوني. فانا اريد ان اعرف ماهي افضل طريقة لادارة شؤوننا؟ ماهي افضل طريقة لنحكم انفسنا ولننشىء نظاماً قانونياً وتشريعياً يضمن العدل والحرية لكل الناس. نريد ان نعرف هل حقا هناك مصدر الهي للقوانين ام انها كلها من صنع البشر وقد وضعت لاسباب شخصية بحتة؟

اذا عرفت ان الله غير موجود فانا ساعرف ان ما يصر السياسيون انها اوامر الهية ليست في الحقيقة سوى وسيلة للسيطرة علي وابقائي ضمن دائرة القطيع. اذا علمت ان القيصر او الخليفة او السلطان او الملك لايحكمني بعهد الهي وليس معصوما من إله لجاز لي ان أحاسبه، لجاز لي كانسان ان اسأله: من اين لك هذا؟ لجاز لي ان اقول له: اعدل! لجاز لي ان اسأله عن كل مغامراته وعن كل جواريه وخنثياته وندماءه واموالنا التي بددها في قصوره الباذخة بينما المساكين يتضورون جوعاً. لو عرفت انه لايوجد اله لاطلقت صوتي في مهب الريح وفي وجوده الطواغيت: الحكم للشعب، لا لكم ايها المستغلون!

اذا عرفت ان الله غير موجود لتوقفت عن ترقيع نفس الثوب المهترئ الذي يرقعه دعاة الاديان وانصاره. لماذا تزوج محمد من طفلة ذات 9 اعوام؟ الجواب الترقيعي هو: لاسباب سياسية واقتصادية واجتماعية. لماذا لم يلغي محمد العبيد مع ما الغى من الربا وشرب الخمر والبحيرة والسائبة والوصيلة وغيرها؟ الجواب لاسباب سياسية واقتصادية واجتماعية. ما اكثر ما ترقعون هذا الثوب المهترئ؟ متى ستتوقف لحظة لتفكر ان هذا الدين لم يصنعك بل انت صنعته وانت كيفته لكي يلائمك. عند اي نقطة ستدرك ان الامر لم يكن سوى لعبة من اجل الملك ولا خبر ولا وحي نزل؟

اذا عرفت ان الله غير موجود لتوقف المحافظون الامريكيون عن ترديد الاسطوانة المشروخة عند كل حرب يشنونها ضد الدول الاخرى لان الله اخبرهم بذلك. سيتوقفون عن الحديث عن عظمة الكتاب المقدس. سيتقفون عن دعم اسرائيل. سيتقفون عن الايمان برسالة الرجل الابيض الى الرجل الاسمر والاسود. لعرفت انه ستكون هناك نهاية لكل الحروب المقدسة. ستكون هناك نهاية للحرب بين السنة والشيعة، بين المسلمين والاقباط، بين المسلمين واليهود، بين الكاثوليك والبروتستانت.

ساعلم انك انت يا من تقف بمواجهتي لست انساناً سيئاً ولكن المستغلون الانانيون خدعوك فسفكت دمي!

تساؤلات مشروعة

اقتباس:اذا عرفت ان الله غير موجود لتوقف المحافظون الامريكيون عن ترديد الاسطوانة المشروخة عند كل حرب يشنونها ضد الدول الاخرى لان الله اخبرهم بذلك

من المفارقات ان ثلاثة من المرشحين عن الحزب الجمهوري الامريكي، و هم ميشيل باكمان، ريك بيري، و هيرمان كين، كلهم قالوا في تصريحات او خطابات أن اللـه قال لهم أن يرشحوا أنفسهم في الانتخابات الرئاسية. الطريف ان الثلاثة خسروا في الجولة الاولى و خرجوا من المنافسة!

بالنسبة لفائدة الالحاد فالإلحاد بحد ذاته لا فائدة له. قد يكون الدين من انفع الاشياء، و الالحاد من اضرها، و لكن هذا لا يغير واقع ان الالحاد على صواب و الدين على خطأ. الكثير من المتدينين يقولون ان الدين امر ضروري، يعطي الناس الامل و الحياة الايجابية السعيدة، و هم في ذلك حالهم مثل المريض الذي قال له الطبيب ان فيه مرض السرطان، فقال المريض في نفسه، "فكرة انني مريض بالسرطان هي فكرة يائسة بائسة، سلبية و مخيفة. أما فكرة أنني بكامل الصحة و العافية هي فكرة ايجابية سعيدة، تعطيني الامل. لذلك فأنا أفضل ألا اصدق الطبيب، و سأؤمن بأنني بكامل الصحة لا مرض فيّ."

الحقيقة كثر ما تكون مرّة و قاسية، و قبولها يتطلب الكثير من النضوج العاطفي و العقلي. لهذا السبب نخفي بعض الاشياء عن الاطفال لأنهم لم ينضجوا بعد و غير قادرين على مواجهة الواقع. و هذا هو واقع الالحاد، ففكرة ان هذه الحياة لها نهاية، و أنه لا وجود لإله يوجه الامور و يعتني بنا، هي فكرة قاسية على من تعود على العكس، و لم ينضج فكريا او عاطفيا لدرجة قبولها.

ربما هذا عن الاله الاسلامي المتصحر الذي اخترعه قبليون متناحرون وهو الاله الي غزوا به الشرق الادنى وخربوه ... اما يسوع المسيح له كل المجد فليس من تلك الالهة المتصحرة
جرب اقبل المسيح مخلصا في حياتك ستتبخر كل هذه التساؤلات وستشعر بالتوازن الذي يعيد اليك راحة البال التي يفتقدها كل مسلم او كل من كان من خلفية اسلامية
المسيح قال اعط ما لقيصر لقيصر ولم يدخل السياسة بالدين ...
اهلا بك وبكم في الكنيسة
هي الطب لادوائكم
سلام الرب يسوع المسيح

(02-05-2012, 07:05 PM)Sheshonq كتب:  ربما هذا عن الاله الاسلامي المتصحر الذي اخترعه قبليون متناحرون وهو الاله الي غزوا به الشرق الادنى وخربوه ... اما يسوع المسيح له كل المجد فليس من تلك الالهة المتصحرة
جرب اقبل المسيح مخلصا في حياتك ستتبخر كل هذه التساؤلات وستشعر بالتوازن الذي يعيد اليك راحة البال التي يفتقدها كل مسلم او كل من كان من خلفية اسلامية
المسيح قال اعط ما لقيصر لقيصر ولم يدخل السياسة بالدين ...
اهلا بك وبكم في الكنيسة
هي الطب لادوائكم
سلام الرب يسوع المسيح

كانت هذه هي فترة الاعلانات نعود بكم الان الى متابعة بقية برامجنا

(02-05-2012, 07:05 PM)Sheshonq كتب:  ربما هذا عن الاله الاسلامي المتصحر الذي اخترعه قبليون متناحرون وهو الاله الي غزوا به الشرق الادنى وخربوه ... اما يسوع المسيح له كل المجد فليس من تلك الالهة المتصحرة
جرب اقبل المسيح مخلصا في حياتك ستتبخر كل هذه التساؤلات وستشعر بالتوازن الذي يعيد اليك راحة البال التي يفتقدها كل مسلم او كل من كان من خلفية اسلامية

نعم الاله الاسلامي متصحر و دموي، أما الاله المسيحي فهو اله محبة، دمر الارض و ما فيها في الطوفان الخرافي، و نحر جميع أطفال مصر نحرا حين ليعاقب الفرعون المصري، و طلب من الشعب المختار ان يدخلوا ارض فلسطين و يمسحوا كل من فيها مسحا عن وجه الارض بحد السيف، و ها هم يهود اليوم أطاعوا هذا الاله كما اطاعوه في الماضي.

و يريد هذا الاله ان يرسل جميع سكان الارض الى نار يتعذبوا فيها لأنهم لم يقبلوا العملية الانتحارية التي قام به "ابنه".

عن نفسي اقول ان الالحاد بالنسبة لي كان غاية في الفائدة:
1- اصبحت متصالحا مع نفسي دون ادنى تناقض داخلي.
2-اصبحت اكيل الامور بكيل واحد: العقل و العلم و المنطق! فما يقبله العقل مقبول و ما يرفضه مرفوض. بشكل آخر انا لا استطيع ان اصدق ان عيسى بن مريم تكلم في المهد لكن بوذا لم يفعلها!!
3-اصبحت اعرف ان حياتي هي رهن قراراتي فان كان ما اقرره صحيحا تحسنت احوالي و ان كان ما اقرره سيئا ساءت احوالي و لا شان للشاب الامرد بحياتي اطلاقا فليس هو من كتب علي الشقاء و السعادة و الى ما هنالك من علاك صديء!
4-وجدت معنى جديدا للحياة, فرض علي ان اتمتع بها على اكمل وجه ضمن حدود حريتي. فالحياة جميلة و الاجمل منها ان نعيشها بشكل سعيد.
5-جعلني الالحاد انسانا عالميا منزها عن كل عنصرية او معتقد موروث, فانا اعرف ان كل الناس يحملون الجوهر اياه فلا فرق عندي بين ابيض و احمر و اصفر, و لا فرق بين مسلم و مسيحي, و لا فرق بين هندي و اميركي... لا فرق اطلاقا بين الناس غير ان بعضهم يعمل على تطوير نفسه و اغنائها و البعض الآخر لا يفعل.
6-و الاهم من ذلك كله ان الالحاد جعلني حرا متحررا من اي سيد ممكن, فانا سيد نفسي و هذه الحرية هي مصدر سعادتي و نجاحي, و هي اثمن ما عندي...

فكرة مغلوطة تسيطر عليك ألا وهي أن الدين هو منشأ الصراع البشري

الصراع غريزة داخل النفس البشرية لا علاقة لها بالدين ، ولكنها أحيانا تتخذ الدين صورة لها .
لكي تفهم ذلك دعني أوضح لك فكرة مبسطة وهو ملخص لمقال كنت قد كتبته عن " الصراع البشري" ، فالصراع غريزة تقع في الترتيب بين غريزة البقاء وغريزة العصبية ، فغريزة "البقاء" لدى الإنسان تدفع الإنسان للحصول على الطاقة ، والذي في اطار الندرة النسبية للموارد يدفع الى "الصراع" من أجل البقاء، وهذا الصراع أدى الى ظهور "العصبيات" ، والعصبية تتخذ عدة صور بعدة مستويات ، فاذا أخذنا القبلية مثلا كصورة للعصبية ستجد أنها تبدا بالفرد كأول مستوى ثم أخوته ثم أقاربه ثم قبيلته ثم قريته ومحافظته ودولته وهكذا .
أيضا الدين كصورة للعصبية يتخذ عدة مستويات مثل التدين عامة ثم الدين الخاص ثم المذهب ثم الآراء الفكرية داخل المذهب ، وهكذا يتدرج الإنسان في العصبية حسب المجموعة المقابلة ، فالسلفي سيتحد مع الأزهري في عصبية ضد العلماني ، وعندما يختلي الأرهريون الى بعضهم سيتعصب كل الى مذهبه امام الآخر .
أنا ضربت هنا صورتين فقط للعصبية وهما القبلية والدين ،ولكن هناك صور عديدة لا يسعني حصرها هنا .
وهذه الغرائز تسير في دائرة مغلقة فمزيد من العصبية سيؤدي لمزيد من الصراع الذي سيؤدي الى مزيد من العصبية وهكذا....
والصراع والعصبية عرائز موجودة في دمائنا مثلها مثل غرائز الحياة والجنس ، ولن تختفي بمجرد اختفاء صورة من صور العصبية وسيظل الصراع مستمرا الى أن ينتهي الجنس البشري ، واختفاء الدين لن ينهي الصراع مطلقا ، ولكن سيتخذ صور أخرى بنفس القوة !!
هل تعتقد أن أمريكا تحارب العالم على أساس ديني حتى ولو كان تصريحاتها كذلك ؟؟ مطلقا ، فالهدف اقتصادي من أجل موارد البقاء وهي الغريزة الأساسية والاولى .

هل تعتقد لو اختفت الأديان سينتهي الصراع الديني ؟؟ مطلقا ، فما لا تدركه أن الإلحاد دين وله مذاهب ، وسيتقاتل أصحابها اذا اختفت الأديان !!

الصراع في النفس البشرية وليس في الأديان ....


راجع نفسك وانصحك بقراءة كتاب " سكولوجية العنف البشري" لـ " كولن ولسون"

(02-06-2012, 06:24 PM)حسن سلمان كتب:  فكرة مغلوطة تسيطر عليك ألا وهي أن الدين هو منشأ الصراع البشري

الصراع غريزة داخل النفس البشرية لا علاقة لها بالدين ، ولكنها أحيانا تتخذ الدين صورة لها .
لكي تفهم ذلك دعني أوضح لك فكرة مبسطة وهو ملخص لمقال كنت قد كتبته عن " الصراع البشري" ، فالصراع غريزة تقع في الترتيب بين غريزة البقاء وغريزة العصبية ، فغريزة "البقاء" لدى الإنسان تدفع الإنسان للحصول على الطاقة ، والذي في اطار الندرة النسبية للموارد يدفع الى "الصراع" من أجل البقاء، وهذا الصراع أدى الى ظهور "العصبيات" ، والعصبية تتخذ عدة صور بعدة مستويات ، فاذا أخذنا القبلية مثلا كصورة للعصبية ستجد أنها تبدا بالفرد كأول مستوى ثم أخوته ثم أقاربه ثم قبيلته ثم قريته ومحافظته ودولته وهكذا .
أيضا الدين كصورة للعصبية يتخذ عدة مستويات مثل التدين عامة ثم الدين الخاص ثم المذهب ثم الآراء الفكرية داخل المذهب ، وهكذا يتدرج الإنسان في العصبية حسب المجموعة المقابلة ، فالسلفي سيتحد مع الأزهري في عصبية ضد العلماني ، وعندما يختلي الأرهريون الى بعضهم سيتعصب كل الى مذهبه امام الآخر .
أنا ضربت هنا صورتين فقط للعصبية وهما القبلية والدين ،ولكن هناك صور عديدة لا يسعني حصرها هنا .
وهذه الغرائز تسير في دائرة مغلقة فمزيد من العصبية سيؤدي لمزيد من الصراع الذي سيؤدي الى مزيد من العصبية وهكذا....
والصراع والعصبية عرائز موجودة في دمائنا مثلها مثل غرائز الحياة والجنس ، ولن تختفي بمجرد اختفاء صورة من صور العصبية وسيظل الصراع مستمرا الى أن ينتهي الجنس البشري ، واختفاء الدين لن ينهي الصراع مطلقا ، ولكن سيتخذ صور أخرى بنفس القوة !!
هل تعتقد أن أمريكا تحارب العالم على أساس ديني حتى ولو كان تصريحاتها كذلك ؟؟ مطلقا ، فالهدف اقتصادي من أجل موارد البقاء وهي الغريزة الأساسية والاولى .

هل تعتقد لو اختفت الأديان سينتهي الصراع الديني ؟؟ مطلقا ، فما لا تدركه أن الإلحاد دين وله مذاهب ، وسيتقاتل أصحابها اذا اختفت الأديان !!

الصراع في النفس البشرية وليس في الأديان ....


راجع نفسك وانصحك بقراءة كتاب " سكولوجية العنف البشري" لـ " كولن ولسون"

لم يقل احد ان الدين هو سبب الصراع البشري بل قلنا ان الساسة وغيرهم يستغلون الدين لاسباب شخصية. اذا زال الدين فلن يستطيع احد ان يفرض علي قوانينه ويدعي انها مقدسة ومن السماء

ربما اذا قرأت الموضوع بتمعن اكثر قبل ان تنصح غيرك وقل ان تنطق بما لاتعرف

لا أعرف من هذا الذي يفرض عليك قوانينه ؟؟؟
هناك دول ديمقراطية قوانينها من الشعب
وهناك دول ديكتاورية يحكمها مجموعة بقوانين ظالمة لمصالح شخصية ، ولن يفرق اذا كانت باسم الدين أو غير الدين ، ولو اختفت الأديان ، فلن تختفي هذه الديكتاتوريات ، وسيظل هؤلاء الذين يستضعفونك ويفرضون عليك قوانينهم !!
ولم يكن مبارك أو زين العابدين يحكمون بالدين وبقوانين الهية ومع ذلك كانوا يفرضون قوانينهم علينا !!
هل تتحذ الدين مشجبا تعلق عليه ضعفك ؟
وضح أكثر حتى أفهم مشكلتك